تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » تفاعل اجتماعي » الإلقاء المؤثر : كيف تتغلب على معوقات الإلقاء أمام الجمهور ؟

الإلقاء المؤثر : كيف تتغلب على معوقات الإلقاء أمام الجمهور ؟

من أهم قواعد الخطابة الإلقاء المؤثر ، فالإلقاء الجيد يحدد مدى استجابة الطرف الآخر، ومدى اقتناعه بما تقول، في السطور القادمة نتعرف على قواعد الإلقاء المؤثر .

الإلقاء المؤثر

الإلقاء المؤثر هو أول طريقك للتواصل الإنساني بشكل سليم، وهو أول تواصل عرفته الحضارات وعرفه الإنسان القديم وسار على دربه الإنسان المعاصر، ففهم عملية الإلقاء المؤثر وكيفية التغلب على معوقات الإلقاء أمر هام لأي شخص يرغب في التواصل مع الآخرين وإحداث تأثير في أنفسهم بكلماته، فنحن نعرف الكثيرون يتحدثون لأيام طوال ويلقون الخطب ولا يتأثر أحد بكلمة من خطبهم، وآخرون يقتصدون في ظهورهم، ورغم ذلك فإنهم يؤثرهم بقدرتهم على الإلقاء، وبكل تأكيد فإن هذا بعود لتعلمهم مهارة الإلقاء المؤثر.

أهم قواعد الإلقاء المؤثر

اعرف نفسك وجمهورك

لابد لكي تمتلك مهارة التأثير في الآخرين أن تعرف نفسك أولا، هل لديك استعداد فطري للتحدث بطلاقة، هل تمارس الخطابة والإلقاء وتحرص على التمرين عليها، هل تتمتع بحضور فطري ؟، كما أن عليك أن تعرف جمهورك وتتعرف صفاتهم لكي تتوجه إليهم بما يناسبهم من أساليب ومداخل عقلية وعاطفية.

سمات المتحدث الجيد

هناك ثلاث صفات لا غنى عنها للمتحدث المؤثر تبدأ بالتشريح الخلقي لصوتيات الشخص، فيجب أن يعرف كيف يتحكم بنبرة صوته وفقا للحدث، كما أنه يفضل أن يمتلك المتحدث صوتا سلسا ليس بالرفيع ولا الغليظ لكي يتحقق الإلقاء المؤثر، والصفة الثانية هي شخص المتحدث نفسه فعليه أن يمتلك حضورا قويا وثقة بالنفس وقدرة على جذب الجماهير، أما الصفة الثالثة فهي تتعلق بالثقافة وسعة الإطلاع فلن يؤثر المرء في الآخرين إلا إذا كانت لديه إجابة عن كل سؤال يتعلق بمجاله الذي يتحدث فيه، كما أنه على المتحدث أن يتأكد قبل الإلقاء من سلامة البناء اللغوي والنحوي والأسلوبي لخطابه، وأن يدرس النص الذي بين يديه فهما وتحليلا، فكرا ومعنى، ويجب عليه أن يقرأ النص قبل إلقائه بصوت مرتفع، وأن يقف على الوقفات، ويهتم بأماكن السرعة والبطء ومواطن ارتفاع النبرات، وانخفاضها،واعلم أن الإلقاء ليس موهبة فقط، ولا هو اكتساب فقط،وهو مزيج بين الاثنين فلابد من امتلاك بعض السمات الشخصية، إلى جانب عملية التدريب والتنمية، لأن اللغة ومَلَكة الإلقاء تصقل بالتدريب، وتندثر الإهمال والصمت.

أنواع الإلقاء المؤثر

ينقسم الإلقاء المؤثر إلى أنواع عدة منها الإلقاء الوعظي الذي يهتم بالتأثير العاطفي والنفسي على الجماهير ويجنح أيضا إلى التأثير العقلي، والإلقاء السياسي وهو الذي يركز على سياسة الدولة تقريرا أو نقدا،، وهناك الإلقاء عبر الحفلات والمناسبات، والإلقاء القضائي والعسكري، ولكل نوع من هذه الأنواع نبرات في الصوت، وطريقة يتحقق من خلالها الإلقاء المؤثر.

لماذا يصاب المتكلم أمام الجماهير بالخوف؟

ولكي نعالج معوقات الإلقاء ونتغلب عليها علينا أن نعرف أسباب إصابة المتكلم أمام الجمهور بالخوف، فالخوف والتوتر في الثواني الأولى من الإلقاء أمام جمهور أو بمجرد إمساكك بالميكروفون سببه ما يفرزه الجسم من أدرينالين وهو الذي يفرز عند موقف مخيف أو مفاجئ فيعطي طاقة وحيوية لبذل جهد أكبر لمواجهة الخطر أو الأشياء المفاجئة، وهذا ما نلاحظ حدوثه أثناء عملية الإلقاء أمام الجمهور، فتزداد سرعة ضربات القلب وتشعر برعشة وتعرق وربما شعرت بعدم القدرة على الوقوف كذلك، وهذا يحدث إذا لم توظف مخاوفك بشكل إيجابي واستسلمت لها ولكن حال توظيف المخاوف فإنك تقوم بإعطاء العقل إشارة إيجابية فتتمكن من تفعيل لغة البدن ونقل مشاعر المتكلم، وعليك أن تعرف أن الخوف من مواجهة الجمهور يأتي في المقدمة الأولى قبل الخوف من الموت لدى الكثيرين، وربما يرجع ذلك لعدة أسباب أهمها، الخوف من الفشل أو عدم إجادة الحديث أو الخوف من الحضور لأن المتحدث ينظر للحضور كسلطة تصدر حكما.

كيف تتغلب على معوقات الإلقاء؟

أول ما يعيقنا عن الإلقاء بشكل جيد هو الخوف كما بيَنا لذلك علينا أن نقضي على الخوف كبداية يتحقق من خلالها الإلقاء المؤثر ولكي تتغلب على مخاوفك عليك أن تبدو رائعاً أن تتصرف بثقة تاما، ردد في نفسك أنه لاشيء يخيف، وأعد نفسك بشكل جيد فهذا يزيد ثقتك بنفسك وأدائك، اعلم أن الخوف أمر طبيعي وأنه سينتهي بمجرد أن تبدأ في الحديث، استعن بملاحظات مكتوبة تعينك إن نسيت،و حدد أهم الأفكار الرئيسية في رأسك، ولا تنسَ أن تعتني بمظهرك العام لمزيد من الثقة.

الأمر الثاني الذي يعيق عملية الإلقاء المؤثر، هو التوتر والارتباك العصبي وهو ردة فعل طبيعية لأي عاطفة ما، ولكن عليك ألا تحمل نفسك فوق طاقتها فإن وجدت نفسك تتلعثم في كلمة أو اثنين فلا تعد الأمر مشكلة وأكمل حديثك وبكل يقين فلن يتذكر أحد أنك تلعثمت في كلمتين، وإذا نسيت جملة في حديثك فكرر آخر جملة قلتها فإن لم تتذكر فتذكر أن تلخص ما قلته سريعا حتى تذكر ما نسيته.

أخطاء عليك تجنبها

لكي تنجح عملية الإلقاء المؤثر عليك أن تتجنب بعض الأخطاء التي يقع فيها المتحدثين:

  • عدم وضوح الهدف من العرض المقدم، وهي نقطة عليك تجنبها بشكل كامل لأنها تفسد العرض بأكمله وتفسد كل انتباه الجمهور وتجعلهم ينصرفون عنك.
  • سوء التخطيط والتنظيم، والذي يجعل الجمهور يصاب بحالة من التيه ولا يستطيع المتابعة معك.
  • الإطالة وعدم الاختصار في إعداد المعلومات، فإن هذا الخطأ يصيب الجمهور بالملل.
  • الإلقاء بفتور، لابد أن يرى الجمهور حماسك للعرض لكي يتفاعل معك فإن شعر بفتورك فَتُرَ.
  • عدم استخدام لغة الجسد والتواصل بالعينين، استخدام لغة الجسد من أهم مقومات نجاح الإلقاء المؤثر، وعد استخدامها يؤثر سلبا على الإلقاء.
  • عدم وجود قصص أو أمثلة أو حالات واقعية، أيضا من أسباب انصراف الجمهور عن المتحدث لأن الأمثلة أكثر جذبا من الموضوع المصمت الساكن.
  • مظهر وملابس غير مناسبة، وهذا الأمر يفقدك ثقتك بنفسك ويؤثر سلبا على عملية الإلقاء.

أساليب الإلقاء

يمكننا تقسيم عملية الإلقاء من حيث طريقة الإلقاء إلى ثلاثة أنواع، أولها النص المقروء، ويقصد به تحضير النص أو الخطبة وكتابتها كاملة، ثم يقرأها على الجمهور قراءة مباشرة، وهذا النوع من الإلقاء يصيب المدعوين بالملل، وينقطع الاتصال الحي بين المتحدث وجمهوره، والأفضل من ذلك في هذا النوع هو أن يبقي النص الكامل أمام عينيه على أن يخرج منه بين الحين والآخر ليقطع الملل ويربط قنوات الاتصال مع جمهوره.

أما النوع الثاني فهو الارتجال ويعتمد فيه المتحدث على الإلقاء ارتجالا، وهناك نوعين من الارتجال، الارتجال المباشر وهو الذي يتكلم فيه المتحدث حول أي موضوعه يطلبه الجمهور دون التحضير له، وهذا النوع يحتاج شخصية قوية وذات ثقة عالية بالنفس ولديها درجة عالية من الثقافة وسعة الاطلاع، والنوع الثاني هو الارتجال غير المباشر وهذا يعتمد فيه المتحدث على تحضير الخطبة أو الموضوع ودراسته وفهمه ثم إلقائه على المدعوين بأسلوبه الخاص إما عن طريق الاستعانة بوريقات بها بعض الملحوظات أو بدون هذه الوريقات ودون الاستعانة بأي شيء للتذكر وهذا الأخير به نوع من المخاطرة.
والنوع الثالث والأخير وهو النص المحفوظ وفيه يقوم المتحدث بكتابة الخطبة كاملة وحفظها عن ظهر قلب وإلقاءها على الجمهور دون ورقة ودون تدخل منه، وهذه الطريقة تفتقد عنصر الحركة وتتسم بالجمود، والأداء الميكانيكي.

غدير أحمد

حاصلة على بكالريوس إعلام، جامعة القاهرة، قسم الصحافة.

أضف تعليق

10 + 17 =