تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » التهاب الزائدة الدودية : كيف يمكن التعامل مع مشكلة التهاب الزائدة ؟

التهاب الزائدة الدودية : كيف يمكن التعامل مع مشكلة التهاب الزائدة ؟

التهاب الزائدة الدودية أحد المشاكل الصحية الأكثر شيوعًا، والتي إذا لم يتم التعامل معها في الوقت الصحيح قد تؤدي إلى انفجار الزائدة والوفاة.

التهاب الزائدة الدودية

التهاب الزائدة الدودية يُعَد واحدًا من الاضطرابات الخطيرة التي تصيب جسم الإنسان. وفي حالة عدم التعامل بجدية معه قد يتفاقم الأمر ويتطور إلى مراحل أكثر خطورة قد تصل إلى الإصابة بسرطان الزائدة أو انفجار الزائدة الدودية ما يؤدي إلى تدهور الحالة وصولاً إلى الوفاة. وتُعَد الزائدة الدودية امتدادًا نسيجيًا ذي شكل اسطواني، وهي ذات نهاية مسدودة. وتخرج الزائدة الدودية عند نقطة التقاء نهاية الأمعاء الدقيقة مع بداية الأمعاء الغليظة. ويؤدي هذا العضو دورًا مهمًا في حماية الجسم وتدعيم مناعته حيث تفرز بعض المواد المناعية. وقد تتعرض الزائدة الدودية للالتهاب شأنها شأن بقية أعضاء الجسم، لذلك يُنصَح بالتعامل مع هذا النوع من الالتهاب بعناية وبسرعة تفاديًا لأي مضاعفات. وفي السطور التالية نستعرض بعض أعراض التهاب الزائدة الدودية وكيفية التعامل معه.

كل ما يخص التهاب الزائدة الدودية

التهاب الزائدة الدودية وأهم أعراضه

من الممكن أن يصيب التهاب الزائدة الدودية الإنسان، من الجنسين، في جميع مراحل عمره، ويصبح الأمر أكثر خطورة إذا كانت المصابة سيدة حامل، وبالتالي يُنصَح بالتوجه الفوري إلى الطبيب بمجرد الشعور بأحد الأعراض التالية:

ألم في الجانب الأيمن من البطن

من الممكن أن يتعرَّض الجانب الأيمن من البطن للألم لعدة أسباب، إلا أن التهاب الزائدة الدودية هو السبب الأكثر شيوعًا وخطرًا. ويبدأ الإحساس بالوخز بالقرب من السرة ويمتد بشكل أفقي ناحية الجانب الأيمن السفلي من البطن. وغالبًا ما يستمر الألم لمدة يوم واحد وقد يمتد إلى أسبوع. ويبدأ الألم في التصاعد يومًا بعد يوم إلى أن يصير غير محتمل؛ لذلك يجب إجراء الفحص الطبي اللازم لمعرفة السبب فور الشعور بالألم لكي لا يتطور الالتهاب وتصبح الزائدة الدودية عرضة للانفجار. وعادةً ما يكون هذا الألم شديدًا للغاية ويزداد عند الحركة أو تحريك الساقين أثناء الجلوس.

اضطراب وظائف الجهاز الهضمي

يُعَد اضطراب الجهاز الهضمي من أبرز أعراض التهاب الزائدة الدودية، وعادةً ما يتمثل هذا الاضطراب في فقدان الشهية والشعور بالغثيان والإصابة بالإمساك أو الإسهال بالتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى انتفاخ البطن وتقلصها والشعور بالألم حين الضغط عليها، أو المعاناة من الألم في أثناء عملية إخراج الفضلات والغازات.

الشعور بألم في مجرى البول

قد يُسَبب التهاب الزائدة الدودية آلامًا مبرحة في منطقة المثانة حيث يزداد عند التبول، إلا أن هذا العَرَض ليس شائعًا للغاية.

المبالغة في درجة تصلب البطن وليونتها: يمكن تشخيص التهاب الزائدة الدودية من خلال عَرَض شهير هو تصلب البطن أو ليونتها المفرطة عند الضغط عليها.

وبالطبع يُنصَح بالفحص الطبي بسرعة حين الشعور بأحد هذه الأعراض والاشتباه في التهاب الزائدة الدودية ولكن يُفَضَّل حتى ذلك الحين عدم تناول المسكنات أو أي علاجات دوائية أخرى لأن ذلك من شأنه زيادة حدة الألم، بل يجب النوم على الجانب الأيمن وضم الركبتين نحو الصدر ما يساعد على التقليل من الألم، ويُنصَح كذلك بعدم إجراء الكمدات الدافئة لأن ذلك قد يؤدي إلى تدهور الحالة لدرجة الانفجار.

أعراض تطور التهاب الزائدة الدودية

من الممكن أن يؤدي إهمال التشخيص والعلاج السريع إلى الكثير من المضاعفات والتطورات الخطيرة التي تهدد حياة المريض، وتتمثل أهم هذه التطورات فيما يلي:

الإصابة بالجفاف

يساعد التهاب الزائدة الدودية على فقدان الكثير من سوائل الجسم نتيجةً لانثقاب الزائدة الدودية ما يؤدي إلى تسرب السوائل من خلال هذا الثقب وانتشار الالتهاب في المناطق المحيطة بالبطن ما يزيد الأمر سوءًا.

الإصابة بالالتهابات والعدوى الجرثومية

يؤدي عدم الإسراع بالعلاج إلى إصابة الأنسجة المحيطة بالالتهاب والعدوى الجرثومية ما يؤدي إلى الإصابة بالإسهال وارتفاع درجة الحرارة خلال أيام من حدوث الإصابة بالالتهاب.

الإصابة بسرطان الزائدة الدودية

قد يتفاقم الأمر بطريقة درامية ليتحول إلى ورم سرطاني خبيث قد ينتقل إلى الأعضاء المجاورة مثل الكبد.

طرق تشخيص علاج التهاب الزائدة الدودية

عادة ما يُعالَج التهاب الزائدة الدودية بالتدخل الجراحي بهدف استئصال الزائدة الدودية الملتهبة في حالة التأكد من الإصابة. ويُنصَح المريض بالراحة التامة قبل إجراء العملية الجراحية وإجراء جميع الفحوصات المخبرية ذات الصلة لاستبعاد أي احتمالات أخرى متعلقة بالإصابة بالأمراض ذات الأعراض المشابهة، ومن أهم هذه الفحوصات تعداد الدم الكامل من أجل رصد ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء ما يشير إلى وجود عدوى ما. بالإضافة إلى تحليل البول لاستبعاد التهاب أحد أعضاء الجهاز البولي. ومن الممكن أيضًا إجراء التصوير بالأشعة السينية للبطن لرصد أي تغيرات تطرأ على الزائدة الدودية، وفي حالة عدم وضوح الزائدة باستخدام الأشعة يمكن اللجوء إلى الأنواع الأكثر دقة من التصوير الإشعاعي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المحوسب حيث أنها تتميز بنتائج أكثر وضوحًا ما يساعد على التشخيص الدقيق.

وعلى الرغم من أن التدخل الجراحي هو الخيار الأفضل لضمان العلاج الحاسم لهذا الالتهاب، إلا أن هناك بعض الأدوية التي تمهد للعملية مثل تناول المضادات الحيوية من أجل تطهير الأمعاء من الجراثيم حتى لا تحدث أي عدوى بكتيرية في أثناء الجراحة، ويمكن تلقي جرعات المضاد الحيوي قبل العملية الجراحية بوقت مناسب. وفي حالة ما إذا كان المريض طفلاً أو سيدة حامل يجب إجراء الفحوصات التشخيصية المناسبة لأي من الحالتين نظرًا لخصوصة الأمر بسبب عمر المريض وجنسه والتغييرات التي تطرأ على الجسم أثناء الحمل.

الاستئصال الجراحي للزائدة الدودية

يعتبر الاستئصال الجراحي هو الحل الحاسم والأمثل للتخلص من التهاب الزائدة الدودية. وهناك نوعان لطريقة الاستئصال هما الجراحة المفتوحة والجراحة بالتنظير وكلاهما يتم بعد أن يُخدَر المريض كليًا.

الجراحة المفتوحة

عند إجراء الجراحة المفتوحة يتم عمل شق في الجلد في الجزء الأيمن السفلي من البطن بطول 4 إلى 5 سم، بعد ذلك تُبَاعَد عضلات جدار البطن عن بعضها لتظهر الأمعاء الغليظة والزائدة الدودية الملتهبة. ثم يُحَرَّر الجزء العالق من الزائدة الدودية في الأمعاء الدقيقة ليتم استئصال الجزء الملتهب من الزائدة الدودية وإدخال ما تبقى منها داخل طرف الأمعاء الغليظة، ثم يُغلَق الشق جيدًا بالخيوط الطبية لتنتهي العملية، وبعدها يجب أن يظل المريض في حالة راحة تامة حتى الشفاء النهائي والتأكد من سلامة العملية.

الجراحة التنظيرية

هذا النوع من الجراحة أفضل من الجراحة المفتوحة وأكثر أمانًا عنها حيث أنها تتم عبر إدخال منظار صغير من خلال ثقب صغير ليُجرَى من خلاله الجراحة مع مراقبة الأعضاء الداخلية عن طريق شاشة، ويمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد إجراء الجراحة التنظيرية على نحو أسرع من الجراحة المفتوحة، وتتميز أيضًا الجراحة التنظيرية بندرة حدوث أي عدوى جرثومية بسبب عدم إحداث جروح كبيرة والتي تكون عرضة للإصابة بالالتهاب والتقيح وظهور الخراريج.

ولا ينبغي القلق من هذه العملية الجراحية أيًا كان نوعها لأنها آمنة بدرجة كبيرة بشرط الإسراع في إجرائها لمنع حدوث أي من المضاعفات المذكورة سابقًا. ويمكن بعد ذلك للمريض أن يعود إلى حياته الطبيعية بعد قضاء فترة نقاهة قصيرة يستعيد فيها كامل عافيته وصحته، فضلاً عن تناول الأدوية والوجبات تحت إشراف طبي خلال المرحلة التالية للعملية لتجنب أي متاعب صحية.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.

أضف تعليق

ثمانية + 12 =