تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تتعلم مهارات التواصل مع أصم وتجيد التعامل مع الأصماء؟

كيف تتعلم مهارات التواصل مع أصم وتجيد التعامل مع الأصماء؟

إن التواصل مع أصم من أهم المهارات الاجتماعية التي يحتاجها الفرد في حياته سواء الشخصية إن كانت له علاقة بأصم أو حياته العملية حيث أصبحت من أهم متطلبات العمل.

التواصل مع أصم

إذا قمت بإضافة خبرات التواصل مع أصم إلى سيرتك الذاتية قبل تقديمها إلى وظيفة فإن ذلك يعزز من فرصتك في الحصول على تلك الوظيفة بكل تأكيد, وحالياً أصبح الشخص الأصم في معظم الأحيان إن حضر إلى اجتماع عمل فإنه يحضر معه وسيط ليقوم بترجمة كل ما يقال داخل قاعة الاجتماع عبر استعمال لغة الإشارة إليه, لكن هذا لا يلغي دورك على الإطلاق بل على العكس يتعين عليك تفهم بعض الخطوات التي يجب القيام بها إن كنت على وشك التواصل مع أصم في وجود وسيط مترجم بينكما.

ما هي الطريقة الصحيحة في التواصل مع أصم ؟

التحدث مع الوسيط على انفراد أولاً

إن كان باستطاعتك أن تنفرد بالجلوس مع الوسيط أولاً قبل بداية الاجتماع فقم بفعل هذا على الفور ولو حتى مقابلة سريعة لا تستغرق أكثر من بضع دقائق معدودة, حيث ستحاول خلال تلك المقابلة التحدث مع الوسيط حول مدة الاجتماع وما هي المواضيع الأساسية التي ستتم مناقشتها بداخله فذلك سيسهل على الوسيط مهمته بشكل كبير إذ سيكون على دراية بالمعلومات والعناوين الدائرة داخل الاجتماع وربما سيجلس مع الشخص الأصم في البداية ليكون له خلفية مناسبة حول الاجتماع مما سيسرع عملية التواصل مع أصم داخل الاجتماع سريعاً دون تعطيله.

تحديد الجدول الزمني للاجتماع

إن التواصل مع أصم يفرض عليك أن تحدد جدولاً زمنيا للاجتماع المنعقد وأن تتيح به مجموعة من فواصل الراحة خاصة وإن كانت مدة الاجتماع ستزيد عن ساعة؛ وذلك لأن عملية ترجمة الحديث الدائر وتحويله من كلام مسموح إلى حركات بلغة الإشارة تتطلب دقة ومجهود وتركيز أكثر مما تتوقع مما يلقي على عاتق الوسيط مجهوداً عقلياً شاقاً يحتاج معه إلى التقاط أنفاسه قليلاً بين الحين والآخر خاصة وأن معدل التحدث بالفم يكون أسرع بكثير من معدل التعبير بلغة الإشارة, كما أن الشخص الأصم يحتاج هو الآخر إلى تلك الراحة حتى يسترجع جيداً الحديث الدائر الذي وجه إليه عبر الوسيط ويقرر ما يحتاج أن يقوله فيما بعد.

تأكد من وجود إضاءة مناسبة في غرفة الاجتماعات

قد يبدو الأمر بديهياً بالنسبة لك في الوهلة الأولى عند قراءة هذا العنوان حيث ستقول بأنه من الطبيعي أن يكون اجتماع عمل في مكان واسع ومريح للنفس وبه هدوء وكذلك يحتوي على إضاءة جيدة وبالتالي فقد يبدو لك أنك لا تحتاج إلى تفقد مثل ذلك البند, إلا أن الأمر قد يشكل مشكلة وعائق كبير داخل الاجتماع إذا ما قررت أن يكون هناك عرض تقديمي حيث ستضطر حينها إلى إغلاق كافة أضواء الغرفة حتى تظهر المادة المعروضة جيداً على شاشة العرض مما سيقطع كافة سبل التواصل بين الوسيط والشخص الأصم؛ ولذلك احرص على وجود مصباح صغير الحجم قابل للنقل منه مكان لآخر حتى يوضع بين الشخص الأصم والوسيط ليسهل التواصل بينهما في حالة إغلاق أضواء الغرفة.

عامل الوسيط كما لو كان عميلاً لديك

هو خطأ فادح قد يقع فيه الكثير حيث يتعامل مع الوسيط على أنه شخص إضافي أو دخيل على الاجتماع مع أن التواصل مع أصم يتطلب وجوده بشكل كامل طيلة الوقت لكنك تجد في بعض الاجتماعات أن الوسيط يلقى معاملة مختلفة وأقل نسبياً عن بقية الحضور تصل في بعض الأحيان إلى عدم توافر مكان لجلوسه داخل قاعة الاجتماع أو عدم احتسابه ضمن عدد الحضور وبالتالي عدم توفير شراب أو طعام له على عكس الباقين؛ ولذلك يجب عليك أن تحتسب الوسيط كما لو كان واحداً من أركان الاجتماع الأساسي فبمجرد دخوله وفر له كرسي للجلوس واعرض عليه شراب ترحيب به وقم بالتحدث معه حول ما إن كان يحتاج أي شيء إضافي يجب توفيره داخل الاجتماع حتى يسهل عليه التواصل مع الأصم كذلك قم بتقديم الوسيط واسمه لبقية الحضور حتى يسهل عليهم التواصل معه طيلة فترة الاجتماع وهو أمر على قدر ما يبدو بسيطاً إلا أن تأثيره كبير جداً ستلحظه طيلة فترة التواصل معه ومع بقية الحاضرين.

تسهيل التواصل البصري بين الأصم والوسيط

إن التواصل مع أصم يحتاج إلى حصر كل الجهد في التواصل البصري والابتعاد عن التواصل السمعي, ولكن قد يقع الكثير في خطأ أنهم يجهزون مكاناً للوسيط ملاصق لمكان الشخص الأصم وبالتالي يحتاج الوسيط إلى النظر تارة إلى جهة ليلاحظ الكلام الدائر في الاجتماع وتارة إلى الجهة الأخرى ليترجمه إلى الشخص الأصم مما يشتت ذهنه بكل تأكيد؛ ولذلك احرص على تسهيل التواصل البصري بين الشخص الأصم والوسيط الخاص به والذي يكون في وضعيته المثلى إذا ما كان مكان الوسيط مقابلاً لمكان جلوس الأصم مما سيجعل من السهل حدوث التقاء بصري بينهما وفي نفس الوقت بينه وبين كافة حضور الاجتماع.

تدوين الملحوظات على أوراق وتوزيعها

في كثير من الأحيان قد يغفل الوسيط كلاماً معيناً ولا يترجمه إلى الشخص الأصم أو- لقلة خبرته في محور الاجتماع- يترجمه بشكل غير مفهوم مما قد يعرض الأصم إلى عدم الدراية والإلمام بكافة البنود المتفق عليها؛ ولذلك حاول تدوين كافة الملحوظات التي تتوصل إليها خلال الاجتماع على ورقة وتسليمها للشخص الأصم بمجرد الانتهاء من الاجتماع حتى يطلع عليها كما يمكن إتاحة فرصة من الوقت بعد الاجتماع تكون كافية لأن يطلع الأصم على تلك البنود ويؤكد للحضور موافقته هو الآخر عليها, يمكنك أيضاً استئجار كاتب خاص سريع في الكتابة على الحاسب الآلي حتى يدون كافة ما يقال داخل الاجتماع للرجوع إليه في أي وقت تشاء.

احرص على وجود تواصل بصري مع الشخص الأصم

المشكلة العظمى التي يقع فيها الكثيرون خلال التواصل مع أصم وعليها يشعرونه بالحرج والضيق في كل مرة يحاولون فيها التحدث معه عبر وسيط موجود, حيث يقوم الشخص بالنظر دائماً إلى الوسيط وتوجيه كافة حديثه إليه على أن يقوم هو بتحويل الحديث عبر لغة الإشارة إلى الشخص الأصم وتلقي الردود والانطباعات منه وإخبارك بها وهكذا. لكن هذا يشعر الشخص الأصم أنه إلى حد ما خارج دائرة الحديث وأنه من السهل استبداله بالوسيط بشكل دائم على أن يخبره فيما بعد في أي وقت بما دار في الاجتماع؛ ولذلك حاول تجنب مثل تلك النقطة ومراعاة مشاعر الغير وذلك عبر الحفاظ على وجود تواصل بصري بينك وكافة الحضور من ناحية وبين الشخص الأصم من ناحية أخرى حتى وإن لم ينظر هو إليك لانشغاله بالنظر إلى الوسيط وفهم ما يقول التزم أنت بتلك النقطة ووجه كافة كلامك وحديثك إليه مباشرة على أن يقوم الوسيط بترجمة هذا الكلام.

التحكم في معدل التحدث

حاول التحدث ببطء قليلاً وإتاحة فاصل زمني بسيط بين الجمل وبعضها حتى تعطي الفرصة كافية للوسيط ليقوم بنقل الكلام بلغة الإشارة إلى الشخص الأصم, وتجنب كذلك التلعثم أو العجرفة في الكلام حتى يخرج مفهوماً وبمعدل ثابت منتظم.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

3 × واحد =