تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإسهال عند الأطفال : كيف يمكن علاجه ؟ وما هي طرق الوقاية منه ؟

الإسهال عند الأطفال : كيف يمكن علاجه ؟ وما هي طرق الوقاية منه ؟

الإسهال أحد الأمراض المزعجة جدًا، وعند الأطفال يصبح أكثر إزعاجًا إلى حد كبير جدًا، في هذه السطور نتعرف معًا على طرق علاج مشكلة الإسهال عند الأطفال ..

الإسهال عند الأطفال

مشكلة الإسهال عند الأطفال ليست بالسهولة التي هي عليها عند الكبار، فالإحصائيات العالمية تشير إلى أن الإسهال عند الأطفال هو السبب الأول على مستوى العالم في معدلات وفياتهم.

طرق علاج مشكلة الإسهال عند الأطفال

أسباب الإسهال عند الأطفال

الرضاعة: يعد السبب الرئيسي في حدوث الإسهال عند الأطفال هو توقف الأمهات عن إرضاعهم الرضاعة الطبيعية؛ حيث يحتوي لبن الأم على كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل في الستة أشهر الأولى والتي تعد مهلة كافية لنمو وتطور القناة الهضمية للطفل وزيادة قدرتها على تحمل أية مكونات غذائية أخرى وعلى رأسها اللبن الصناعي، وكذلك احتواء لبن الأم على الأجسام المناعية المضادة التي تحمي الجهاز الهضمي للطفل من تكاثر البكتيريا والطفيليات بداخله.

إهمال النظافة: وتشمل نظافة جسد الطفل أو نظافة ملابسه ونظافة الأدوات التي يستعملها خاصة التي يقوم بإدخالها في فمه وكذلك- وهي الأكثر أهمية- حرص الأم على تنظيف ثديها بعناية قبل إرضاع الطفل. فالأمهات اللواتي لا يحافظن على نظافة أبنائهن يجعلن منهم عرضة لحدوث الإسهال عند الأطفال.

استخدام اللبن المجفف: من الأسباب الشائعة وخاصة في الآونة الأخيرة والذي يؤدي لحدوث الإسهال عند الأطفال هو الاعتماد بشكل أساسي على اللبن المجفف والذي قد يسبب تلوث القناة الهضمية للطفل إذا لم تتم إذابته في الماء جيداً فيسبب ذلك تراكم بودرة اللبن داخل الجسم أو تم استخدام ماء غير معقم لإذابة اللبن مما جعل منه ملوثاً خطيراً للطفل.

الإكثار من العصائر: فقد يندفع الأب والأم بسبب سعادتهما الشديدة بنمو الطفل وقدرته على شرب العصائر المختلفة وعدم اعتماده فقط على اللبن إلى الإكثار من تلك العصائر ظناً منهما أن ذلك يساعد على تقوية وبناء جسم الطفل ونموه بشكل صحي، إلا أنه على العكس تماماً فإذا ازداد الاعتماد على عصائر الفاكهة بشكل أكثر من المطلوب فهذا يقلل من كفاءة الأمعاء على الهضم كما يؤدي لزيادة نسبة السوائل في البراز وهو ما يحدث الإسهال عند الأطفال بشكل ملحوظ.

أضرار حدوث الإسهال عند الأطفال على صحة أجسادهم

يتسبب الإسهال عند الأطفال في حدوث أضرار عديدة تلحق بصحتهم حيث أنه ونتيجة لزيادة كمية البراز تفتقد الأمعاء للفترة التي تكفيها لإعادة امتصاص الماء والأملاح التي يحتاجها جسد الطفل فتفقد من الجسم بشكل كبير مع البراز؛ مما يعرض الطفل لنقص حاد في الماء قد يؤدي لحدوث حالة جفاف عامة وكذلك نقص في نسبة المعادن الهامة لنمو الجسم واكتمال عملياته ووظائفه الحيوية كالكلسيوم والبوتاسيوم وأيضاً الفيتامينات الهامة كفيتامين أ و ب وغيرهما.

ومع الكبار عمراً قد لا يشكل ذلك خطراً كبيراً بسبب اكتمال نمو الجسم وقدرته على مواجهة مثل تلك الظروف بطرق شتى، ولكن ليس هو الحال مع الأطفال فالطفل يحتاج لانضباط في نسب المعادن والعناصر الغذائية داخل جسمه بالنحو الذي يضمن له معدلاً مناسباً من النمو.

طرق الوقاية من الإسهال عند الأطفال

تنبع الطرق الممكن استخدامها في المنزل لعلاج الإسهال عند الأطفال أو الوقاية منه من الأسباب التي قد تؤدي إليه، فيجب على كل أب وأم إتباع النصائح التالية قدر الإمكان.

الحلمات الاصطناعية

تتوافر تلك الحلمات بأشكال ومسميات عدة في محلات بيع مستلزمات الأطفال، وللأسف الشديد يقبل الكثيرون على شرائها حيث يتم استعمالها لإلهاء الطفل عن البكاء حيث توضع في الفم فيتعامل معها الطفل على أنها مصدر الرضاعة. تلك الحلمات قد تحمل الكثير من الملوثات نتيجة تعرضها للهواء الجوي أو ملامستها لسطح ملوث وبالتالي تنتقل البكتيريا لفم الطفل ثم لمعدته وتسبب حدوث عدوى الجهاز الهضمي الأمر الذي يصيب الطفل بالإسهال.

الاعتماد الكلي على لبن الأم

فعلى الرغم من أن بعض الأطفال قد تستلزم حالتهم الصحية الحاجة لإضافات بجانب الرضاعة كإضافة عنصر الحديد مثلاً، إلا أنه لا غنى عن الرضاعة الطبيعية والتي توفر للطفل كافة العناصر الغذائية التي يحتاجها وبالمقدار المناسب لعمره كما تحتوي على أجسام مناعية مضادة لانتشار البكتيريا والفيروسات به حتى يصل جهازه المناعي للنمو الكافي ليقوم هو بتلك الوظيفة عوضاً عنها.

تجنب الفطام المبكر

من أحد أهم الأسباب المؤدية لحدوث الإسهال عند الأطفال هو قيام الأم بفطام طفلها في سن مبكرة نتيجة لعدم علمها بمدى خطورة ذلك على صحته؛ لذا تجنبي بدء الفطام للطفل قبل سن 6 أشهر على الأقل تجنباً لحدوث الإسهال عند الأطفال.

الانتباه لحركة الطفل

كثيراً ما تصاحب حالات الإسهال عند الأطفال وصول الطفل لمرحلة عمرية يبدأ فيها بالحركة وحده سواء عن طريق الحبو أو المشي؛ فتتصف تلك المرحلة من عمر الطفل بزيادة فضوله ورغبته في استكشاف البيئة المحيطة له، وأي احتكاك قد يتعرض له الطفل بالأسطح الملوثة بالجراثيم أو الأتربة قد يجعل منه بيئة ملائمة جداً لحدوث الإسهال عند الأطفال؛ لذا انتبهي جيداً لحركة الطفل واحرصي على عدم إدخاله لأصابعه داخل فمه بعد تلامسها مع أدوات أو أسطح خارجية إلا قبل غسلها أولاً.

الاهتمام بالنظافة

فكما تم شرحه من قبل، فنظافة الطفل من حيث الاستحمام الدوري وتغيير حافظاته باستمرار وكذلك اهتمام الأم بنظافتها الشخصية خصوصاً أثناء فترة الرضاعة ونظافة المنزل والبيئة المحيطة بالطفل ونظافة الأدوات التي يستعملها كلها أمور تساهم بشكل فعال في تقليل خطر الإصابة بمرض الإسهال عند الأطفال.

تجنب استخدام اللبن الحيواني

فأساس عملية الرضاعة هو لبن الأم وفي حالات خاصة قد تمتنع الأم عن الرضاعة لأسباب عديدة كنقص إفراز اللبن أو إصابتها بمرض معد وعندها نضطر للجوء للبن الصناعي محل بديل بالطبع بعد استشارة الطبيب حتى يقترح اللبن الأمثل للطفل، وفي جميع الأحوال لا يجوز إعطاء الطفل لبن حيواني للشرب مهما كانت درجة تعقيمه تجنباً لحدوث الإسهال عند الأطفال.

طرق علاج الإسهال عند الأطفال

يمكن معالجة الإسهال عند الأطفال بعدة محاور أهمها:

  • السوائل: ففي حالات الإسهال عند الأطفال يصاب الطفل بنقص في نسبة الماء بجسمه مما يعرضه لأخطار جسيمة؛ لذلك يجب إعطاء الطفل كميات إضافية من السوائل والتي تشمل اللبن إذا كان في فترة الرضاعة أو الماء والعصائر المختلفة ولكن من دون الإكثار منها حتى لا تضر بالجهاز الهضمي للطفل.
  • استخدام المحاليل الفموية: وهي الأكثر استخداماً على وجه الأرض لعلاج مشاكل الإسهال عند الأطفال حيث يتكون ذلك المحلول من ماء معقم وأملاح مختلفة وكذلك سكر الجلوكوز، فهو المسئول عن إمداد الطفل بالعناصر التي قد يفقدها جسمه في حالات الإسهال. ويعد المحلول الفموي السبب الأهم في تقليل معدلات الوفيات بسبب الإسهال عند الأطفال بشكل كبير.
  • التغذية الجيدة: بالإكثار من الرضاعة عن المعتاد في حالة حدوث الإسهال عند الأطفال أو استخدام الأطعمة اللينة وغير الصلبة إذا كان الطفل قد تجاوز مرحلة الرضاعة.

متى نلجأ للطبيب في حالات الإسهال عند الأطفال؟

يمكن للأبوين علاج الإسهال عند الأطفال في المنزل وبطرق بسيطة كما تم شرحه من قبل، ولكن هناك بعض العلامات التي تدق ناقوس الخطر حيث يجب حين ملاحظتها اللجوء للاستشارة الطبية لعلاج تلك المشكلة ألا وهي:

  • إذا كان عمر الطفل أقل من 3 سنوات أو كان وزنه أقل من 8 كجم.
  • تكرار حدوث الإسهال عند الأطفال عدة مرات أو مصاحبته لمرض آخر.
  • ارتفاع درجة حرارة الطفل.
  • حدوث قيء بجوار الإسهال عند الأطفال.
  • وجود دم واضح الرؤية داخل البراز.
  • علامات جفاف الجسم كالجلد الجاف أو انغماس العينين للداخل أو نقص حاد في كمية البول التي يدرها الطفل عن المعتاد.
  • فشل كل المحاولات المنزلية في علاج الإسهال عند الأطفال.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

تسعة − أربعة =