تسعة
الرئيسية » معتقدات وظواهر » الشاكرا : كيف يمكن تحفيز القوى الروحانية داخل الجسم بالشاكرا؟

الشاكرا : كيف يمكن تحفيز القوى الروحانية داخل الجسم بالشاكرا؟

الشاكرا وحدة بناء نظام الطاقة في الجسم البشري وفقًا للاعتقادات الشرقية، ولها دور هام في تجديد قوى الجسم والعقل والقلب والروح، فما هي أسرار تلك الطاقة؟

الشاكرا

الشاكرا مصطلح شائع يُستخدَم في علم الطاقة البشرية، ويُعزَى أصل هذه الكلمة إلى النصوص الدينية الهندوسية حيث تُعَد جزءًا من الممارسات والطقوس في الأديان الشرقية القديمة. وتحمل هذه الكلمة معنى عجلة أو دوران ولكن المقصود منها هو بؤر الطاقة أو محطات القوى التي تولد الطاقة البشرية حسب الاعتقاد الشرقي القديم. ويصف الطب الهندي الكلاسيكي وظيفتها بأنها مراكز دائرية تدور بطريقة الدوامات مولدةً للطاقة البشرية، وبالتالي فإنها تشكل نظامًا متكاملاً لاستقبال ونقل الطاقة من خلال المسارات المنتشرة في جميع أنحاء الجسم وفقًا لاعتقادات الطب الهندي. ويُعَد الوصف القياسي لهذا النظام هو أن الجسم البشري يحتوي على سبعة مراكز من الشاكرا تصطف عموديًا بطول الجسم البشري. وفي هذا المقال سوف نتناول أصل هذا النظام وتشريحه ووظيفته وكيفية الاستفادة منه واستغلاله في علاج الأمراض المختلفة.

كيف يمكنك استخدام الشاكرا لصالحك؟

الشاكرا مركز الطاقة والحيوية

لا شك أن علم الطاقة البشرية قد أخذ في الانتشار في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجِّهَت له ووصفه بالعلم المزيف، فإنه استطاع أن يتبوا مكانةً مميزة حتى في الغرب وصدرت حوله الكثير من الأطروحات التي تشرح افتراضاته وتحاول الاستفادة منه بشكل عملي بقدر الإمكان. ومن أهم ما قيل عن الشاكرا في سياق هذا العلم أنها بمثابة محطات لتوليد الطاقة البشرية؛ حيث أنها قادرة على امتصاص الطاقة الأثيرية الكونية وتحويلها إلى طاقة روحية ومادية للجسم البشري وظهور ما يُعرَف بالهالة حول الجسم ما يزيد من التألق والحيوية.

وفي أدبيات الديانات الشرقية القديمة تُعَد الشاكرا هي وحدة بناء نظام الطاقة حيث توجد هذه البؤر على طول مسار الطاقة الذي يتخلل العمود الفقري وبجانبه، وتتكون هي نفسها من عدة فصوص داخلية ينبثق من كل منها نهر أو مسار فرعي للطاقة ما يمنح الجسم عددًا هائلاً من تلك المسارات التي تعمل على توزيع ونقل الطاقة في أجزاء الجسم المختلفة.

أنواع الشاكرا وتوزيعها التشريحي

في الماضي كان هناك اختلاف على عدد مراكز الشاكرا حيث تعددت الآراء وفقًا للجذور المختلقة للثقافات الشرقية القديمة، إلا أن ثمة اتفاق ظهر في الفترة الأخيرة بشأن عدد وتوزيع هذه المراكز والبؤر ووظيفة كل منها؛ حيث استقر العدد على سبع بؤر للطاقة؛ وذلك بعد أن استوعب العلم الغربي هذه الفكرة وشرع في تنظيرها بطريقة منهجية. وفي النقاط التالية نوضح أسماء وأماكن هذه المراكز.

مولادارا

تُسَمَّى هذه الشاكرا بالجذعية نظرًا لوجودها في أسفل الجسم حيث تتمركز أمام عظم العانة وبالقرب من الأعضاء التناسلية، ويُرمَز لها باللون الأحمر. وتُعَد هذه البؤرة هي المسؤولة عن تعزيز الطاقة المادية المعنية بالمتع الحسية والجسدية وإمداد الجسم بالاحتياجات الأساسية المتصلة بالحياة الأرضية وتمنح شعورًا بالأمان والاستقرار. ويُعتقَد أن إصابة هذه البؤرة بأي خلل قد يؤدي إلى اضطرابات جسدية في الجزء السفلي من الجسم مثل الركبة أو أسفل الظهر أو اعتلال الأعضاء التناسلية.

سفاديستانا

تقع هذه البؤرة أسفل العمود الفقري في منطقة العجز، ويُرمَز لها باللون البرتقالي. وتعمل هذه البؤرة على بث الطاقة المسؤولة عن التوافق بين احتياجات الإنسان الأساسية والمعنوية مثل إقامة العلاقات الاجتماعية والعاطفية وتعزيز القدرة على الابتكار وتوليد الطاقة الخلاقة؛ ما يؤدي تطوير الملكات الشخصية والطموح إلى تحقيق الإنجازات المختلفة والولع والشغف وتقوية الإرادة وحب الإنجاز. وقد يؤدي اضطراب هذه البؤرة إلى الشعور بعدم الارتياح والانغلاق الفكري والعجز عن التواصل الاجتماعي والميل إلى العزلة وظهور مشاكل صحية في الأعضاء المجاورة لها.

مانيبورا

توجد هذه البؤرة بالقرب من منطقة السرة، ويُرمَز لها باللون الأصفر. وتنمى الطاقات المتولدة عن هذه البؤرة الإحساس بالتطور النفسي والنضج المعرفي والثبات الانفعالي أمام المثيرات المختلفة وتدعيم موقف الشخص تجاه نفسه حيث أنها تزيد ثقة الإنسان في نفسه وتقديره لذاته واستقلالية التفكير وعدم الانصياع للفكر الجمعي والسير مع القطيع ما يحقق التوازن النفسي. وبطبيعة الحال يسبب أي خلل في هذه البؤرة اضطرابًا في الأعضاء المجاورة الممثلة في الجهاز الهضمي وأعضائه الحيوية مثل الكبد والبنكرياس والمشاكل الصحية المرتبطة بهما.

اناهاتا

وتُسَمَّى شاكرا قلبية نظرًا لوقوعها في منطقة القلب، ويُرمَز لها باللون الأخضر. وتُعَد هذه البؤرة هي المسؤولة عن العواطف والمشاعر السامية ذات الطابع الروحي مثل الحب والتقدير والإعجاب الصادق. وتعزز هذه البؤرة الطاقة العلاجية والمساعدة على ترقية المشاعر وتطويرها وإنضاجها وتخليص المواقف الشعورية والعاطفية من الشوائب التي قد تعلق بها وتطهيرها تمامًا من أجل بذل العطاء ومنح الحب والإخلاص للآخرين وتنمية صفات التسامح والقبول والتعايش السلمي والاستقرار النفسي والرضا. وفي حالة اختلال وظائف هذه البؤرة تصاب النفس باعتلالات الخوف والأنانية والغضب والكراهية وعدم التكيُّف والشعور بالاغتراب والحقد على الآخر وتوليد المشاعر القهرية والسلبية والانهزامية. بالإضافة بالطبع إلى الأمراض الجسدية المرتبطة بصعوبة التنفس وارتفاع ضغط الدم والأرق وغير ذلك من الاضطرابات ذات الصلة.

فيشودا

يُطلَق عليها اسم الشاكرا الحنجرية نظرًا لوقوعها في منتصف الحلق، ويُرمَز لها باللون الأزرق الفاتح. وتزيد هذه البؤرة القدرة على الكلام وتنمية المهارات الخطابية ودعم السكينة الداخلية وتطوير القدرات التواصلية مع الآخر وتفعيل الذكاء اللغوي والقدرة على اختيار الكلمات والعبارات المناسبة لكل موقف. وفي حالة إصابة هذه البؤرة بالخلل من الممكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالضعف والتشتت والتلعثم، فضلاً عن آلام الأذن والحنجرة والظهر والاستسلام للمشاعر السلبية والعجز عن التواصل مع الآخر وارتباك التفكير.

اجنا

وتُسَمَّى ببؤرة الجبين أو العين الثالثة لأنها توجد بين العينين في منتصف الجبهة، ويُرمَز لها باللون الأزرق النيلي. وتعد هذه البؤرة المركز الرئيسي لتوليد الطاقة المسؤولة عن الخيال الخصب والبصيرة النافذة، لذلك ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالروح والأنشطة الروحية والتفكير العلوي والتناول المجرد للأمور واكتساب الحكمة والاستشفاء الذاتي الروحي واختراق الحجب والتخاطر. وبطبيعة الحال حينما تُعَطَّل هذه البؤرة يشعر الشخص باضطراب روحي وعدم ارتياح وتشوش البصيرة والرؤية المشوشة وخلل في النظر والاستطلاع والشعور بالخوف دون سبب واضح.

ساهاسرارا

وهي بؤرة التاج الموجودة في منتصف قمة الرأس ويرمز لها باللون الأورجواني. وتتمثل وظيفتها في تدفق المشاعر الروحية المرتبطة بالقوى العلوية والخفية واستحضار السلام النفسي الداخلي والقيم الجمالية المجردة ومعاني الحكمة. وحينما تفسد هذه البؤرة فإن الإنسان يشعر بالإحباط واليأس والقنوط فضلاً عن آلام الرأس والزهايمر.

كيف يمكن تحفيز الشاكرا ومضاعفة النشاط

يمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال تأمل الطقوس الشرقية القديمة مثل اليوجا والأنشطة التي تهدف إلى التأمل والاسترخاء؛ حيث يساعد ذلك على امتصاص الطاقة الكونية الإيجابية وتغلغلها داخل مسارات الطاقة ووصولها إلى مراكز الشاكرا المختلفة من أجل تحفيزها وزيادة دورانها وتوليد المزيد من الطاقة التي تصب في حيوية الجسد والقلب والروح والعقل. ويمكن بلورة ذلك في ممارسة تمارين التنفس العميق من خلال تقنيتي الشهيق والزفير العميق، بالإضافة إلى تدريبات التأمل والتي تتطلب الاختلاء بالذات في مكان هادئ لضمان التركيز الشديد والإنصات إلى نبضات الجسد وتنقية الأفكار التي يرددها الصوت الداخلي.

ومن ناحية أخرى يوصَى بممارسة الرياضة لتحفيز الجسم كله والتعرض لأشعة الشمس الصحية والهواء النقي، والحرص على تناول الأطعمة الصحية والإكثار من الماء والسوائل.

وفي النهاية يتضح لنا أهمية الشاكرا وفقًا للاعتقادات الشرقية القديمة ودورها المهم في تعزيز الطاقة في الجسم البشري، وقد تعرفنا في هذا المقال على أنواعها ومواضعها التشريحية ووظيفة كل منها، فضلاً عن وسائل تحفيز هذه البؤر من أجل تحقيق أكبر قدر من الاستفادة.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.

أضف تعليق

اثنان × خمسة =