تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » التسمم المائي : كيف يحدث ؟ وكيف يمكن تجنب مخاطره ؟

التسمم المائي : كيف يحدث ؟ وكيف يمكن تجنب مخاطره ؟

شرب الماء مع أنه أمر ضروري لكل شخص ليكون بصحة جيدة، إلا أن كل شيء إذا ما زاد عن حده انقلب إلى ضده كما يقال في هذه السطور نتعرف على مفهوم التسمم المائي .

التسمم المائي

التسمم المائي دائمًا ما يشار إليه إلى أنه مرتبط بشكل مباشر وشديد الصلة بعملية تناول كميات كبيرة من المياه، والتي تتسبب في تعرض الإنسان لاضطرابات بالمخ، والتسبب في حالات الدوران وأيضًا مشكلات بالتنفس، وبالتالي تكون فرص تعرض الشخص الذي يصاب بالتسمم المائي للوفاة كبيرة للغاية، فبالرغم من النصائح المستمرة والتأكيد المتوالي على أهمية المياه بالنسبة لجسم الإنسان على اعتبار أن نقص المياه في جسم الإنسان يتسبب في تعرض الإنسان للجفاف وغيرها من الأضرار والأمراض، إلا أنه بالرغم من ذلك فلم يكن أحد يتوقع أن الإفراط في شرب المياه سيعود بنتائج سلبية على الإنسان وإصابته بالتسمم المائي والذي قد يؤدي في النهاية إلى الوفاة، فكما هو معلوم فإن جسم الإنسان يقوم بالتخلص من المياه الزائدة عن طريق إما العرق أو البول لكن عندما تتجاوز تلك الكميات الحدود الطبيعية تبدأ مؤشرات الإصابة بـ ” التسمم المائي ” تتزايد بصورة كبيرة لدى الإنسان، لذا فيعد الاعتدال في شرب المياه هو الحل الأفضل لتجنب الإصابة بالتسمم المائي، خاصة وأن المعدل الطبيعي لشرب المياه بالنسبة لجسم الإنسان هو حوالي 2 لتر مياه للشخص الذي يبلغ وزنه حوالي 60 كيلو جرامًا.

التسمم المائي : هل يشكل مشكلة خطيرة حقًا ؟

كيفية حدوث التسمم المائي

تشير العديد من الأبحاث العلمية إلى أن زيادة معدلات شرب المياه يوميًا عن المعدلات الطبيعية لجسم الإنسان، تتسبب دائمًا في حالة من عدم التوازن داخل الجسم، والتي تحدث انخفاضًا حادًا في لزوجة الدم وبالتالي حدوث حالة من الانخفاض الشديد في نسبة الأملاح بالدم الأمر الذي يزيد من فرص الإصابة بالتسمم المائي، يضاف إلى ذلك أيضًا فإن التسمم المائي يحدث بجسم الإنسان عندما يكون هناك حالة من نقص الصوديوم في الدم والتي يحدث على إثرها حالة من الخلل وعدم الاتزان في وظائف رأس الإنسان، كما تحدث حالات التسمم المائي أيضًا عند كثير من الرياضيين وذلك بنسبة أكبر من الأشخاص الطبيعيين، ليس بسبب ممارسة الرياضة نفسها، ولكن ذلك لحدوث حالة كبيرة من الإجهاد لديهم بسبب تناولهم كميات كبيرة من المياه في وقت واحد عقب فقدان الجسم لكميات كبيرة من المياه أثناء ممارسة الرياضة، لذا فتؤكد الأبحاث أن الإفراط في تناول ما يزيد عن 7 لترات من المياه يوميًا يزيد من فرص الإصابة بالتسمم المائي، نتيجة الانخفاض الحاد في تركيز الأملاح بجسم الإنسان، وبالرغم من حاجة الإنسان إلى كميات كبيرة من المياه خاصة في أوقات ارتفاع درجات الحرارة إلا أنه دائمًا ما يُطالَب بضرورة الالتزام بالمعدل الطبيعي لنسبة المياه في الجسم.

المعدلات الطبيعية لشرب المياه يوميًا

الاعتدال في مختلف أمور الحياة دائمًا ما يعود بنتائج إيجابية لأي إنسان، فكما تشير الأبحاث العالمية إلى أن المعدل الطبيعي لشرب المياه بالنسبة لجسم الإنسان الذي يتراوح وزنه 60 كيلو جرامًا هو 2 لتر من المياه، فإن الجسم الذي يتعدى هذا الوزن والذي يبذل مجهودًا مضاعفًا يكون أكثر احتياجًا لتناول كميات من المياه قد تصل إلى قرابة الــ 3 لترات من المياه يوميًا، ومع ذلك فهناك تأكيدات شديدة إلى أن هذا المعيار والمعدل ليس ثابتًا لدى جميع البشر؛ فهناك اختلاف كبير من شخص لآخر ومن فترة لأخرى لنفس الشخص، حيث يتوقف ذلك على طبيعة جسد الإنسان سواء فيما يتعلق ” ببدانة الجسد، أو جسامته، وكمية المياه التي تتواجد في الجسم قبل الشرب، وعما إذا كان جسد الإنسان كثير العرق أم لا”، حيث تحدد كل هذه العوامل الجسدية المعدلات الطبيعية لشرب الإنسان للمياه يوميًا لتجنب الإصابة بالتسمم المائي، يضاف إلى ذلك فهناك من يشير إلى أن تغير تركيز المياه في جسد الإنسان في مدة بسيطة يعد هو أحد العوامل التي تحدد كميات المياه التي يحتاجها الجسم، ووفقًا لآراء عدد كبير من المتخصصين فإن النساء هم أكثر قابلية للتعرض لحالات التسمم المائي من الرجال.

علاج التسمم المائي عند الإنسان

منذ إعلان الآثار السلبية لزيادة معدلات شرب المياه والتي قد تؤدي في نهايتها إلى وفاة الإنسان، وقد بدأ الحديث يتزايد بشكل كبير حول التوصل إلى علاج سريع لحالات التسمم المائي ، لمنع تفاقم الأمراض والآثار السلبية الناجمة عنها، ومنها حالات نقص الصوديوم في الدم والتي تؤدي إلى زيادة حالات التسمم المائي ، وفي سبيل ذلك فقد بدأت العديد من الجمعيات العالمية للتغذية في الاهتمام بإعداد تقارير حول طرق علاج التسمم المائي ومنع الإصابة به، وقد تم التأكيد في أولى هذه الطرق حول تناول الفاكهة بطريقة منتظمة على اعتبار أنها تحتوي على كميات كبيرة منه المياه وبالتالي فقد يؤدي تناول الفاكهة يوميًا بكثرة إلى إمداد جسم الإنسان بحوالي لتر مياه، بجانب ذلك فقد أكدت الجمعيات الغذائية إلى أنه في حالة تعرض أي شخص لنقص في الصوديوم فلابد من حجب الماء عنه فورًا، إلى جانب ضرورة الاعتماد على بعض الأدوية الخاصة بعلاج أعراض نقص الصوديوم، واللجوء أيضًا إلى محاليل الصوديوم التي تُأخذ عن طريق الوريد والتي تتميز بسرعة مفعولها، وذلك بعد استشارة طبيب متخصص، وبالتالي فلابد من التعرف على مسببات نقص الصوديوم ومسببات التسمم المائي أيضًا لتجنب الوقوع في مثل هذه الإشكاليات التي تؤثر على صحة الإنسان.

أعراض التسمم المائي

بمجرد أن يُصاب الإنسان بالتسمم المائي، للأسباب التي تم التحدث عنها سابقًا، فتبدأ أعراض المرض بالظهور على جسد الإنسان وتتباين خطورة هذه الأعراض على حسب شدة التسمم الذي تم التعرض له، كما تختلف بحسب عمر الإنسان سواء كان طفلًا أم رجلًا كبيرًا في العمر، فبجانب الأعراض العامة التي تظهر على الإنسان والمتمثلة في “حالات التوهان والتشنج والصرع في بعض الحالات”، فهناك مجموعة أخرى من الأعراض التي تصاحب التسمم المائي والتي تظهر على الأطفال، والتي يمكن تلخيصها في عمليات انتفاخ الوجه، وانخفاض درجات الحرارة، إلى جانب احتمالية وجود مجموعة من التغيرات في الحالة العقلية للأطفال، يضاف إلى ذلك فهناك مجموعة أخرى من الأعراض التي تظهر على الأشخاص الكبار في السن والتي تتمحور في عدة نقاط أبرزها ” الإصابة بالقيء المستمر، والإنهاك، وذلك بجانب الإصابة بحالات الهلوسة أو ما يسمى بوصول المياه إلى رأس الإنسان، وصولًا إلى إمكانية التعرض لغيبوبة، وضيق التنفس، ونهاية باحتمالية التعرض للوفاة”.

لكل شيء مزاياه وعيوبه التي تعود على الإنسان، لكن المتفق عليه أن الإفراط الزائد في تناول أية أشياء غالبًا ما تعود بنتائج سلبية وخيمة على حياة الإنسان، لذلك تحاول العديد من الأبحاث العلمية أن تتناول وبعمق التأثيرات السلبية للأشياء التي تؤثر على حياة الإنسان ومنها التسمم المائي ، فبالرغم النصائح المستمرة التي يؤكد عليها الأطباء بضرورة شرب كميات مناسبة من المياه يوميًا لفائدة ذلك لجسم الإنسان، لكن في المقابل نجدهم أيضًا يحذرون من الإفراط في شرب المياه لدور ذلك في إصابة الإنسان بالتسمم المائي، لذلك فدائمًا ما يطالب المتخصصون بضرورة إجراء فحوصات طبية شاملة في حالة ظهور أي من الأعراض السابقة على الإنسان، حتى يتم السيطرة بسهولة على التسمم المائي ولعدم تفاقم تأثيره السلبي على حياة الأشخاص، والذي قد يبدأ بأعراض بسيطة لكنه سرعان ما يتفاقم هذا التأثير ويؤدي إلى الوفاة.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

7 + 17 =