تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » تقنيات التعلم » كيف تدرس بذكاء وبأقل مجهود ممكن وما هو مفهوم الدراسة بذكاء ؟

كيف تدرس بذكاء وبأقل مجهود ممكن وما هو مفهوم الدراسة بذكاء ؟

الدراسة بذكاء من المهارات التي تساعدنا على تحقيق أفضل ناتج من الدراسة. في هذا المقال نخبرك عن طريقة الدراسة بذكاء والخطوات اللازمة لفعل ذلك بشكل صحيح.

الدراسة بذكاء

الدراسة بذكاء من المهارات التي يحتاج كل طالب إلى امتلاكها، فهي ستساعده في تحقيق نتائج رائعة في الاختبارات. يظن البعض أنه يحتاج إلى بذل مجهود كبير من أجل النجاح، لكن الدراسة بذكاء هي المطلوبة في الدراسة، حيث أنه يمكنك الاعتماد على بعض الوسائل، والتي سوف تفتح لك أبوابًا مختلفة لتتمكن من الوصول إلى ما تريد في النهاية. لكن كيف يمكنك أن تدرس بذكاء مع بذل مجهود قليل، وفي نفس الوقت تحقيق نتائج جيدة؟ في هذا المقال سوف نجيبك على هذا السؤال، جهّز نفسك لتبدأ في الرحلة معنا.

ماذا يعني مصطلح الدراسة بذكاء بالضبط؟

مصطلح الدراسة بذكاء يشير في الأساس إلى قدرتك على تحقيق أفضل ناتج ممكن من عملية المذاكرة، بغض النظر عن مقدار المجهود المبذول من أجل ذلك.

وهو لا يعني أنك لن تحتاج إلى بذل المجهود في التعلم، فهذا الأمر يختلف من شخص لآخر، وطبقًا للإمكانيات التي يملكها كل شخص.

لكن المقصود من الدراسة بذكاء هي مجموعة الخطوات التي يمكنك أن تقوم بها، لتتأكد من أنك تحقق أفضل نتيجة من التعلم.

ظهرت الحاجة إلى الدراسة بذكاء من ممارسات الأفراد في الحياة العامة، حيث تجد العديد من الأشخاص يقوم فقط بالتركيز على بذل المجهود في الدراسة، ثم يفاجأ في النهاية أنه لم يحقق نتيجة جيدة.

وقد ينظر إلى بعض الأفراد من حوله، فيجد أن هناك شخص تمكن من تحقيق نتائج مميزة، على الرغم من أنه لا يبذل مجهودًا كافيًا كما يظن.

فظهر مصطلح الدراسة بذكاء ليجيبنا بأن الفارق بين الأشخاص لا علاقة له بمقدار المجهود، ولكن على كيفية توزيع وتنظيم هذا المجهود بالشكل الصحيح.

جهّز بيئة الدراسة

يهمل العديد من الأشخاص اختيار البيئة المناسبة للدراسة، ويظن أنه يمكنه أن يفعل ذلك في أي بيئة.

في الواقع الإعداد لبيئة الدراسة من الأمور الهامة في المذاكرة، والتي كلما أمكنك اختيارها بالشكل السليم، كلما زادت الإنتاجية الخاصة بك من الدراسة.

على عكس الشخص الذي يدرس في بيئة غير مجهزة، كثيرًا ما تجده لا يحقق النتائج المطلوبة مقارنة بالمجهود المبذول.

لذلك يمكن اعتبار بيئة الدراسة جزء رئيسي من الدراسة بذكاء حيث النتائج المرغوبة تتأثر بالبيئة، لكن كيف يمكنك الإعداد لبيئة الدراسة بالشكل الصحيح؟

اختيار المكان المناسب

العنصر الأول في بيئة الدراسة هو اختيار المكان المناسب للدراسة.

يجب أن تتأكد من أن المكان الذي تتواجد به يجعلك تشعر بالراحة، لكن بعيدًا عن مكان النوم، لأن مكان النوم قد يجعلك ترغب في النوم فعلًا، وبالتالي تركيزك يتأثر، فعملية الدراسة بذكاء تعتمد دائمًا على أن يكون تركيزك في أفضل درجة له.

أيضًا يجب أن يكون المكان بعيدًا عن أي ضوضاء خارجية، فإذا كنت في المنزل، تأكد بأنك لا تتأثر بأي أحاديث تحدث في المنزل، فهذا قد يسبب لك خللًا في دراستك.

كذلك يجب أن تكون الإضاءة مجهّزة بشكل سليم، لا يؤذي عينيك، ولا يجعلك ترغب في النوم.

اختيار التوقيت المناسب

العنصر الثاني في بيئة الدراسة هو اختيار التوقيت المناسب للدراسة.

من أهم الأشياء في الدراسة بذكاء هي قدرتك على فهم إمكانيات جسدك وعقلك، وإدراكك للتوقيت الذي يكون ذهنك قادرًا على الإبداع فيه أكثر من أي وقت آخر.

احرص على أن يكون التوقيت بعيدًا عن وقت النوم مثلًا، كما أن اختيارك لموعد ثابت للمذاكرة يوميًا قد يكون اختيارًا جيدًا، لأن هذا الاعتياد يساعدك على المذاكرة.

أرشّح لك أن تبدأ المذاكرة بعد الفجر مباشرةً، شرط أن تكون قد حصلت على قدر مناسب من النوم، بحيث يمكنك التركيز أثناء الدراسة.

كن مدركًا لهدفك

من الأشياء الهامة في الدراسة بذكاء هي إدراكك لهدفك من الدراسة.

الكثير من الناس يلجأ إلى الدراسة بشكل عشوائي، وبدون وجود أي هدف يرغب في تنفيذه، فتجده يبذل مجهود كبير في عملية التعلم، لكن بدون ناتج حقيقي يمكن قياسه؛ ببساطة لأن الناتج المرغوب الوصول إليه غير موجود من الأساس.

لذلك كلما قررت أن تبدأ في المذاكرة، عليك أن تحدد لنفسك غرضًا تسعى للوصول إليه، وتحرص على الالتزام به طوال فترة التعلم.

أهدافك يمكن أن تقسمها إلى مراحل متعددة، سواءً مراحل لحظية تخص كل مرة قررت الدراسة بها، أو مراحل عامة تريد الوصول إليها على المدى البعيد.

ابتعد عن المشتتات

كما ذكرنا فإن الدراسة بذكاء تعتمد على التركيز بشكلٍ رئيسي، وبالتالي فإن وجود أي عنصر يمكنه أن يؤدي إلى تشتيتك، قد يجعل التركيز يقل، وبالتالي المجهود المبذول يذهب بلا فائدة.

لذلك عليك أن تبتعد عن المشتتات قدر الإمكان أثناء الدراسة، سواءً باختيار البيئة المناسبة للدراسة كما تحدثنا في النقاط الماضية.

كما أنه من الأشياء الهامة أن تجعل وقت الدراسة بعيدًا عن وقت أي شيء آخر، لأن هذا قد يمثل لك عنصر تشتيت، مثلًا تريد الخروج مع أصدقائك، فتجد نفسك تفكر في هذا الأمر أثناء الدراسة، وغيرها من الأشياء الأخرى.

وأيضًا من أسباب تمكنك من الدراسة بذكاء هي الابتعاد عن استخدام الإنترنت، وتحديدًا مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك، لأنها تقلل من وقت دراستك، وتجعلك تركز على التفاعل معها.

كما أن المنشورات التي تجدها على هذه المواقع، تؤثر في حالتك النفسية أحيانًا، مما يمكنه أيضًا أن يؤثر على قدرتك على الدراسة.

لذلك من الأمور الهامة دائمًا أن تبتعد عن أي مشتتات أثناء الدراسة.

خطط للدراسة جيدًا

آخر عناصر الدراسة بذكاء التي سوف نتحدث عنها هي التخطيط الجيد للدراسة، وهو عنصر هام جدًا، حتى أن أي نظرية تتحدث عن التخطيط، تؤكد على أنه في حالة غياب التخطيط، فإن النتيجة النهائية تكون ضياع أغلب المجهود بلا فائدة، وهي للأسف مشكلة تواجه أغلب الطلّاب أثناء الدراسة.

أما التخطيط الجيد، والذي يخبرك ماذا تذاكر بالضبط، ومتى تفعل ذلك، فإنه يساعدك على تحقيق الأهداف المطلوبة بالفعل.

خطتك يجب أن تكون منطقية، وتتعامل مع قدراتك وإمكانياتك، بغض النظر عن أي شيء آخر. لذلك تأكد من أنك تقوم بعمل الخطة بالشكل السليم.

كذلك يجب أن تتذكر دائمًا أن التركيز من أهم عناصر الدراسة بذكاء التي تحدثنا عنها، ولا يمكن الحفاظ على التركيز في حالة قمت بالدراسة بشكل متواصل بدون توقف، لذلك يجب أن تتضمن خطتك وجود العديد من التوقفات للراحة.

وتوزيع وقت الراحة يجب أن يتضمن أنشطة مختلفة تقوم بها، بحيث تحقق أكبر قدر من الفائدة منها، وتكون لديك الرغبة والقابلية للعودة مرة أخرى ومتابعة الدراسة.

الدراسة بذكاء من الأمور الهامة التي ينبغي عليك الاهتمام بها دائمًا، وأن تتذكر أن المجهود الكبير قد لا يكون هو الحل المطلوب فقط، لكن المسألة كلها تتركز حول كيفية استغلال هذا المجهود بالشكل الصحيح، والالتزام بالخطوات التي ذكرناها في المقال قد يكون هو الوسيلة التي تمكنك من تحقيق ذلك في الواقع.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

عشرة + 18 =