تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » الاعتداء بالحمض : حوادث اعتداء بالأحماض دمرت ضحاياها

الاعتداء بالحمض : حوادث اعتداء بالأحماض دمرت ضحاياها

الاعتداء بالحمض حوادث يتم فيها استخدام أحماض حارقة لتشويه بشرة الضحية، الاعتداء بالحمض مؤلم جدًا وذو أضرار جسدية ونفسية كبيرة جدًا.

الاعتداء بالحمض

عدد كبير من الجرائم التي تقع في حق الإنسانية بمختلف بقاع الأرض، والتي تمثل انتهاكًا صارخًا للإنسانية ولحق كل الإنسان في العيش حياة كريمة وسوية، لكن خلال العقود الماضية ظهرت بعض التجاوزات في حق الإنسان الناجمة عن مجموعة الاعتداءات الواقعة بحقه ومنها الاعتداء بالحمض ، والذي مثل على مدار العقود الماضية واحد من أسواء عمليات التعذيب التي يتعرض لها المواطنون في أماكن عديدة حول العالم، خاصة وأن النسبة الكبيرة من عمليات الاعتداءات هذه تقع في حق النساء لأسباب عديدة ومختلفة من دولة إلى أخرى، لكن المؤلم في ذلك هو العذاب النفسي والاجتماعي الذي يتعرض له الأشخاص المصابون بالتشوهات الناجمة عن هذه الاعتداءات، والتي تمثل انتهاكًا واضحًا لحقهم في الحياة والعيش بكامل أعضائهم التي خلقوا عليها دون تشوهات كبيرة في أجسادهم، ونتيجة للتأثير السلبي الكبير لهذه الأحماض فقد بدأت العديد من العناصر والجماعات الإرهابية حول العالم تتجه بشدة نحو استغلالها في محاولة منهم لإحداث قدر كبير من الإرهاب للمناطق التي يتم استخدامها بها.

حوادث الاعتداء بالحمض الشهيرة

اعتداءات بنجلاديش

عدد كبير من الدول حول العالم وبالتحديد في قارة آسيا تتزايد بها اعتداءات رش الحمض الذي يعد هو نوع من الاعتداءات العنيفة التي تقع في حق الإنسانية، والتي يقوم فيها المعتدي بعملية إلقاء المواد الحامضة الحارقة على الأشخاص والضحايا، وذلك من أجل القيام بعملية إحداث قدر كبير من التشوهات أو التعذيب بحق المعتدى عليهم وقتلهم، لكن وفقًا للعديد من التقارير فإن دولة بنجلاديش تعد واحدة من أكثر الدول حول العالم التي تعاني من حوادث الاعتداء بالحمض وهو ما ذكرته تقارير عالمية بأن بنجلاديش وقع بها خلال الفترة ما بين عامي 1999 و 2013 حوالي 3,512 حادثة إلقاء حامض، وهو ما يعد رقمًا كبيرًا للغاية، خاصة وأن نسبة 80% من هذه الاعتداءات كانت قد وقعت في حق النساء هناك، وهو الأمر الذي تسبب في حالة من القلق الشديد ليس في بنجلاديش فقط، ولكن في مختلف الدول قلقًا من انتشار هذه الاعتداءات، الأمر الذي يدفع عدد كبير من مؤسسات حقوق الإنسان حول العالم بالدعوة إلى ضرورة توحيد الجهد الدولي للوصول إلى آلية أو تشريع يجرم استخدام هذه الأحماض في الاعتداء بالحمض على المواطنين.

اعتداءات إيران

خلال العقود الخمسة الماضية تزايدت وانتشرت عمليات الاعتداء بالحمض بشكل لم يكن مسبوقًا قبل ذلك، وهو الأمر الذي لقى رواجًا في جنوب آسيا بالرغم من انتشاره في العالم بأكمله بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا؛ ومن دول آسيا التي عرفت بهذه الاعتداءات هي إيران التي شهدت مجموعة كبيرة من الحوادث بحق مواطنيها خاصة من النساء، حيث اتبع أسلوب هذه الاعتداءات في طهران كنوع من تعنيف النساء اللاتي لا يتبعن قواعد وقوانين الدين، بجانب ذلك فكثيرًا ما كان يتم اللجوء إلى هذا الأسلوب من العقاب من خلال إلقاء الحمض على السيدات الغير ملتزمات بالحجاب الإجباري في إيران، وتشير العديد من التقارير الإيرانية إلى أنه غالبًا ما كان يتم استخدام مجموعة من الأحماض مثل “الكبريتيك، النيتريك، الهيدروكلوريك” وذلك على اعتبار أن هذه الأحماض هي الأقل ضررًا، وقد تسببت تلك الحوادث في إصابة نسبة كبيرة من المواطنين في إيران بتشوهات خطيرة في أجسادهم نتيجة التأثير الخطير لهذه الأحماض.

اعتداءات باكستان

تأثيرات كبيرة خلفته اعتداءات الأحماض حول العالم، لكن لعل من أبرز الدول التي ترتكب هذه الأحماض وتحدث تأثيرات ضارة هي باكستان، وهو الأمر الذي نشأ عنه تأسيس مؤسسة (الناجون في إلقاء الحمض في باكستان)، والتي أشارت إلى أن أحد أبرز تأثيرات اعتداءات رش الحمض في باكستان هو التشويه الجسدي للضحية والذي قد يستمر مدى الحياة، لكن بالرغم من التأثير السلبي الكبير إلا أن المؤسسة أشارت إلى أن معدلات البقاء على قيد الحياة وعدم الوفاة بين ضحايا الهجمات الحمضية في باكستان هي معدلات عالية وجيدة للغاية، لكن ذلك يصاحبه مجموعة كبيرة من التحديات والآثار السلبية والتي تتعلق بالتحديات النفسية والمادية والاجتماعية والاقتصادية والتي تحتاج في مجملها إلى معاملة خاصة ومساعدة من علماء النفس والمستشارين المتخصصين لمساندة الشخص في تجاوز أزمته النفسية الناجمة عن تشوهاته الجسدية التي تعرض لها.

الآثار الصحية للاعتداءات الحمضية

طبيًا

بعد أن أعلنت العديد من المؤسسات حول العالم أن معدلات البقاء على قيد الحياة بين ضحايا الهجمات الحمضية تعتبر معدلات عالية، فقد بدأ الحديث يتزايد عن التأثيرات والتحديات التي تواجه الأشخاص الذين تعرضوا لهذه الاعتداءات، ومنها التأثيرات الطبية، خاصة وأن التأثير الأكبر للأحماض المستخدمة في مثل هذه الهجمات يكون على جسد الإنسان، وبالتالي ينجم عنه مجموعة من الأضرار الطبية التي تتلخص أبرزها في وجود تشوهات بعظام الوجه وشد جلد الرقبة وأضرارًا بالغة بالجهاز التنفسي والمرئ نتيجة استنشاق كميات من هذه الأحماض، إلى جانب تشوه واحتراق جفون العين وغيرها من أعضاء الوجه، على اعتبار أن اعتداءات الأحماض غالبًا ما تستهدف الوجه والرأس، يضاف إلى ذلك فقد يسبب الحرق الناتج عن إلقاء الحمض في إحداث حالة من التسمم في الدم خاصة في حالات العدوى الشديدة أو الفشل الكلوي، وبالتالي فإن مدة علاج مثل هذه التشوهات تتوقف على مجوعة من العوامل وهي نوع الحمض المستخدم ودرجة تركيزه.

نفسيًا

دائمًا ما تتعدد تأثيرات الأحماض على الشخص المصاب نتيجة التشوهات الكبيرة التي تحدث بفعل التأثير المتنامي لها، لذلك يعاني ضحايا هذه الاعتداءات من بعض التأثيرات النفسية والعقلية التي تؤثر على قدراته على ممارسة حياته بشكل طبيعي داخل المجتمع خاصة وأن هناك العديد من الدول العربية وغيرها من الدول الغربية التي يلاقي ضحايا هذه التفجيرات بها اضطهادًا نفسيًا كبيرًا بها، حيث يصل الأمر إلى حد تجنب بعض وسائل الإعلام إذاعة أية تقارير عن جرائم الاعتداء بالحمض، ويشير العديد من الأطباء حول العالم إلى أن الناجون من حوادث الأحماض يعانون بشدة من فرص إصابتهم بالاكتئاب والقلق وذلك بسبب تعرضهم لضغط نفسي شديد نتيجة تشوه مظهرهم.

اجتماعيًا

بجانب التأثيرات السلبية للأحماض التي تم ذكرها، هناك تأثيرات أخرى اجتماعية تؤثر على الأشخاص ضحايا هذه الاعتداءات، والتي قد تبدأ أولى هذه التأثيرات في عملية فقدان الوظيفة والقدرة على التواصل الاجتماعي، ليس ذلك فقط بل في كثير من الأحيان يتحول الشخص إلى عبئًا على أسرته خاصة في ظل النفقات العلاجية المرتفعة، يضاف إلى ذلك فقد أشارت العديد من الدراسات حول العالم إلى ن هناك نحو 25% من الإناث الذين يتعرضن لإلقاء الحمض عليهم يتخلى الأزواج عنهم، وفي المقابل فقد أشارت الدراسات إلى أن 3% فقط من الذكور الذي يتعرضون إلى اعتداءات بالأحماض تتخلى عنهم زوجاتهم، وبالتالي تزيد هذه التأثيرات السلبية الاجتماعية على هؤلاء الأشخاص في التمتع بحياة كريمة وسوية.

ربما كثرة الجرائم التي باتت تحدث حاليًا في مختلف دول العالم أثرت بشكل مباشر على حياة آلاف بل ملايين الأشخاص الذين يتعرضون يوميًا لعدد مختلف من الاعتداءات، ومن الجرائم التي باتت تقلق عدد من دول العالم حاليًا هي الاعتداءات بالأحماض والتي تؤثر على مختلف جوانب الأشخاص ضحايا هذه الاعتداءات، وبالتالي باتت العديد من المؤسسات حول العالم تطالب بضرورة تجريم هذه الاعتداءات لمنع انتشارها أكثر من ذلك لمنع وقوع مزيد من الضحايا.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.

أضف تعليق

1 × خمسة =