تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف تؤثر الرقابة الأسرية على الأطفال بالسلب والإيجاب؟

كيف تؤثر الرقابة الأسرية على الأطفال بالسلب والإيجاب؟

يحتار الكثير من الآباء والأمهات دائمًا في مقدار الرقابة الأسرية الواجب تنفيذها على الأطفال وبالأخص عند الأطفال الصغار، فما هي الإيجابيات والسلبيات؟

الرقابة الأسرية

مصطلح الرقابة الأسرية دائمًا ما يحمل في طياته العديد من الأسئلة المحيرة، إن مسؤولية تنشئة الأبناء تعد من اكبر المسؤوليات التي يضطلع بها الوالدين، وهي ليست سهلة على الاطلاق بل على العكس قد يكون فيها الكثير والكثير من العذاب والتحمل والصبر، ولا يختلف اثنان على عظمة هذه المسؤولية وعلى حاجة الأبناء لها، وعدم التفريط بها، ولكن يبقى الأمر الآن بين ناحيتين وهما، هل هذه المسؤولية والمهمة خاضعة لتفسير الوالدين فقط وبالتالي ما لهما أن يقدرا التصرف والأسلوب، وهل هي مطلقة في الإيجابيات معفاة من السلبيات، للآسف الواقع يدل على عكس هذا تماما، فإن المسؤولية الأسرية على تنشا الأبناء هي من المسؤوليات التي تعيش وتنتقل بين الإيجابية والسلبية وتنتقل بين هذا البحر وذلك، وتقدير هذه الناحية من تلك يعود في الكثير من الأحيان للوالدين وليس العكس، فهم من يستطيعون أن يجعلوا العملية هي عملية إيجابية بالدراسة والعلم أو قد يجعلوها مليئة بالسلبيات نتيجة لتصرفات منهم، ولهذا سنذهب إلى ذكر إيجابيات الرقابة الأسرية بالمجمل ومن ثم ننقل إلى سلبيات الرقابة السلطوية للأسرة على الأبناء وما تخلفه من أثار.

إيجابيات الرقابة الأسرية

الحماية

لا يمكن النقاش في مثل هذه المسألة فمن اكثر الإيجابيات التي يحصل عليها الأبناء من عملية الرقابة الأسرية هي الحماية التي تقدم لهم، إن كان على صعيد الحماية من الناحية الجسدية أو الحماية من الناحية المعنوية، فالحماية الجسدية معروفة، فالآباء وضمن رقابتهم على أبناءهم يحمونهم من التعرض من الأذى من قبل الآخرين، وهذا هو الأمر الطبيعي والمنتظر من الآباء، إن الحماية المعنوية فهي إنشاء ذلك السد لحمايتهم مما قد يتعرضون له من آفات مجتمعية أو دخيلة أو من التطور التكنولوجي الكبير الحاصل في أيامنا الحالية، وبالتالي يمكن اعتبار هذه الرقابة هي السد الأول في وجه مثل هذه التدخلات التي يمكن أن تؤثر على تربية الأبناء.

التوجيه

فالطفل الذي يبدأ معرفته بالأشياء من حوله يحتاج إلى من يوجهه إلى معرفة ما هو الجيد وما هو السيئ له، وبالطبع هناك أمور قطعية لا يمكن أن نختلف عنى وصفها بالجيد أو السيئ، ولكن هناك العديد من الأشياء التي تحتاج إلى توجيه الوالدين حتى يتم الانتقال بعد ذلك إلى تفسير الطفل ونظرته الشخصية إلى تلك الأشياء بعد بلوغه ونضجه، ولكن في المرحلة الأولى فالآباء هم الأقدر عن غيرهم في توجيه أبناءهم في الأمور التي تحتمل الصواب من تلك التي تحتمل الخطأ.

تمتين العلاقة الأسرية

الرقابة الأسرية بالطبع تعمل على تمتين العلاقة بين الآباء والأبناء نتيجة للتواصل بينهما، وبالطبع إن كان هذا التواصل إيجابي و لا يشوبه أي نوع من التعسف أو السلبيات التي سنتكلم عنها لاحقا سينتج عن هذا الاتصال علاقة متينة وتزداد متانتها مع الوقت، ولهذا على الآباء إبقاء هذه الرقابة في نقاطها الإيجابي، مع إيحاد التفسير الذي يناسب الطرفين لتعريف الإيجابي، فأحيانا يشعر الأبناء بان ما هو إيجابي لهم هو فعليا سلبي عليهم ويجب مخالفتهم، لكن في كل الأحوال نحن نعني الرقابة الخالية من التسلط والعنف.

الاستقرار النفسي عند الطفل

عندما يشعر الطفل أن هناك من يقدم له الحماية والتوجيه والرعاية والرقابة الأسرية بحب، هو يشعر بالأمان وهذا الأمر من اهم العوامل التي تساعد الطفل على بناء الاستقرار العاطفي لديه والنفسي كذلك، وبالتالي هو مستعد إلى الانطلاق في عوالم اخرى، نظرا لعدم وجود القيود وبذات الوقت هناك من يقدم له الدعم والحماية، ولهذا على الآباء العناية بهذه النظرة لدى طفلهم، فهي في النهاية تعني سلاحهم لتعبيد الطريق لنجاحه، رقابة بلا تسلط وتوجيه بدون عنف، مما يعني نجاح هذا الطفل.

سلبيات التشدد في الرقابة الأسرية

الاضطرابات النفسية عند الطفل

على العكس تماما مما سبق ذكره فإن النقطة السلبية الأولى والأعراض الأولى التي قد تؤدي إلى المشاكل عند الطفل حال تسلط الآباء في رقابتهم وتحولها إلى ما يشبه الديكتاتورية هي الكثير والكثير من الأعراض النفسية عليه، والمشكلة الرئيسية أن مثل هذه الاضطرابات النفسية تعيش مع الطفل ولفترات طويلة وتؤثر عليه وقد تنتقل معه إلى الجيل القادم، فعليا إن أمور ومشاكل نفسية عند هذا الطفل، كمشاكل الخوف، الرهبة، العزلة، كلها في النهاية ستعمل على تدمير شخصيته ونقله إلى إنسان عاجز اجتماعيا وحتى لو كان ناجحا عمليا، إن التسلط من الآباء، هي من اكثر العوامل التي انتجت تخلفا عند الأطفال، والمشكلة الرئيسية هي انها قد لا تلاحظ أحيانا من الآخرين، فهي تبقى حبيسة في داخل الطفل الذي قد يكون هو الأخر لا يعلم بها. فهي نشأت معه كجزء من شخصيته.

ضعف التواصل مع الأهل

أمام الطفل حلين أمام هذه الرقابة القوية والتسلط من قبل الآباء، الأول هو التمرد وهو ما سيخلق حاجزا واضحا في العلاقة بين الآباء والطفل، وهذا الحاجز سيكبر ويمتد على مدار الزمن، أما الحل الأخر بالنسبة للطفل فهو الأسوأ وهو الخضوع، وهو ما يعني أيضا حاجزا أخر في العلاقة ولكن هذا الحاجز سيكون وهميا وغير مرئي و لا شعوري، بل على العكس سيظن الآباء إن مثل هذا الحاجز هو التواصل، ولكنه فعليا موجود وسميك جدا.

الكذب وخلق الأسرار

الطفل وعندما لا يجد التواصل مع الأهل سيعمد إلى نقطة اخرى وهي الكذب وخلق الأسرار الخاصة به كنوع من الحماية لنفسه، فعلى الرغم أن من أن الحماية يجب أن يوفرها الأهل للطفل، ولكنه مع شعوره بفقدانها سيحاول أن يقوم بتوفيرها إلى نفسه وبذاته، وهو ما سيجعله يبني صندوق الأسرار الخاص به بالإضافة اختلاق الكذب.

الطاعة العمياء

من أسوء ما قد يحصل إلى الطفل هو أن يتحول إلى ما يشبه الأله أي انه يجاوب بمقدار ويتصرف بمقدار بحسب ما يكتب له في النص، هذا الأمر يفقده هويته ويفقده شخصيته، ويحيله إلى أله كما قلنا سابقا، وهذه الطاعة العمياء، من اكثر السلبيات المدمرة والناتجة عن تسلط الأهل في رقابتهم لأبناء، لكونها في الكثير من الأحيان تحيله إلى ذلك الانسان الجاهل والغير طموح وأيضا إنسان جامد ينتظر من يوجهه.

التسلط

كما تسلط عليه أباءه برقابتهم له بشده، هو أيضا سيصبح متسلطا على أبناءه لاحقا إلا في حال اكتشف الأمر وعمل على العلاج، مسألة حتمية ومقلقة.

معاوية صالح

انسان بسيط ومتفاهم، مليء بالاحلام وارغب بتحويلها الى حقيقة وواقع ملموس. أحب دائماً واسعى لكسب المزيد من العلم والمعرفة وخصوصا في مجال التاريخ والأدب والسياسة. أنا لا اصدق كثير من الأشياء التي اراها واسمعها.

أضف تعليق

12 + 11 =