تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » كيف تفيد طريقة التحليل الرباعي في الحياة العلمية والعملية؟

كيف تفيد طريقة التحليل الرباعي في الحياة العلمية والعملية؟

التحليل الرباعي الطريقة الأمثل لوضع خطة استراتيجية تلجأ إليها معظم الشركات والمؤسسات العالمية، فما أهمية العناصر الأربعة للتحليل الرباعي للشركات والمؤسسات؟

التحليل الرباعي

في ظل المنافسة المتصاعدة عالمياً في عالم المال والأعمال، تبحث كل شركة أو مؤسسة عن أفضل السبل لوضع خطة استراتيجية تسير على منهاجها الشركة للوصول إلى أهدافها المرجوة، وتجنب الوقوع في الخسائر. ويعتبر تحليل سوات Swot أو التحليل الرباعي من أفضل أدوات التحليل الاستراتيجية والتي يمكن تطبيقها في عدة مجالات في الحياة العلمية والعلمية. فعلى سبيل المثال يمكن استخدام تحليل سوات في مجال إدارة الأعمال، التسويق، تنمية الموارد البشرية، وضع نظم إدارية حديثة، تحسين الكفاءة الإنتاجية وغيرها، وهناك العديد من الشركات العالمية الناجحة التي طبقت التحليل الرباعي لتصل إلى ما هي عليه الآن من نجاحات باهرة

تحليل SWOT

تحليل SWOT أو التحليل الرباعي، هو أداة تحليل استراتيجية تهدف إلى مساعدة الشركات للتعرف على العوامل الإيجابية والسلبية المؤثرة على الشركات، من الناحية الداخلية أو الخارجية، ويمكننا تقسيم التحليل الرباعي إلى أربع عناصر كالتالي:

  • العنصر الأول: القوة Strengths: تعتبر عناصر القوة في أي مشروع أو شركة هي المقياس الذي يميزه عن المشاريع المنافسة الأخرى، والتي على أساسها ترتفع فرص نجاحه أو فشله.
  • العنصر الثاني: الضعف Weaknesses: وفيما يخص نقاط ضعف المشروع أو الشركة، يمكننا القول أنها تتساوى في أهميتها مع عناصر القوة في تحديد فرص النجاح أو الفشل.
  • العنصر الثالث: الفرص Opportunities: عنصر الفرص يعتبر عنصراً خارجياً إذا أنه غالباً ما يأتي من خارج الشركة أو المشروع، وتكمن أهميته في تسببه بزيادة نسبة المبيعات وبالتالي الأرباح.
  • العنصر الرابع: التهديدات Threats: كما هو في عنصر الفرص، تعتبر التهديدات في معظم الأحوال عنصراً خارجياً، وتؤدي إلى حدوث نتائج سلبية كاضطراب الإدارة، ضعف التشغيل، قلة الإنتاجية، فشل التسويق، وبالتالي تتسبب في خسائر للشركة.

وبالنظر لما سبق، فإن التحليل الرباعي يعتبر من أهم الأدوات المساعدة في تنظيم البيانات، واكتشاف المشكلات، خلق الحلول، وكذلك، سرعة الوقوف على الأسباب الرئيسية لبطء تطور نمو المشاريع والشركات.

نموذج تحليل سوات أو التحليل الرباعي

نستعرض في يلي نموذج تحليل سوات (التحليل الرباعي) وأمثلة على كل من نقاطه الأربعة.

العوامل الداخلية

نقاط القوة تكمن في:

  • تمويل ثابت.
  • تنظيم إداري قوي.
  • دعاية تسويقية جيدة.
  • هيكل وظيفي كفؤ.

نقاط الضعف تكمن في:

  • المشروع يفوق قدرات الشركة.
  • منافسة بدراسة جدوى أقل.
  • نقص الأجهزة والمعدات المطلوبة للتنفيذ.

العوامل الخارجية

الفرص:

  • المشروع الأول من نوعه.
  • المشروع صديق للبيئة.
  • تحقيق سمعة جيدة للشركة في السوق.

التهديدات:

مشكلات في استخراج تراخيص المشروع.
قلة المواد الخام المحلية مما يعني استيرادها.
ضيق الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع.

تحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات لشركة

عند الشروع في عمل التحليل الرباعي، يجب التركيز على عناصر التحليل الأربعة؛ القوة، الضعف، الفرص، والتهديدات، حيث يساعد هذا في تحديد العوامل التي تؤثر على الخطة الاستراتيجية للمشروع وتنظيم العمل، والمبادرة في حل المشكلات. كما وأن لكل من هذه العناصر تأثيرات إيجابية وسلبية على نجاح المشروع، مما يساعد الشركات على تحديد ما يعتريها من عوامل سلبية والتركيز على حلها، وعوامل إيجابية والتشديد على إبرازها وتطويرها.

نأتي للخطوة الأولى عند البدء بكتابة التحليل الرباعي، وهي إنشاء جدول يتضمن أربع خانات، ويتم فيه إدراك عناصر التحليل الأربعة؛ الضعف، القوة، الفرص، والتهديدات، وعقد مقارنة بينهم. ويجب الالتفات هنا إلى أنه في جميع الحالات لا يمكن أن يحدث تطابق بين العناصر الأربعة، فعلى سبيل المثال، نجد أن أي مشروع أو شركة لديها نقاط ضعف ما، وفي المقابل لديها نقاط قوة، وإذا ما تساوت نقاط الضعف بالقوة فتكون المحصلة النهائية ثبات منحنى نجاح المشروع وبالتالي فشله مع مرور الوقت. ومع ذلك، يجب أن يكون هناك ترابط بين العناصر الأربعة، لأنها جميعها تؤدي في النهاية إلى رسم الخطة الاستراتيجية التي تضمن نجاح الشركة وتقدمها. يمكن تقسيم العناصر الأربعة بشكل ثنائي، وذلك باعتبار أن هناك عنصرين داخليين، أي مصدرهما داخل المشروع أو الشركة، وعنصرين خارجيين، أي مصدرهما خارج المشروع أو الشركة:

العوامل الداخلية

وتتضمن نقاط القوة والضعف والتي تشمل موارد المشروع أو الشركة، الخبرات المتاحة لها، ويجب هنا الوقوف على العوامل والخبرات الحقيقية والتي توجد في وقت عمل التحليل، وليس العوامل السابقة؛ كتاريخ الشركة أو شركات سابقة لها أو حتى سابقة أعمال فيما يخص المشاريع، وكذلك تلك العوامل التي تعتمد على التوقعات المستقبلية والاحتمالات المرتكزة على التحليلات المتوقعة. والتي يمكن أن تشمل:

  • الموارد المالية: كالتمويلات، موارد الدخل، الفرص الاستثمارية.
  • الموارد المادية: كالمواقع الرئيسية، المرافق، الأجهزة والمعدات المملوكة للمشروع أو الشركة.
  • الموارد البشرية: وتعني الموظفين، العاملين، المتطوعين بدون أجر، الفئة المستهدفة (العملاء، الجماهير… الخ).
  • النظام الإداري: والذي يشكل جزءاً هاماً من العوامل الداخلية؛ مثل البرامج التوظيفية المستخدمة، كفاءة قطاع الموارد البشرية، البرامج الحاسوبية المستخدمة للعمل، التسلسل الهرمي للموظفين والإداريين.

العوامل الخارجية

وكما للعوامل الداخلية من أهمية وتأثير مباشر على نجاح الشركة ورفع منحنى تطورها، فإن العوامل الخارجية لها تأثير كبير أيضاً في دفعها لمواجهة التحديات المستقبلية ورفع الكفاءة التنافسية لها. ويمكن تقسيم العوامل الخارجية بعوامل مباشرة أو غير مباشرة. ونطرح في النقاط التالية أمثلة على تلك العوامل:

  • التغيرات الاقتصادية: وتشمل التغيرات على مستوى اقتصاد الشركة أو الاقتصاد المحلي (داخل البلاد) أو الاقتصاد العالمي بشكل عام.
  • تغيرات السوق: وتشمل التغيرات في الإقبال على المنتجات، جودة المنتج، والتكنولوجيات الإنتاجية المستخدمة.
  • تغيرات التمويل: والتي تشمل نسبة التبرعات المتلقاة، الجهات الحكومية المتحكمة، والجهات المانحة (شركاء، بنوك، ..).
  • التركيبة الديموغرافية: وتشمل النوع، العمر، الثقافة، المستوى الاقتصادي، والعرق فيما يخص الفئة المستهدفة.

خاتمة

منذ بدء الثورة الصناعية، وانتشارها من أوروبا إلى جميع أنحاء العالم، بدأت المشروعات التجارية تتخذ شكلاً أكبر وأكثر تطوراً عن سابقتها. وكلما ازداد حجم الشركة ازداد عدد الموظفين، رأس المال، القدرة الإنتاجية، الحاجة للتسويق، المنافسة، وكذلك نقاط الضعف والقوة. في منتصف ستينيات القرن العشرين، قام ألبرت همفري وآخرون من معهد ستنافورد بوضع تصميم للتحليل الرباعي والذي كان الهدف منه في الأساس مساعدة المؤسسات والهيئات على تقييم الوضع الحالي داخل السوق، كمحاولة لمعرفة الحالة التنافسية لتلك المؤسسات. ومع مرور الوقت شهد التحليل الرباعي المزيد من التطوير ليتسنى تطبيقه على مختلف المجالات في الحياة العملية والعلمية، ولا سبيل للدهشة إذ عرفنا أنه أصبح يستخدم كذلك في علاج بعض المشكلات الشخصية كتلك الخاصة بالسلوك ونمو الشخصية وتحسين القدرات النفسية والعملية للشخص. ويمكننا وصف التحليل الرباعي ببساطة بأنه البحث في الجانب الداخلي والمتمثل في نقاط الضعف والقوة، والجانب الخارجي والمتمثل في الفرص والتهديدات، للوصول في النهاية إلى تحسين منحنى النجاح سواء على المستوى التجاري أو الشخصي، وتقليل احتمالات الفشل بشكل كبير.

نادية صالح

كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.

أضف تعليق

أربعة عشر − اثنان =