تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » التعصب الكروي : كيف تتعاملين مع زوج متعصب كرويا بشدة ؟

التعصب الكروي : كيف تتعاملين مع زوج متعصب كرويا بشدة ؟

التعصب الكروي واحد من الأمور الممقوتة، لكن الكثير من السيدات يُبتلين بأزواج متعصبون، في هذه السطور تعلمي طريقة التعامل مع الزوج المتعصب.

التعصب الكروي

التعصب الكروي من الظواهر التي تسيء لسمعة الرياضة وسمعة الرياضي، وهي منتشرة على مستوى العالم ككل، والمقصود بها انتماء الشخص لفريق معين يشجعه ويدافع عنه وعن لاعبيه باستماتة، ولكن علينا أولًا أن نحدد الهدف من رياضة كرة القدم، وهو المتعة والتسلية، لذلك يذهب الجمهور إلى الصالات الرياضية من أجل تمضية الوقت مع الأصدقاء والاستمتاع بأداء اللاعبين، وليس هناك مشكلة من أن تعجب بأداء أحدهم وتشجعه، ولكن للأسف تم فهم الموضوع فهما خاطئا وأصبح الهدف من الجمهور في حلقة اللعب الصراخ والصوت المرتفع وتبادل السباب والألفاظ النابية بين المتابعين وبين اللاعبين أيضا، ويصل الأمر في النهاية إلى العراك والضرب والقتل في بعض الأحيان. السؤال هنا: ماذا حدث؟ ما الذي حول رياضة جميلة إلى صراعات ومناوشات وقتل وتخريب؟! ما أسباب هذا التعصب؟ كيف يمكن علاجه؟ عرض لأشهر الحوادث الكروية الخاصة بالزوج المتعصب واختلاف ميول الزوج عن الزوجة أو حتى توجه الزوج إلى اتجاه مخالف لباقي أفراد الأسرة، فكيف يكون الوضع حينما يجلسون معا يشاهدون مباراة تجمع بين فريقهم معا؟ ثم بعد ذلك ندخل في جزئية الزوجة والتعامل مع الزوج المتعصب للكرة بعد تحليل وضع المتعصب الكروي عموما لمعرفة كيف تشكلت الظاهرة وكيف يمكن علاجها وكيف يمكن للزوجة الخروج من هذا المأزق؟

طريقة التعامل الصحيحة مع الزوج الذي يعاني من التعصب الكروي

أسباب التعصب الكروي

أسباب التعصب الكروي عديدة وربما تتنوع بتنوع الدول، ولكن هناك أسباب مشتركة بين جميع الجماهير مهما كانت الثقافة السائدة، ويمكننا تلخصيها في الآتي:

  • فَقد الرؤية الكلية، والمقصود بها هنا المتابعة والاستمتاع برياضة كرة القدم في مقابل رؤية أحادية فردية بنادي معين دون غيره لانتماء سياسي أو وطني والتعصب الشديد له دون الفرق الأخرى.
  • المواقف التاريخية عبر الأزمان، وترجع هذه النقطة تحديدًا إلى تاريخ بعض الأندية والفرق ومواقفها السياسية والاجتماعية مما يحقق لها شعبية لدى البعض المتفق مع آرائها والبعض الآخر الذي يتعصب للآراء السابقة.
  • غياب ثقافة الروح الرياضية وتقبل المكسب والخسارة، فلعبة كرة القدم لن يفوز فيها الفريقان ولكن يجب أن يفوز أحدهما ويخسر الآخر، وهكذا لن يستمر وضع واحد دائما وإنما يوم لفريقك ويوم للفريق الآخر، فلماذا لا نستوعب هذا الأمر ونتعامل من خلاله؟!
  • كرة القدم تحديدا تلقى إقبالا جماهيريا غير عادي على مستوى العالم ويعد تصنيفها على أنها اللعبة الأولى عالميا، وربما هذا من التبريرات الشائعة لكثرة المشاحنات التي تحدث دائما بها، والتي نادرًا ما نراها تتكرر في الألعاب الأخرى.
  • بعض الأخطاء التحكيمية التي تشعل الجمهور وتغضبه فيتحول إلى جمهور مشاغب.
  • ظهور بعض اللاعبين أو المشجعين في بعض البرامج الإعلامية والإدلاء ببعض التصريحات المستفزة التي تشعل الصراعات بين الفريقين.

تحليل طبيعة الزوج المتعصب

آفة التعصب الكروي، كيف أعرف أن خطيبي مصاب بها؟ سؤال متداول من الفتيات في أيامنا هذه حتى تتجنب المشكلات التي بتنا نسمع بها ليل نهار، حتى إن الأمر وصل إلى ضرب الزوجة وطردها من المنزل وحدوث الكثير من حالات الطلاق وقيام الكثير من الزوجات برفع قضايا للخلع لأن زوجها متعصب كرويا. لذلك إن كنتِ في مرحلة الارتباط فعليك أن تتفهمي طبيعة شخصية شريك حياتك وتتأكدي من تحليه بالروح الرياضية قبل وقوع الكارثة، وذلك من خلال سؤاله إن كان يشجع فريقا ما أو يهتم بلعبة ما، فتطلبين منه حضور بعض المباريات سويا وراقبي تصرفاته وانفعالاته وكيف يتصرف في المكسب والخسارة وإن كان فعلًا يتعامل مع الأمر بروح رياضية ومتعة أم يتحول لشخص همجي يسب ويشتم الفريق المضاد، وأيضا عليك أن تتأكدي كيف يتعامل مع أصدقائه الذين ينتمون للفريق المضاد، ومن هنا يمكنك معرفة إن كان مصاب بالتعصب الكروي أم لا، وتحديد درجة التعصب ثم وزن الأمور واختيار الأنسب لك، وربما يرى البعض أن عرض هذه النقطة مثير للعجب ولكن ما يزيل هذه الغرابة هي الحوادث المتكررة وحالات الضرب والقتل التي تحدث بين الزوجين لمجرد أن أحد الشريكين يشجع فريق آخر. ولكن ماذا لو كان زوجان ولا مفر من العلاقة، كيف يمكن أن تتعامل الزوجة؟

التعامل مع الزوج المتعصب كرويا

لا ننكر أن كون الزوج مصاب بالتعصب الكروي يعد مشكلة كبيرة تواجه الزوجة والأسرة ككل، ولكن تختلف حسب درجة هذا التعصب والنتيجة التي يؤديها، ولكن كيف يمكننا التعامل مع الأمر وخاصة إن كانت ميول الزوج الكروية تختلف عن ميول الزوجة وربما الأسرة ككل؟ جميعنا على علم بما يحدث في الأسرة العربية جراء هذا الموضوع، وجميعنا على يقين بأن وقوع مثل هذه المشكلات يعني خلل في العلاقة نيابة عن التعصب الكروي لأحدهما، فالكثير من حالات الطلاق تمت بسبب فوز فريق أحد الزوجين وقيام الطرف الآخر بمعايرته أو إبداء الفرح والإعجاب المفرط لفريقه أمام زوجه دون مراعاة مشاعره وغضبه للخسارة، والحل هنا ربما يكمن في محاولة كل منهما في التحكم في مشاعره والتحلي بالثبات الانفعالي، وإدراك أن الرياضة هي للمتعة والتسلية فقط، وأن ليس هناك مشكلة أن يفوز أي من الفريقين على الآخر، ولكن في نقاط بسيطة سوف نوجز الطرق المثلى التي تساعد في التحكم في التعصب الكروي للزوج:

  • في وقت مشاهدة المباراة حاولي أن تجعلي جو المنزل هادى ووفري له كل وسائل الراحة التي يريدها للاستمتاع بالمباراة حتى لا يفعل كما يفعل الكثير من الأزواج ويترك المنزل ويذهب إلى المقهى، وإن حدث ذلك فلن تستطيعي أن تقيمي الوضع ولا أن تختاري الطريقة المثلى للتعامل معه، كما أن عالم المقاهي يحوي أغلبه المشجعين المتعصبين ما يعني أن فرص العدوى مرتفعة.
  • كوني صبورة، إن المتعصب للكرة كالمدمن يحتاج إلى بعض الصبر والتحمل حتى تستطيعي أن تتعاملي معه بهدوء رغم غضبه وثورته.
  • لا تبالغي في إعلان سعادتك لفوز فريقك، لأنه لن يفهم الأمر على أنه سعادة منك لفوز فريقك أكثر منه شماتة في خسارة فريقه هو.
  • روح النقاش، حاولي أن تخلقي مساحة للحوار والمناقشة في اللعبة وقواعدها والمكسب والخسارة، وتحدثي إليه بشكل علمي منطقي دون تحيز لفريق بعينه، بحيث يفهم أنها مجرد رياضة للمتعة فقط.
  • تناقشي معه عن الخلافات الكثيرة التي تحدث بين المشجعين وكيف ترين أنها أمور تافهة تنم عن جهل، وأن المشجع الحقيقي عليه أن يفهم أنها مجرد لعبة بها فائز وخاسر وعلى كل منهما تقبل وضعه.
  • إن كان لا يستجيب لكل ما سبق حاولي أن تنسحبي من تشجيع الكرة وتخبريه بعدم رغبتك في المشاركة بالتشجيع لفقد اهتمامك بها أو أنك ترين أن الأمر مضيعة للوقت وربما تستفيدان به في أمور أخرى.

حوادث متكررة

من منا لم يسمع عن رفع زوجة لقضية خلع لكون زوجها متعصب للكرة، وحين هزيمة فريقه يقوم بالاعتداء عليها بالضرب هي وأطفالها من أجل التنفيس عن غضبه، كم من الدعاوي تم رفعها في محاكم الأسرة تحمل نفس القضية! الكثير من العلاقات الأسرية تم تدميرها بسبب التعصب الكروي والكثير من العلاقات الاجتماعية أيضا تم تدميرها بسبب التعصب الكروي وأن هذه الأسرة لا تشجع نفس فريق الأسرة الأخرى، ثم نأتي للمشجعين في ساحات اللعب كم من الحوادث التي نسمع عنها بعد الانتهاء من المباريات الكبيرة من اعتداء مشجعي فريق ما على مشجعي الفريق الآخر ويتم قتل الكثيرين، ومن الملاحظ أن الأمر يزداد سوءا مع مرور الوقت، وأعتقد أن اللعبة لم يتم فهمها بالشكل المطلوب ويحدث من جراءها كل هذه الحوادث والشغب، والأمر يزداد سوء رغم تنويه الكثيرين بضرورة التحلي بالروح الرياضية فالأفضل لها أن يتم إلغاءها تمامًا حفاظا على الأمن العام والأمن الاجتماعي على وجه خاص.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

اثنان × 3 =