تسعة
الرئيسية » الحيوانات » الحيوانات الأليفة : كيف تحترم بعض الشركات فكرة الحيوان الأليف؟

الحيوانات الأليفة : كيف تحترم بعض الشركات فكرة الحيوان الأليف؟

الحيوانات الأليفة دائمًا ما كانت مصدر بهجةٍ وأنسٍ في بيوتنا ودائمًا ما اعتدنا على إحساس الحزن حين مفارقتهم للذهاب لأعمالنا، فهل من الممكن اصطحابهم للعمل؟

الحيوانات الأليفة

أيًا كان نوع حيوانك بين الحيوانات الأليفة الذي تربيه فهو بالتأكيد مع الوقت تحول إلى فردٍ من عائلتك وإن كنت تعيش وحيدًا فبدون مبالغة سيصبح عائلتك بأكملها والتي تتلهف كل يومٍ للعودة إلى منزلك لتراه وتلعب معه مستأنسًا بوجوده بجوارك في البيت وبالحب الصافي الدافئ الذي يغرقك به لتشعر بامتنانه لمجرد وجودك في حياته وأنت تدري في قرارة نفسك أنك الطرف الممتن حقًا لوجود هذا الكائن اللطيف في حياتك ليزيل وحشتها.

مشهدٌ يتكرر كل يومٍ في الصباح لحظة مغادرتك المنزل للعمل عندما تجد كلبك أو قطتك ينظرون إليك بأعينٍ تعيسة لأنك ستتركهم وبحسب وقت عملك وغيابك تكون التعاسة أكبر، ثم لحظة السعادة حين عودتك فيستقبلونك بالنباح والمواء والمعانقة ويلتصقون بك كأنهم يحاولون التعبير عن مدى اشتياقهم لوجودك معهم، إذًا هل تصدقني إن أخبرتك أن بعض الحيوانات الأليفة في بعض أنحاء العالم لا يعانون من تلك الأزمة على الإطلاق لأن مالكيهم يصطحبونهم معهم إلى العمل؟ تبدو الفكرة وحدها مبهجةً وممتعة لكن ما الذي جعل هؤلاء الأشخاص يقومون بذلك؟

لماذا تسمح الشركات بفكرة الحيوانات الأليفة بداخلها؟

هل تم توظيف حيوانك الأليف؟

كان وجود الحيوانات الأليفة قد يكون مألوفًا في الأماكن الخاصة والهادئة مثل صاحبة المكتبة العجوز التي تصطحب هرتها الصغيرة لتسليها أو صاحب متجر خردواتٍ وأدواتٍ مستعملة يجلس مع كلبه طوال اليوم فيه ولا تدري من سواهما يدخل عتبة المتجر أساسًا لكنهما موجودان كل صباحٍ تراهما في طريقك للعمل، وأحيانًا كان يتم الاستفادة منها في الأماكن البسيطة والشعبية في صيد الفئران والحفاظ على المكان من اللصوص والمزعجين، لكن لماذا ستأخذ قطتك معك في مكتبك في شركةٍ كبيرةٍ ومرموقة وأنت مجرد موظفٍ عاديٍ فيها؟

ما ستود معرفته اليوم أن العديد من الشركات وأماكن العمل سمحت لموظفيها باصطحاب الحيوانات الأليفة بعد دراسةٍ لطيفة أثبتت أن تواجدها في تلك الأماكن يساعد الموظفين على الاسترخاء ويحسن من حالتهم النفسية ويرفع روحهم المعنوية ويرسم البسمة على أفواههم وهو ما يجعلهم أكثر إقبالًا على العمل وقابليةً للإبداع والإنجاز مقارنةً بغيرهم من الموظفين، وفي استبيانٍ أجرته منظمة إدارة الموارد البشرية أن 7% تقريبًا من كامل شركات ومنظمات العمل تسمح بتواجد الحيوانات الأليفة.

للموظفين وحسب أم للإدارة أيضًا؟

هل كل الفائدة العائدة من تواجد الحيوانات الأليفة في مكان العملي تعود على الموظفين وحدهم أم أن هنالك خطةً أخرى في ذهن أصحاب الإدارة، يقول مديرٌ لإحدى تلك الشركات وهي معروفةٌ في مجالها بأن الكلاب كائناتٌ حساسةٌ جدًا ومرهفة المشاعر، وهي قادرةٌ على الإحساس بتذبذبات التوتر حينما ترتفع في الجو فتعطي إشاراتٍ على أحاسيسها تلك عندها يعرف المدير أن هنالك مشكلةً يحتاج إلى حلها أو المعدل الكلي للتوتر الموجود بين موظفيه أو أنهم بحاجةٍ للحصول على قسطٍ من الراحة.

لا يشعر الجميع بالسعادة لتلك الحرية

على الرغم من كونها بادرةً إنسانيةً لطيفة يسمح بها مجال العمل إلا أن هنالك عددًا غير هينٍ من الناس لا يحبذ الفكرة أو يرتاح لها سواءً من الموظفين أو الزبائن أو العمال خاصةً أنه من الصعب أن تجد مكانًا يحب كل من فيه التعامل مع الحيوانات الأليفة ويرتاح في تواجدها من حوله، بعض الناس يعانون من الحساسية للقطط على سبيل المثال وبعضهم يحب القطط لكنه يخاف من الكلاب وآخرون لا يمانعون تواجد حيوانٍ أليفٍ عاديٍ بالقرب منهم لكنهم سيمانعون بشدة إن عرفوا أن زميلهم يصطحب نوعًا من أنواع السحالي التي يربيها معه إلى المكتب!

ناهيك عن أن بعض أماكن العمل التي يتوافد إليها الزبائن تعاني من قيدٍ أكبر في هذا الأمر لأن بعض الزبائن قد يعتبرون الأمر تعديًا على حقوقهم بالدخول إلى مكانٍ يريدون الدخول إليه لكنهم لا يستطيعون بسبب خوفهم من الحيوان الموجود بالداخل، أماكن أخرى كالمطاعم مثلًا ستجد أن عددًا ضخمًا من الزبائن يمانع اصطحاب صاحب المطعم لكلبه المدلل ويرفضون تواجد الكلب في نفس المكان الذي يتم صنع طعامهم فيه وبهذا يكون صاحب المطعم مجبرًا على الحصول على تراخيص والسير في طريقٍ قانونيٍ ليتيح لكلبه التواجد في المكان.

بالطبع لا يجبر أصحاب العمل موظفيهم على الخضوع لتلك الفكرة والقبول بها دون إرادتهم فدائمًا ما يتم إعلام الأشخاص المتقدمين لأي عملٍ في تلك الشركة بأن الشركة تسمح باصطحاب الحيوانات الأليفة وبإمكان الشخص الانسحاب قبل البدء بالعمل إن لم يناسبه ذلك، ومن ناحيةٍ أخرى إن كان أحدهم يود جلب حيوانه إلى المكتب يتم سؤال كل رفاقه في المكتب عن راحتهم للفكرة فإن اعترض شخصٌ واحدٌ فقط عندها لا يمكن تواجد الحيوان.

هل كل الحيوانات ودودة؟

من المعروف أن لكلٍ واحدٍ من الحيوانات الأليفة إحساسه ومشاعره الخاصة حتى أن بعضها يتباين في الشخصية وطريقة التعامل مع بني جنسه أو حيوانٍ مختلفٍ عنه أو البشر، عندما تسمح بتواجد الحيوانات الأليفة في شركتك فأنت تفتح بابًا جديدًا على رأسك من المشاكل رغم أن غرضك من البداية كان المتعة والترفيه، فأحد الموظفين لديه كلب وموظفةٌ جلبت قطتها إذًا ليستعد الجميع ليومٍ مليءٍ بالمغامرات والمطاردات بين الاثنين! أنت بحاجةٍ لقواعد وحدود حتى لا يتحول مكان العمل لسيرك حيوانات ويتوقف العمل تمامًا على حساب فك اشتباك الحيوانات ببعضها البعض.

بعض الحيوانات كذلك تكون عدوانيةً وحادة الطباع حتى مع أصحابها فهي لا تحب المداعبة ولا تريد منك أن تقترب منها وإن فعلت فعليك أن تتحمل نتائج عملك، من هنا أصبحت الشركة مسئولةً عن إضافة تكاليف علاج أي إصاباتٍ تتسبب فيها تلك الحيوانات كالخدش أو العض أو أكثر حتى لأيٍ من الموظفين إلى التأمين الصحي، لم يعد الأمر ممتعًا الآن أليس كذلك؟

البداية

لا تتوقع أن يتيح لك مكان عملك اصطحاب الحيوانات الأليفة ومدير العمل يكرهها أو يخاف منها أو يصاب بالحساسية فالأمر ليس منطقيًا، نادرًا جدًا ما ستجد أن مديرًا سمح بذلك مضحيًا براحته الخاصة بحثًا عن راحة الموظفين والعاملين بشركته وإيمانًا منه بأن هذه الخطوة ستساعدهم أكثر.

في أغلب الشركات التي بدأت السماح بذلك الأمر كان المدير دائمًا هو أول من يصطحب حيوانه الأليف والذي غالبًا ما يبدأ بالتأثير في أجواء العمل والموظفين ويرسم البهجة على وجوههم ويصبح واحدًا من الأمور اللطيفة التي تساعدهم على النهوض من فراشهم في الصباح والذهاب للعمل، ومع الوقت يبدأ بنشر الفكرة والسماح لهم بإضافة أفرادٍ جددٍ لطفاء لطاقم الشركة.

وأخيرًا عندما تم سؤال العاملين في تلك الشركات قالوا أن الحيوانات تضيف بهجةً للأجواء وصحيحٌ أنهم يعانون من بعض المشاكل السلوكية أحيانًا إلا أنهم قادرون على التعامل معها والتفاهم مع حيواناتهم ومساعدتهم على التأقلم واتباع النظام، ووصل الأمر ببعض الشركات أنها تقوم بتعيين مدربين كل مهمتهم في الشركة هو الاهتمام بالحيوانات ومساعدتها حتى لا تؤثر على سير العمل أو وقت الموظفين.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

تسعة عشر + 4 =