تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » الإلقاء المسرحي : كيف تجيد الإلقاء على خشبات المسرح ؟

الإلقاء المسرحي : كيف تجيد الإلقاء على خشبات المسرح ؟

يُعد فن الإلقاء المسرحي من الفنون القديمة التي يشترك فيها الفن المسرحي مع فن الخطابة، وقد تضاف الموسيقى أيضًا كعنصر مساعد، تعرف على طرق إجادة الإلقاء.

الإلقاء المسرحي

الإلقاء المسرحي هو قدرة الممثل على الأداء على المسرح وأمام الجمهور ونجاحه في إيصال الغرض الرئيسي من المسرحية، يحتاج فن الإلقاء المسرحي إلى شخص ذو إمكانيات كبيرة في الخطابة، وقدرة على مواجهة الجمهور أيضًا، نتعرف في السطور التالية على أساسيات فن الإلقاء المسرحي .

الإلقاء المسرحي من الألف إلى الياء

أنواع الإلقاء المسرحي

يعد المسرح من أهم وأقدم الفنون المسرحية في التراث العربي؛ حيث اشتهر العرب بتقديم مسرحيات عدة خاصة أمام الملوك والوفود الهامة ومن هنا نشأ للإلقاء المسرحي ثلاثة أنواع لازال يعمل بها حتى يومنا هذا.

الإلقاء الخطابي

يرتبط أسلوب الإلقاء المسرحي الخطابي بالمسرحيات التي تكتب نصوصها باللغة العربية الفصحى حيث يجب أن يتحلى الممثلون على خشبة المسرح أثناء أداءهم لفصول المسرحية بالفصاحة اللغوية والقدرة على النطق السليم واستعمال كافة القواعد النحوية بشكل سليم. ويعد فن الإلقاء المسرحي الخطابي أقدم فنون الإلقاء على المسرح وذلك بسبب ارتباطه باللغة العربية الفصحى فقد كان هو المنهج المتبع في المسرحيات العربية القديمة التي تشكل التراث الأدبي العربي، فاشتهر فن الإلقاء الخطابي في العصور القديمة خاصة في المواسم الاحتفالية والأسواق العربية ومبارزات الشعر.

الإلقاء الشعري

يحتاج الإلقاء الشعري إلى مهارة خاصة سواء على مستوى الكتابة أو حتى على مستوى الإلقاء المسرحي؛ حيث يجب أن يجمع أسلوب الكتابة ما بين قواعد الشعر وضبط الجملة الشعرية من حيث الوزن والقافية وفي نفس الوقت المحافظة على جمال الحوار ومضمونه وتواجد قدر لا بأس به من الإثارة والتشويق بحيث يبقي الجمهور متمسكاً بمشاهدة المسرحية حتى نهايتها ليس فقط من أجل الاستمتاع بالشعر ولكن في نفس الوقت من أجل متابعة ما ستؤول إليه الأحداث.

الإلقاء التمثيلي

وهو نوع الإلقاء المسرحي الذي يتواجد الآن في أغلب المسرحيات إن لم يكن جميعها، فهو لا يتقيد بشرط معين سوى بالحديث ضمن محور الأحداث التي تتناولها المسرحية ولا يشترط فيه التحدث باللغة العربية الفصحى بل يمكن أن يكتب بالعامية الدراجة كذلك دون الالتزام بأي من قواعد اللغة النحوية؛ ولذلك يعد أسلوب الإلقاء المسرحي التمثيلي خالياً من أي قواعد خلال كتابة الحوار سوى المحافظة على أسلوب شيق يجذب المشاهد لذلك يكون اعتماده في الأغلب على أداء الممثل وتعبيره عن الجمل التي يقولها من خلال الإيحاءات والحركات على المسرح لإيصال المعنى المراد.

خطوات الإلقاء المسرحي

قد يختلط الأمر على البعض في بادئ الأمر فيظنون أنفسهم مؤهلين بالدرجة الكافية ليعملوا كممثلين على المسرح أو على الأحرى يظنون أن ذلك هو طموحهم الذي يجب أن يسعوا خلفه لتحقيقه، ولكن في البداية يجب أن تسأل نفسك سؤالاً هاماً للغاية: هل تطمح حقاً للتمثيل كفن بحد ذاته أم أن كل ما يستهويك في الأمر هو الشهرة وسماع أصوات تصفيق الجماهير لك تعبيراً منهم عن إعجابهم بأدائك؟ إن كانت الإجابة هي الثانية فيجب عليك أن تتوقف عن محاولة التمثيل أما إن كنت ترغب بحق في أن تقف على المسرح فإليك بعض الخطوات التي تساعدك على اكتساب مهارات الإلقاء المسرحي.

الراحة التامة

على الرغم من كافة الضغوطات التي قد يمر بها الممثل سواء خلال فترة البحث عن فرصة للعمل أو حتى عند الاستعداد لأداء دوره على المسرح لكن يجب عليه أن يتعلم جيداً كيفية الراحة والتي لا يقصد بها هنا النوم أو الجلوس دون نشاط ولكن يراد بمفهوم الراحة هو عضلات الوجه والجسم وكذلك الصوت لأنه إن مرت العضلات بمجهود شاق سواء أكان جسدياً أو حتى نفسياً فإن ذلك سيؤثر سلباً على أداء الممثل على المسرح فيجعل من أدائه سيئاً وغير جذاباً بالمرة كما أن إجهاد الصوت قبل الإلقاء المسرحي يصيب الجسد بآلام الحلق والتي تضعف الصوت وتجعله غير واضح وغير مسموع بالشكل الجيد.

تجنب التحديق في الحضور

من المبادئ الرئيسية في الإلقاء المسرحي هو أن يبدو الكلام صادراً بتلقائية بحتة وموجهاً من ممثل إما لممثل آخر أو لمجموعة من الممثلين أو حتى لنفسه، لكن ومهما اختلفت الظروف فلا يجب أن يشعر الحضور أنهم جزء من العرض أو أن الحوار موجه لهم بل على العكس يجب أن ينشغل الممثلون مع بعضهم البعض في الاندماج داخل إطار المسرحية بحيث يتكون انطباع لدى الجمهور الحاضر بأن الأحداث ستتابع وتصل للنهاية سواء أكان هناك جمهور يتابعها أم لا؛ وعلى هذا الأساس يجب على الممثل أثناء الإلقاء المسرحي أن يوجه بصره إما ناحية الممثل الآخر الذي يخاطبه أو حتى تجاه شيء مادي مجرد إن لم يتواجد ممثلون معه على المسرح.

التقمص الكامل للشخصية

يعد ذلك الجزء على الأصعب على الإطلاق خلال الإلقاء المسرحي حيث يجب على الممثل أن ينسى حقيقته تماماً أو أنه يقف على ذلك المسرح لأداء مجرد دور يتقاضى عليه أجراً مالياً في النهاية، بل يجب على الممثل أن يتقمص الشخصية بكافة تفاصيلها ويتعايش معها حتى يصدق بأنه هو تلك الشخصية وليس أي شيء آخر. ويعد التقمص هو روح التمثيل وجوهره فبدونه يتحول التمثيل إلى مجرد جمل حوارية وحركات مصطنعة يلقيها الممثل دون أدنى إحساس بها لكن مع تقمصه للشخصية ستصدر كافة التعبيرات منه بتلقائية شديدة صادقة.

وضوح الصوت والتعبيرات

على المسرح يختلف الأمر بشكل كبير عما هو أمام كاميرا تصوير حيث أن الكاميرا ستسلط على الوجه بشكل أكبر لتلقط كافة الإيحاءات التي تصدر منه كما سيتواجد مكبر صوت خصيصاً لتوضيح الجمل الحوارية وحتى إن لم تصدر واضحة بالقدر الكافي يمكن تعديل شدة الصوت خلال ما يعرف بمرحلة المونتاج، أما في الإلقاء المسرحي فبالرغم من تواجد مكبرات صوت تعلق لكل ممثل إلا أنها لا تقوم بإيصال الصوت بالدرجة المطلوبة؛ لذا يجب على ممثل المسرح أن يتحدث بصوت مرتفع عن العادة وبمخارج ألفاظ وحروف سليمة وواضحة ويتذكر دائماً أن هناك أشخاص يجلسون في نهاية المسرح عند الصفوف الأخيرة ويجب أن يصلهم كل ما يقال.

يمكن التدريب في المنزل بشكل مستمر على مخارج الحروف ووضوح الصوت عبر استخدام مسجل للصوت حديث ووضعه على مسافة معينة ثم التحدث بعبارات مختلفة تكون الكلمات المكونة لها متشابهة في الحروف وعدد المقاطع ثم تسجيلها وسماعها لتعرف ما إن كانت تصدر منك واضحة بالدرجة الكافية أم لا، ثم تكرار نفس المحاولة مرات عديدة حتى تتقن الجملة بالشكل المطلوب ثم تقوم بنفس التجربة ولكن مع وضع مسجل الصوت على مسافة أكبر من المرة الأولى وإعادة المحاولة، والغرض من تلك التجربة هو التدريب على إصدار الصوت بوضوح وبارتفاع مناسب لكن في نفس الوقت لا يصل لدرجة الصوت المزعج لمن يسمعه أو الضوضاء.

الاهتمام بدقة التفاصيل

إذا أخذنا العمل المسرحي على أنه مجرد فصول تحكي حكاية أو رواية ما من خلال جمل حوارية سيحفظها الممثلون ويقومون بإلقائها على مسامع الجمهور وحسب فهذا سيفقد العمل قيمته الفنية وكذلك مصداقيته لدى من يشاهده، لكن مع الاهتمام بكافة التفاصيل مهما بلغ حجمها سيضفي ذلك على العمل لمسة جمالية ساحرة فعلى سبيل المثال عندما يتحدث ممثل بجمل حوارية من المفترض أنها سيئة وتسبب الضيق لمن يسمعها يجب على باقي الممثلين الذين يقفون معه على المسرح أن تظهر ملامح الضيق والبغض لما يقول على وجوههم وتؤثر تلك الملامح على ردود أفعالهم مما يجعل المتفرج يشعر بأن العمل هو جزء فعلاً من الحياة الواقعية.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.