تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » كيف تتكيف مع مرض الشلل الكامل وتعيش حياة أقرب للعادية؟

كيف تتكيف مع مرض الشلل الكامل وتعيش حياة أقرب للعادية؟

الأشخاص المصابون بمرض الشلل الكامل يعانون كثيرًا في حياتهم وهو ما يتطلب مساعدتهم للتكيف مع الوضع الجديد وتقديم الدعم والتحفيز لهم من خلال الأسرة والطبيب.

الشلل

يعرف الشلل بأنه هو فقدان القدرة على نقل عضلة واحدة أو أكثر، قد تترافق مع فقدان الشعور وغيرها من وظائف الجسم، فهو لا يسبب عادة مشاكل مع العضلات نفسها، ولكن مشاكل مع الأعصاب أو الحبل الشوكي، وعادة ما يكون لدى الشخص المصاب بالشلل شكل من أشكال تلف الأعصاب، ويصنف الشلل إلى عدة أنواع منها الشلل الكامل أو التام وهو الذي يصيب كامل جسد الإنسان وذلك عكس الشلل النصفي الذي يصيب كل من الساقين وأحيانا الحوض وبعض الجزء السفلي من الجسم، وفي بعض الأحيان قد يصيب الشلل الذراع والساق على جانب واحد من الجسم، أما بالنسبة للشل الأحادي فهو الذي يصيب أحد أطراف الإنسان، يضاف إلى كل هذه الأنواع فهناك الشلل الذي يصيب كل من الذراعين والساقين والذي يؤدي إلى عجز كبير لجسد الإنسان، وبالتالي حدوث الكثير من المضاعفات لدى الشخص المصاب بالشلل، وغالبا ما تحدث هذه الأنواع نتيجة الإصابة بإحدى الأسباب الآتية والتي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالشلل ومن بين هذه الأسباب هي السكتة الدماغية، والإصابة في الرأس، وإصابة الحبل الشوكي والتصلب المتعدد.

كيف تتكيف مع الشلل

تدابير منع قرحة الضغط

إذا كنت مشلولا، فمن المهم أن تتخذ تدابير لمنع التعرض لقرحة الضغط، فتطور قرحة الضغط يحدث عندما يصل الضغط المستمر في الدم إلى أجزاء من الجسم، حيث يحتوي الدم على الأكسجين وغيرها من المواد الغذائية للحفاظ على صحة الأنسجة وذلك دون وجود إمدادات مستمرة من الدم، وبالتالي يحدث تلف في الأنسجة والتي تنتهي بموت هذه الأنسجة في نهاية المطاف، كما أن قرحة الضغط لا تتطور في الأشخاص الذين يعانون من التنقل العادي لأن الحركات العادية للجسم توقف الضغط، فعلى سبيل المثال، إذا كان الشخص غير قادر على التحرك بانتظام بسبب الشلل، فإن قرحة الضغط يمكن أن تتطور بسرعة، وأحيانا على مدى بضع ساعات، لذا تغيير موقفك بانتظام هو وسيلة فعالة للوقاية من القرحة، لذا ينصح كثير من الأطباء المتخصصين مستخدمي الكراسي المتحركة بضرورة تغيير وضعهم مرة واحدة على الأقل كل 15 إلى 30 دقيقة، وإذا كنت بحاجة إلى البقاء في السرير، يجب عليك تغيير موقفك على الأقل كل ساعتين، وإذا كنت غير قادر على تغيير الموقف بنفسك، يمكن أن يساعدك أحد من أقاربك في التحرك تدريجيًا.

التعامل مع طبيب تثق به

وضع صحتك وسلامتك في يد آخر هو جزء من البرنامج الضروري للتغلب على الشلل، فلا ينبغي أن يكون أي شخص قريب منك أثناء هذا المرض لكن كن حريصًا بدرجة كبيرة على التعامل مع مدربك أو طبيبك الخاص أو أحد أقاربك، وبالتالي يتحول شريك حياتك إلى مقدم الرعاية الخاص بك وهو من يساعدك على التكيف مع وضعك الجديد.

تدرب بانتظام

تعد واحدة من أهم العوامل التي يحب أخذها في الاعتبار لدى المصابين بالشلل هي التدريب بانتظام وإجراء بعض التمارين البسيطة، وذلك لتحفيز الجهاز العصبي بشكل طبيعي، فالمصابون بالشلل يجب أن يتعلموا جيدًا طرق

الجلوس بشكل صحي لهم، والقيام ببعض التدريبات، فهذه هي التي تعزز من صحة الإنسان وتنشط جهازه العصبي، وهو أمر مهم للحياة اليومية، وبالتالي قد تجد عضلات المعدة تزداد قوة بشكل مستمر طوال الوقت، لدرجة أن بعض المصابين يمكنهم القيام ببعض الأنشطة اليومية وتناول الطعام على الطاولة.

لا تصبح حالتك

مع أي إصابة خطيرة مثل الشلل، هناك خطر يلازم الشخص المصاب وهو أنه يعتقد أن كافة أمور حياته أصبحت تتلخص في هذا المرض، وبالتالي يبدأ التركيز بشدة في هذا المرض وبتأثير به بشدة، لذا يكون من المهم أن يبدأ الشخص المصاب بالشلل في استبعاد كل ما هو ذو تأثير على حياته وألا يتوغل في التفكير في هذا المرض ويمارس حياته ويواصل طموحاته الحياتية كما كانت قبل المرض.

التحفيز

يعتبر التحفيز وبالتحديد تحفيز الأشخاص الذين يمرون بأزمات سواء كانت صحية أو غيرها، هو أحد العوامل التي تساعد في التعافي من مرضهم أو غيره مما يتعرضون له، وبالتالي فلابد أن ينعم هؤلاء الأشخاص المصابون بالشلل بجزء كبير من التحفيز من الأشخاص المحيطون بهم، لمساعدتهم في مواصلة حياتهم وتحقيق بعض طموحاتهم بطريقة طبيعية للغاية.

توفير وسائل التنقل

لا يوجد حاليا علاج للشلل الدائم، والهدف من العلاج هو مساعدة الشخص على التكيف مع الحياة في ظل إصابته بالشلل من خلال جعلها مستقلة قدر الإمكان، وثمة هدف مهم آخر من العلاج هو معالجة المشاكل الصحية والمضاعفات المرتبطة بها التي تنشأ عن الشلل، مثل قرحة الضغط، إضافة إلى ذلك فتوفير سبل التنقل مثل الكراسي المتحركة، للشخص المصاب بالشلل تعد واحدة من الأمور الضرورية، وهناك نوعان رئيسيان من الكراسي المتحركة؛ الكراسي المتحركة اليدوية وهي المصممة للأشخاص الذين يعانون من قوة العضلات العليا الجزء العلوي من الجسم، والكراسي المتحركة الكهربائية وهي المصممة للأشخاص الذين يعانون من ضعف قوة العضلات في الجزء العلوي من الجسم أو الشلل في جميع الأطراف الأربعة، وهناك أيضا نوع جديد نسبيا من الكراسي المتحرك يعرف باسم الكرسي المتحرك، والذي يعمل مثل كرسي متحرك ولكن يسمح للشخص بإعادة وضعيته وهذا يساعد على تقليل خطر الإصابة بالقروح النمائية، ومع ذلك؛ يمكن أن تكون الكراسي الدائمة مكلفة من الكراسي القياسية.

إدارة المثانة والأمعاء

تقريبا جميع أنواع إصابات الحبل الشوكي وأنواع كثيرة من الشلل العام يؤدي إلى فقدان الأمعاء العادية وظيفة المثانة، هذا لأن الأعصاب التي تتحكم في الأمعاء والمثانة تقع في نطاق الحبل الشوكي، ومعظم الأشخاص يستخدمون قسطرة لتفريغ البول من المثانة، ومن المهم التأكد من إفراز المثانة بانتظام لأن المثانة الكاملة بشكل مفرط يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وهناك نوعان من خيارات العلاج الرئيسية لمساعدة الأشخاص مع الشلل فارغة الأمعاء؛ وهي إعادة تدريب الأمعاء ويهدف هذا إلى تحسين تناسق البراز الخاص بك، ومساعدتك في تحفيز الأمعاء الخاصة بك، بجانب ذلك فهناك طرق بديلة، مثل الحقن الشرجية، حيث يتم حقن السائل في الأمعاء للمساعدة في تحفيزه على تفريغ ما بداخله.

زيادة القدرة على السعال

هناك مشكلة تؤثر على معظم الأشخاص الذين يعانون من الشلل وهي أن القدرة على السعال تنخفض بشكل مستمر، ويرجع ذلك إلى أن رد الفعل في حالة السعال ينخفض، فإذا كانت العضلات مشلولة، فتنخفض قوة سعال الشخص وهذا أمر خطير لأن قدرة الشخص على السعال تمكنه من مسح الرئتين من تراكم المخاط وإفرازات أخرى، وبالتالي فإن انخفاض هذه القدرة يمكن أن تؤدي إلى خطر الإصابة بالعدوى، كما يمكن الإشارة هنا إلى أحد التقنيات المستخدمة للتعويض عن الانخفاض في القدرة على السعال فهناك عدد من الأجهزة المتاحة لمساعدتك على القيام بذلك، والتي تعوض عن فقدان عمل العضلات، لذا من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من خطر الإصابة بالعدوى عن طريق منع تراكم البلغم، والتأكد من السعال بانتظام، وشرب الكثير من الماء لتخفيف أي بلغم، مما يزيد قدرة الشخص المصب بالشلل على السعال.

التعامل مع الشخص المصاب بالشلل يعد أحد اهم العوامل التي يجب مراعاتها لمساعدتهم في تجاوز ما يعانون منه بسبب هذا المرض، خاصة وأن الشلل يتسبب في فقدان القدرة على نقل العضلات إضافة إلى حدوث مشاكل مع الأعصاب أو الحبل الشوكي، لذا لابد من اتباع مجموعة من العناصر لمساعدته على تجاوز محنته والتكيف مع الوضع الذي أصبح واقع فعلي ومن هذه العناصر التدريب بانتظام وتوفير وسائل تنقل آدمية لهم وتحفيزهم بشكل مستمر سوء من خلال أفراد الأسرة أو من خلال الطبيب الخاص.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

خمسة عشر − ثلاثة =