تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » كيف تعد نفسك للإجابة على أسئلة الاختبار الشفوي دون توتر؟

كيف تعد نفسك للإجابة على أسئلة الاختبار الشفوي دون توتر؟

يعاني البعض من صعوبات عديدة في الإجابة على أسئلة الاختبار الشفوي. في هذا المقال، نوضح لك كيفية التعامل مع الاختبار الشفوي وتحقيق أفضل النتائج فيه.

الاختبار الشفوي

الاختبار الشفوي من أنواع الاختبارات التي قد نتعرض لها في مواقف مختلفة، سواءً في مناقشة معينة، أو كجزء من الاختبار المطبق في الدراسة. ولذلك فإن مهمة الإجابة على أسئلة الاختبار الشفوي يعتبرها البعض غالبًا من أصعب المهام التي يمكنهم التعرض لها، نظرًا لما يكون في هذه الاختبارات من ضغط، وأنت ملزم بالإجابة على كل ما تُسأل، دون أن يكون لديك الوقت الكافي في ذهنك للإجابة كالامتحان التحريري. لذلك في هذا المقال سوف نتحدث عن الصعوبات التي يمكن أن تقابلك، وكيف يمكنك التعامل معها بأفضل شكل ممكن، بحيث تتجاوز الاختبار الشفوي بنجاح شديد، وتحقق الدرجات التي تبحث عنها من الاختبار.

الصعوبات المحتملة في الاختبار الشفوي

لن يمكنك التخلص من مشاكل الاختبار الشفوي إن لم تكن قادرًا على تحديد طبيعة هذه المشاكل بدقة. لذلك في هذه الفقرة سوف نتحدث عن بعض الصعوبات المحتملة التي يمكنك أن تواجهها في الاختبار.

الصعوبة الأولى هي احتياجك لتجميع الإجابات في ذهنك لتجيب عن أسئلة تُطرح عليك من الشخص الذي يعقد الاختبار الشفوي معك، والصعوبة في هذه الحالة هي أحيانًا أنك قد تشعر بالتوتر من السرعة المطلوبة في الرد، فحتى مع معرفتك بالإجابة، قد تجد صعوبة في التعبير عمّا تريد.

الصعوبة الثانية هي نوعية الأسئلة التي تُطرح عليك، فأحيانًا لا يكون لديك العلم بإجابة السؤال المطروح عليك، والسبب في ذلك هو أنه تم طرحه بطريقة غير تقليدية بالنسبة لك، أي كانت صيغة السؤال غير متوقعة، فتبدأ في التعثر وعدم الإجابة. وأحيانًا قد لا تميز الأسئلة من طريقة طرحها عليك، فأن يكون السؤال مكتوبًا أمامك، هذا يعني إمكانية قراءته أكثر من مرة، ومن ثم الإجابة عليه، لكن في الاختبار الشفوي أنت تستمع إلى السؤال بشكلٍ كامل، ومطالب بالإجابة بناءً على ذلك.

الصعوبة الثالثة هي طريقة التحضير، فهناك مشكلة كبيرة تواجه البعض في هذه النقطة، وهي أنهم لا يهتمون بالمذاكرة الجيدة، قدر تركيزهم على كيفية المذاكرة للتعامل مع الأسئلة المحتملة. فتجد الشخص قبل أن يفكر في فهم الإجابة وحفظها، يأخذه عقله للتساؤل حول الطريقة التي سيجيب بها في الاختبار الشفوي في حالة تم طرح هذه الأسئلة عليه.

والآن بعد أن انتهينا من وضع هذه المجموعة من التحديات، سوف نبدأ بطرح الحلول المناسبة لها، وأفضل طرق التعامل مع الاختبار الشفوي لتخرج منه محققًا النتيجة التي تريدها.

التحضير الجيد

عليك أن تعرف أن التحضير الجيد هو أساس النجاح في كل شيء، لأنه من أكثر الوسائل التي تساعدك على تقليل أي قلق تشعر به، وتمنحك القدرة على التعامل مع الاختبار بأفضل شكل ممكن.

في البداية عليك أن تعرف موضوع الاختبار الشفوي بالضبط، لأن معرفة الموضوع سيساعدك في مذاكرة الشيء المطلوب منك.

قبل أن تبدأ في المذاكرة، قم بكتابة ما تعرفه عن موضوع الاختبار، بعد ذلك اقرأ المكتوب في الكتاب. هذه الطريقة ستساعدك أكثر على حفظ المطلوب منك، لأنه سيكون لديك خلفية سابقة عنه، بجانب اهتمامك بمعرفة إن كان ما كتبته صحيحًا أو لا، وبالتالي أثناء محاولتك التأكد من ذلك، ستجد نفسك تقوم بدراسة المطلوب وحفظه بصورة جيدة.

تأكد في أثناء التحضير الجيد أنك تقوم بالربط بين كل العناصر التي تذاكرها، لأن هذا الربط سوف يساعدك لاحقًا أثناء الاختبار الشفوي بدرجة كبيرة، فحتى مع عدم تذكر إجابة معينة، يمكنك أن تحاول تذكر المرتبط بها فيما درسته، ومن ثم الإجابة على الأسئلة.

درّب نفسك على الإجابة

جميعنا نعرف أن أكبر المشاكل التي تواجهنا هي التلعثم أثناء الإجابة، فقد تجد أنك تعرف الإجابة الصحيحة، لكن مع رهبة الاختبار الشفوي وكذلك رهبة من يختبرك، فإنك قد لا تتمكن من الإجابة.

كما ذكرنا يساهم التحضير الجيد في التقليل جدًا من هذه الحالة، لكن هناك شيء آخر وهو أن تدرّب نفسك على الإجابة على الأسئلة.

مثلًا يمكنك أن تطلب مساعدة من أهلك، بأن يقوم أحدهم بطرح الأسئلة عليك، وتجيب عنها. هذا الأمر سيساعدك على اكتشاف الأخطاء التي يمكنك أن تقع بها، أو ما يحتاج إلى تعديل في طريقة الإجابة.

كما أنه في هذه الأثناء يمكنك أن تتوقع ماهية الأسئلة التي قد تتعرض لها أثناء الاختبار الشفوي من الممتحن، لأن هذا جزء مهم من التدريب. لكن يجب ألا تركز على صيغة واحدة في طرح السؤال، لأن كثير من الممتحنين دائمًا ما يلجأ إلى تغيير صيغة السؤال أثناء الاختبار، وأنت إن أقلمت ذاتك على طريقة واحدة للإجابة، فكأنك هكذا تحكم على الاختبار بالفشل قبل أن يبدأ.

لا تتحدث مع أحد قبل الاختبار

الآن أنت قمت بالتحضير الجيد للاختبار، وذاكرت المطلوب منك بالضبط، ودربت نفسك على طريقة الإجابة.

عندما تذهب إلى مكان الاختبار، حاول الذهاب مبكرًا قليلًا، حتى لا يمثل لك عنصر الوصول في الموعد أي قلق نفسي، فيكون تركيزك كله موجه في هذه الحالة إلى الاختبار الشفوي وكيفية التعامل معه.

كما أنه يجب عليك أن تتجنب الحديث مع أي شخص قبل الاختبار، لأن هذا الموقف أحيانًا يجعلنا نشعر بأننا غير قادرين على تذكر أي شيء مما حفظناه، ولو تكلم أحدهم بجانبنا، نشعر بغرابة السؤال المطروح، وهو من أكثر الأشياء التي تساهم في حالة التوتر.

في الواقع، أنت لن تنسى ما ذاكرته طوال الأيام الماضية إلا بفعل القلق، وبالتالي فإن أي حديث مع الأشخاص من حولك قد يجعلك تشعر بالقلق. لذلك فالأفضل هو ألا تتحدث عن الاختبار الشفوي أبدًا، إلا في حالة كنت تريد التساؤل عن شيءٍ بعينه، وإلا فلا.

طريقة الإلقاء

على عكس الاختبارات المكتوبة، فإنه لا توجد وسيلة تمكن الممتحن من معرفة مستواك، إلا من خلال إجابتك الشفوية أثناء الاختبار. أي أن طريقتك في الإلقاء والتعامل مع الأسئلة في وقت الاختبار هو ما سوف يمنحك النجاح.

لذلك عليك أن تركز على شيين هنا: الشيء الأول هو السرعة في الكلام، لا يجب أن تتحدث بشكل سريع أثناء الاختبار الشفوي فلا يتمكن الممتحن من فهمك، بالطبع أنت تريد الإجابة عن السؤال المطروح عليك، لكن السرعة الكبيرة لن تفيدك في هذا الأمر، ما سوف يفيدك حقًا هو التمهل في الإجابة.

ولا يعني ذلك أن تجيب بشكل بطيء، فالرتم البطيء أيضًا قد يجعل الممتحن يشعر بالملل، وقد يفقد تركيزه من الأساس. إذًا فالسرعة المتوسطة هي الاختيار المطلوب في هذه الحالة.

الشيء الثاني هو طريقة الحديث نفسها، وهناك مهارة هامة هي الخطابة، يمكنك أن تعمل على اكتسابها، لا سيما في نوعية الاختبار الشفوي الذي يعتمد على المناقشات والتحدث أمام جمهور، حيث جزء من قدرتك على الإجابة والتأثير يعتمد على طريقة الحديث المتّبعة.

لكل مقام مقال، وبالتالي فطبقًا لطبيعة الاختبار، سوف تختار الطريقة التي تناسبه، فأنت لن تحتاج إلى الخطابة في الحديث مع الدكتور داخل اللجنة، والأفضل هو اختيار طريقة هادئة وبسيطة. على عكس المناقشات التي ذكرنا مثالًا عليها في السطور الماضية.

لكن لا يعني ذلك أن الطريقة الهادئة هي الطريقة المملة، بل إنك سوف تعتمد على نبرة صوتك أيضًا في التأثير على الدكتور وجذب انتباهه لك ولحديثك.

إذًا فالأمر بأكمله هنا يعتمد على نوعية الاختبار الشفوي الذي تؤديه، وبناءً على ذلك يمكنك اختيار الطريقة المناسبة، ولا تنسى عنصر السرعة الذي تحدثنا عنه، لأنه يملك جزءًا من التأثير بالطبع.

طريقة الإجابة

طريقة الإلقاء تعتمد في الأساس على وجود إجابة قوية على الأسئلة المطروحة عليك، وبالتالي فلو سألك الممتحن سؤالًا، وبدأت في استخدام طريقتك، لكن مع عدم وجود الإجابة، فإن كل ذلك لن يفيدك.

وبالتالي عليك أن تملك القدرة على الإجابة على أسئلة الممتحن بصورة سهلة وبسيطة. تأكد من فهمك للسؤال جيدًا، واطلب إيضاحه في حالة لم يصل إليك، حتى تجيب بشكل صحيح على السؤال، دون الوقوع في فخ الفهم الخاطيء للأسئلة، ما قد يؤدي إلى فشل الاختبار الشفوي من الأساس.

كن ذكيًا في إجابتك واختيار كلماتك، وركّز مع الأسئلة التي تُطرح عليك، فأحيانًا يختار الممتحن سؤالًا لتجيب عليه، يشبه سؤالًا طرحه في وقتٍ سابق. هنا يمكنك أن تربط بين الإجابتين، فيعرف أنك منتبه له وللأسئلة المطروحة في الاختبار.

لا مشكلة مع الخطأ

يشعر البعض أحيانًا أن مجرد وقوعه في خطأ معين أثناء الاختبار الشفوي يعني النهاية، وهي نظرية خاطئة جدًا. فالخطأ هو شيء محتمل الحدوث مع الجميع، لا سيما مع صعوبة الامتحان، أو الشعور بالقلق والتوتر.

فإذا تعاملت مع الخطأ على أنه نهاية الاختبار، فإنك بذلك قد تكتب نهاية اختبارك بالفعل، وقد تعجز عن الإجابة على أي سؤال بعد ذلك. في حين أنك لو تمكنت من تجاوز الخطأ، ثم التركيز في الأسئلة التالية، فإن إجاباتك في المجمل قد تجعل الممتحن يغفر لك الخطأ الذي وقعت به في الاختبار.

أعرف بالطبع أنك تريد الحصول على أفضل درجة في الاختبار الشفوي من خلال الإجابة على جميع الأسئلة التي تطرح عليك، لكننا هنا نتحدث عن موقف معين، وهو أنك وجدت نفسك في حالة خطأ، فلا يجب أن تضيّع كل مجهودك بالوقوف عند هذا الخطأ.

تجنب التأليف

من الأشياء الأخرى الهامة، والتي قد تكون من أهم الأشياء في الاختبار الشفوي بالنسبة لبعض الممتحنين، هي أن يتجنب الشخص التأليف في الإجابة. فيجب عليك أن تعرف بأن من يمتحنك يعرف أغلب الإجابات، ومحاولتك التأليف قد تؤدي بك إلى مشكلة كبيرة، لا سيما في حالة الاختبار الشفوي حيث الممتحن موجود معك، وسوف يسألك أسئلة أخرى بناءً على إجابتك، لأنه يعرف الإجابات الصحيحة بالتأكيد، ويدرك جيدًا أنك تقوم بالتأليف.

سبق لي الحديث مع شخص ممن يعملون في مجال التدريس، وأخبرني أن الطالب الذي يقوم بالتأليف في الإجابة يحصل على درجات قليلة جدًا، لأنه يقوم بفعل خاطيء هنا.

لذلك في حالة كنت تشعر بأن هناك سؤال في الاختبار الشفوي لا يمكنك الإجابة عليه، يمكنك بكل بساطة أن تقول بأنك لا تعرف الإجابة على السؤال. لأن هذا الأمر وإن كان سيتسبب في نقصان درجاتك، لكنه على الأقل سوف يمنحك فرصًا أخرى للإجابة على الأسئلة التالية.

الاختبار الشفوي من أنواع الاختبارات التي يعاني منها الكثير، لكنها تحتاج منّا إلى التحضير الجيد دائمًا، وأن نلتزم بما ذُكر هنا في المقال، حتى نضمن نجاحنا في تحقيق أعلى الدرجات من الاختبار.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

اثنا عشر − خمسة =