تسعة
الرئيسية » وسائل نقل » سيارات » السيارات ذاتية القيادة : هل ستختفي مهنة السائق في السنوات المقبلة ؟

السيارات ذاتية القيادة : هل ستختفي مهنة السائق في السنوات المقبلة ؟

ظهرت فكرة السيارات ذاتية القيادة منذ فترة، لكنها لم تنفذ على أرض الواقع إلا منذ سنوات قليلة، نستعرض آخر منجزات التكنولوجيا في مجال السيارات ذاتية القيادة .

السيارات ذاتية القيادة

في الماضي عندما كان يتبادر إلى الذهن الحديث عن السيارات ذاتية القيادة كان الكثير يعتبر ذلك شيء من درب الخيال وأبعد ما يكون عن المنطق أو مجرد تخيلات مستقبلية ولكن سرعان ما أصبحت هذه التقنية شيء واقعي وأصبحت موجودة بالفعل في عالمنا بل والأكثر من ذلك سوف تكون هذه السيارات في القريب العاجل في جميع الشوارع فلم يصبح هناك في هذا العالم مستحيلاً مع التقدم العلمي والتكنولوجي، إن السيارات الذاتية القيادة أو السيارات الذكية كما يطلق عليها عبارة عن سيارات عادية ولكنها مزودة بتقنيات تساعد في عملية القيادة، فليس على الراكب سوى إخبارها بالمكان الذي يرغب في التوجه إليه وهي عليها بقية الأمر، فهي أشبه ما يكون بالروبوت وتحتوي علي الكثير من المجسات والتي تساعد في عملية القيادة، وتعد هذه التقنية وسيلة قيادة آمنة مناسبة جداً للمعاقين والمكفوفين، كما أنها تحتوي على العديد من وسائل الترفيه.

آخر منجزات التكنولوجيا في مجال السيارات ذاتية القيادة

التقنيات الموجودة في السيارات ذاتية القيادة

تحتوي السيارات ذاتية القيادة على العديد من التقنيات الحديثة التي تدعم عملية القيادة الذاتية، حيث تحتوي هذه التقنيات على الكثير من المجسات التي تتحكم في القيادة، فهناك مجسات للرؤية ومجسات للمسافة ومجسات لتحديد الموقع(بوصلة)، ويوجد أيضاً بهذه السيارة العديد من الحواسيب، فمن هذه الحواسيب ما يسهم في تحديد الإشارات المختلفة ومنها ما يتحكم في عملية القيادة نفسها. فهذه السيارة ما هي إلا سيارة عادية مزودة بكل هذه المجسات والحواسيب الذكية، لذا يمكن تحويل أي سيارة إلى سيارة ذاتية القيادة بعد إضافة كل هذه الأشياء إليها لكن بالطبع تحتاج إلى تكلفة باهظة جداً وتقنيات هندسية عالية ومتطورة للغاية.

سيارات شركة جوجل العالمية

إن سيارات شركة جوجل العالمية تعد من أشهر السيارات ذاتية القيادة وهو المشروع الذي قامت شركة جوجل العالمية بتطبيقه من أجل تطوير السيارات التي تعتمد على التحكم الذاتي وبالأخص السيارات التي تعمل بالكهرباء وقامت شركة جوجل بتسمية البرنامج الحاسوبي الذي يقوم بقيادة تلك السيارات باسم (السائق جوجل)، ولقد سارت تلك السيارات في مئات المدن دون أن تسجل أي حادث تصادم ومشت في شوارع مزدحمة ومكتظة بالمرور والتزمت بإشارات المرور وكانت تسير في كافة ساعات اليوم ليلاً ونهاراً دون تدخل من الإنسان.

شركات عالمية أخرى أطلقت سيارات ذاتية القيادة

كما قامت العديد من شركات السيارات العالمية الأخرى بتطبيق تقنية السيارات ذاتية القيادة في سياراتها مثل شركة مرسيدس، وبي أم دبليو، وأيضاً شركة فولفو، كما تعمل شركة جنرال موتورز بشكل كبير على تكثيف جهودها في هذا النوع من السيارات، وهذا وهناك العديد من الشركات العالمية الأخرى التي تهتم بدراسة وتطبيق وتطوير هذه التقنية.

هل السيارات ذاتية القيادة آمنة

تعد السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً من غيرها من السيارات الأخرى التي يقودها الإنسان على الرغم من أن هذا الكلام قد يبدو بعيداً عن المنطق إلا أن هذه هي الحقيقة، حيث تسجل الإحصائيات أن عدد الحوادث التي تعرضت لها السيارات التي يقودها سائق أكثر بكثير من السيارات ذاتية القيادة، وإلى حد كبير تشبه القيادة في هذا النوع من السيارات القيادة في الطائرات.

الحوادث التي سجلتها السيارات ذاتية القيادة

وعلى الرغم من أن السيارات ذاتية القيادة تعد أكثر أماناً من السيارات العادية، إلا أنه تم تسجيل بعض الحوادث لهذه السيارات فعلى سبيل المثال، ففي عام 2010 كانت تسير أحد هذه السيارات التابعة لشركة جوجل العالمية في أحد شوارع الولايات المتحدة وتعرضت لحادث وعلقت شركة جوجل على ذلك بأن السيارة كان يقودها شخص، كما أن هناك حادث آخر قد تم تسجيله لرجل أعمال لقي حتفه في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية حيث كان ذلك الرجل يركب أحد السيارات ذاتية القيادة والتي اصطدمت بشاحنة كبيرة في الطريق وكان سبب ذلك أن الحاسوب لم يستطيع التقاط صورة الشاحنة ذات اللون الأبيض الذي انعكس مع السماء، وعلى الرغم من ذلك تعد كل هذه الحوادث نسبة ضئيلة جداً مقارنتا بحوادث السيارات الأخرى التي تعتمد على سائق بشري مما يثبت أن السيارات الذاتية القيادة أكثر أماناً من غيرها من السيارات التي تعتمد على سائق.

البلدان التي صدر بها قانون يسمح باستخدام السيارات الذاتية القيادة

لقد تم السماح باستخدام السيارات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة في أربع ولايات أمريكية بما في ذلك العاصمة الأمريكية واشنطن وولاية نيفادا وكاليفورنيا وميشيغان كما سيتم اختبار أول شاحنات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً لتخدم خدمات النقل التكنولوجي الحديث والتي ستقوم شركة أوتو بإطلاقها، كما أعلنت الحكومة في موسكو عن نيتها لإطلاق سيارات أجرة ذاتية القيادة بعد إجراء اختبارات عديدة عليها والتي ستعمل بنظامين وهما نظام القيادة الذكية ونظام القيادة عن طريق السائق والتي ستقوم بقطع الآلاف من الأميال في شوارع مدينة موسكو، كما أجرت إنجلترا أيضاً اختبارات على بعض السيارات ذاتية الحركة في بلدة تعرف باسم ميلتون كينز تقع جنوب انجلترا، كما تنوي الإمارات العربية المتحدة أيضاً على استخدام هذه التقنية وإجراء الاختبارات عليها في القريب العاجل حيث تقوم تلك التقنية الحديثة على توفير الوقت المهدور في عملية القيادة والمجهود وأيضاً تساهم في رفع كفاءة النقل بشكل عام، وزيادة الإنتاج.

أحدث المعالجات التقنية التي سيتم إطلاقها بهذا الشأن

أعلنت شركة ميدياتيك التايوانية العملاقة المتخصصة في مجال الهواتف الذكية عن استعدادها لإطلاق سلسلة كاملة من المعالجات التي تستخدم في مجال السيارات ذاتية القيادة وذلك في العام المقبل وستتدخل تلك المعالجات الجديدة في الأنظمة الحساسة الخاصة بهذه السيارات مثل نظام الرؤية الحاسوبية للسائق، وستقوم أيضاً معالجات ميدياتيك بدعم رادارات دقيقة جداً، أما بالنسبة للجانب الترفيهي فستقوم معالجات ميدياتيك بمعالجة الرسوم الثنائية وأيضاً الرسوم الثلاثية الأبعاد دون أن ترتفع درجة حرارتها.

متى سيتم تداول واستخدام السيارات ذاتية القيادة في الشوارع؟

ربما ينتشر استخدام السيارات ذاتية القيادة في القريب العاجل ونراها تسير في الشوارع حيث تقوم الكثير من الشركات هذه الأيام بالعمل على تطوير تلك التقنية بشكل كبير ولقد أزداد مجال المنافسة بين الشركات العالمية في هذا المجال.

خاتمة

تعد السيارات ذاتية القيادة من أهم الإبداعات الحديثة في عالم التكنولوجيا والتي ستسهم بشكل كبير في حل كثير من المشاكل وتوفير الوقت والمجهود وزيادة الإنتاج، كما ستسهم أيضا في توفير وسيلة مواصلات للفقراء والمعاقين والمكفوفين لذلك تعد هذه التقنية الحديثة للسيارات الذكية من أهم الإنجازات الحديثة والتي بدأ بالفعل استخدامها في بعض الدول الكبرى، في حين أنه تسعى بعض الدول الأخرى لإجراء الاختبارات عليها والاستعانة بها، لذلك فمن المؤكد أننا سنجدها في القريب العاجل تسير في الشوارع وستكون نقلة تكنولوجية كبيرة في عالم السيارات، ولقد استعرضنا في هذا المقال مدى تقنية هذه السيارات مع ذكر الشركات العالمية التي تسعى لبحث ودراسة وتطوير وتطبيق هذه التجربة وبعض البلدان التي تم فيها بالفعل التطبيق العملي لهذه التجربة.

سعيد رزق

كاتب ومترجم حر له العديد الترجمات بدور النشر والعديد من الكتابات على مواقع الإنترنت.

أضف تعليق

عشرين − تسعة =