تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » التفكير الإبداعي : كيف يمكنك تعلم مهارات التفكير الإبداعي ؟

التفكير الإبداعي : كيف يمكنك تعلم مهارات التفكير الإبداعي ؟

التفكير الإبداعي من الأشياء التي يتميز بها عدد محدود من الأشخاص، فليس كل الناس قادرين على التفكير الإبداعي ، هنا نشرح لك أساسيات التفكير الإبداعي .

التفكير الإبداعي

التفكير الإبداعي من الأمور التي تميز بعض الأشخاص عن غيرهم في الحياة، بالنسبة لي فإن التفكير الإبداعي يعني في الأساس القدرة على تصور الأشياء الموجودة حاليًا بشكل مختلف عما هي عليه في الواقع، أو تقديم تصور مغاير للأشياء مما يمكن معه الوصول إلى مقترحات جديدة، أو إيجاد حلول لبعض المشكلات الموجودة، كما أن الشخص الذي تظهر عليه القدرة على التفكير الإبداعي غالبًا ما تكون الآراء التي يقدمها محل إعجاب، ومن منا لا يريد أن يصبح تفكيره مختلف؟ فهذا الأمر يضيف إلى الشخص الكثير، لذلك نتحدث في هذا المقال عن التفكير الإبداعي، وكيف يمكنك أن تتعلمه بسهولة وبدون أي مشاكل.

تعرف على كيفية إجادة التفكير الإبداعي

كيف تجيد التفكير الإبداعي؟

حتى تتمكن من إجادة التفكير الإبداعي عليك أن تسأل نفسك “من الشخص الذي يستحق أن تطلق عليه مفكرًا إبداعيًا؟” ببساطة هو ذلك الشخص الذي يهتم بإيجاد حلول مختلفة لكل المشاكل الموجودة، ويرفض أن ينصب تركيزه على الاكتفاء بالحلول التقليدية أو المعتادة، كما أنه لا يفعل ذلك عبثًا بل إنه يحاول أن يكون لديه اطّلاع دائم حول القضية التي يبحث فيها. كما أنه لا يرفض جانب معين في المشكلة، بل يحاول أن يتقمص شخصيات الجميع، المؤيد للقضية والمعارض لها، دون النظر إلى موقفه الأساسي كمفكر مبدع.

كما أنه بواسطة التفكير الإبداعي فهو قادر على نقد الأشياء بشكل سليم دون تحيز، ولديه تصور حول القضية التي يتحدث عنها. لذلك يمكنك أن تبدأ من هذه النقطة، وعليك أن تعرف بأن الأمر ليس صعبًا على الإطلاق، بل المهم أن تكون قادر دائمًا على رؤية الأمور من منظور أوسع من منظورك الحالي، أو ما يمكننا أن نتعارف عليه في مقالنا “التفكير خارج الصندوق”، وهذا الأمر يمكن أن تفعله ببساطة من خلال طرح الأسئلة، مثل التفكير فيما يجب أن يتواجد وهو غير موجود الآن في الموضوع الذي تفكر فيه؟ فمن خلال هذه الأسئلة أنت تطبق التفكير الإبداعي بشكل صحيح.

كيف يمكنك أن تحسن من مهارات التفكير الإبداعي؟

مهارات التفكير الإبداعي مثل أي نوع آخر من المهارات، يمكنك أن تعمل على تطويرها طوال الوقت، فحتى إن كنت لا تجد أفكارًا مبدعة لديك في الوقت الحالي، لكن مع الوقت يمكنك أن تبدأ في اكتساب هذه القدرة، والأهم أن تضع في ذهنك أن تفعل ذلك.

من الضروري أن تدون الأفكار الجديدة بشكل سريع حين تأتي إلى ذهنك، فغالبًا تأتينا الأفكار في أوقات غير متوقعة، ولذلك حاول ألا تدع الأفكار تمر عبر ذهنك دون تسجيل، لأنك ستنساها لو لم تفعل ذلك.
كن على اطّلاع دائم خصوصًا في مجال عملك أو دراستك، فكل يوم قد تظهر أشياء جديدة، وهذه الأشياء يمكن أن تنمي التفكير الإبداعي لديك، لأن الجديد يفتح باب مختلف من التفكير يمكن استغلاله، وكذلك تبتعد عن الأفكار التقليدية القديمة.

حاول دائمًا أن تمارس هوايات أنت تعرف أنها ترتبط بفكرة الإبداع بشكل كبير، لأن الهوايات تحقق لك عنصر المتعة بجانب تحقيقك الاستفادة منها، فلا تشعر بأنها تمثل عبئًا عليك. لا تكتفي بالمعرفة في مجال واحد، بل حاول دائمًا أن تعرف شيئًا عن كل شيء، فالمعرفة خارج مجالك ستفيد عقلك، وكذلك يمكنك أن تستخدمها في مجالك الأساسي لأنها تعطيك أفكار مبدعة.

كن متقبلًا للأفكار الجديدة، سواءً التي تفكر فيها أنت، أو التي تطرح عليك، لأن هذا سيجعل التفكير الإبداعي يعمل عندك، وتبدأ في تحليل هذه الأفكار، أما إن رفضتها من البداية فإنك ستعطل عقلك عن التفكير بها والاستفادة منها.

عندما تأخذ ملاحظاتك حول أي شيء، حاول دائمًا أن تخرج بأكبر قدر من الاستفادة من هذه الملاحظات، كأن تقارنها بوضع معين موجود حاليًا، أو تفكر في كيفية توظيفها في المشاكل التي تواجهك مثلًا.

العصف الذهني

العصف الذهني هي واحدة من التقنيات التي تستخدم في التفكير الإبداعي سواء على المستوى الشخصي أو مع المجموعات، في الغالب تستخدم أكثر بين المجموعات. حيث يتم طرح الموضوع المطلوب الوصول إلى حلول إبداعية فيه، ويتم توضيح شروط العصف الذهني والتي تتلخص في التالي: كل الأفكار المطروحة تقبل حتى لو كانت خيالية، لا تعليقات حاكمة على أي فكرة، التركيز على تجميع أكبر عدد من الأفكار بغض النظر عن جودة هذه الأفكار، لا يتم تقييم قابلية التنفيذ لأي فكرة. هذه القواعد عندما تكون واضحة من البداية، فإن هذا سيساعد على ظهور التفكير الإبداعي بشكل كبير لدى الأفراد في المجموعة، ومن ثم يمكنك الوصول إلى الحل الذي تبحث عنه بشكل أفضل.

فمثلًا القاعدة التي تركز على تجميع أكبر عدد من الأفكار، فإن هذا سيوفر لك مجموعة كبيرة جدًا من الأفكار، وكلما زادت الاقتراحات المتاحة لديك، كلما أمكن استخدامها والمزج بينها للخروج بأفضل تصور للحل.

أما عن طرح الأفكار الخيالية فهذا سيساعد الجميع على التفكير بشكل مختلف، فحتى لو كانت الفكرة نفسها غير قابلة للتنفيذ، لكن وجودها سيساعد كل شخص على رؤية الموضوع بصورة جديدة، كما أن هذه الأفكار نفسها يمكن أن يتم تنفيذها، الأمر يعتمد فقط على إمكانية تحويلها إلى الواقع.

من مشكلات التفكير الإبداعي هي عدم قناعة البعض بأن ما لديهم فكرة ممتازة، لذلك فإن تقبل كل الأفكار يسهل تجنب هذه المشكلة، وكذلك عدم السماح بالتعليقات الحاكمة أو تقييم الأفكار يعطي راحة لكل شخص في أن يبدأ بطرح أفكاره بالكامل. عندما تنتهي مرحلة تجميع الأفكار، فإنه يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية من العصف الذهني، وهي التفكير في كيفية الدمج بين الأفكار المطروحة، وكذلك كيف يمكن استغلال الأفكار الخيالية في الواقع، وفي النهاية تخرج بمجموعة من الأفكار الإبداعية.

كيف تجعل التفكير الإبداعي جزء من حياتك اليومية؟

جميعنا نرغب في أن نتمتع بالقدرة على التفكير الإبداعي في الحياة اليومية، ولذلك نحاول سويًا أن نتفق في هذه الفقرة على الأشياء التي يمكن أن نفعلها في اليوم لتنمية التفكير الإبداعي.
اهتم دائمًا بأن تطرح أسئلة في المواقف المختلفة التي تحدث معك في اليوم، هذه الأسئلة الغرض منها أن تعيد النظر في المواقف بشكل لم تفعله من قبل، فهذا الأمر يمكن أن يزيد من وعيك الشخصي للأمور، وكذلك يمنحك القدرة على فهم حياتك الشخصية، وكيف تأخذ القرارات، وكيف تجعل من هذا الأمر وسيلة لتعلم الإبداع.

احرص على فهم نفسك في المواقف المختلفة، فلا تدع شيء يحدث معك ويمر مرور الكرام، بل فكر جيدًا في كل النقاط، واستخدم التفكير الإبداعي في أخذ قرارات مختلفة عن تلك التي تعودت أن تقوم بها دائمًا، حتى لو كانت القرارات تنطوي على مخاطرة ما، فلا مشكلة أن تجرب وبالتأكيد ستستفيد من هذه التجربة جيدًا.

لا تدع أي عوائق تقف في وجهك أثناء التفكير في إيجاد حلول مختلفة للمشاكل، وحتى لو كانت المشكلة تقليدية، لكن فكر بأن تصل إلى حل مبتكر لها. التفكير الإبداعي من الأمور التي نتمنى جميعًا أن نتقنها في حياتنا، لأن هذا النوع من التفكير يجعلنا مختلفين ومتميزين، وتعلم هذا النوع من المهارات ليس أمرًا صعبًا، كل ما عليك فعله هو أن تؤمن بمقدرتك على التعلم، وأن تتأكد من صدق الرغبة الموجودة لديك، ومن ثم تبدأ في تنفيذ النقاط المذكورة في المقال.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.