تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تجرى عملية التنظير المفصلي للركبة وما أسباب إجرائها؟

كيف تجرى عملية التنظير المفصلي للركبة وما أسباب إجرائها؟

هل أخبرك الطبيب مؤخرًا أنك بحاجة إلى التنظير المفصلي للركبة ؟ إليك ملف شامل عن عملية التنظير المفصلي للركبة وأسبابها وأعراضها، ما هي آلية تنفيذ العملية والفحوصات التي تتم قبلها والحالات التي يُستخدم معها عمليات تنظير مفصل الركبة.

التنظير المفصلي للركبة

عملية التنظير المفصلي للركبة هي إحدى أنواع العمليات التي تُجرى على مفصل الركبة بواسطة المنظار، وهي تهدف إلى علاج المشكلات التي تحتاج إلى توغل طفيف داخل الركبة. وفيها تدخل كاميرا المنظار إلى داخل الركبة لتصوير كامل الأنسجة مما يسمح بمشاهدتها على شاشة التلفاز، ومن ثَم إمكانية العمل عليها دون إحداث أية أضرار.

أسباب إجراء عملية التنظير المفصلي للركبة

معظم الحالات التي يُستخدم معها عملية تنظير مفصل الركبة هي الحالات التي تعاني من تآكل الغضروف المفصلي الناتج من التهاب المفصل المزمن والذي يُعرف طبيًا باسم مرض الفِصَال العظمي.

والجدير بالذكر أن الفصال العظمي ينتشر بصورة كبيرة بين كبار السن، حيث يعتبر التقدم في العمر عنصر أساسي في الإصابة به، فهو ناتج عن تضيق مساحة تجويف المفصل، ومن ثَم وقوع الضغط والاحتكاك بين العظم وتجويف المفصل، ومع مرور الوقت تتسبب هذه الحالة في: ظهور الآلام الشديدة في الركبة، تصلب المفصل وجموده، الإصابة بعدم القدرة على ممارسة الحركة بشكل طبيعي.

فهنا إذا لم تُظهر الحالة تحسنًا ملحوظًا بالعلاجات التقليدية كالعلاج الرياضي الطبيعي وأدوية مضادات الالتهابات، أو إذا ما وصل المرض إلى مرحلة إعاقة المريض الكاملة عن ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي، يلجأ الطبيب إلى التنظير المفصلي للركبة.

كما توجد مجموعة أخرى من الأسباب التي قد تحتاج إلى القيام بعملية التنظير المفصلي للركبة، وأبرزها علاج مشكلات وجروح الأنسجة سواءً كانت في الأربطة أو الغضاريف أو عظم منطقة المفصل، وأبرز أمثلتها انخلاع المفصل وتمزق الأربطة وحركة السوائل في غير مكانها، فهنا يكون العلاج بالمنظار أسلم كثيرًا من العمليات الجراحية التقليدية.

كيفية إجراء عملية التنظير المفصلي للركبة

التنظير المفصلي للركبة كيفية إجراء عملية التنظير المفصلي للركبة

إجراءات ما قبل العملية

يلزم المريض إجراء فحوصات دم خاصة قبل إجراء العملية، وتتوقف نوعية هذه الفحوصات على حالة المرض وطبيعته وشدته، عمر المريض، الإصابة بأمراض الأخرى من عدمه، وبشكل عام تعتبر أشهر فحوصات الدم التحضيرية لعملية التنظير المفصلي للركبة هي فحص الصيغة الدموية، فحص كيمياء الدم، اختبارات التخثر.

أحيانًا يفضل الأطباء الاعتماد فقط على صورة الأشعة السينية لمفصل الركبة، لكنه من المهم مع بعض الحالات أن يتم التصوير المقطعي (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

عملية التنظير المفصلي للركبة من الممكن إجراءها تحت التخدير الكلي، كما أنه من الممكن إجراءها تحت التخدير الموضعي، وفقًا لاختيار الطبيب تبعًا لمدى إصابة الركبة توجد عدة إجراءات قبلية متعلقة بنوع التخدير تتمثل في التوقف عن أدوية معينة قبل ميعاد العملية بأيام قليلة، وكذلك الصيام لمدة تقارب الـ 8 ساعات قبلها.

آلية تنفيذ العملية

يبدأ الطبيب بتطهير منطقة الركبة التي ستتم العملية الجراحية فيها، ثم يقوم بعمل شقوق صغيرة في الجزء الأمامي للركبة، من خلال أحد تلك الشقوق يُدخل الجراح المنظار إلى داخل مفصل الركبة، وهو ما يتيح له رؤية كامل تجويفه على الشاشة.

عبر الشقوق الجراحية الأخرى، وباستخدام مجموعة من الأجهزة الرفيعة والدقيقة التي يتم إدخالها إلى التجويف المفصلي للركبة يستطيع الجراح إجراء العملية المطلوبة، فعلى سبيل المثال وليس الحصر يمكنه إزالة الأنسجة الغضروفية وكذلك الأنسجة العظمية الزائدة إذا كانت تضر بالمفصل كما هو الحال عند الإصابة بالتهاب الغضروف التنكسي، كما يستطيع الجراح أيضًا أن يقوم بقص وربط وخياطة الأنسجة.. وهكذا.

وعليه يمكن القول أن عملية التنظير المفصلي للركبة تمكن من توصيل الأربطة من جديد مع بعضها البعض إذا تمزقت، وكذلك تحريك وتوجيه العظام إذا حدث الخلع.

وفي النهاية يقوم الجراح بخياطة الشقوق الصغيرة لغلقها مع وضع ضمادة مرنة على المفصل.

إجراءات ما بعد العملية

توجد مجموعة من الإجراءات والاشتراطات البعدية التي يُلزم المريض باتباعها وعدم الحيد عنها مهما كانت الأسباب، وأبرزها ما يلي:

  • يستطيع المريض مغادرة المستشفى في نفس يوم العملية الجراحية، أو بعدها الجراحة بـ 24 ساعة على الأكثر طالما سارت الأمور على طبيعتها ودون مضاعفات، بعد العملية مباشرة يخضع المريض للملاحظة والمراقبة الطبية وفقًا لنوعية الإصابة وشدة الآلام التي يعاني منها ودرجة نجاح العملية.
  • غُرز الخياطة يمكن فكها بعد أسبوع على أقصى تقدير، وإذا كان الخيط الجراحي من النوعية التي تذوب تلقائيًا فإن ذوبانها سيحدث أيضًا في خلال أسبوع على الأرجح، يصف الجراح مجموعة من أدوية مسكنات الألم والمضادات الحيوية التي تؤخذ عن طريق الوريد أو الفم، وبذلك بهدف منع العدوى البكتيرية، وكذلك لتخفيف الآلام. من المستحسن بدء التحرك والتنقل بعد العملية بـ 24 ساعة، فلا بد وأن يحاول المريض المشي بدون مساعدة أو عكاز؛ لأن ذلك يُحسن من نتيجة العملية.
  • يُمنع على المريض القيام بالحركات الحادة والعنيفة، الانحناء الشديد، الثنيّ الشديد للركبة كجلسة القرفصاء أو الجلسة على الأرض وثني الساقين أسفل المقعدة. إذا ما شعر المريض بآلام شديدة لا تزول مع المسكنات، فقدان الإحساس، الضعف العام والوهن، ارتفاع درجة الحرارة، ضيق في التنفس، خروج إفرازات من الشق الجراحي أو نزيف عليه التوجه إلى الطبيب فورًا.

مخاطر وأضرار عملية التنظير المفصلي للركبة

التنظير المفصلي للركبة مخاطر وأضرار عملية التنظير المفصلي للركبة

عملية التنظير المفصلي للركبة في النهاية تندرج تحت بند العلاج الجراحي، ولذلك يُحيطها مخاطر ومضاعفات العمليات الجراحية، شأنها في ذلك شأن كل أنواع العمليات الجراحية، يُضاف عليها مجموعة أضرار ومضاعفات خاصة بمنطقة العملية نفسها.

المخاطر العامة

عدوى القطع الجراحي

فبالرغم من أن الشقوق الجراحية سطحية، إلا أنه قد تحدث العدوى في طبقات الجلد الداخلية أو في المفصل، وهنا قد يضطر الطبيب إلى فتح الشق لتنظيفه من البكتيريا.

النزيف

كغيرها من العمليات قد يحدث نزيف يحتاج إيقافه إعطاء المريض دفعات من الدم، وقد يحدث هذا النزيف عقب العملية مباشرة، أو في خلال الـ 24 ساعة الأولى، كما أنه من الوارد -وإن كان نادرًا- حدوث النزيف بعد العملية الجراحية بفترة ما كأسابيع أو شهور.

الندب

كل شق جراحي يترك ندبة مكانه، ويتوقف الشفاء منها وشدة ظهورها وبروزها على طول وعمق الشق، نوعية الخيط الطبي المستخدم، ولكن باعتبار أن عملية التنظير المفصلي للركبة لا تحتاج إلا لشقوق صغيرة وسطحية فليس من المرجح وجود ندوب بارزة.

مخاطر التخدير

وهي المعتادة مع كافة الجراحات من حيث الإصابة بالتحسس لأدوية التخدير، أو حدوث رد فعل يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.

المخاطر الخاصة بالعملية

تضرر الأعصاب

منطقة الركبة مليئة بالأعصاب، خاصةً مع مرور الحبل الشوكي إلى القدم بالقرب من المفصل، لذلك إذا لم يتوخى الجراح الحذر قد تتضرر هذه الأعصاب وتتلف مسببة مضاعفات صحية خطيرة.

تضرر الأربطة أو العضلات

إذا ما تم استئصال أجزاء كبيرة من المفصل، فقد يؤدي هذا إلى إحداث ضرر بالأنسجة مثل القطع أو التمزق بالعضلات، وكذلك تمزق بالأربطة.

الانضمام الدهني

عند قطع جزء من نخاع العظام ويتحرك بالخطأ عبر الدم إلى الأوعية الدموية الموجودة بالرئة فإنه سيقوم بسدها، وهو ما يؤدي إلى ضيق في التنفس، وهذه الحالة تستدعي الفحص والعلاج الفوري للمريض وإلا حدثت الوفاة.

بذلك نكون قد وضعنا بين يدي القارئ كافة المعلومات حول عملية التنظير المفصلي للركبة فإن كنت تعاني من تآكل الغضروف المفصلي الناجم عن التهاب المفاصل المزمن الذي تم ذكره أعلاه عليك بالتوجه إلى طبيب مختص والمتابعة معه لربما تحتاج لإجراء عملية التنظير المفصلي.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

حسناء محمد

احب القراءة والكتابة والانترنيت والسفر. اكتب في مجالات عديدة وخاصة المواضيع التي تندرج تحت هذه الفئات : الحمية والنظام الغذائي والتغذية السليمة والصحة والعناية الذاتية والديكور وغيرها.

أضف تعليق

واحد + 10 =