تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تستطيع التعامل مع المتنمرين عليك وتتجنب أذاهم؟

كيف تستطيع التعامل مع المتنمرين عليك وتتجنب أذاهم؟

نواجه يوميًا المتنمرين في حياتنا العملية، وهم محبين لأذيتنا دون سبب وفقط يتمتعون بذلك، لذلك علينا أن معرفة كيفية التعامل مع المتنمرين لتجنب أذاهم.

التعامل مع المتنمرين

معرفة كيفية التعامل مع المتنمرين هو أمر واجب على كل فرد يخرج إلى العالم الواقعي ويعيش ويتعايش معه. لأننا جميعًا في هذا العالم الذي يتحكم فيه الأقوى ويؤذي الضعيف. الشخص المتنمر هو الذي يتعمد الإساءة إلينا في كل خطوة. ويوجد في كل الأماكن وكل الأعمار، من المدرسة إلى العمل. وهذا الشخص يتمتع بأذيتنا دون سبب واضح. لذلك علينا أن نتعلم فن التعامل مع المتنمرين لننهي تلك المضايقات.

من هو المتنمر

علينا أولًا أن نفهم من هو المتنمر لنستطيع رصده وتحديده من بداية دخولنا إلى المدرسة أو العمل الجديد. الشخص المتنمر هو من يقوم بالاعتداء ومضايقة شخص أخر بشكل متكرر وقصد واضح. وقد يكون فرد واحد أو مجموعة صغيرة ومعها قائد. في الغالب يضايق المتنمرون جميع من يختلف معهم. ولكنهم بالتحديد يتربصون لشخص واحد أو مجموعة بشكل أساسي. ويكون هدف الاعتداء هو الإرهاب والأذية أو الاضطهاد للمتنمر عليه. ويختار المتنمر فريسته بدون أسباب واضحة، أو لكونه خائف من نجاح الفريسة وتقدمها عليه.

المتنمرون ليسوا ذكورًا فقط، بل تنتشر الظاهرة وسط الفتيات بأشكال وطرق مختلفة. فقد لا تأذي الفتاة فريستها جسديًا ولكنها تتعمد الأذى النفسي والعاطفي. وتبدأ صفة التنمر تظهر منذ السن الصغير، في بداية دخول الطفل إلى المدرسة، وقد تستمر معه إلى الكبر إن لم يتم انتباه إلى المشكلة. وتوجد إحصائية بأن طفل من كل أربعة أطفال يتم التنمر عليه في المدرسة.

دان ألويس

دان ألويس هو مؤسس مفاهيم التنمر وكيفية التعامل مع المتنمرين في المدارس. ويُعرف المتنمر على أنه صاحب أفعال سلبية متعمدة لأذية شخص أخر، مثل التوبيخ، الشتائم، الإغاظة والتهديد، وقد تصل إلى الضرب والركل أو الدفع. وقد يأتي في صورة رفض من المجموعة وعزل المتنمر عليه بعيدًا عن كل الأصدقاء، أو توجيه إشارات أو عبارات عنصرية.

التنمر الإلكتروني

في الآونة الأخيرة، ظهر نوع جديد من التنمر عن بعد، وهو تنمر إلكتروني. يبدأ بإرسال رسائل نصية تهدد بالفضح أو الإيذاء. وتنتهي بطلب أمور سيئة من المتنمر عليه، قد تؤدي به إلى السجن. وفي الغالب تكون رسائل وهمية من أشخاص يتسلون باللعب بمشاعر الناس. وفي هذا النوع لا يوجد علاج، سوى تجاهل وحجب الرسائل. وإن زاد الأمر عن حده، فعليك بإخبار الشرطة فورًا بأنك تتعرض إلى التهديد والابتزاز الإلكتروني.

صفات المتنمرين

التعامل مع المتنمرين يبدأ من فهمنا ما يجعلهم يبدؤون في التنمر. خاصة وإن كان تعاملك سيكون لغرض الاحتواء النفسي كالطبيب. وصفات المتنمرين تبدو متشابهة بشكل كبير في كل الحالات الاجتماعية، وسنحاول تلخصيها في النقاط الآتية.

المتنمر قوي وجبان

بالنسبة إلى دان ألويس، يصلح تعريف حالة الاعتداء بأنها تنمر حين يكون المتنمر شخص يفوق المتنمر عليه في القوى. أي لا يوجد توازن في القوى، ولا يستطيع المتنمر عليه الدفاع عن نفسه. سواء كان الاختلال في القوى الجسدية أو في القوى النفسية والاجتماعية أو المادية. أما وجود التوازن يعني عنف وعراك مدرسي طبيعي ولا يدخل ضمن تعريف التنمر. باستثناء حالة واحدة، وهي استمرار الاعتداء في شكل الهزار السخيف، والغير مقبول من الطرف الأخر. مما يعني أن المتنمر شخص جبان، يخاف تحدي من في مستواه الجسدي، فيختار الأضعف ليفرض عليه سطوته.

النرجسية

يتسم المتنمر بحب الذات والنرجسية، وحب التحكم والسيطرة التامة بكل من هم حوله، أو بالأشياء التي يمتلكها. دائم التكلم بصوت عالي، معتقدًا أنه بذلك يسيطر على أتباعه. يمنع المناقشات وانتقاد طرقه سواء في العمل أو في الحياة عمومًا. ويختار ضحيته بعناية فائقة ليستطيع التحكم فيها وإحكام قبضته. وذلك عن طريق الابتزاز لإسكات الضحية. فيعمل على عزل الضحية عن المجتمع، ليجعله مهمل ولا يؤمن بوجود منقذ. ويعتدي بالضرب ويمزق الملابس ليهمش أكثر من الضحية. ويستمر في إطلاق الألقاب ليفرض سطوته. وإن كان المتنمر فتاة، فستعمل على إثبات قبح الفتاة الضحية بأي وسيلة. مثل تمزيق الملابس وشد الشعر، والسخرية من الوزن.

أسباب ظهور التنمر

التعامل مع المتنمرين يبدأ في محاولة معالجة الأسباب. أو البعد عمن يتوفر فيه تلك الأسباب، لتتجنب خوض المعركة معهم.

المشاكل المادية

يعاني أغلب المتنمرين من الفقر، وينحدرون من أحياء فقيرة تعيش وسط مدينة متعددة الطبقات الاجتماعية. الحرمان هو من يولد طاقة العنف المخزنة عند الطفل ومن ثم تستمر إلى الكبر. ومن ناحية أخرى نلاحظ صفة التنمر عند بعض الأغنياء، وهذا يرجع إلى الدلال المفرط في الأحياء الغنية. والاعتقاد بحق المتنمر في الهيمنة على الجميع، وإيذاء من يرغب، ولا أحد يعلوه. وفي كلا الحالتين يتميز المتنمر بشخصية سيكوباتية، تحتاج لرعاية طبية واهتمام، وفي بعض الأحيان تحتاج إلى أدوية.

مشاكل الأسرية

العنف الأسري هو أول مصنع للمتنمرين. ومن صفات المتنمرين الأشهر كونهم ضحايا للعنف في الأصل. وفي المجتمعات المعاصرة تزيد تلك الظاهرة بشكل مخيف نتيجة إهمال التربية. كما تتعدد قصص الاعتداء على الأطفال من الآباء سواء بطرق جسدية أو نفسية. أو مشاهدة الأطفال اعتداء الأب على الأم، أو على الخدم والعمال لديهم. وكلها تختزن داخل الطفل دون علاج، إلى أن تجد مخارجها في صور التنمر على الآخرين الأضعف منه.

وقد نجد في بعض الأسر من تشجع على هذا النوع من السلوك العنيف. معتقدين أنهم يبنون شخصية قوية، والحقيقة هي بنائهم لشخصية إجرامية. وفي بعض الأسر الأخرى لا نجد أي نوع من الانتباه لسلوك الأطفال. فلا يوجد أي نوع من العقاب وإهمال تام بتصرف الطفل. ويستمر هذا الإهمال في المراهقة وإلى الكبر. بل ويسعى العقل الباطن للمتنمرين إلى جذب انتباه أسرهم بذلك التصرف العنيف بدون وعي.

العنف الإعلامي

معدلات أفلام العنف والأكشن وألعاب الفيديو المعتمدة على قتل الخصوم وتناثر الدماء، ارتفعت بشكل جنوني. والإقبال عليها رهيب، وهي التجسيد الحقيقي لعملية غسيل المخ. فمنذ نعومة أظافر الأطفال وهم يشاهدون ويتفاعلون ويفرحون لاعتداء القوي على الضعيف وقهره. فتزيد رغبة الطفل في هذا الشعور في الواقع، ولن يجد الراحة إلى في تكوين عصابة صغيرة والتنمر على غيره.

خلل نفسي

يزيد حب التسلط لكسب شعبية المتجبر على الجميع. وهذا دليل على وجود عطب نفسي وقلة بالثقة بالنفس، أو نقص الذكاء. ويتزامن هذا بوجود غيرة كبيرة وحقد تجاه الناجحين في المجتمع، مع عدم استثمار أي مجهود للنجاح. التعامل مع المتنمرين يبدأ من علاج الإعاقة التي تمنع قدرات هذا المتنمر، وثقته بنفسه. كما يتميز بفقدانه للتعاطف مع المحتاجين.

تدني المستوى العلمي

سوء التعامل مع المتنمرين في المدرسة وضعف الإدارة المدرسية هو أحد أهم أسباب ظاهرة التنمر. لأن المدرس ضعيف الشخصية ويعتقد أن دوره الوحيد هو تقديم الدرس، ويستعمل أسلوب السيطرة العنيفة للتحكم في الصف. فيظهر سلوك مضاد معادي للمدرس، ويستمر نحو التلاميذ الآخرين. ومن هنا يقلل اهتمام الطفل بالتعليم بشكل كامل. ويسعى لكسب قوت يومه بالتسلط وإرهاب الآخرين، وبطرق ملتوية أخرى. ليتولد لنا إنسان يعتقد أنه مضطهد من الجميع، وعليه البحث عمن هم أضعف منه.

صفات المتنمر عليه

ينجذب المتنمر إلى فئات معينة من الأشخاص أكثر من غيرهم. التعامل مع المتنمرين يحتم عليك تجنب كونك ضمن هذه الفئات لتسلم من الأذية.

المختلفون عن المتنمر

يتصيد المتنمر من يختلفون عنه بشكل عام. كمن يختلفون في العقائد، الوزن، الشكل والملابس، اللهجة، أو الاهتمامات. وأيضًا المختلفون بتفوقهم النابغ عن الجميع في مجال معين. والمحبوبين بشكل فطري من الجميع

ضعف البنية الجسدية

يختار المتنمر الفريسة التي لن تستطيع مواجهته، والأضعف منه. مثل ضعف البنية الجسدية والهزل وصغر الحجم. كما يتصيد الأصغر سنًا بشكل أكبر. كما تشكل الإعاقة الجسدية الواضحة هدفًا صائغًا للمتنمر. والإعاقات المختلفة الأخرى، مثل تلعثم الكلام، وضعف الثقة بالنفس، والخنوع للسلطة دون تساؤل.

الانطوائي والخجول

الأهداف الأسهل للمتنمر هم المنطوين عن المجتمع والفاعليات، والخجولين من التكلم وإظهار الشخصية القوية. وهم بالأغلب خاملون رياضيًا ويخافون من التجارب الحياتية الجديدة. ويرى فيهم التنمر سرعة في تنفيذ رغباته. إذ إنهم يغضبون سريعًا ويبكون سريعًا.

كيفية التعامل مع المتنمرين

عند تلك النقطة، نحن بالفعل نعلم العديد من الأمور عن المتنمرين، وهذا يجعلنا في أتم الاستعداد لفهم كيفية التعامل مع المتنمرين. ويختلف الأمر بين كونك بالغ تتعامل مع متنمر في العمل أو الشارع، أو طفل تتعامل مع متنمر في المدرسة. ولذلك سنشرح الطرق المناسبة لكل الفئات العمرية.

التعامل مع المتنمرين في العمل

تأتي صور التنمر في العمل بعدة أشكال. مدير يحاول فرض سيطرته على العاملين بطريقة سيئة. زميل يحاول أن يتنمر عليك ويهين كرامتك من أجل الحصول على أفضلية في العمل. أو زميلة تغار من نجاح زميلتها وتفوقها المهني، وتريد الانتقام بإغاظتها. وفي كل الأحوال عليك بالاستراتيجيات التالية.

تيقن من قوتك

يعمل المتنمر على إضعاف شخصيتك عن طريق الإهانة والسباب، ويتمتع باللحظات التي يشعر فيها بسطوته. لا تعطي له هذا المجال، تيقن من قوة شخصيتك ونجاحك ولا تظهر له أي تأثير أو اهتمام لكلامه. لا تظهر الانزعاج أو الضيق من كلامه. إن هذا أكثر ما يحبط المتنمر، أي بظهور ضعفه الحقيقي أمام نفسه وعدم قدرته على التأثير عليك. لا تجعله يتمتع بلذة مشاهدة انفعالك وغضبك أو بكاءك. بل اترك بهدوء المكان الذي يتواجد فيه ويحاول مضايقتك. وبذلك توجه له رسالة، أنه أقل مما قد يلفت انتباهك. سيفقد الأمل وقد يتركك لحالك.

من الغباء التعامل مع المتنمرين

يجب أن تعي أن المتنمر شخص غير عقلاني أبدًا، لذلك تجنب تمامًا الدخول معه في نقاش مهم. أو التواجد بمفردك معه في مكان واحد. هذا الأمر سيجعلك لقمة سائغة وواضحة له. بل امتنع عن التقرب إليه، أو الجلوس معه، وإن اضطررت فكن وسط مجموعة من الناس. هذا الأمر يحميك عن أنظاره، ويجعل عدد المدافعين عنك أكثر، ولا تحتاج للدفاع عن ذاتك. ابحث عن الطرق البعيدة عن طريقه. وقاوم كل الإغراءات التي يقدمها لجذبك لتبادل الإهانات معًا. ولكن كل ذلك يتم في هدوء للأعصاب، لئلا يشعر بأنه يضيق عليك وينجح فيما يريد.

لا تجاري سخريته

يعتمد بعض الأشخاص طريق إرضاء المتنمر ليمر الموقف بسلام. وذلك بالسخرية معه من حالهم، ويظنون أنهم يعطون رسالة بعدم الاهتمام بالسخرية. وهذا يظهر بشدة لو كان المتنمر هو مدير العمل. هذا الطريق يزيد المشكلة ويفاقمها إلى أبعد الحدود. فلو تلذذ المتنمر بما يفعله، لن يتوقف أبدًا. لا يوجد ما يُضحك في التنمر وحب السيطرة، وعليك أن تكون ثابتًا واثقًا من نفسك. إن لم تتمكن من المواجهة الكلامية، على الأقل وجه رسالة بوجهك الصارم الهادئ، لا الضاحك ولا العابث الحزين.

كن أكثر مكرًا عند التعامل مع المتنمرين

هذه الحيلة لا تُستخدم إلا في حالة الإساءات اللفظة فقط. أي لا يوجد تعدي جسدي سابق أو احتمال تعدي جسدي عنيف في المستقبل. لأن التفوق على المتنمر يجعله في حالة هيجان مجنونة. هذه الحيلة تعتمد على تفوق ذكاءك ومكرك على المتنمر، إذ معروف عنهم ضعف الذكاء وبطيء سرعة البديهة. قم بالرد على المتنمر بسرعة لتقلب الطاولة عليه. وليكن الرد موجه بالإساءة إليه مستخدمًا نفس الإساءة التي يحاول استخدامها معك.

وكما ذكرنا سابقًا، المتنمر قوي جبان، أي قد يكون مظهره مرهبًا ولكنه في الداخل ضعيف. إن لم تجد مفر من المواجهة الكلامية، قف ثابتًا وحدق في عينه وأمره أن يبتعد عنك. دعه يعرف أنك لست ضعيفًا وادخل في قلبه الرهبة منك ليتركك.

عزز الثقة بمظهرك الخارجي

الدراسات أثبتت أن المتنمرين يصطادون من يبدو عليهم الضعف في مشيتهم وكلامهم وحتى اهتماماتهم. ولكيلا تعطي تلك الفرصة لأحد كن واثق الخطوات، منتصب الظهر عند المشي، ومرفوع الرأس. ارتدي الملابس الراقية لترتاح أكثر مع شكلك الخارجي. تميز فيما تبرع وعزز مواهبك وقدراتك العقلية. تعلم فن التعبير عن النفس وقدم رأيك بكل قوة. عزز المشاعر الإيجابية عن ذاتك. خاصة إن كنتِ أنثى، فعليكِ البحث عما يميزكِ في عملكِ وسط عالم الرجال، وما يميز أنوثتكِ القوية وسط عالم النساء.

دروس الدفاع عن النفس

لا ضرر من أخذ بعض دروس فن الدفاع عن النفس بالفنون القتالية. ليس فقط للاستعداد لأي تعدي جسدي، وإنما لثقتك في نفسك بأنك قادر على مواجهة أي خصم شرس.

التعامل مع المتنمرين في المدرسة

من المسئولية الآباء أن يهتموا جدًا بظاهرة التنمر في مدرسة الأولاد. الآثار التي تنتج من التعرض للتنمر كارثية وجسيمة. منها الاكتئاب منذ سن صغير، القلق الدائم، صعوبة الاستمرار في نفس المدرسة مدة طويلة أو في العمل بعد ذلك، الانطوائية والميل لأذية النفس. كثرة الغياب من المدرسة وتدني المستوى التعليمي أو الرغبة فيه، الخوف الدائم من العلاقات الاجتماعية وسوء الظن، واختيار العلاقات الغير صحيحة. وقد يصل الأمر إلى التدخين والعنف الأسري لخروج هذا التنمر المكبوت سنين طويلة، كما تتضاعف معدلات الانتحار بين الأطفال، نتيجة التعرض للتنمر.

إذًا، يأتي دورك كأب في ملاحظة الضيق المتزايد على طفلك من المدرسة. والاستمرار في التحقيق في الأمر لاكتشاف الحقيقة. ومن ثم فعليك أن تعلم طفلك التعامل مع المتنمرين بالخطوات والطرق الآتية، لوقاية الطفل في الحاضر والمستقبل.

التعامل مع المتنمرين يبدأ بالتحدث عنهم

يسيطر المتنمر على ضحاياه ويرعبهم لو فكروا التحدث عن المشكلة، ويقع الطفل في نوبة من الخوف إن حاولت سؤاله عنهم. لذلك عليك أن تشجع الطفل بشكل كبير على التحدث عن كل ما يضايقه، ولتكن أنت واعي لكل كلمة تخرج منه. واجعل آخرين يتحدثون عن مضايقات حدثت معه، وقدم المديح لهذه الصراحة. بل وطمئن الطفل أنك ستقف بجانبه ولن تتركه في محنته. وقدم الدعم بدون شروط.

التخلص من السبب

ذكرنا سابقًا بعض الفئات التي تتعرض إلى التنمر أكثر من غيرها، ولذلك يجب التخلص من السبب مع ابنك. يجب أن تتأكد كأب من اكتفاء كامل احتياجات الطفل، ولا تجعله عرضة للسخرية بأي شكل. كما تتأكد من عدم وجود ما يجذب انتباه المتنمر، مثل كثرة المال أو الألعاب التي تثير غيرة الأطفال من بعض. كما يجب الانتباه إلى تعليم الطفل كيفية الاستقامة في المشي، والدفاع عن نفسه ضد الأكبر منه حجمًا، والنظر إلى من يحاول الاعتداء عليه في العين، لا في الأرض.

التعامل مع سياسة المدرسة

على جميع الآباء التشكيك بصفة دائمة في سياسة المدرسة. والظهور في اللقاءات والاجتماعات الخاصة بأولياء الأمور لتعرف على مفاهيم المدرسة وقدرتهم على التعامل النفسي مع الأطفال. لا تقف ساكتًا أبدًا، لأن إنذارك للمدرس للقيام بحفظ الأمن داخل الصف قد يعيد اتزان الأمور بعض الشيء. ويمكنك أيضًا الاتصال بوالد الطفل المتنمر، لتنبيه الأب بالسلوك العدائي لطفله. وإن وجدت الدلائل بعدم كفاءة المدرسة، عليك بنقل طفلك إلى مدرسة أفضل.

تشجيع الطفل للمشاركة الاجتماعية

التعامل مع المتنمرين يسهل عندما تكون داخل مجموعة كبيرة. فهدف المتنمر هو اصطياد الأضعف، وقوة المجموعة تحرمه من هذا الهدف. شجع طفلك بالاشتراك في فعليات أكثر، وتكوين صداقات جيدة. والبقاء في حيز المجموعة أطول فترة ممكنة لتوفير الحماية.

الهدوء والابتعاد عن المتنمر

يستمتع المتنمر بالانفعالات النفسية والعصبية التي تصدرها الضحية، وحرمانه منها سيؤدي بالأخير لفقده المتعة ونسيان الأمر والتحول إلى ضحية أخرى. لذلك قوي ثقة ابنك بنفسه، فيبقى صامدًا وغير مهتمًا أبدًا بكل إساءة موجهة له. ويقلل من الغضب والبكاء الذي يمتع المتنمر. ويحاول الابتعاد قدر الإمكان عن أماكن تواجد المتنمر. التعامل مع المتنمرين وتجنب أذاهم بالبعد عنهم وإهمالهم ضمن أفضل الطرق المتبعة.

للرد على إهانات المتنمر يجب أن يصدق الطفل أن تلك الإهانات لن تؤذيه فعليًا. والدموع التي يذرفها هي جائزة للمتنمر عن أعماله الشريرة. فلو قال المتنمر مثلًا أن الطفل سمين أو فقير، يمكن أن يرد الطفل، بأنه يعلم ولكنه يحب نفسه بهذا الشكل وسيعمل على تحسين نفسه. بثقة ورأس مرفوعة وعين ناظرة إلى المتنمر بثبات. وإذا أراد المتنمر حيازة شيء بيد الطفل بالعنف، فليعطيه له ببساطة، ثم يذهب ليخبر شخص كبير يمكنه التصرف بطريقة حاسمة.

عالج الطفل نفسيًا

ليس التعامل مع المتنمرين هو القضية الوحيدة، بل التعامل مع نفسية الطفل نفسه. في بعض الأحيان المتطورة لابد من زيارة طبيب نفسي متخصص. ولكن بالبيت يجب أن تقوي نفسية طفلك وتحصنه من هذا الاعتداء. ذكره بالصفات الإيجابية والقدرات الرائعة التي يملكها. علمه أن مهما حدث لن يتمكن أبدًا من تهديد حياته. شجعه على نسيان الماضي وإقامة صداقات بحسن الظن فيهم. وعلمه ألا يقابل هذا العنف بعنف أخر تجاه أي شخص، ولن يضرب أي شخص إلا لو كان دفاعًا عن النفس. وكن أنت مشجعًا وداعمًا دائمًا، ولا تعنف الطفل لأنه تعرض للتنمر ولم يستطع التعامل مع المتنمرين هذه اللحظة. قد تخسره ببساطة ويبدأ بالكذب عليك.

علمه طلب المساعدة

التعامل مع المتنمرين صعب جدًا إذا كان الولد وحيدًا. وفي نفس الوقت يعتقد الأطفال بأن طلب المساعدة ضعف، وبأنه سيكون أضحوكة بين التلاميذ لو طلب مساعدة المعلمين. عليك أن تعلمه أن طلب المساعدة لا يعني الضعف، بل يعني القوة في عدم التخلي عن الحق، وعدم الصموت. وأن الضعيف هو من يسكت خوفًا من الآخرين، لا من يملك الشجاعة ليتكلم بالحق عن نفسه.

التعامل مع المتنمرين يحتاج إلى عقل واعي

الطفل الذي لا يملك استراتيجيات الهروب الممكنة، سيكون معرض لأي فعل متهور يخطر بباله عند الوقوع في قبضة المتنمر. لذلك عليك بتوعية ابنك بجدية، حول الطرق والمخارج التي من الممكن أن يسلكها في حالة التعرض للاعتداء.

خاتمة

التعامل مع المتنمرين ليس بالأمر السهل، ويحتاج إلى جدية وترقب دائم. لتسلم من خطر هؤلاء، الجسدي والنفسي. وتذكر أن مصير المتنمرون وأتباعهم هو عالم الجريمة والانحراف الأخلاقي، فلا تحاول الاقتراب منهم ومُجراتهم.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

3 × واحد =