تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الطب البديل » كيف بدأ الطب المثلي وماهي المعتقدات الخاطئة حوله؟

كيف بدأ الطب المثلي وماهي المعتقدات الخاطئة حوله؟

الطب المثلي هو نظام علاجي يرتكز بالأساس على التقاليد الثقافية والأسس التاريخية والثقة الكبيرة في وصفات الأجداد والحنين للطبيعة الأم.

الطب المثلي

الطب المثلي هو شكل من أشكال النظم العلاجية الذي يرتكز على المبادئ العامة التي قام بصياغتها “صامويل هانيمان” عام 1796 ويستند هذا النظام العلاجي على قانون أبقراط في الطب والذي ينص على “المثل يعالج المثل.”

يُذكر أن الطب المثلي بدأ بتجربة أدت لاكتشاف أن المفعول المثلي لشجرة الكنكينا والمعروف بشجر الحميات؛ حيث اتضح أن الشجرة لها مفعول متناقض ومزدوج حيث تسبب حمى الملاريا للشخص السليم ولكنها تشفي من الملاريا في الوقت ذاته إذا قام بتناولها الشخص المصاب ولكن بكميات ضئيلة.

وتنص نظرية العلاج المثلي على أن الشخص المصاب يستطيع الشفاء عبر استخدام كميات قليلة من المواد التي تتسبب في مرضه من الأساس، ومن الجدير بالذكر أن الدلائل العلمية والسريرية لم تثبت نجاح العلاج المثلي وبالتالي فلا يوجد مستحضرات طبية مستخدمة لها تأثير دوائي موثق علميا.

الطب المثلي ماذا يعني؟

الطب المثلي يستند بالأساس إلى تلك المقولة الشعبية الشهيرة ” وداوني بالتي كانت هي الداء” حيث يعتمد على علاج الأمراض عن طريق العناصر المسببة له، ويتم استخدام مواد طبيعية بنسبة مائة في المائة في الطب المثلي مثل المواد النباتية والحيوانية أو المعدنية، حيث تسهم هذه المواد بالأساس في تحفيز الجهاز المناعي المقاوم للأمراض ولا يحتاج المريض إلى مواصلة تناول الدواء بعد الشفاء حيث يمكنه التوقف فورا عن تناوله.

ويتم العلاج بالطب المثلي عن طريق تقديم معلومات تفصيلية دقيقة للطبيب المعالج تشمل التاريخ الصحي للمريض وبداية ظهور المرض، وكيف تطور وطريقة تأثيره على المريض عقليا وجسديا ونفسيا، كما يُطلب من المريض أن يقوم بشرح كل العوارض المرتبطة بمرضه بشكل دقيق مثل وقت حدوث المرض ومكان حدوثه والأحداث المرتبطة بتلك العوارض أيضا ومدى تأثرها بحالة الطقس كما يُسأل المريض عن أطعمته التي يفضلها أو يكرهها.

علاج الطب البديل

علاج الطب البديل أو الطب التكميلي هو أسلوب علاجي يختلف عن الطب التقليدي أو الحديث، وأهمية هذا النوع من العلاج تكمن في قلة التأثيرات الجانبية له وذلك لاستعماله مستحضرات طبية طبيعية ويرتكز هذا النوع من العلاج على العلاقة الوثيقة بين الجسد والنفس، وعلاج الطب البديل يشمل دراسات العلاج العلاج الطبيعي، والعلاج بالأعشاب واليوجا والتأمل والارتجاع البيولوجي، والتنويم المغناطيسي والإبر الصينية وعادة ما تعتمد دراسات الطب البديل على الطابع الروحي لكل مريض، ومن أشهر أمثلة الطب البديل والتي أضحت منتشرة على نطاق واسع مؤخرا في جميع أرجاء العالم؛ العلاج عن طريق الأعشاب والعودة للطبيعة سواء في الدواء أو الغذاء حتى أنها امتدت إلى أسلوب الحياة والمعيشة، ويعد التداوي بالأعشاب من الطرق المعروفة للشفاء منذ ألاف السنين ولكن لبعض الأعشاب مساوئ وأضرار على الرغم من كونها طبيعية فبعضها قد يتسبب في الفشل الكلوي مثل شاي شيرال الذي له قدره على إزالة الآلام ويعد مضاداً للأكسدة.

وبعض الأعشاب قد تتفاعل مع الأدوية وتتسبب في إحداث أضرار بالغة للجسم، فعلى سبيل المثال تناول الثوم النيء مع الجنزبيل قد يفيدا في علاج الصداع إلا أن اجتماعهما معا قد يتسبب في أحداث ميوعة بالدم ويمنعا تجلطه مما يعرض المريض لنزيف مستمر، ولهذا تعتبر الأعشاب أدوية من أصل نباتي ويوجد بها بالفعل مواد فعالة ويمكن أن تساهم مع الأدوية التقليدية في علاج بعض الأمراض كالسكري وارتفاع ضغط الدم، ولكن يجب تناولها بحرص بالغ وتكون جرعتها محسوبة بشكل متناهي الدقة، وفي حال اللجوء للتداوي بالأعشاب يفضل الاستعانة بالصيادلة لأنهم على دراية أكثر من غيرهم حيث قاموا بدراسة علم العقاقير أثناء تعليمهم وهذا بخلاف العطارين الذين بحكم عدم خبرتهم يجهلون الآثار الجانبية المدمرة لتلك الأعشاب.

وإضافة إلى التداوي بالأعشاب كعلاج بالطب البديل هناك أيضا الإبر الصينية التي أضحت مؤخرا تستخدم في التخدير الكلي لمريض القلب أثناء إجراءه لعملية قلب مفتوح من أجل تغيير صمام شرياني، والعلاج بالإبر الصينية يشبه لدغة البعوض وهو غير مؤلم ويستخدم حاليا في علاج إدمان المخدرات والخمور والربو، والوخز بالإبر الصينية يعمل على إفراز المورفينات وكذلك الكورتيزونات الطبيعية للجسم وبالتالي تعمل على معالجة الالتهابات الجسدية والعصبية وهذا ما يجعل علاجها فعال حتى في الطب التقليدي خصوصا أنها بلا آثار جانبية مثل الجراحة والأدوية.

ويعد اللجوء لاستخدام التصوير المقطعي وأشعة إكس بالرنين المغناطيسي طريقة من طرق علاج الطب البديل حيث تستخدم في التئام الجروح وعلاج الاكتئاب وتساعد هذه الأشعة في تشخيص بعض الأمراض وعلاجها كما تستخدم في تخفيف الآلام والعلاج بالأشعة فوق البنفسجية يفيد في تحسن مريض الصدفية.

يُذكر أن شعب الهيمالايا لديهم علاج طب بديل شائع الاستخدام يطلق عليه “علاج شيرداهرا” ويعتمد هذا العلاج على تنقيط المريض بالزيت الدافئ والتنفس العميق يصاحبهم الاسترخاء التام وذلك من أجل علاج الإجهاد العضلي والذهني حيث تؤدي تلك التهدئة إلى سهولة تدفق الدم غلى الحواس والجلد وأطراف الأصابع.

الطب التجانسي

الطب التجانسي أو الهيوميوباثي هو أحد فروع الطب البديل ويعد نظام صيدلي طبيعي عقاقيري يرتكز على استخدام جرعات صغيرة جدا من المواد المستخرجة من الأعشاب الطبيعية أو المعادن وذلك من أجل إثارة استجابة طبيعية لشفاء المريض، وكلمة الطب التجانسي تشير إلى علاج المريض من خلال مادة تؤدي إلى أعراض المرض الذي يراد علاجه، وكلمة هيوميوباثي مركبة من مقطعين أساسيين هوميو أي مماثل وباثي أي معاناة أو مرض، والأدوية التجانسية تعمل من خلال تنشيط الجهاز الدفاعي والمناعي لدى المريض وبالتالي يرتفع مستوى المناعة لدى المريض ككل، وعوضا عن محاربة العامل الخارجي للمرض يعمل الطب التجانسي على رفع دفاعات الجسم ومناعته حيث يتولى الجسم نفسه مهمة الدفاع عن نفسه، فالطب التجانسي يعتمد بالأساس على تشخيص طاقة الشفاء الداخلية للمريض، ومن ثم إيجاد طاقة متجانسة أو مماثلة لها من الطبيعة، وذلك لأن الطاقة الحيوية جزء لا يتجزأ من طاقة الشفاء الذاتي، وعن طريق الطب التجانسي يتم تحفيز طاقة المريض ليواجه المرض، كما يمكن عن طريق الطب التجانسي تغيير قابلية الإنسان للمرض وبالتالي سيضعف تأثير مسبب المرض ولن يستجيب الجسم له بسهولة، ولهذا لو تكامل العلاج بالأدوية مع العلاج التجانسي سيصل المريض لحالة الشفاء وذلك لأن أدوية العلاج التجانسي لا توجه ضد الأعراض المرضية وإنما توجه إلى قابلية المريض واستعداده.

وتجدر الإشارة إلى أن العلاج بالطب التجانسي لن يكون عوضا عن العلاج التقليدي ولكنه سيكون مكمل له وذلك من أجل تحسين قدرة الإنسان وتلافيه للأمراض؛ فعلى سبيل المثال من يصاب بالبرد أكثر من مرة وتعجز كافة الأدوية عن علاجه يتلقى في تلك الحالة أدوية طب تجانسي وهنا تتغير قابلية المريض للإصابة بالبرد والعلاج بالطب التجانسي يكون إما عن طريق الطاقة المحفزة على الحياة أو الدعم النفسي هذا بالإضافة إلى أجهزة متخصصة تقو بإعطاء الرنين المساوي للطاقة.

يُذكر أن نسب نجاح الاستعانة بالطب التجانسي في مداواة الأمراض غير مضمونة وذلك لأن تأثيرها يختلف من شخص لآخر هذا عطفا على أن الطب التقليدي يركز على العلاج الحسي المادي للجسم أما العلاج التجانسي فيتعامل بالأساس مع الجزء الحيوي وتأثيره على علاج الأمراض العضوية والعلل النفسية الجسيمة ومن الجدير بالذكر أن العلاج بالطب التجانسي لا يتم مع أمراض تليف الكبد والأورام والإيدز.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

أسماء

محررة وكاتبة حرة عن بعد، أستمتع بالقراءة في المجالات المختلفة.