تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » الأطعمة الحارة : كيف تفيد الجسم ؟ وكيف تضره ؟

الأطعمة الحارة : كيف تفيد الجسم ؟ وكيف تضره ؟

الأطعمة الحارة أو الأطعمة الحريفة هي الأطعمة التي تحتوي على مواد حارقة مثل الشطة والفلفل، هنا نستعرض كلاً من المميزات والعيوب الصحية للأطعمة الحارة .

الأطعمة الحارة

يعشق الكثير من الناس الأطعمة الحارة بغض النظر عن آثارها النافعة أو الضارة لصحة الإنسان، وتوجد كثير من المأكولات التي اعتاد الناس على تناولها لاحتوائها على الطعم الحريف أو التوابل الحارة وأصبحت تلك عادة غذائية مميزة لبعض البلدان، وهذا العشق لهذا النوع من الأطعمة الحارة نابع من قدرتها على فتح الشهية بشكل عام؛ لذلك يتناولها بعض الناس بنسبة قليلة لهذا الغرض، ولكن بعض الناس يسرف في تناول الأطعمة الحارة وهذا يشكل خطرا أو ضرراً على صحة الإنسان سواء كان هذا الخطر على المدى القريب أو البعيد، كما يعتقد البعض أن جميع الأطعمة الحارة تمثل خطرا على صحة الإنسان، ولكن هذا الاعتقاد منافٍ تماما للصحة والواقع الذي أثبته العلماء والأطباء، وهناك أنواع مختلفة من الأطعمة الحارة وأشهرها (الفلفل والزنجبيل والخردل والقرفة والجينسنج)، وقد أثبتت الدراسات الطبية أن للأطعمة الحارة فوائد كثيرةً -على الرغم من أن الناس لا يعرفون منها إلا القليل- كما أن لها أضراراً متعددةً، ويتناول هذا المقال أهم فوائد الأطعمة الحريفة للجسم وكذلك أهم أضرارها على صحة الإنسان.

الأطعمة الحارة : ملف كامل عنها

فوائد الأطعمة الحارة لجسم الإنسان

لقد ساد بين الناس اعتقاد أن جميع الأطعمة الحارة كلها مخاطر وأضرار على صحة الإنسان، ولكنهم لا يستطيعون الاستغناء عنها لنكهتها اللذيذة وقدرتها على فتح شهية الإنسان للطعام، وقد أثبت العلماء في أبحاثهم على مر التاريخ أن تلك الأطعمة الحارة تحتوي على مركبات مقاومة للأمراض، وقد ذكر أحد التقارير الصادرة عن غرفة الصناعات الغذائية الأمريكية أن أكثر من نصف الأمريكيين أي حوالي 54% يفضلون الأطعمة التي تحتوي على توابل حارة، كما أنه ليس هناك مخلوق على وجه الأرض يتناول الأطعمة الحارة إلا الإنسان، وفيما يلي أهم فوائد الأطعمة الحارة لجسم الإنسان:

التخسيس

للأطعمة الحارة قدرة كبيرة على حرق مزيد من السعرات الحرارية؛ وبالتالي يمكنها مقاومة السمنة عن طريق تقليل السعرات الحرارية وتقليص الأنسجة الدهنية وخفض مستويات الدهون في الدم وأيضا لها قدرة كبيرة على محاربة تراكم الدهون وتحويلها إلى بروتينات مفيدة للجسم، كما أثبتت الدراسات أن استهلاك الناس للدهون يقل بعد تناول الأطعمة الحارة ، وقد وجد الباحثون في جامعة بوردو عام 2011م أن الناس يشعرون بالشبع بعد تناول الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة؛ وبالتالي يأكلون كميةً أقل من الطعام والتي يمكن أن تقلل السعرات الحرارية لديهم مما يساعدهم على فقدان الوزن الزائد أو مقاومة السمنة، وفي هذا الصدد أثبتت دراسة كندية أن مجموعة من الرجال تناولت الصلصة الحارة فكان استهلاكها من السعرات الحرارية أقل 200 سعرٍ من الرجال الذين لم يتناولوا الصلصة الحارة في طعامهم.

صحة القلب

إن الأطعمة الحارة لها قدرة كبيرة على خفض الكوليسترول الضار في الجسم؛ وذلك يؤدي إلى تحسين وظائف القلب، وقد أثبتت دراسة قامت بها الجمعية الكيميائية الأمريكية أن تناول الأطعمة الحارة يقلل من معدل تراكم الكوليسترول في الجسم، كما أنه يكافح التهابات القلب وضيق الأوعية الدموية، كما تشير الدراسات إلى أن الشعوب التي تتناول التوابل الحارة في طعامها تكون أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية بصورة أكبر من غيرها.

الوقاية من السرطان

لقد كشفت الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان أن الأطعمة الحريفة والتوابل لديها القدرة على قتل بعض الخلايا السرطانية وزيادة كرات الدم البيضاء، كما أنها يمكنها تقليل انتشار السرطان ونمو الأورام في الجسم دون تأثير سلبي على الجسم، وهو نفس التأثير الذي نأمل أن تقوم به بعض العقاقير الطبية المضادة للسرطان، كما ثبت طبيا أن الأطعمة الحارة تحتوي على مادة الكابسيسين التي تقتل الخلايا السرطانية في مهدها وعند بداية ظهورها وتعمل على التخلص منها نهائيا؛ وذلك يساعد في الحماية من خطر الإصابة بالسرطان وخاصة سرطان البروستاتا، وقد أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن لتلك المادة تأثيرا قويا على تدمير الخلايا السرطانية الموجودة في الرئة.

علاج ضغط الدم

إن الفلفل الحار والأطعمة الحارة تحتوي على فيتامينات (A-C) وهي لها قدرة كبيرة على تقوية جدار وعضلة القلب كما أنها تزيد من تدفق الدم في جميع أنحاء الجسم؛ وبالتالي يكون أداء القلب والأوعية الدموية أفضل ويقلل من خطر الإصابة بانخفاض ضغط الدم؛ لأنها تساعد على تحسين وتنظيم ضغط الدم وكذلك تنشيط الدورة الدموية وزيادة سيولة الدم؛ لذلك نجد من النادر إصابة الذين يتناولون الأطعمة الحارة بأمراض الضغط أو تجلط الدم، وقد أثبتت دراسة صينية في عام 2010م في جامعة الجيش الثالث الطبية أن الكابسيسين يساعد على إنتاج أكسيد النتيريك الذي له قدرة عالية في حماية الأوعية الدموية، وبالرغم من ذلك ينصح الأطباء بالاعتدال في تناول الأطعمة الحارة حتى لا يكون لها تأثير عكسي قد يضر الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في ضغط الدم.

تحسين الهضم

لقد ثبت طبيا أن مركب الكابسيسين الذي تحتوي عليه الأطعمة الحارة مفيد جدا للأمعاء، ويساعد في الوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي عن طريق القضاء على بكتريا المعدة الضارة مع إفراز أنزيمات هاضمة بها؛ وبالتالي يقي من الإصابة بقرحة المعدة والقولون ويقلل من أضرارهما، كما أن هذه المادة مطهرة للأمعاء وقاتلة للبكتريا والطفيليات بها، كما أنها أيضا تسهل عملية الإخراج وتعالج مجرى البول والمثانة البولية، وبالإضافة إلى النصائح المستمرة بالاعتدال في تناول الأطعمة الحارة يمكن للشخص تناول بعض بروتينات الألبان خاصة الزبادي إذا شعر بحرقان أو حموضة في المعدة عقب تناول الأطعمة الحارة للتغلب على ذلك، ومن فوائدها أيضا تنشيط البنكرياس وتحسين معدل الأنسولين مما يقي من الإصابة بمرض السكر.

علاج الالتهابات

لقد أوصى الباحثون في مجال الأعشاب الطبية بأن تناول الأطعمة الحارة يخفف من التهاب المفاصل والحمى والصداع النصفي وتصلب الشرايين وتشنجات العضلات والتهابها واحتقان الرئة وقرحتها؛ وذلك لأن مادة الكابسيسين التي توجد بكثرة في الأطعمة الحريفة تعتبر مادة مضادة للالتهابات؛ وبالتالي تقلل الآلام الناتجة عن التهابات المفاصل والعظام والعضلات والآلام الروماتيزمية، وقد ثبت أن البلدان التي تستهلك الأطعمة الحارة بكثرة يقل فيها انتشار أمراض التهابات المفاصل مثل الروماتويد وغيره.

مضاد للبكتريا والفيروسات

من أهم خواص مادة الكابسيسين (Capasicin) أنها تزيد نسبة التعرق وتخفف من أعراض البرد والإنفلونزا، كما أنها تعمل على توسيع الجيوب الأنفية مما يقلل التهابها، كما أن هذه المادة مضادة للجراثيم والبكتريا وكذلك الفطريات؛ ولذلك تعتبر من المواد الحافظة للطعام.

علاج الجهاز التنفسي

بسبب قدرة الأطعمة الحارة على توسيع الجيوب الأنفية لذلك يمكنها مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الربو والتهاب الشعب الهوائية أو التهاب الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى على التنفس بصورة أفضل من خلال فتح وتوسيع الجيوب الأنفية المغلقة والملتهبة.

المساعدة على النوم الهادئ

إن الأطعمة الحارة لها قدرة عالية على ضبط المزاج عند الإنسان كما أنها مقاومة للإرهاق وتقلل الإجهاد؛ لأنها تزيد من طاقة الإنسان وتقوي مناعته لما تحتويه من فيتامين (ج) وأيضا مادة السيروتين التي تجعل الإنسان يشعر بالاسترخاء والسعادة، وقد أثبتت دراسة أسترالية أن الأشخاص الأكثر استهلاكا للأطعمة الحارة لديهم القدرة على النوم الهادئ والاستيقاظ بصورة أنشط من غيرهم الذين لا يتناولون الأطعمة الحارة، كما أن الأطعمة الحارة تزيد من إفراز الإندورفين والسيروتين وهما من المواد المخففة للألم والمقاومة للاكتئاب والإجهاد مما يعطي الإنسان الشعور بالراحة والسعادة والقدرة على النوم الهادئ.

الصحة الجنسية

لقد ثبت طبيا أن الجينسنج والزعفران -وهما من الأطعمة الحارة- يحتويان على مواد طبيعية لديها القدرة على تنشيط وتحسين الأداء الجنسي؛ وذلك لاحتوائها على كميات كبيرة من الفيتامينات والعناصر مثل الحديد والكالسيوم -المفيد جنسيا- وغيرها مثل المنجنيز والمغنسيوم والبوتاسيوم والبروتينات.

ثانياً أضرار الأطعمة الحارة على جسم الإنسان

بالرغم من الفوائد العديدة التي أثبتها العلماء والباحثون في مجال صحة الإنسان للأطعمة الحارة إلا أن الإفراط في تناولها غير مستحب لما قد يكون لها من آثار جانبية أو أضرار صحية نتناولها في السطور القليلة القادمة.

التهاب المعدة والجهاز الهضمي

إن الإكثار والإفراط في تناول الأطعمة الحارة قد يكون سببا في التهاب وتهيج الجهاز الهضمي أو التهاب المعدة لدى الإنسان؛ وذلك قد يؤدي إلى الإصابة بقرحة المعدة خاصة بعد الوجبات الثقيلة، وكذلك له تأثير ضار بقتل بعض الخلايا الدهنية في الجسم، ومن الآثار السلبية التي تسببها الأطعمة الحارة هو التهاب فتحة الإخراج، وذلك يهدد بالإصابة بمرض البواسير الذي يحتاج إلى وقت طويل لتهدئته أو علاجه، وهو من أكثر الأمراض ألما للإنسان.

رائحة الفم الكريهة

من أضرار الأطعمة الحارة التي تحتوي على توابل مثل البصل والثوم أنها تسبب رائحة كريهة للفم، وقد تستمر تلك الرائحة لفترة طويلة.

قتل خلايا التذوق

إن الإفراط في تناول الأطعمة الحارة يؤدي إلى تدمير خلايا التذوق عند الإنسان ويعطل عملها؛ وبالتالي يدمن الإنسان تناول مثل هذه الأطعمة والتوابل الحارة لأنها تثير تلك الخلايا المتعطلة والتي لم تعد لديها قدرة على التذوق بشكل سليم، وينصح بتناول الحليب البارد الذي لديه القدرة على إخماد حرقان الفم وتهدئته، كما يجب التأكد من أن الحليب كامل الدسم لأن الدهون تتراكم على خلايا التذوق وتعمل على تهدئتها.

التهاب العين

إن تناول الأطعمة والتوابل الحارة وملامستها لليد قد يؤدي إلى التهاب العين إذا تمت ملامستها باليد وخاصة الأطفال الذين لا يدركون خطورة ذلك؛ لذا يجب تجنب ملامسة العين بالأيدي أثناء تناول الأطعمة الحارة.

مشاكل تجلط الدم

إن الإفراط في تناول الأطعمة الحارة يعالج تجلط الدم ويعمل على تنشيط الدورة الدموية، وذلك يشكل خطرا صحيا على الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثل الوارفارين؛ مما يؤدي إلى سيولة زائدة في الدم ومنع تجلطه، وهذا لا يمثل خطرا على الأشخاص الطبيعيين.

إن إضافة التوابل والأطعمة الحارة إلى وجبات الإنسان تساعده في الوصول إلى السعرات الحرارية اليومية الموصى بها للحصول على قدرٍ كافٍ من الفيتامينات والمعادن، وقد أثبتت وزارة الزراعة الأمريكية في قاعدة البيانات الخاصة بها أن الأطعمة والتوابل الحارة مثل الفلفل الأخضر والأحمر وغيرها من الأطعمة الحارة تحتوي على مجموعة كبيرة من المعادن الأساسية المفيدة لجسم الإنسان، كما أنها أيضا تحتوي على مستويات عالية من الفيتامينات التي تقي الجسم من العديد من الأمراض والتي ذكرنا بعضها سابقا، وبالرغم من الفوائد العديدة التي عددها العلماء والباحثون حول تناول الأطعمة الحارة إلا أنه ينبغي ألا يُساء استخدامها، بل يجب الاعتدال في تناولها؛ حتى لا نتعرض لخطر الإصابة بآثارها السلبية التي تحدثنا عنها آنفا، وكما قال القدماء (إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده)، وكذلك الشخص الذي يعاني من مشاكل صحية من نوع ما يجب أن يحذر عند تناول مثل تلك الأطعمة الحارة إلا بعد استشارة الطبيب المختص.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

ستة عشر − 4 =