تسعة
الرئيسية » دين » كيف تعلمين طفلك القرآن باستخدام الطريقة النورانية ؟

كيف تعلمين طفلك القرآن باستخدام الطريقة النورانية ؟

بعد أن أصبح الكثير يردد اسم الطريقة النورانية لتعليم القراءة والكتابة والقرآن الكريم، ويشيد بهذه الطريقة وبأثرها الفعال في التعلم، أصبح من المهم معرفة أصل هذه الطريقة وكيفية تعلمها والفائدة الكبيرة التي عمت من ورائها. تابعوا القراءة لتجدوا بغيتكم.

الطريقة النورانية

الطريقة النورانية هي طريقة تساعد على تعليم القراءة والكتابة وتعليم القرآن الكريم وحفظه؛ وذلك للأطفال أو غير الناطقين باللغة العربية أو ممن لا يتقنون العربية من العرب أنفسهم. وقد قام بوضع هذه الطريقة الشيخ نور محمد حقاني؛ وهو هندي الأصل؛ ثم جاء الشيخ فتح محمد المدني ليضيف بعض التعديلات التي تسهل على متعلم الطريقة النورانية تلقيها بسهولة. ومنذ سنوات عديدة تستخدم الطريقة النورانية لتعليم اللغة العربية في كثير من الدول الأجنبية؛ وذلك بمراكز متخصصة في ذلك. وفي يومنا هذا أصبح متوفرا بعض هذه المراكز بالدول العربية؛ وبالتالي فإنه من السهل الآن تعلم هذه الطريقة.

شرح القاعدة النورانية

تعتمد القاعدة النورانية على التدرج. وفيها يتعلم الشخص الحروف المفردة في البداية، ثم الحروف المركبة؛ أي تعلم نطق حرفين معا بدلا من حرف واحد، ثم الحروف المقطعة الموجودة في أوائل بعض سور القرآن؛ مثل ألم وكهيعص وطس وطسم، ثم تعليم الحروف المتحركة بالفتح أو الضم أو الكسر، ثم الحروف المنونة بأواخر الكلمات؛ ويقصد بذلك التنوين بالفتح والضم والكسر، ثم تعليم حروف المد بالألف والواو والياء، ثم تعليم بعض الكلمات التي تشتمل على كل من المد والتنوين والحروف اللينة، ثم تعليم السكون في منتصف الكلمات وآخرها.

الطريقة النورانية لحفظ القرآن

إن المقصود بالطريقة النورانية هو تطبيق قواعد التجويد في قراءة وحفظ القرآن الكريم بطريقة عملية؛ وذلك بدلا عن سرد قواعد التجويد وحفظها دون تطبيق. ومعلوم أن ألف باء قراءة وحفظ القرآن هو معرفة مخارج الحروف الصحيحة. وتساعد الطريقة النورانية قارئي القرآن على ذلك بشكل لا يشق عليهم ولا يعذبهم. والحقيقة أن الطريقة النورانية لقراءة وحفظ القرآن الكريم قد وضعت خصيصا للأعاجم الذين لا يحسنون نطق الأصوات العربية؛ بيد أن بعد العرب أنفسهم عن لغتهم الأم جعلهم أولى الناس بتعلم القرآن بهذه الطريقة. وعلى الرغم من أن هذه الطريقة تفيد الكبار والصغار في قراءة وحفظ القرآن الكريم، تكون فائدتها الأكبر للأطفال الصغار؛ لأن الصغير في الغالب تكون مخارج الحروف صعبة عليه؛ الأمر الذي يجعل من الصعب حفظ القرآن في سن مبكرة على الكثير منهم. بيد أن تجارب من قاموا بتحفيظ الأطفال القرآن بالطريقة النورانية أثبتت أنها تسهل على الطفل الحفظ والقراءة في سن مبكرة؛ لأنها تناسب الطريقة التي يعمل بها مخه.

الطريقة النورانية لتعليم القراءة والكتابة

تعتمد الطريقة النورانية لتعليم القراءة والكتابة في الأساس على تعليم الطفل أو غير الناطق باللغة العربية طريقة نطق الحروف العربية المفردة ثم الحروف المركبة ثم الحروف المتحركة. وفي هذا تيسير على المتعلم؛ فالتدرج من الأسهل إلى الأصعب يجعل الأمور أكثر بساطة ويسرا. ولأن الطريقة النورانية تعتمد على تعليم نطق الحروف نطقا صحيحا مع النظر إلى شكل كل حرف أثناء نطقه، فإنها تعتبر من أفضل طرق تعلم القراءة والكتابة؛ وذلك لأن القراءة تعتمد على حفظ شكل الحروف الأبجدية، والكتابة تعتمد على رسم كل حرف منها؛ وهذا يحصل بتعلم الطريقة النورانية.

مناسبة الطريقة النورانية للصغار

من الأمور البديهية أن الأطفال يختلفون عنا نحن الكبار في طريقة تعلمهم وتلقيهم للمعلومة؛ فالطفل لا يمكن أن يستوعب الأمور بطريقة التوجيه والوعظ التي نستوعب بها، وإنما يناسبه أكثر أسلوب اللعب والتعلم الممزوج بالمرح. والطريقة النورانية لحفظ وقراءة القرآن الكريم توفر للطفل الصغير هذا الأسلوب الذي يسهل عليه وعلى من يعلمه مهمة الحفظ والقراءة. والسبب في ذلك أنها تعتمد على أكثر من مصدر لتلقي المعلومة والحفظ؛ فهناك الكتب الملونة والأسطوانات المضغوطة واللوحات المعلقة على الحائط وغيرها. كما أن كل وسيلة من هذه الوسائل تعلم الطفل بالصوت والصورة؛ فالحروف مكتوبة بألوان تجذب انتباه الطفل، ويصاحبها نطق بطريقة تشبه الموسيقى. واجتماع الصوت والصورة بهذه الطريقة يساعد جزئي المخ الأيمن والأيسر على أن يعملا معا في نفس الوقت؛ مما يزيد من كفاءة المخ وحجم الاستيعاب لدى الطفل. إذن الطفل عند تعلمه القرآن باستخدام الطريقة النورانية يلعب ويقضي وقتا ممتعا ويتعلم في نفس الوقت.

وجدير بنا في هذا المقام أن نشير إلى أن الطريقة النورانية تناسب الطفل بمجرد تعلمه التكلم؛ فالطفل يستطيع تعلم القرآن وحفظه بطريقة صحيحة عند بلوغه عامين إلى عامين ونصف من عمره؛ ولا يشترط أبدا أن يكون الطفل مجيدا للقراءة والكتابة. وحتى في حال كانت مخارج الحروف لدى الطفل لا زالت غير صحيحة، كلها أو بعضا منها، تساعد الطريقة النورانية على تعديل مخارج الحروف؛ لأن الطفل يتعلم من خلالها الحروف مفردة في البداية، ثم يتعلمها مركبة، ومن ثم يبدأ في قواعد المدود وغيرها من قواعد التجويد. كما أن بعض الأطفال يتعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة بفضل الطريقة النورانية في تعلم القرآن. وما يميز هذه الطريقة أنها تعدل من نطق الطفل وتساعده على التحدث والتحاور بشكل أفضل؛ إلى جانب تعلمه للقرآن. ولعل هذا هو السبب في أن الطريقة النورانية تستخدم في بعض مراكز التخاطب لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النطق.

الطريقة النورانية للكبار

ليس بخفي علينا أن كثيرا من العرب يفتقرون للنطق الصحيح لمخارج الحروف الخاصة بلغتهم. ولذا فإن الطريقة النورانية تساعد كل من لديه مشكلة في النطق على تعلم القراءة والكتابة؛ سواء للقرآن أو غيره بالشكل الصحيح. والسبب وراء ذلك هو أن كل مخرج من مخارج الحروف له مكانه بمركز النطق بالمخ؛ ويأخذ كل صوت مكانه ويتشكل عند السماع الذي يبدأ عندما يكون الطفل في سن صغيرة من أبويه ومن حوله. وفي بعض الأحيان يحدث أن الطفل ينطق صوتا ما بطريقة خاطئة، ويكون ذلك تقليدا لمن ينطقون حوله بنفس الطريقة الخاطئة أو لصعوبة نطق الصوت عليه بالطريقة الصحيحة؛ وكثيرا ما يشجعه على النطق بنفس الطريقة من حوله ولا يحاولون تصحيح الخطأ له. ويؤدي ذلك إلى أن الصوت يتكون لدى الطفل بطريقة تخالف طبيعته الأصلية في اللغة. والطريقة الوحيدة لتعديل نطق الصوت هو سماعه بالشكل الصحيح وترديده مرارا وتكرارا حتى يأخذ مكانه في المخ على هيئة صوت جديد يتعلمه الإنسان. ولعلنا نلاحظ أن كثيرا منا يتعلم أيا من اللغات الأخرى التي تخالف لغتنا الأم، كالإنجليزية والفرنسية وغيرها، في المراحل التعليمية المختلفة ويقوم بنطق الأصوات الخاصة بهذه اللغات بنفس طريقة نطق الأصوات العربية؛ ولكن ما إن يستمع الإنسان إلى تسجيلات متعددة لهذه اللغة يبدأ تكوين الأصوات الخاصة بها بمخه ويتحسن نطقه بها تحسنا كبيرا. إذن هو نفس الأسلوب الذي يتعلم به الإنسان الأصوات الخاصة بأي لغة؛ بالسماع المقرون بشكل الحرف، ومن ثم تقليده.

ونختتم كلامنا بأنه من السهل اليوم تعلم الطريقة النورانية؛ وذلك من خلال بعض المواقع الإلكترونية أو المراكز الموجودة بأنحاء شتى من البلاد. ويفضل دوما تعليم الطفل هذه الطريقة بداية من عمر السنتين؛ وهو العمر الذي يبدأ فيه بالتكلم؛ فهي تساعده على تحسين اللغة وبدء حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

عشرين − 12 =