تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » كيف تأكل أكثر في وقت أقل ببعض حيل الأكل المستعجل ؟

كيف تأكل أكثر في وقت أقل ببعض حيل الأكل المستعجل ؟

الأكل المستعجل أصبح الآن ضرورة، خاصةً مع تزايد المهام والأشغال، فلم يعد الناس يملكون الوقت لصنع الطعام أو حتى أكله، وإنما يبحثون دائمًا عن طريقة سريعة.

الأكل المستعجل

يُعتبر الأكل المستعجل واحدة من أهم المُستجدات التي طرأت على العالم في الآونة الأخيرة، خاصةً لأولئك الذين ينشغلون بالكثير من المهم اليومية، وبالكاد يجدون الوقت من أجل إنجازها أو حتى إنجاز بعضها، وهؤلاء بالطبع لا يُريدون تضييع ساعة أو ساعتين من عمرهما في صنع الأكل وتناوله، لذلك يحرصون دائمًا على اللجوء إلى الأكل السريع في الصنع والتناول، والحقيقة أن صناعة الأكل السريع، وتناوله بنفس السرعة، أصبحت أشبه بفن في الأيام الحالية، فبات الناس يبحثون عن طرق لتعلم هذا الأمر لاستغلاله أكبر استغلال ممكن، وبالطبع هم يدركون كم الوقت الكبير الذي سيُوفرونه حالة الاعتماد على ذلك النظام في الطعام، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على أبرز أنواع الأكل المستعجل وكيفية أكله بكميات كبيرة جدًا في وقت قصير للغاية.

ما هو الأكل المستعجل؟

الأكل المستعجل مُصطلح مزدوج، بمعنى أنه يُمكن أن يُطلق على أكثر من وصف يدور في أذهانكم الآن، فمثلًا الأكل الذي يتم صناعته بسرعة كبيرة وبمواد أقل وبتكاليف بسيطة يُمكن أن يُطلق عليه المستعجل، وذلك لأن العجلة ببساطة قد دخلت في كل تفصيله من تفاصيلها، ومن جهة أخرى، إذا تم صناعة أكل طبيعي في وقت طبيعي بتكاليف طبيعية لكن تم تناوله بصورة سريعة فإنه من الممكن جدًا أن يُطلق عليه اسم الأكل المستعجل أيضًا، أي أن المُصطلح يشمل العجلة في الصنع والعجلة في التناول كذلك.

لجوء الناس إلى الأكل المستعجل لم يحدث سوى في الفترات الأخيرة، حين شعروا أنهم يُسابقون الزمن من أجل إنجاز التكاليف المُطالبين بها في حياتهم، لكن قبل ذلك لم تكن العجلة موجودة بكل هذا القدر، بل بالعكس، كان الهدوء والتراخي سمة من السمات السائدة، والحقيقة أن الناس قديمًا كانوا ينظرون للحياة نظرة مُختلفة ولا يأخذونها على محمل الجد كما يفعل الناس الآن، والذين رأوا الكثير من الفوائد المُشجعة على اللجوء للأكل المستعجل.

فوائد الأكل المستعجل

في الحقيقة لا ينصح الإكثار من الأكل المستعجل إلا في أحلك الظروف، ففي النهاية الأكل مُتعة من المتع الكثيرة الموجودة في الحياة، وإذا لم نتمتع بتلك المتعة بالصورة الصحيحة فسوف نخسر واحدة من الأشياء الجميلة في حياتنا، عمومًا، هناك ظروف لا يحتاج فيها الأمر إلا للأكل المستعجل، ومن ضمن هذه الظروف بالتأكيد ضيق الوقت.

توفير الوقت

مما لا شك فيه أن الأكل المستعجل يُسهم في توفير الوقت بصورة كبيرة، والحقيقة أن الوقت سلاح ذو حدين، وإذا كنت تريد حقًا التعايش معه فإياك أن تعتبره سلاحًا، بل قل هو يجب استخدامها بالطريقة الصحيحة، وبالطبع تضييع الوقت ليست الطريقة المُثلى لاستخدامه، والحياة ليست كبيرة لكي نُعطي للطعام جزء ضخم منها، أجل الطعام يحتاج منا الاهتمام لأنه أمر يتعلق بالجسم واستمرارية الحياة من الأساس لكن في نفس الوقت لا يُنصح بجعل الأمور مُبالغة أكثر من اللازم، ولكل هذا ظهر الأكل المستعجل وأصبحت فوائده الأهم تلك التي تتمثل في توفير الوقت.

توفير الجهد

الوقت بالتأكيد لا يقل أهمية عن الجهد، فإذا كان الله قد منحنا طاقة وقوة فإنه من الواجب علينا استغلالها الاستغلال الأمثل، ولا يعني هذا بالطبع أن الطعام وتحضيره لا يستحقان الجهد، ولكن فقط نحن نقول إنهما لا يستحقان الجهد الكثير الكبير المُبالغ فيه، والحقيقة أنه الأكل السريع قد جاء ليُزيل ذلك الإشكال بتوفير وجبات سريعة لا تحتاج إلى جهد كبير أو وقت طويل، وبالتالي ينقضي كلا الأمرين المهمين معًا، وهما صناعة الطعام وتناوله وإفادة الجسم، وفي نفس الوقت توفير الجهد لشيء آخر أكثر أهمية من ذلك.

توفير المال

المال هو المعيار الرئيسي لهذه الحياة، فبكل أسف يتفاوت الناس حسب تفاوت كمية الأموال الموجودة في جيوبهم، وبالتالي فإن الأكل المستعجل كان لزامًا لكي يقضي على المشكلة الأزلية بحب الإنسان لنفسه، والتي تجعله يُنفق كل ما في جيبه على الأكل والطعام، وبالتالي فإنه يغفل أمور كثيرة أكثر أهمية من الغذاء البدني، وذلك مثل الغذاء الروحي مثلًا، ولحل هذه المشكلة ظهر الأكل المستعجل السريع الذي لا يحتاج إلى الكثير من التكاليف.

حيل الأكل المستعجل

الأكل المستعجل فن، لن يستطيع الجميع إتقانه بنفس الصورة والأداء، وإنما سيتفاوت الناس بالتأكيد في تنفيذهم للأمر وقدرتهم عليه، والحقيقة أنه مع أهمية الأكل المستعجل التي ذكرناها قبل قليل بات من الطبيعي السؤال على حيل يُمكن من خلالها مواكبة الأكل المستعجل وزهوته، ولنبدأ مثلًا بالاستخدام الصحيح للأيدي.

الاستخدام الصحيح للأيدي

الأيادي هي ما ستُحدد سرعتك وقدرتك على التعامل مع الأكل بشكل كبير، وتحديدًا استخدام الأيدي، فأي شخص في العالم يمتلك يدين ويستخدمهما في الأكل، لكن ليس الجميع يفعل ذلك بنفس السرعة والدقة، والحقيقة أن تعلم استخدام الأيدي في الأكل أمر بات ضروري، ولا نقصد هنا مجرد الأكل، وإنما الأكل السريع، وكم رأينا من قبل مجموعة من الأشخاص يجلسون في مكان واحد ويأكلون من طعام واحد ويبدؤون الأكل في وقت واحد ثم في النهاية نجد أن شخص منهم قد انتهى من الأكل سريعًا والآخرين لا يزالون كما هم، مع أنه في الأصل قد تناول كميات أكثر منهم، لكن الفارق بينه وبينهم أنه ببساطة يُجيد استخدام الأيدي.

ترتيب الأولويات

ترتيب الأولويات من أهم الأشياء التي قد تحتاجها أثناء تناولك الأكل المستعجل، أو تناولك الأقل الطبيعي لكن بصورة مستعجلة، فعندما تكون هناك الكثير من أصناف الطعام أمامك ولديك وقت قليل من الوقت يجب عليك في هذا الظرف أن تُفكر جيدًا وتضع في رأسك قائمة بالأولويات حسب حبك وكرهك للطعام أو تفضيلك لنوع عن الآخر، وذلك ببساطة لأن النوع الذي تُفضله هو الذي يجب عليك البدء به، بحيث إذا انتهى وقت الطعام تكون قد ظفرت بما تريد أولًا.

حيلة ترتيب الأولويات تكون واضحة أكثر في المناسبات، فمثلًا في الأفراح أو مناسبات تجمع العائلة نجد أنه من الصعب الجلوس والأكل بارتياح وكأنك في بيتك، لأن العرف يقول إنه في حالة انتهاء شخص من الحضور من طعامه وقيامه من على المائدة فإنه يضع البقية بصورة لا إرادية في موقف حرج، وهنا يجب عليهم أن ينتهوا سريعًا من طعامهم قبل أن تبدأ الأنظار في التركيز عليهم، في هذا الوقت تحديدًا ستعرف قيمة حيلة ترتيب الأولويات.

الأصناف القابلة للخلط

هناك بعض الأصناف التي تكون أمامك على الطاولة وتصلح لأن تختلط مع أصناف أخرى كي تُسهم في إنجاز عملية الأكل المستعجل التي هي مرادنا الأول والأخير من كل هذا الحديث، ونعني بهذه الحيلة أن صنف مثل الأرز مثلًا يقبل أن تضع عليه صنف البطاطس المطبوخة على سبيل المثال، ما المانع إذًا أن تخلط هذا بذاك لكي يخرج لنا في النهاية خليط أكثر سرعة ويُسهم بصورة إيجابية في توفير الوقت؟

خلط الأصناف في الواقع أشبه بعملية تقليص للأطباق، وبالتالي فإن الوقت الذي يأخذه الأكل سوف يتقلص كذلك، وبالمناسبة، هذا الأمر ليس خاطئ بالمرة، فكلا النوعين من النشويات ولا يُضر في شيء خلطهما، بل إن أغلب الأعراف والعادات القروية في الطعام تستخدم هذه الطريقة، وهنا يجب علينا التنويه بأنه لا يجوز استخدام هذه الخاصية في كل نوع من الطعام تراه أمامك، لأنه وببساطة شديدة لا تصلح كل الأنواع لذلك.

اللجوء للسندويتشات

السندويتشات واحدة من أشهر صور الأكل المستعجل وحيله، فكم من أشخاص أنقذتهم هذه الطريقة من مشاكل كثيرة، ولا تظنون أبدًا أننا نبالغ في الأمر، فهي على الأقل قد وفرت الوقت الذي كنت ستأخذه في الجلوس لتناول الطعام وجعلتك تأخذه وتتناوله في طريقك بصورة مهذبة، وبالطبع تعميم هذه الطريقة أصبح بصورة لا يمكن التغاضي عنها، فكل محل يبيع مأكولات حاليًا يمتلك خيار السندويتشات كخيار أول، فهي بالنسبة له أوفر في الوقت وأكثر ربحًا، وبالنسبة للمشتري أوفر في الوقت وأقل تكلفة، هذا يعني ببساطة أن كل الأطراف تحصل على غايتها من خلال هذه الحيلة السحرية.

بعض أصناف الأكل المستعجل

ذكرنا فيما مضى كل شيء يتعلق بالأكل المستعجل وحيله، لكننا في الحقيقة قد غفلنا ذكر شيء هام جدًا، وهو ذكر بعض أصناف الأكل المستعجل التي ينطبق عليها ما ذكرناه في السطور الماضية، والحقيقة أن الأكل المستعجل كثير جدًا من حيث الأنواع، كما أن تلك الأنواع تختلف من بلد إلى أخرى، فلكل مكان الأكل المستعجل الخاص به، لكننا سنحاول سويًا أشهر وأفضل الأنواع المعروفة على نطاق واسع، ولنبدأ مثلا بالبيتزا.

البيتزا، الأكلة الأولى عالميًا

تُعتبر البيتزا واحدة من أهم الأكلات المستعجلة على مستوى العالم، فهي في الأصل أكلة إيطالية عُرفت لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم تقديمها للجنود كطعام حرب فأصبحت بعدها تحظى بشهرة ومكانة عالية، حتى أنها قد تمكنت من اقتحام البيوت في المناطق القروية وأصبحت وكأنها طعام شرقي أصيل، وهو ما يعكس إعجاب الجميع بها على الرغم من أن عمرها لا يتجاوز القرن الواحد.

صنع البيتزا يختلف من بلد إلى أخرى، فبلا مبالغة تمتلك أكثر من ألف طريقة صنع، لكن العامل المشترك في كل هذه الطرق هو الدقيق والجبن والماء، فخلط هذه المواد بطريقةٍ ما يُعطيك طبقة عجين صالحة للدخول إلى الفرن، ثم بعد ذلك يُمكنك تشكيل المواد التي ستُضاف إلى البيتزا حسبما تُريد، والحقيقة أن التفنن في هذا الأمر موهبة يتمتع بها كل عاش لأسرع أكلة على مستوى العالم بأكمله، البيتزا.

المعكرونة، أكلة إيطالية أخرى

على ما يبدو أن إيطاليا أكثر الدول اهتمامًا بالأكل المستعجل السريع الذي لا يأخذ وقت في الأكل أو التجهيز، وعلى رأس هذه الأطعمة تأتي المعكرونةنة، ثاني أكثر طعام استخدامًا في العالم بعد الأرز، والحقيقة أن الميزة الكبرى للمعكرونة تكمن في أن لها أكثر من طريقة صنع وكل طريقة تمتاز بطعام مختلف عن الآخر، كما أن الجامع بين كل الأصناف أيضًا سرعة التحضير، فهي حرفيًا لا تأخذ أكثر من خمس دقائق، والواقع أن المعكرونة بالصلصة تُعد أكثر أنواع المعكرونة سرعة وجمالًا، ويتم تحضيرها من خلال سلقها وإضافة الملح الأسود والماء وبعض المواد الأخرى حسب الرغبة، ليخرج لنا في النهاية صنف جميل من مشتقات المعكرونة لا يؤكل في أكثر من خمس دقائق.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

سبعة عشر + ثمانية =