تسعة
الرئيسية » سفر » السياحة الدينية : ما هي أهمية السياحة الدينية في عالم اليوم ؟

السياحة الدينية : ما هي أهمية السياحة الدينية في عالم اليوم ؟

تعد السياحة الدينية واحدة من أهم أنواع السياحة في عالم اليوم، فما هي السياحة الدينية ؟ وما هي أهم المزارات السياحية الدينية الموجودة؟

السياحة الدينية

السياحة الدينية أحد أهم أغراض السياحة الموجودة حاليًا، فبالطبع للسياحة أنواع عدة تندرج تحت تعريفها الشامل بأنها زيارة بلاد غريبة والتعرف على معالمها وثقافتها؛ فهناك السياحة العلاجية والسياحة الخدمية والترفيهية والثقافية وأيضاً السياحة الدينية والتي يقصد بها زيارة السائح لأماكن ذات طابع ديني روحاني وآثار تشهد على كل ما له صلة بالأديان.

السياحة الدينية : ملف كامل

السياحة الدينية في مصر

تتميز مصر بتنوع حضاري كبير يؤهلها لتكون واحدة من أهم محطات السياحة الدينية حول العالم؛ فتباين الحضارات والعصور والأسر الحاكمة لمصر شكل لها خلفية حضارية متنوعة الأديان وبالتحديد الأديان السماوية فتجد أن مصر تعج بالكثير من الأماكن السياحية التي تجذب أنظار رواد السياحة الدينية سواء أكانوا من اليهود أو المسيحيين أو المسلمين.

السياحة الدينية الإسلامية

على رأس المزارات الإسلامية في مصر يأتي بالطبع الجامع الأزهر الذي يقف شاهداً على تاريخ الدولة الفاطمية في مصر وما تلاها من عهود ظل فيها الأزهر منارة للإسلام حول العالم وقبلة للدعاة، كما توجد العديد من المساجد الأخرى التي لها صلة دينية وثيقة بالتاريخ الإسلامي كمسجد الحسين الذي يحوي ضريح الإمام الحسين ومسجد السيدة زينب والسيدة نفيسة ومسجد ابن طولون ومسجد محمد علي الملحق بقلعته الخاصة في القاهرة، كما يوجد مسجد عمرو بن العاص والذي يعتبر أول مسجد أقيم في مصر بعد الفتح الإسلامي لها ورابع مسجد في تاريخ الإسلام.

السياحة الدينية المسيحية

على رأس مزارات السياحية المسيحية في مصر تتربع الكنيسة المعلقة والموجودة في مصر القديمة في القاهرة بالقرب من جامع عمرو بن العاص المذكور سلفاً؛ وسميت الكنيسة المعلقة بذلك الاسم لأنها معلقة على برجين من أبراج أحد الحصون الرومانية القديمة، كذلك يهتم السياح المسيحيون في مصر بزيارة دير سانت كاترين في جنوب سيناء والذي تنص الروايات التاريخية على أنه أقدم دير في العالم وسمي بذلك الاسم نسبة إلى القديسة كاترين التي نقلت رفاتها إلى هناك ودفنت فيه. كذلك توجد كنيسة السيدة العذراء بالقاهرة وكنيسة ماري جرجس وغيرها الكثير من الكنائس التي تعتبر شاهداً تاريخياً على رحلة العائلة المقدس في مصر.

السياحة الدينية اليهودية

أهم مزارات السياحة اليهودية في مصر على الإطلاق هو جبل الطور في سيناء أو ما يعرف بجبل موسى؛ نسبة إلى سيدنا موسى عليه السلام حيث كلم ربه فوق قمة هذا الجبل، بالإضافة إلى منطقة أبو حصيرة بمحافظة البحيرة والتي كان تقصدها طوائف عدة من اليهود كل عام احتفالاً بمولد أبو حصيرة (حاخام يهودي مغربي) حتى عام 2014 حيث تم منع إقامة مثل تلك الاحتفالات في مصر من قبل السلطات المصرية آنذاك.

السياحة الدينية في تركيا

لا شك في أن السنوات العشر الأخيرة شهدت بروزاً ملحوظاً للسياحة في تركيا بمختلف مقاصدها، وعلى رأسها السياحة الدينية التي حظت بإقبال ملحوظ.

  • بيت مريم: يقع بيت مريم العذراء في منطقة بلبل داغ أو ما يعرف بالعربية بجبل العندليب، ويعتقد أن ذلك البيت هو البيت الذي أقامت فيه السيدة مريم العذراء مع سيدنا زكريا وابنه سيدنا يحيى عليهم السلام فلذلك يعتبر بيت مريم العذراء في تركيا واحد من أهم محطات السياحة الدينية المسيحية والإسلامية على حد سواء.
  • مدينة الأنبياء: تقع مدينة الأنبياء في جنوب شرق تركيا والتي تؤكد الروايات التاريخية على وجود قبر سيدنا أيوب ومنزل سيدنا إبراهيم عليهما السلام في تلك المدينة، كما تشمل كذلك المدينة علامات هامة تخص رحلة سيدنا إبراهيم مع قومه كالمكان الذي تجمع فيه القوم ليشعلوا النار في نبي الله عليه السلام وكذلك كهف تجري منه أنهار عدة يعتقد بأنه الكهف الذي ولد فيه سيدنا إبراهيم.
  • مدينة إسطنبول: ثاني أهم المدن التركية بعد العاصمة أنقرة، وتتميز بعدد كبير من المساجد فريدة التصميم والديكور والتي تشهد على حضارة الدولة العثمانية في أوجها؛ حيث كانت مدينة إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك.
  • أصحاب الكهف: برغم التشكيك إلى حد ما في تلك الرواية إلا أن العديد من الشواهد والأدلة تثبت بأن أصحاب الكهف لجأوا إلى الكهف الشهير في مدينة آفا غرب تركيا هرباً من بطش حاكمهم.

السياحة الدينية في الهند

تتميز الهند كدولة بالتعدد الديني والطائفي بشكل ملفت للنظر مما يجعلها مزاراً هاماً لقاصدي السياحة الدينية؛ فأياً كانت ديانتك أو طائفتك بالتأكيد ستجد ما يجذب انتباهك هناك، ولكن على مستوى العالم العربي وحيث أن مواطنيه لا يؤمنوا سوى بالديانات السماوية فأهم ما سيلفت نظرك أثناء زيارتك للهند هو تاج محل: تاج محل هو في الأصل مقبرة شيدها الإمبراطور شاه جان لتدفن فيه زوجته وطرز بالطراز المعماري الإسلامي الذي يميزه الزخارف والنقوش والمآذن المرتفعة.

السياحة الدينية في فلسطين

تتميز فلسطين بكونها محطة خاصة في حياة الكثير من الرسل والأنبياء؛ فمنهم من ولد فيها كالمسيح عيسى عليه السلام ومنهم من مر بها في وقت من الأوقات كسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من دفن بأرضها كالنبي إبراهيم عليه السلام، لذلك فلا عجب بأن تمتلك فلسطين الكثير والكثير من معالم السياحة الدينية سواء أكانت الإسلامية أم المسيحية أم اليهودية.

السياحة الدينية الإسلامية

بالطبع كلما ذكر اسم فلسطين يخطر على عقل أي مسلم المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة على الفور؛ فهو أول القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ولولا وجود الاحتلال الإسرائيلي وفرضه قيود عدة على عدد المصلين والزائرين وأعمارهم لكان المسجد الأقصى من أكثر ما يسعى له السائح الديني المسلم على الفور. كما هو الحال مع المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل والذي يحوي قبر النبي إبراهيم عليه السلام.

السياحة الدينية المسيحية

تتركز السياحة الدينية المسيحية في فلسطين على مكانين يمثلان أهمية كبيرة للغاية لأقباط العالم؛ أولهما كنيسة القيامة والتي تقع في القدس القديمة والتي تحتوي قبر النبي عيسى عليه السلام ومنه تنطلق احتفالات سبت النور عند المسيحيين كما أن الحج في الديانة المسيحية يكون لكنيسة القيامة في فلسطين، أما الوجهة الثانية فهي كنيسة المهد في مدينة بيت لحم والتي تقف شاهدة على مولد المسيح عليه السلام.

السياحة الدينية اليهودية

بسبب الاعتقاد الراسخ عند اليهود بأن هيكل سليمان مدفون أسفل المسجد الأقصى كان اليهود دوماً يقصدون مدينة القدس للصلاة بالقرب من المسجد دون الدخول إليه، ومع نهاية القرن التاسع عشر بدأت بعض المعتقدات الحديثة في البروز والتي تزعم بأن إحدى حوائط المسجد الأقصى من الخارج هو في الأصل جزء من هيكل سليمان- يعرف ذلك الحائط عند المسلمين بحائط البراق نسبة إلى دابة الرسول عليه الصلاة والسلام التي اصطحبها معه في رحلة الإسراء والمعراج وربطها بجوار ذلك الحائط قبل دخوله إلى المسجد- وبالتالي تركزت صلوات اليهود للهيكل عند ذلك الحائط والتي تشمل قراءة أجزاء من التوراة والبكاء بشدة كدليل على الإيمان ومنا هنا أتت التسمية بحائط المبكى والذي يعد الآن من أهم محطات السياحة اليهودية في فلسطين بل في العالم أجمع.

السياحة الدينية في الأردن

وقوع الأردن بين أراضي العراق من جهة والشام وفلسطين من جهة والحجاز من جهة أخرى أهلها لتشهد على الكثير من الحضارات الدينية المختلفة مثل قبر النبي شعيب عليه السلام والنبي نوح عليه السلام، كما كان تعميد المسيح عليه السلام من نهر الأردن في منطقة تعرف بوادي الخرار والتي تعد حالياً من أهم مزارات السياحة الدينية المسيحية.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

ثمانية عشر − 17 =