تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » التأخر العقلي : كيف يمكن تجنبه عند الأطفال قبل الإنجاب ؟

التأخر العقلي : كيف يمكن تجنبه عند الأطفال قبل الإنجاب ؟

مشكلة التأخر العقلي لدى الأطفال هي مشكلة شائعة الحدوث، لكن ما الذي يسبب مشكلة التأخر العقلي ؟ وما الذي يمكن عمله من أجل تجنب هذه المشكلة الكبيرة؟

التأخر العقلي

التأخر العقلي في تعريفه هو اضطراب في النمو العصبي وقصور في الأداء الفكري وضعف في القدرة على التكييف. وتعرف قديماً بالتخلف العقلي وللتخفيف من حدة هذه الكلمة يتم استخدام كلمة إعاقة ذهنية، أو اضطراب عقلي. وقد انقسم تعريف التأخر العقلي إلى قسمين الأول يتعلق بالأداء الفكري والعقلي والأخر يتعلق بالقدرة على التكيف ومهارات الفرد ووظائفه، فإذا كان هناك أحد الأشخاص بمعدل ذكاء منخفض فخذا لا يعني أن لديه إعاقة ذهنية وتأخر عقلي، إنما التأخر العقلي يتعلق بالإعاقة الذهنية المتلازمة مثل “متلازمة داون” و” متلازمة دي جورج”، والإعاقة الذهنية الغير متلازمة، وتصيب الأطفال لأسباب مختلفة وفي مراحل متعددة قبل وأثناء وبعد الولادة ولابد من معرفة ماهية التأخر العقلي لكي نعرف كيف يمكن تجنبه عند الأطفال قبل الإنجاب.

حلول مشكلة التأخر العقلي لدى الأطفال

إحصائيات التأخر العقلي

  • 95 مليون شخص مصاب بالتأخر العقلي أي 3.2% من مجموع السكان.
  • 75 – 90 % يعانون من التأخر العقلي ولديهم إعاقة من الدرجة الخفيفة.
  • 30 – 50 % هي نسبة حالات الإعاقة من الدرجة الخفيفة الغير معروفة الأسباب.
  • 25 % من حالات التأخر العقلي بسبب اختلال جيني.

أعراض وعلامات التأخر العقلي

تتركز أعراض وعلامات التأخر في السلوك، ويحمل المصطلح نفسه تعريف الأعراض وهي التأخر، فيتأخر الأطفال ذوي الإعاقة في عملية الزحف، والمشي، والجلوس عن غيرهم، فيتعلمون بشكل أبطأ، ويأخذون وقتاً أطول، وتكرار أكثر لتعلم اللغة والاعتناء بأنفسهم. ومن أعراض الإعاقة:

  • تأخر تطور اللغة الشفوية.
  • العجز في إمكانية التذكر.
  • ضعف القدرة التكيفية والاعتناء بالنفس.
  • عجز في حل المشكلات.
  • صعوبة تعلم القواعد الاجتماعية.
  • نقص في المثبطات الاجتماعية.
  • تأخر في العمليات الجسدية والحركة.

درجات التخلف العقلي.

يتم معرفة درجات التخلف العقلي عن طريق معرفة درجات الذكاء في اختبار الذكاء، ولكن كما قلنا سابقاً يمكن ظان يصاب الطفل بانخفاض في الذكاء ولكن هذا لا يعتبر بالضرورة إعاقة ذهنية وتأخر عقلي.

  • التأخر العقلي المنخفض يتراوح بين | 55 : 69 | درجة.
  • التأخر العقلي المتوسط يتراوح بين | 54 : 40 | درجة.
  • التأخر العقلي القوي يتراوح بين | 25 : 39 درجة.
  • التأخر العقلي الحاد والذي يكون أقل من 24 درجة.

لقد تم تقسيم حالات التأخر العقلي إلى ثلاث فئات:

  • حالات قابلة للتعلم: ما بين | 50 : 70 | درجة، وهم الأطفال القادرون على التعلم والتكيف ومعرفة المهارات الأساسية.
  • حالات قابلة للتدريب: ما بين | 30 : 50 | درجة، وهم الأطفال القادرون على تعلم مهارات أكاديمية مثل الاهتمام بالذات.
  • الاعتماديون: من هم أقل من 30 درجة وهم الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.

أسباب التأخر العقلي

من الضروري معرفة الأسباب المؤدية للإعاقة حتى نتمكن من الوقاية من هذا المرض وكما قلت سابقاً تختلف الأسباب وتتعدد المراحل فهناك أسباب قبل الولادة وأثناء الولادة وبعدها.

مسببات التخلف العقلي قبل الولادة

الأمراض الوراثية من أهم مسببات الإعاقة وهي جينات غير طبيعية موروثة من الآباء أو حتى الأجداد، وهناك أمراض وراثية منتشرة ومعروفة مثل متلازمة داون، ومتلازمة كلينفلتر، ومتلازمة الكروموسوم X الهش، ومتلازمة ويليمز، ورادر ويلي، والورم الليفي العصبي، وقصور في الغدة الدرقية. وهناك أمراض وراثية أقل انتشاراً مثل متلازمة موات ويلسون، ومتلازمة الحذف، والتلف الهدبي الجيني.. وغيرها من الأمراض.

يسبب تناول الكحوليات والأدوية المخدرة إلى جانب التدخين مضاعفات وأمراض للطفل، بالإضافة إلى التلوث البيئي أو سوء التغذية، كما تنتقل بعض الأمراض للطفل إذا كانت الأم مصابه به، مثل الإيدز والفيروسات الأخرى، والزهري والحصبة الألمانية، وداء القطط.

مسببات التأخر العقلي أثناء الولادة

قد يتسبب نقص الأكسجين للطفل في إصابته بالإعاقة و التأخر العقلي، كما أن أي ضغط على الطفل بشكل عير طبيعي قد يسبب له تلف في الدماغ، أو تعرض لأي مشاكل قد يتسبب له بإعاقة ذهنية، ومن الممكن أيضاً أن تسبب الولادة المبكرة مشاكل تؤدي إلى التأخر العقلي.

مسببات التأخر العقلي بعد الولادة

التعرض إلى السموم والتلوث، والإصابة بمرض كالحصبة والسعال الديكي والسحايا قد تسبب التأخر العقلي إذا لم يتم تقدين الرعاية بالطريقة المناسبة وفي وقت مبكر. كذلك يؤدي التعرض للغرق إلى الإعاقة، وكذلك التعرض لمواد سامة كالزئبق والرصاص، كما يمكن أن يسبب نقص التغذية انخفاض مستوى الذكاء أو التأخر العقلي. كما يؤثر نقص اليود ويسبب الإعاقة الذهنية. ونقص وزن الطفل قد يؤثر على خلايا المخ وفي عملية تنفسه وتأخر نموه الذهني.

الأخطار المترتبة على التأخر العقلي

يتعرض الأشخاص المصابون بالتأخر العقلي إلى جانب عدم كفاءتهم في رعاية أنفسهم والتكيف المجتمعي ونقص القدرة الذهنية على التفكير إلى الأمراض الجسدية مثل الصرع، والاعتلالات العصبية، الاعتلالات الهضمية، والسكري، بالإضافة إلى التعرض إلى المشاكل النفسية أكثر من غيرهم مثل الاكتئاب وعيره من الأمراض النفسية.

كيفية الوقاية من التأخر العقلي

تكمن الوقاية من التأخر العقلي في معرفة الأسباب المؤدية لذلك، فيمكن أن نعالج المشكلات المسببة لهذا الخطر وبالتالي نحمى ونقي أطفال، وهناك أسباب مجتمعية وبيئية، وأسباب وراثية، وأسباب تتمثل في الإهمال، من المفضل معرفة أنه لا يوجد علاج معين ينعي الإعاقة والمتلازمات لذا فطريقة العلاج هي الوقاية والابتعاد عن مسببات هذا الخطر، ولذلك يجب اتخاذ الإجراءات التالية للوقاية من خطر الإعاقة الذهنية:

  • محاولة الابتعاد عن زواج الأقارب لأنه من أكثر المسببات لأمراض الإعاقة.
  • استشارة طبيب وأخصائي أمراض وراثية عند ضرورة زواج الأقارب.
  • الحصول على عناية طبية ومتابعة أثناء الولادة.
  • الابتعاد نهائياً عن الكحوليات والأدوية المخدرة والإقلاع عن التدخين للأم.
  • الوقاية من الولادة المبكرة.
  • تجنب الفيروسات والأمراض المنتقلة عبر الجنس.
  • الوقاية من الانثناءات.
  • عدم التعرض للإجهاد أو لحوادث.
  • الالتزام بالتغذية السليمة.
  • المحفظة على صحة الأم وعدم تعرضها لأمراض.
  • مكافحة التلوث البيئي من جهة المجتمع بأكمله للوقاية من أخطار التأخر العقلي.
  • نشر الثقافة اللازمة للتوعية من مسببات الإعاقة الذهنية.
  • توفير اللقاحات اللازمة.

ختاماً

بعد أن علمنا إحصائيات هذا المرض ووعينا إلى خطورته، لابد من اتخاذ اللازم لكي نبتعد بالمجتمع عن تلك الأخطار بالإضافة لتوعية الأم من الأفعال المؤدية للتأخر العقلي مثل التدخين أو تناول المخدرات أو الكحوليات أو التعرض لأي أجهاد شديد أو عدم الاهتمام بالرعاية الصحية.

فإن هذا المرض الخطير الذي يحدث للأطفال بدون ذنب أو تدخل منهم يجب أن نواجهه بالثقافة الصحية والوقاية من مسبباته حتى يصل أطفالنا للدنيا بكامل صحتهم وقوتهم العقلية والذهنية، وكامل قدرتهم على التكيف والتعلم، وعلى كل أسرة أن يكون لها الطبيب الخاص لكي يعينهم على توفير الرعاية اللازمة للطفل وللأم وكذلك إذا ما كان الزواج سيتسبب أي أخطار مستقبلية فالوقاية خير من العلاج.

بسنت محمود

اكتب عن مواضيع عديدة . من هواياتي القراء والسفر والأنترنيت

أضف تعليق

16 + ثمانية =