تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » الشخص المناسب للزواج : كيف تعرف أن شريكك هو ما يلائمك للزواج ؟

الشخص المناسب للزواج : كيف تعرف أن شريكك هو ما يلائمك للزواج ؟

التأني عند اتخاذ قرارات هامة مثل قرارات الزواج يساعد على حل العديد من المشاكل المستقبلية، لذلك نرشدك إلى أساسيات اختيار الشخص المناسب للزواج .

الشخص المناسب للزواج

ربما يسود العلاقات العاطفية شيء من التهور أو التسرع، أو عنفوان الحب، لكن اختيار الشخص المناسب للزواج شيء آخر تمامًا، هنا لابد من التروي والتفكر قليلاً بشيء من العقل والمنطق لأنك مقبل على الارتباط بشكل رسمي أمام جميع الناس وشرعًا وقانونًا بالشخص الذي ستقضي معه بقية حياتك، ليس بقية حياتك فحسب.. بل سيرتبط اسمه باسمك إلى الأبد بالرباط المقدس، إذن في هذه الحالة عليك أن تتعامل مع اختيار الشخص المناسب للزواج بشيء من التروي والتفكر جيدًا.

أساسيات اختيار الشخص المناسب للزواج

الحب شيء والارتباط شيءٌ آخر

كثيرًا ما سمعنا هذه الجملة سواء من أشخاص مقبلون على الزواج أو تزوجوا بالفعل ويقضون باقي أعمارهم مع الأشخاص الذين ارتضوهم ليشاركوهم هذا العمر المتبقي، وذلك كنوع من الهمسة في أذن الشخص الذي سيختار الشخص المناسب للزواج به، والحقيقة أن هذه الجملة تحتوي على بعض النظرة الموضوعية للزواج والعقلانية أيضًا وتفرض على الشخص الذي عليه أن يختار الشخص المناسب للزواج أن لا يعول على الحب كل الآمال، بل أن يضع في اعتباره عوامل أخرى يأخذها في الحسبان لإنجاح هذه الزيجة وزيادة نسبة احتمال استمرارها.

هل معنى ذلك أن الحب ليس شرطًا ضروريًا للزواج؟

بالطبع لا، من يجرؤ أن يقول ذلك، عادة احتمالية استمرار زواج بدون عاطفة ليست المقياس للسعادة الذي يفرزها هذا الزواج، والزواج بدون عاطفة يصبح طقسًا مملاً روتينيًا تكره فيه شريك حياتك وتحمله مسئولية تعاستك، وأغلب حالات الخيانة بين الأزواج ترجع إلى الشعور الحاد بنقص العاطفة في الزواج وبالتالي يرتمي أحد الأزواج أو كلاهما في أحضان أول من يشعرهما بهذه العاطفة، ولكن ما نريد أن نقوله أن الحب وحده كعامل وحيد ومنفرد لا يستطيع أن يبقي على زواج أو يقيم أسس مشروع أسرة صغيرة، أو يكون المقياس الوحيد لاختيار الشخص المناسب للزواج.

كيف أعرف إذن الشخص المناسب للزواج به؟

إليك أبرز الأمور التي عليها أن تتوافر في الشخص الذي تود الزواج به والتي تستطيع من خلالها تمييزه في هذه النقطة:

تشعر بالأمان لمجرد وجوده

لابد أن هذا هو أحد الصفات المهمة التي يجب أن تتوافر في الشخص المناسب للزواج وتمنحه هذه الصفة من الأساس، فشعورك بالأمان بجوار هذا الشخص وانزياح شعورك بالغربة أو بالقلق أو بالخوف وأنت معه أحد أهم الأسباب التي تجعلك تقبل على الزواج به وأنت مطمئن لا سيما وأن وجود مثل هذا الشخص في حياتك سيجعل الحياة سعيدة جدًا وأن وقوعك في مشكلة أو مواجهتك لعقبة من عقبات الحياة، أو حتى الشعور غير المبرر بالحزن أو بالألم والذي يشعره الإنسان بين الحين والآخر، أنت مطمئن لوجود الشخص المناسب للوقوف بجانبك واحتوائك بحنانه وعاطفته وحبه وخوفه عليك، وبالتالي لن تواجه مصاعب الحياة وحدك، بل هناك من سيعضدك وسيشد على يدك ولن يتركك أبدًا وأنت بدورك ستشعر بمدى صدق حرصه على إشعارك بهذا ومدى فاعلية اهتمامه بالتالي ستشعر أن كل الأمور ستكون بخير لطالما كان هذا الشخص موجودًا، بالتالي.. هذه الصفة يجب أن تكون موجودة في الشخص المناسب للزواج.

يكون حاضرًا في مستقبلك كلما تخيلته

لابد أن كل إنسان لديه تخيل لمستقبله كيف سيكون أو بالسير على هذه الخطوات التي يمشيها أو بالقياس إلى واقعه الحالي فإن لديه تصور قد يكون قريبًا من الواقع عن مستقبله كيف سيكون إن استمر على هذه الوتيرة، وبالطبع لابد أن تتوافر في الشخص المناسب للزواج به أهم صفة وهو أن يكون حاضرًا، وبقوة في هذا المستقبل، ولا أريد أن أبالغ حين أقول أن من أهم صفات الشخص المناسب للزواج هو أن يكون المستقبل بالأساس قائمًا على وجوده أو حتى على الأقل أن يكون هو أحد أهم ركائز المستقبل الأساسية وأحد الأعمدة التي يرتفع عليها هذا التصور للمستقبل القريب، لذلك وجود هذا الشخص في تصورك للمستقبل دون أن يكون هذا مصدر إزعاجك بل مصدر سعادتك يجعل منه الشخص المناسب للزواج بامتياز. لذلك، لا تفكر أبدًا في الزواج من شخص لا تجد له في مستقبلك مكانًا، أو تجد أن تواجده في مستقبلك من عدمه لن يصنع فارقًا كبيرًا أو وجوده تحصيل حاصل بحيث أن تحقق هذا التصور لن يتوقف على وجوده بأي شكل من الأشكال.

لا يسبب وجوده نوع من الضغط عليك

لا ريب أن هناك الكثير من العلاقات العاطفية التي تربطنا بطرفها الثاني فقط أهمية وجودنا في علاقة عاطفية فحسب أو وجود ظهير عاطفي في الحياة بدلاً من حياة الوحدة المؤلمة والتي قد لا يقدر الكثير من الناس على تحملهاـ لكن تخيل أن يكون هذا هو الشخص المناسب للزواج فهذه تكاد تكون من رابع المستحيلات ولا يمكن تصورنا أبدًا نعيش في بيتٍ واحد مع هذا الشخص، وربما يعود السبب في هذا إلى أن هذا الشخص يضغط عليك في الواقع بشكلٍ مرهق ويحملك أكثر من طاقتك للتحمل وتجده دومًا متطلبًا غيورًا، وتجد أنه قد يحرمك من متع كثيرة بسبب تطلبه المتواصل ونكده المستمر ورغبته في السيطرة والتحكم والضغط عليك واستنزافك، وهذا الشخص بالطبع قد تتحمله في علاقة عاطفية أنت تعرف أن مهما طال أجلها فإنها ستظل مؤقتة وأنها ستنتهي في وقتٍ ما وأنه ليس هناك ثمة نية لديك لتحويلها إلى علاقة رسمية فعلاً، وقد يكون فيه من الصفات الجيدة ما تجعله جيد في علاقة عاطفية مؤقتة كهذه، أما تصور وجود حياة زوجية كاملة معه وأن يتواجد معك طوال اليوم وتنامان معًا على سريرٍ واحد ومن الصباح إلى المساء وهو معك فإن هذه الحياة قد تبدو لك جحيمًا بالتالي، الشخص المناسب للزواج لا ينبغي أن يشكل ضغطًا عليك بأي شكل من الأشكال وينبغي أن يكون حضوره خفيفًا، تشعر به مثل نسمة الهواء في الأمسيات الصيفية الحارة، لا أن يكون ثقيلاً كرياح عاصفة باردة تخترق عظامك في أكثر أيام الشتاء برودة، لذلك الشخص المناسب للزواج هو من لا تجده يضغط عليك أو من لا يحملك أكثر من طاقتك للاحتمال.

يتحمل المسئولية معك لا يلقي المسئولية عليك

بالطبع في علاقات كثيرة نجد أن شخصًا يضطلع وحده بتحمل مسئولية العلاقة بأكملها ويعطي كل شيء تقريبًا بينما هناك طرف يأخذ كل شيء تقريبًا، ربما يكون هذا محتملاً في علاقات عاطفية يكون اللقاء فيها أسبوعيًا أو نصف شهري أو شهري، لكن أن يكون هذا الشخص غير المبالي إطلاقًا والذي لا يعي أصلاً معنى أنه في علاقة يجب أن يكون هناك تقارب في مستوى الأخذ والرد وأنه لا يجب أن يكون هناك شخص يعطي كل شيء منزوعًا كل المميزات، بينما الطرف الآخر على الجانب الآخر يأخذ كل شيئًا ومتمتعًا بكل مميزات العلاقة العاطفية، لذلك الشخص المناسب للزواج هو الشخص الذي يشاركك تحمل المسئولية، الذي يقوم معك باجتياز مصاعب الحياة، الذي يمسك يده بيدك وتمشيان المشوار سويًا، لا يتركك تذلل له عقبات الطريق بينما هو يمشي في الطريق الممهدة دون تعب أو مشقة، ذلك وأن التعب والمشقة مع شخص يقدرك ويتناوب معك حمل الأعباء والمسئوليات قد تهون ويصبح هذا هو الشخص المناسب للزواج منه حقًا، بينما تحمل كافة الأعباء والمسئوليات من شخص لا يدرك معنى المسئولية من الأساس ظلم بين لا ينبغي أن يتحمله بشر، ولا ينبغي أن يكون هذا الشخص في دائرة الأشخاص المحتملين للزواج بهم.

يعي تمامًا معنى الأسرة ويدرك أبعادها

ربما هناك الكثير من الأشخاص الذين لا زالوا يعيشون بعقلية مراهقين يودون أن تسير علاقاتهم العاطفية بمنتهى الفوضوية والعشوائية متحللون من كل التزام متخففون من حمل أي مسئولية، متهربون من الوعي بدورهم الذي يجب أن يؤدونه في الحياة، كل فكرتهم عن العلاقات هو الخروج في مواعيد غرامية والتنزه واختلاس القبلات والكلام الرومانسي والاحتفال بعيد الحب ليس إلا، وهؤلاء الأشخاص لا يعون دور الأسرة ولا يدركون معنى تكوين بيت صغير ولا يتفهمون ما هو الزواج وما هي متطلباته وكيفية الحياة بعد الزواج، والمعيشة مع شخص آخر ولا يمكن أن تخرج من بين هؤلاء من تطلق عليه: الشخص المناسب للزواج.

لذلك عليك باختيار الشخص الذي يعرف أن الزواج شيء آخر غير الارتباط وأنه عليه تحمل مسئولية الأسرة والمشاركة في توفير الأمان المادي والمعنوي والعاطفي لهذه الأسرة وأن مشاركة شخص آخر الحياة يعني تحمل مسئولية هذه المشاركة وأن يكون على قدر مستواها، ونستطيع أن نقول على هذا الشخص أنه هو الشخص المناسب للزواج وذلك بضمير مستريح، وقلب مطمئن.

بينكما نقاط تقاطع كبيرة في تصوركما للحياة المثالية

قد يكون الشخص الذي وقع عليه اختيارك للزواج به وتراه هو الشخص المناسب للزواج، شخص يعي معنى البيت والمسئولية ويدرك أبعاد الزواج ومتطلباته ويتفهم جيدًا ما الذي ينبغي على الإنسان فعله إذا أراد الزواج ولكن للأسف كل شخص منكما لديه فكرة مختلفة عن الحياة المثالية أو تصور مختلف عن تفاصيل الأسلوب المعيشي الأمثل للحياة، فهناك شخص مثلاً ممن يوصف بأنه “بيتوتي” يحب الجلوس في المنزل والاستمتاع بدفء الأسرة ولا يحب التنقل كثيرًا بل يحب أن يقضي أغلب أوقاته بالمنزل، قد يكون هذا اختياره الذي يستريح فيه، والذي يجده الأفضل والأمثل من وجهة نظره ويكون هذا الشخص صالحًا وطيبًا وحنونًا ومتحملاً للمسئولية، ولكن للأسف ليس الشخص المناسب للزواج لشخص يعشق الحركة والسفر والتنقلات المستمر ولديه طاقة وحيوية كبيرة جدًا لأن يتنقل باستمرار ويذهب لأماكن جديدة ولا يحب الاستقرار في مكان واحد.
وعلى ذلك قس..

ولا نريد أن نقول بذلك أن الشخص المناسب للزواج يجب أن يكون نسخة مطابقة لك تمامًا، ولكن أن يكون هناك اتفاق بينكما حتى على الخطوط العريضة للأمور التي يستقيم معها المنزل وتتكون أركان الأسرة التي يسود فيها المحبة والوئام بين أفرادها، لا النزاع أو الشقاق أو تعارض الأهداف والغايات.

بينكما أحلام وهوايات مشتركة

الشخص المناسب للزواج يجب أن تتوفر فيه واحدة من أهم الخصال، وهو أن يكون بينكما أحلام تحققانها سويًا وأن يكون رغبتكما في تحقيق هذه الأحلام متساوية أي أن كل شخص سوف يسعد ويستمتع بتحقيق هذه الأحلام أو السعي نحو تحقيقها، فكيف سيكون الحال مع وجود رفيق تحبه وتألفه يحقق معك هذه الأحلام؟

أيضًا من صفات الشخص المناسب للزواج مشاركتك في الهوايات التي تحبها، فتخيل أنك تعيش مع شخص عاشق للسينما مثلك، أو يحب الموسيقى التي تحبها، أو يهوى الرقص كما تهواه أنت، لابد أن هذا سيولد شعور عميق لديكما بالتفاهم والتآلف ولابد أنه سيجلب المزيد من السعادة والفرح على هذه الأسرة الصغيرة ولابد أن يكون هذا الشخص الذي بينك وبينه أحلام مشتركة ستسعيان في تحقيقها سويًا وهوايات مشتركة ستسعدان بممارستها معًا، هو الشخص الذي من الممكن أن يطلق عليه بأريحية: الشخص المناسب للزواج.

حريص على إسعادك

هل يوجد في العالم من يحب النكد؟ بالطبع لا يوجد شخص يحب النكد والغضب واختلاق المشكلات والعصبية، حتى أكثر الأشخاص عصبية، تجدهم مندفعين ومنجرفين في عصبيتهم دون وعي منهم بذلك، ولكن هناك أشخاص بلغ من تقديرهم واحترامهم وعاطفتهم الشديدة لك أنهم يستطيعون التوقف عن ممارسة العصبية والانفعال عليك لأنهم حريصون على إسعادك ويخشون إغضابك أو يكونوا ضاغطين عليك أو مصدر حزن وألم إليك ولو بأقل درجة من الحزن والألم، وهذا هو الشخص المناسب للزواج فعلاً، لأن الزواج معه سيتحول لحياة سعيدة تحتوي على التقدير والاحترام والعاطفة الفائضة والأحاسيس الجياشة، ومجرد عثورك على هذا الشخص الحريص على إسعادك وإدخال السرور على قلبك ويتوخى الحذر دائمًا من أن يقول ما يغضبك أو يؤلمك، يجب أن تتمسك به ولا تجعله يفلت من يدك أبدًا وتتزوجه في أقرب فرصة.

يقبل عيوبك وتقبل عيوبه

لعل أبرز النصائح عند اختيار الشخص المناسب للزواج هي أن تكون على وعي بعيوب هذا الشخص وفي نفس الوقت معترف بها ومتقبلها ومستعد للتعايش والتأقلم معها دون انزعاج، لا سيما وأنك سترى هذه العيوب بشكل أوضح وبصورة مكثفة لأنكما ستعيشان مع بعضكما البعض وستريان كل السيئ والجيد في كل شخص منكما وستبرز الصورة الواضحة لكليكما وبالتالي يجب أن يكون هناك تقبل للعيوب من كل طرف للآخر حتى لا يحدث التذمر المستمر من العيوب مما قد يشيع جوًا من النكد والتشاحن في المنزل ليس له أي داعي وقد يتطور الأمر ويفضي إلى تلاشي العاطفة والحب بسبب هذه التشاحنات المستمرة، لذلك يجب أن يعي كل شخص مقبل على الزواج أن الأمر ليس ورديًا أو حالمًا كما يظن، بلا لابد أنه سيعاني بعض المشاكل والطباع المختلفة والتي لا يجب أن تسبب انزعاجه بل يجب أن يجد الطريقة المناسبة للتعايش والتأقلم معها.

الاحترام والتقدير والقدرة على النقاش

بالطبع الاحترام والتقدير شيء لابد أن يكون موجودًا في كل علاقة أيًا كان شكلها أو كان الإطار الذي يحيط بها، ولكن يصبح الأمر ضروريًا إذا كانت هذه العلاقة هي علاقة زواج، لذلك الشخص المناسب للزواج منه هو الشخص الذي يقدرك ويحترمك ويجعلك تشعر باحترامك لنفسك من خلال احترامه لك، والاحترام والتقدير يأتيان بخاصية مهمة هي خاصية احترام الرأي واحترام العقلية والقدرة على النقاش الجاد والاقتناع بالرأي المنطقي الأكثر مناسبة للموقف المطروح بغض النظر عن قائل هذا الرأي خاصة وأنه لا يرغب بفرض رأيه أو إثبات وجهة نظره حتى وإن كانت تفتقر للمنطقية والعقلانية، بل يريد الحل الأفضل والأنسب وذلك ينبع من وعي بالشراكة في الحياة وليس الفردية، أي الاشتراك في حمل المسئولية واحترام قدرة الشريك على حمل هذه المسئولية وتقدير ذلك.

خاتمة

الشخص المناسب للزواج يجب أن يتم اختياره بعناية لأنه من المفترض أنك ستعيش معه طوال حياتك ولذلك يجب أن تجد الشخص الذي يوفر لك القدر الأكبر من الأمان المادي والمعنوي ولا يكون مصدر ضغط عليك أو تحميلك مالا تطيق، بل يكون مصدر دفء واحتواء وحنان وتخفيف الأعباء.

محمد رشوان

أضف تعليق

ثلاثة × واحد =