تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » منوعات » كيف تكوّن الحد الأدنى من الخبرة السياسية التي تمكنك من النقاش والفهم؟

كيف تكوّن الحد الأدنى من الخبرة السياسية التي تمكنك من النقاش والفهم؟

الحد الأدنى من الخبرة السياسية مطلوب جدا في هذه الأيام وفي كل الأيام حقيقة، خصوصًا أن السياسة تتدخل في أبسط الأشياء في حياتك ومن أجل تحديد موقفك السياسي يجب أن يكون لديك خلفية سياسية عن مجريات الأحداث فكيف تكوّنها وما الذي يجب عليك معرفته؟

الخبرة السياسية

الخبرة السياسية تحتاج إلى دراية كبيرة بالسياسة وأحابيلها وطالما تحدثنا عن السياسة فنحن نتحدث عن اقتصاد واجتماع وتاريخ وثقافة وحروب وصفقات سلاح وتحالفات ومصالح، بالتالي عليك أن تكون متفهما للأمور السياسية ومجريات الأمور وحتى تكون متفهما لمثل هذه الأمور وتستطيع النقاش والدفاع عن موقفك أو حتى تحديده بالكامل عليك أن تمتلك الحد الأدنى من الخبرة السياسية التي توضح لك الرؤية، فكيف يمكنك ذلك؟ هذا ما سنتحدث عنه خلال السطور التالية.

دراية بالتاريخ

التاريخ يعني المستقبل ومن ليس له تاريخ فليس له مستقبل، لأن المستقبل عبارة عن تلك الأحداث والمواقف التي أدت للحالة التي نحن عليها اليوم وبالتالي يؤثر أيضا الماضي في المستقبل، ولن يستطيع أحد أن ينهض سوى بالاستفادة من التاريخ وتفهم الأمور من خلال التاريخ، لذلك تكوين الخبرة السياسية يتم من خلال الاطلاع بشكل إجمالي حول التاريخ وكيف يمكن أن يتصرف الرؤساء وهل تقدمنا أو تأخرنا وما هي الظروف التي أدت لما نحن فيه، أهم عنصر من عناصر تكوين الخبرة السياسية هي الدراية بالتاريخ ولو نبذات مختصرة.

دراسة للمنطقة

يجب عليك من أجل تكوين الخبرة السياسية أن تكون دارسا للمنطقة جيدا ومتفهما للخلفية الثقافية والمجريات التي تمر بها هذه المنطقة لذلك يمكن الحكم على أي قضية سياسية أو حدث سياسي من خلال دراسة المنطقة فالوضع في دول البلقان مثلا لا يشبه الوضع في الهند والوضع في الصين لا يقارن بإفريقيا، والوضع المتردي في العراق لا يقارن بنظيره في تونس مثلا أو الأردن، والثقافة المصرية على سبيل المثال لا يمكن مقارنتها بدولة مثل النرويج، لذلك يجب عليك أن تكون دارسا للوضع في المنطقة وتحلل الأمور بناء على المعطيات.

الإلمام بالتجارب المشابهة

الخبرة السياسية الإلمام بالتجارب المشابهة

لا يمكننا الاستفادة من التجارب المشابهة التي مرت بها البلاد قبلنا إلا من خلال تحديد نقاط الالتقاء بيننا وبينهم وبناء عليه يمكن توقع المستقبل من خلال قراءة الحاضر والنظر في التجارب المشابهة وكيف يمكن أن تؤول إليه الأمور وما هي المؤثرات في الأحداث فالنظر في الانقلابات العسكرية تقريبا قد يحيلنا إلى أن كل النتائج قد تصبح واحدة إلا لاستثناءات، أو عند الاقتراض من صندوق النقد الدولي الذي قد يحيل كل الدول التي اقترضت منها في نفس الفخ بالتالي نعود مرة أخرى إلى قراءة التاريخ.

معرفة التحالفات الدولية

قد تتوقع أن هناك دولة تحب أخرى أو أن هناك بلد معينة واقعة في غرام دولة معينة، ركز في الصراعات التي في المنطقة وتذكر لما تضخ دولة معينة الكثير من الأموال من أجل حماية دولة معينة أو لتغذية الصراع وإبقاء هذه الدولة على صفيح ساخن مثلا؟ إنها التحالفات الدولية، هناك قوى عظمى تتصارع على السيطرة على العالم، وهي معروفة بالطبع لذلك فكر في موالاة دولة بعينها لقوة عظمى بعينها قبل أن تعرف التحالفات وما هو موقعك على خريطة التحالفات، الخبرة السياسية تتكون من هنا.

ابتعد عن الفيسبوك عند اكتساب الخبرة السياسية

النصيحة الأخيرة والأهم هي أن تبتعد عن شبكات التواصل الاجتماعي وأهمها فيسبوك لأن الكثير من الناس يقومون بنشر مشاركات تحتوي على معلومات مغلوطة بل وملفقة كليا إما لحصد الإعجاب والمشاركة بمحتوى مثير حتى إن لم يكن صحيحا وإما من أجل التأثير في وعي الناس ببث المعلومات المغلوطة، انتقِ مصادر معلوماتك جيدا ويجب أن تكون موثوقة وعند قراءة معلومة ما على فيسبوك اذهب إلى جوجل وابحث عنها واقرأ عنها المزيد، إياك أن تثق في أي معلومة على فيسبوك.

الحد الأدنى من الخبرة السياسية يلزمه بعض المجهود والقراءة والبحث والاستقصاء، وأعتقد أي شخص سيحاول معرفة الحد الأدنى فلن يتوقف حتى يبلغ الحد الأقصى إن كان هناك بالفعل حد أقصى.

محمد رشوان

أضف تعليق

أربعة × 2 =