تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف يتم استئصال قناة فالوب وما آثار العملية على المرأة؟

كيف يتم استئصال قناة فالوب وما آثار العملية على المرأة؟

أحيانًا ما يضطر الطبيب لاستئصال قناة فالوب كليًا أو جزئيًا وذلك في بعض الحالات المرضية لدى المرأة، فكيف تتم عملية استئصال قناة فالوب وما آثار العملية على المرأة؟ ما هي أسباب استئصال قناة فالوب وأنواع تلك العملية؟

استئصال قناة فالوب

تتم عملية استئصال قناة فالوب في ثلاثة أشكال بهدف استئصال إحدى القناتين لبعض الحالات المرضية لدى المرأة نذكر أهمها فيما يلي، وقنوات فالوب عبارة عن أنابيب تربط بين المبايض والرحم، ومن ثَم تنتقل من خلالها البويضات من كل مبيض إلى داخل تجويف الرحم، وهما قناتين يُسرى ويُمنى، ومع بعض الحالات المرضية قد يضطر الطبيب إلى استئصال قناة فالوب بشكل جزئي أو بشكل كلي.

تعريف استئصال قناة فالوب

يُطلق مصطلح استئصال قناة فالوب الكلي على العملية الجراحية التي تهدف إلى استئصال إحدى القناتين -اليمنى أو اليسرى- أو استئصال القناتين معًا. بينما استئصال قناة فالوب بشكل جزئي فمعناه إزالة جزء من إحدى القناتين أو أجزاء من كليهما مع الإبقاء على باقي القناتين. وقد تهدف العملية الجراحية إلى نوع ثالث من الاستئصال وهو استئصال البوق، فهنا يقوم الجراح بعمل فتحة في قناة فالوب لإزالة محتواها من الداخل، دون قطع أو إزالة القناة أو أجزاء منها.

والجدير بالذكر أن الاستئصال في أشكاله الثلاثة المذكورة آنفًا من الممكن أن يتم بعملية جراحية تقليدية من خلال فتح البطن، ومن الممكن أن يتم كليًا بواسطة المنظار.

أسباب استئصال قناة فالوب

استئصال قناة فالوب أسباب استئصال قناة فالوب

يضطر الطبيب لاستئصال قناة فالوب كليًا أو جزئيًا في الحالات المرضية الآتية: حدوث الحمل خارج الرحم، انسداد إحدى القناتين أو كلاهما، وجود تمزق في جدار قناة فالوب الداخلي أو الخارجي، إصابة قناة فالوب بالعدوى البكتيرية. وجود الخلايا السرطانية في قناة فالوب، وهو مرض في حد ذاته نادر الحدوث، ولكن أحيانًا يبدأ سرطان المبيض من داخل قناة فالوب، لذلك يُستعان باستئصال قناة فالوب كوقاية من وقوع الإصابة بسرطان المبيض. تنتشر في ثقافات بعض البلدان اللجوء إلى استئصال قناة فالوب كأداة لتحديد النسل.

الفرق في آلية تنفيذ استئصال قناة فالوب بالجراحة وبالمنظار

يعتمد اختيار إحدى الطريقتين على عدة عوامل أهمها: السبب الرئيسي لاستئصال قناة فالوب، عمر المريضة، الحالة الصحية والبدنية العامة للمريضة، القدرة المالية، حيث أن المنظار أعلى تكلفة من الجراحة العادية.

والجراحة التقليدية تتم تحت التخدير الكلي، وبعدها يقوم الجراح بفتح فتحة صغيرة أسفل البطن، ومن خلالها يقوم باستئصال قناة فالوب بحسب نوع الاستئصال المذكورة سابقًا، ثم يُغلق الشق الجراحي بالغرز.

أما إتمام الاستئصال بالمنظار فيمكن أن يتم تحت التخدير العام، أو التخدير الموضعي، حيث يقوم الجراح بعمل فتحة صغيرة أسفل البطن أيضًا، ولكنها لإدخال أنبوب المنظار، وبعدها يقوم بملء البطن بالغازات حتى يحصل على رؤية واضحة لكل أعضاء الحوض، ومن ثَم يقوم بعمل فتحات إضافية صغيرة لإدخال أدوات استئصال قناة فالوب.

ويتميز الاستئصال بالمنظار عن الجراحة التقليدية في أن الفتحات الجراحية معه أصغر مما يجعلها تشفى وتلتئم بوتيرة أسرع من الشقوق الجراحية التقليدية، ورغم أن سرعة التعافي تختلف من مريضة إلى أخرى، إلا أن من التعافي بعد جراحة المنظار أسرع من الجراحة العادية، حيث يُتوقع الشفاء التام في مدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع بعد الجراحة التقليدية، بينما الجراحة بالمنظار فمن المتوقع إتمام الشفاء في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع على الأرجح.

الاستشفاء والنقاهة بعد العملية

بعد إتمام عملية استئصال قناة فالوب ستظهر بعض الآثار الجانبية الطبيعية التي ما تلبث أن تزول بشرط الالتزام بتعليمات ووصايا الطبيب، ومن أبرز تلك الآثار: الآثار الجانبية المعتادة لأدوية التخدير، الغثيان، ألم خفيف حول الفتحات الجراحية، كما تُوصى المريضة بتجنب حمل الأوزان الثقيلة وممارسة أية نوع من التمارين الرياضية أو المجهود البدني لمدة أسبوع كامل على الأقل. كما يُشدد عليها إبلاغ الطبيب فور الإصابة بالحمى، القشعريرة، زيادة حدة الألم، استمرارية وشدة الغثيان، خروج إفرازات من المهبل أو من الفتحات الجراحية، احمرار المهبل أو الفتحات الجراحية، تورم المهبل أو الفتحات الجراحية، حدوث نزيف دموي غزير من المهبل، فقدان القدرة على إفراغ المثانة من محتواها من البول.

مضاعفات استئصال قناة فالوب

كغيرها من العمليات الجراحية توجد عدة مضاعفات قد تحدث أثناء أو بعد استئصال قناة فلوب وأهم تلك المضاعفات ما يلي: حدوث ردة فعل سيئة ضد أدوية التخدير بنوعيه، الإصابة بالعدوى البكتيرية، ونشير إلى أن احتمالية العدوى تقل بنسب مرتفعة للاستئصال بالمنظار مقارنة بالجراحة التقليدية تبعًا لقلة عوامل التلوث، الإصابة بنزيف داخلي، حدوث نزيف من الفتحات الجراحية، الإصابة بالفتق في أماكن الخياطة الجراحية، تضرر الأوعية الدموية أو الأعضاء القريبة أثناء العملية.

العلاقة بين إمكانية حدوث الحمل وبين استئصال قناة فالوب

استئصال قناة فالوب العلاقة بين إمكانية حدوث الحمل وبين استئصال قناة فالوب

أشرنا إلى أن قناة فالوب هي الناقل للبويضات من المبايض إلى الرحم، وبالتالي يوجد تدخل مباشر وعلاقة وثيقة ومباشرة بين وجودها وعملها وبين القدرة على الحمل والإنجاب، وهذا التأثير وتلك العلاقة يمكن تحديدهما من خلال تركيز الحديث على ثلاثة متغيرات تعتري المرأة وفقًا لنوع الاستئصال لقناة فالوب، وهذه المتغيرات كالتالي:

الحالة الأولى

قد أشرنا إلى أن قناة فالوب هي عبارة عن قناة يمنى وقناة يُسرى، لذلك استئصال قناة فالوب واحدة مع الإبقاء على الرحم والمبايض لا يؤثر في الطمث ولا في عملية الإباضة، ويمكن للمرأة الحمل، حيث لن تُصاب بالعقم أبدًا، بل إنها مع عدم الرغبة في الحمل عليها استعمال وسائل منع الحمل بعد استشارة الطبيب المتخصص كأي امرأة طبيعية.

فلا مانع من الإنجاب رغم وجود قناة فالوب واحدة سواءً كانت اليمنى أو اليسرى، حيث تظل فرص الحمل قائمة طالما استمر عمل المبيضين أو أحدهما، وطالما استمر نزول الدورات الشهرية وبالتالي إتمام عمليات الإباضة، وطالما أن قناة فالوب الموجودة سليمة وصحية ولا تعاني أي أمراض، ولذلك في حالة وجود قناة فالوب واحدة، مع مبيضين أو مبيض واحد، مع وجود الرحم، ولم يحدث الحمل فيجدر بالمرأة استشارة الطبيب المتخصص لبيان سبب تأخير أو عدم حدوث الحمل.

الحالة الثانية

واقعيًا تُنفذ عملية استئصال قناة فالوب الجزئي (إزالة قناة واحدة) عند الكثير من الحالات المرضية على النحو التالي:

  • استئصال قناة واحدة مع المبيضين أو أحدهما.
  • استئصال قناة واحدة مع المبيضين أو أحدهما مع الرحم.

وإذا ما نُفذت الجراحة بإزالة قناة واحدة مع المبيضين أو إزالة قناة واحدة مع المبيضين أو مبيض واحد مع الرحم فقد أُصيبت المرأة بالعقم التام، وتوقفت الطمث كليًا، كما لن تتمكن من الإنجاب حتى بالتقنيات الحديثة مثل الحقن المجهري والتلقيح الصناعي.

الحالة الثالثة

استئصال قناة فالوب كليًا، أي إزالة القناتين معًا مع الإبقاء على الرحم والمبايض، وهذا معناه عدم إمكانية حدوث الحمل بشكل طبيعي، ويعني أيضًا عدم الحاجة لاستعمال وسائل منع الحمل عند عدم الرغبة في الحمل، وهنا الحل الوحيد للحمل هو اللجوء إلى التقنيات الحديثة مثل: الحقن المجهري أو التلقيح الصناعي.

كما أنه في هذه الحالة -أي إزالة القناتين مع الإبقاء على الرحم والمبايض- لن تتأثر معدلات إفراز الهرمونات الأنثوية، لذلك من الوارد حدوث الحمل خارج الرحم، بل وقد يتكرر الحمل بهذه الوضعية عدة مرات، ونشير إلى زيادة معدلات الخطر على حياة الأم والجنين عند حدوث الحمل خارج الرحم بنسبة 15% مع كل مرة تتكرر فيها وضعية الحمل خارج الرحم.

بذلك نكون قد أوضحنا كيفية إجراء عملية استئصال قناة فالوب وآثار العملية على المرأة، أسباب اللجوء إليها وأنواعها، على أن نلتقي ومعلومة طبية أخرى دمتم في صحة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

حسناء محمد

احب القراءة والكتابة والانترنيت والسفر. اكتب في مجالات عديدة وخاصة المواضيع التي تندرج تحت هذه الفئات : الحمية والنظام الغذائي والتغذية السليمة والصحة والعناية الذاتية والديكور وغيرها.

أضف تعليق

اثنا عشر + واحد =