تسعة
الرئيسية » لوح النصائح » السعادة بدون المال : كيف تحصل على السعادة في أشياء غير النقود؟

السعادة بدون المال : كيف تحصل على السعادة في أشياء غير النقود؟

كلنا ندرك أن المال ليس كل شئ في الحياة، وأنه لا يجلب السعادة وحدة، هنا نحاول أن نعطيك قائمة بأشياء تجلب لك السعادة بدون المال فتابع لمعرفة هذه الأشياء.

السعادة بدون المال

بالطبع المال ليس كل شيء، و السعادة بدون المال شيء متاح جداً ولا يمكن أن نستغرب وجوده. فهناك أكثر من سبعة مليارات إنسان على كوكب الأرض وبالطبع الأكثرية منهم ليسوا أغنياء ولا يمتلكون كل ما يريدون. ولكنهم يحيون ويواصلون الاستمتاع بالحياة، والسعادة التي يجدونها في الأشياء المختلفة عن الماديات غالباً هي اللحظات التي يشعرون فيها أنهم أحياء، وأن هذه الحياة تستحق أن يعيشون من أجلها. ومن هذا المنطلق يجب أن تعلم قبل أن نعرض عليك أهم وسائل السعادة بدون المال ، هو أنك يجب أن تغير نظرتك عن السعادة من الأساس. فالسعادة ليست في الامتلاك فقط، بل السعادة في أشياء أخرى كثيرة مثل المشاركة والعطاء والمنح والحب والرقص والرسم والموسيقى واللعب، وكل هذه الأشياء التي لا يمكن للمال أن يشتريها. وهناك شيء أهم من كل هذا وهو الصحة الجسدية والنفسية، فماذا ينفع المال لو كنت نفسياً كئيب أو كنت جسدياً عليل، في الحالتين المال ليس له لزوم ولن يشفيك.

أشياء تحقق لك السعادة بدون المال

تحقيق الأهداف

هناك الكثير من الطرق لتحقيق السعادة بدون المال ، أولها هو تحقيق هدف كنت تسعى لأجله أيام وشهور وسنين طوال. حيث أن لحظة تحقيق الهدف هي عبارة عن معنى مجرد للسعادة، وتشعر فيه بقمة ذاتك، وبأنك ذكي وبأنك مرتاح، وليس عليك هم أخر. تحقيق الأهداف يهديك الثقة في النفس ويجعلك تشعر وكأنك امتلكت العالم، ببساطة لأنك امتلكت ما تريد أن تمتلكه فعلاً من داخلك، وليس من أجل أن كل ما تعجب به عينك تشتريه. الأمر أكثر عمقاً، فعندما تسعى لهدف سواء في تحقيق شهادة دراسية أو إنجاز فردي، أو ترقية وظيفية أو أيا كان هدفك، فهو لن يشتريه لك المال. بل أنت يجب أن تخوض الطريق وتفشل وتتذوق مرارة اليأس ثم تتعلم ثم تنجح، فتكتشف أن المرارة التي شعرت بها هي من صنعت لنجاحك ولتحقيق هدفك قيمة. لأنه بدون هذه المرارة هدفك كان سيصبح سهل والشيء السهل ليس له قيمة عند البشر عموماً. لأنهم يشعرون أنهم ضعفاء لأنه شيء سهل، بل هم يريدون شيء صعب ليتغلبوا عليه فيشعروا أنهم أقوياء وقادرين على تحدي الصعوبات. ومن هنا تأتي السعادة بدون المال ببساطة جداً من خلال اكتساب قيمة نفسك الحقيقية بتحقيقك لأهدافك.

الشعور بالرضى

هذا الشعور هو أساس أنك لن تحتاج للمال من الأساس حتى تشعر بالسعادة. ودعني أكون أمين في عرضي للفكرة وأقول لك، أن فعلًا المال يجلب بعضاً من السعادة، مثل الاستقرار والاستقلال المادي والسفر والإجازات وتغير الأماكن وامتلاك ما تشتهيه. ولكن في المقابل المال لا يمتلك المشاعر ولا يمتلك الحياة ولا يمتلك السعادة نفسها. فمن الممكن أن تكون غني ولكنك لست راضي عن حياتك ولست سعيد. ولكن هناك رجل بسيط وليس غني يشعر بالسعادة بدون المال . فهنا الفكرة الأساسية هي أن مفهوم السعادة في ذاته ليس مادي، بل هو عاطفي، مجرد شعور يأتي ويذهب. ولذلك يجب علينا جميعاً كبشر أن نتحلى بفكرة الرضى بما لدينا والسعي نحو الأفضل. الاثنان يكملان بعضهما، حيث أنك يجب أن تقتنع من داخلك أنك لا تحتاج إلى المال من الأساس، وفي نفس الوقت تسعى لتحسين حياتك المادية. ولكن وأنت تعلم أن التحسين المادي ليس لسوى سد الحاجات الطبيعية المادية، مثل الأكل والشرب ومصاريف الحياة.

الأصدقاء

أيضا المال لا يشتري الأصدقاء. الكثير من الضحك والفرح والمتعة والسعادة تنتج فقط من جلوسنا بجوار أصدقائنا الذين نتعامل معهم بصورة تلقائية، وتكون كل جلساتنا عبارة عن وقت من السعادة. حتى في وقت الأزمات، الأصدقاء الذين يقفون بجوارنا هم الذين يجعلوننا نشعر بالأمان والطمأنينة وكل هذه المشاعر الرائعة. السعادة بدون المال متاحة بشكل واضح في امتلاكك أصدقاء، فلو كان لديك أصدقاء يملون عليك حياتك، إذاً أنت شخص محظوظ. ببساطة لأن المال غالباً يكون سبب بين الأصدقاء لكي يفترقوا بعد عِشرة سنوات. وهذه المشكلة تنتج من أن المال يغير طريقة التفكير من الطريقة الإنسانية إلى الطريقة المادية، حيث تكون المادة هي التي تحكم على كل شيء. وكم من فيلم ومسلسل، وضحوا لنا فكرة أن الأغنياء ليس لديهم أصدقاء حقيقين، أما الناس البسطاء فهم يقفون بجوار بعضهم البعض بحب حقيقي. ومن هنا نتعلم أن السعادة بدون المال أمر حقيقي جدًا ويشهد عنه الكثيرين حتى الأغنياء أنفسهم، الذين يفتقدون جو الألفة بسبب ضغوط العمل وجمع المال بصورة متواصلة.

الحب

أجمل الهبات التي أنعم بها الله على الإنسان هي الحب. حيث أنه الرابط الأساسي بين البشر جميعاً، والذي يجعلنا نكمل الحياة لأجل هدف معين، مهما كان نوع الحب. فالأب يواصل العمل كالمحرك دون توقف لمجرد أنه يحب أولاده ويريدهم أن يتعلموا وينضجوا ويكبروا ويصيروا أفضل منه مئة مرة. أيضا الشاب يعمل من أجل أن يُكَوِن نفسه ليأتي بمهر يقدمه لعروسه وحبيبته التي يريدها أن تكون زوجته. السعادة بدون المال متوفرة جداً في الشعور بالحب، لأن الحب لا يحتاج إلى المال، والمال لا يشتري القلوب. بل إن الحب يعتمد دومًا وتماماً على فكرة التآلف. الناس مثل النغمات الموسيقية، وليس كل اثنين يعطونك النغمة التي تريدها. ولذلك يجب علينا أن نعرف قيمة الحب، وأن الحياة بها ما هو أهم من المال كثيرًا. أيضًا يجب علينا أن نفهم أننا لو وضعنا في مجال الاختيار بين المال والحب فيجب أن نختار الحب، لأن السعادة ليست في المال. كما قلنا السعادة شعور داخلي، والحب هو أعظم شعور داخلي يمتلكه البشر ولذلك يجب علينا دائما أن نختار الحب.

الزواج بمن تحب

أن تعيش حياة أسرية سعيدة فهو كنز من السعادة، كنز يبحث عنه كل الناس تقريباً، وهو الاستقرار. فما لزوم المال طالما كانت العائلة مفككة، وأفرادها يكرهون بعضهم البعض ويوجد بينهم حقد. الأمر منطقي، فالمال هنا لن يكون سوى نقمة. في المقابل الأسرة البسيطة التي تتكون من زوج وزوجة وأطفال، وبيت صغير، غالباً يكونون متحابين. وهنا الفكرة نفسها في الشعور بالدفء مع الأسرة والأمان في وجود الأب والأم والأطفال، يعطي أفراد الأسرة الشعور بالكمال وأنهم لا يريدون سوى استمرار هذه اللحظات إلى الأبد. وكل هذا لن يتحقق سوى بالزواج ممن تحبها. ولذلك دعوني أركز على هذه النقطة وخصوصاً بالنسبة للفتيات الشرقيات، ألا تدعن المظاهر والمال يخدع عقولكن. فكل المال لن يغنيكِ عن بضع تفاصيل بسيطة لن تشعري بها سوى مع رجل يحبك ويحترمك لشخصك، وليس لأنه دفع مهراً كبيراً. أيضاً يجب أن تفهم الفتيات أن قيمتهن ليست فيما يدفع فيهن، بل قيمتهن في أنفسهن. فلا يجب أن تقارني نفسك بزميلاتك التي تزوجن من قبلك وتقولي لخطيبك أنه يجب أنه يحضر لكي مثلما أحضر لها زوجها. ففي الحقيقة أنت تتزوجين ليس لغرض المال، بل لغرض بناء أسرة سعيدة مبنية على المحبة وليس المال.

لعب الرياضة

هناك الكثير من المتع في هذه الحياة التي تثبت لنا دوماً أن السعادة بدون المال هي شيء موجود، ولا تحتاج سوى أنك تريد ذلك. وممارسة الرياضة هي من ضمن هذه الأشياء التي يمكن أن تعتمد عليها في حياتك لتشعر بالسعادة. وأي رياضة ستفي بالغرض، وكل بلد تشتهر برياضة معينة. فمثلاً في معظم بلاد العالم تعتبر كرة القدم هي الأشهر والأحلى بالنسبة للناس. ولذلك ممارسة كرة القدم تجدها منتشرة جداً في جميع بلاد العالم لدى الأطفال والكبار، ببساطة لأنها ممتعة. فأنت داخل المباراة تنسى كل شيء وفقط تكون بطل من ضمن أبطال فريقك، تجري وتحرز أهداف وتدافع وتفشل وتكسب وتنجح، ويكون لديك حافز الفوز. كل هذه الأشياء تجعلك سعيد جداً في وقت المباريات وتحزن جداً عندما ينتهي وقت اللعب لأنك ببساطة تعشق المنافسة. ووجود جو من المنافسة على سبيل اللعب والروح الرياضية يعد نوع من أنواع السعادة. ولكن دعنا لا نقصر الرياضة على كرة القدم ويمكنك أن تجد السعادة في أي رياضة تريد أن تمارسها. فهناك السباحة وهناك الجري وهناك ألعاب القوى، وكل شخص لديه ميل طبيعي لممارسة رياضة ما، فالجميع يعشق أن يبذل مجهود جسدي للمتعة.

اللعب مع الأطفال

من ضمن مفارقات الحياة الغريبة هي أن الكثير من الناس لا يضحكون من قلبهم سوى مع وجود طفل صغير معهم، حتى لا يقدر على النطق. والذي يحدث هنا هو أن هذا الطفل يتعامل بتلقائية ووداعة مفرطة. فعندما يضحك فهو لا يرائي وعندما يستغرب فهو يندهش فعلاً وملامحة تكون حقيقية. ولو الطفل كبر وكان في سن الثالثة مثلاً ويبدأ في تقليد الأكبر منه في طريقة الكلام، فتجده يقلد أبوه وأمه دون أن يعلم هو نفسه، فتضحك عليه جداً لأنه يقول كلام أكبر من عمره وهو نفسه لا يفهمه. غير كل هذا، لو كنت أب أو أم يكفيك جداً أن تأتي من الخارج وترى طفلك وهو يركض نحوك ويحتضنك، لأنك تركته اليوم كله وأنت بالخارج. هذه المشاعر التلقائية الجميلة تجعل الشخص نفسه يعشق الحياة ويشعر بالسعادة من هذا الحب الطفولي.

إسعاد الآخرين

السعادة بدون المال تجدها بصورة واضحة عندما تعمل أنت على إسعاد الآخرين دون مقابل، غير أنك تريد أن ترى السعادة في قلوبهم. وهذا الشعور نفسه يمثل نضوج وحكمة ونقاوة في النفس البشرية. حيث أن جمع المال يجعل نفسك هي الأساس، يجعل الأنا التي فيك هي التي تتحكم فيك دون غير. أما عندما تكون فرحتك في إسعاد الآخرين من حولك، يكون هذا دليل على أن داخلك محبة رائعة للآخرين، وأن السعادة ليست في المال، بل أن السعادة شعور داخلي وينتشر فيك كلما انتشر في الآخرين من حولك. وليس كما يعتقد البعض أن السعادة في الأخذ فقط دون عطاء، فهناك متعة في المنح. الإنسان الطبيعي يشعر بذاته ويشعر بقيمته عندما يقدم شيء يمتع الآخرين، فهو هكذا يعتبر نفسه مؤثر في حياة الناس. ولذلك أيضاً لحظات الامتنان والشكر تكون ممتعة جدًا للبشر، عندما يشكرك شخص على معروف قدمته له فإنك تشعر فعلاً بقيمتك كإنسان. عكس تماماً عندما تأخذ من الناس، فأنت دائماً ستشعر أنك مديون وأن الناس لهم فضل عليك.

أخيرًا عزيزي القارئ السعادة بدون المال هي حقيقة ويجب أن تدرك ذلك ولا تكابر، ولو كنت من النوع المادي، فيجب عليك أن تراجع نفسك. فالأموال ستسرق منك عمرك في جمعها، ولحظات السعادة ستفتقدها عندما يكون الأوان قد فات. ولذلك حاول دائماً أن تستمتع بحياتك بعيداً عن المال، لأن المال مبني على فكرة الأخذ فقط ولكن السعادة الحقيقية مبنية على فكرة المنح.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.