تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يؤثر ارتفاع البوتاسيوم سلبًا عليك وكيف تعالجه؟

كيف يؤثر ارتفاع البوتاسيوم سلبًا عليك وكيف تعالجه؟

مما لا شك فيه أن البوتاسيوم عنصر أساسي وضروري لجميع الأعمار، ووجوده يعتبر سرا لعدم إصابتنا بكثير من الأمراض مثل أمراض القلب وضغط الدم، ولكن هل فكرنا في ما يمكن أن يحدث لنا في حالة ارتفاع البوتاسيوم عن الحد الطبيعي؟

ارتفاع البوتاسيوم

يعد ارتفاع البوتاسيوم أو حالة فرط بوتاسيوم الدم من أخطر المشاكل الصحية المنتشرة بين الأطفال والرضع نتيجة لعدم امتلاك الآباء والأمهات الوعي الكافي تجاه التغذية الصحية للأبناء، والدليل على ذلك أن نسب الإصابة في الشباب وكبار السن تعتبر أقل بكثير من الأطفال، وعلى الرغم من أن علاجه متوافر بسهولة بين أيدينا إلا أنه يعد من المشاكل الخطيرة التي لا تستوجب الإهمال أو الانتظار، ولكي نتعرف على الدور الذي يؤديه البوتاسيوم في أجسامنا والأضرار التي تنجم عن ارتفاعه وأيضا نتفهم الأسباب الدافعة للإصابة بارتفاعه وكيفية الوصول إلى نسبته الصحيحة في الجسم نتناول الحديث في السطور التالية.

هل وجود البوتاسيوم في الجسم أمرا ضروريا؟

ارتفاع البوتاسيوم هل وجود البوتاسيوم في الجسم أمرا ضروريا؟

بالطبع يعتبر البوتاسيوم من المعادن الهامة، والتي يجب أن يهتم الإنسان بالحصول عليها عبر الغذاء، وهو من فئة المعادن الرئيسية التي لا يمكن أن يتم تكوين الأنزيمات إلا من خلالها وله فوائد عديدة مثل:

  • يساهم في إبقاء نسبة السكر معتدلة في الدم.
  • يزيد من سرعة نقل الأكسجين إلى المخ والعضلات والقلب وبفضل البوتاسيوم تقل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، والشد العضلي، وأيضا تنخفض احتمالية الإصابة بألزهايمر.
  • البوتاسيوم يعتبر عنصر فعال لزيادة السيروتونين والأندروفين في المخ وبالتالي يقلل من التوتر والضغط العصبي.
  • يدخل في تكوين الأنسجة ويساهم في نمو وتجديد الخلايا ويعتبر ضروري للحفاظ على البشرة.

ارتفاع البوتاسيوم عند الأطفال

إن ارتفاع البوتاسيوم عند الطفل يعني زيادته عن 5.9 مللي مول لكل لتر في الدم أو ارتفاعه عن 9 مللي مول لكل لتر في الكلى، فكما نعلم أن البوتاسيوم يمر من الأمعاء ليستقر في دم الطفل، وتترشح النسبة الباقية منه عبر الكلى ولذا فإنه يمكن بسهولة الكشف عن حقيقة ارتفاعه في الكلى إذا كان هناك تخوفات من عدم صحة نتائج اختبار البوتاسيوم في الدم.

السبب وراء ذلك قد يكون ناجما عن تناول الطفل لأطعمة محتوية على نسبة كبيرة من البوتاسيوم كما في الزبادي، والموز، والطماطم، والبطيخ الأصفر، وعيش الغراب، والخس وغيرها من الأطعمة أو إعطاء الطفل أدوية محتوية على مدرات البول أو الأدوية المحتوية على مادة الأيبوبروفين، أو لتناوله الفيتامينات المحتوية على نسب مرتفعة من البوتاسيوم، وهذه الأسباب تعتبر أقل خطورة ويسهل علاجها بتعديل النظام الغذائي والعلاجي للطفل.

أسباب ارتفاع البوتاسيوم عند الأطفال

هناك أسباب أخرى كثيرة وتعرض حياة الطفل للخطر إذا لم يتم علاجها وهى أن يكون الطفل مصابا بقصور أو فشل في إحدى وظائف الكلى أو الغدد الكظرية بالجسم أو أن يكون الطفل بالفعل يعاني من مرض السكر فعندما تنخفض نسبة الأنسولين في الجسم ترتفع معها معدلات البوتاسيوم أيضا يرتفع بسبب سوء التغذية وبذل مجهود بدني عنيف، وقد يكون مرتبطا بوجود مشكلة في كريات الدم الحمراء أو البيضاء وبخاصة الأطفال المصابون بزيادة عدد الصفائح أو لوجود خلل في الأنسجة والخلايا، ويرتفع أيضا عند تعرض الطفل لحرق شديد من الدرجة الثانية أو الثالثة وأيضا في حالة إصابة الطفل بمرض أديسون أو متلازمة تحلل الورم.

أعراض ارتفاع البوتاسيوم عند الرضع

غالبا ما يكون ارتفاع البوتاسيوم عند الرضع شديد التأثير والخطورة لأن الطفل في هذه المرحلة يمتلك مناعة ضعيفة، ولكن لا يجب الاكتفاء بالأعراض وحدها للاستدلال على الإصابة فالأطفال في هذه المرحلة عاده ما يمضون معظم ساعات يومهم في النوم، ولكن إذا كان الرضيع يقوم باستفراغ الحليب بشكل متكرر بعد الرضاعة أو يعاني من إسهال متكرر، ولا يمتلك القدرة على تحريك يديه أو ساقيه عند البكاء أو لاحظت الأم أنه لا يتنفس بشكل جيد وأن ضربات قلبه ليست متزنة يجب أن تذهب به فورا إلى أقرب مستشفى لإجراء تحليل دموي لقياس نسبة البوتاسيوم ومعرفة ما إذا كان السبب وراء ظهور هذه الأعراض هو إصابة الطفل بارتفاع البوتاسيوم أم أن الطفل مصاب بمشاكل صحية أخرى.

كيف أنزل البوتاسيوم؟

لكي تتمكن من خفض نسبة البوتاسيوم المرتفعة في جسمك يجب أن تتأكد أولا من السبب الذي أدى لارتفاعه فمثلا إذا كان نمط التغذية الخاص بك هو المتسبب في ذلك فبسهولة يمكنك تعديله، ولكن إذا كان ناتجا عن مشاكل بالقلب أو الكلى فهنا ننصحك بالمتابعة مع فريق طبي لمراقبة حالتك.

هناك طرق كثيرة يمكنك اللجوء لها للتعامل مع الحالات الطارئة من ارتفاع البوتاسيوم الشديد وهى تناول الكالسيوم أو الصوديوم فارتفاعهما في الجسم يؤدي إلى خفض نسبة البوتاسيوم أيضا بإمكانك تناول حقن الأنسولين خاصة إذا كنت تعاني من ارتفاع في نسب السكر أو اللجوء إلى إجراء غسيل كلوي عاجل بأحد المستشفيات القريبة منك أو تناول الأدوية المدرة للبول المحتوية على الصوديوم.

حمية ارتفاع البوتاسيوم

لتطبيق الحمية بشكل صحيح عليك التقليل من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسب مرتفعة من البوتاسيوم وأشهرها منتجات الألبان فلا داعي لاستهلاك الحليب مع الشاي أو القهوة وقم باستبداله بالكريمة المبيضة، وبالنسبة للعصائر عليك باستبدال عصير البرتقال بعصير الفراولة أيضا يجب أن تتوقف عن تناول السبانخ والبروكلي والخس.

لا تحتوي اللحوم الحمراء أو الدواجن على نسب عالية من البوتاسيوم لذلك بإمكانك تناولها في وجبة الغذاء، وتناول معها الأرز الأبيض بدلا من الأرز والخبز البني ويجب أن تمتنع عن استخدام الملح تماما في فترة الحمية، وبالطبع يتوقف نجاح الحمية أيضا على استهلاك كميات أكبر من الماء لكي تتمكن الكلى من طرد مزيدا من البوتاسيوم المرتفع.

ارتفاع البوتاسيوم وانخفاض الصوديوم

إذا انخفضت نسبة الصوديوم في دم الإنسان عن 135 مللي مول لكل لتر ينجم عنه ظهور أعراض كثيرة منها الإسهال الحاد والتقيؤ والصداع وفقدان الإحساس بالمكان وعدم القدرة على الحركة مع الشعور بالبرودة الشديدة وقد يحدث إغماء شديد ويتطور الأمر إلى غيبوبة كاملة تصيب المريض.

فيما يتعلق بالأسباب المؤدية إلى انخفاض الصوديوم في الجسم فهي كثيرة ومنها الإصابة بقصور في الغدة الدرقية أو الكظرية أو نتيجة لضعف المناعة وفقدان كمية كبيرة من السوائل في الجسم نتيجة سوء التغذية الحاد أو عند ارتفاع البوتاسيوم أو معدلات الدهون والبروتينات في الجسم.

علاج ارتفاع البوتاسيوم بالأعشاب

ارتفاع البوتاسيوم علاج ارتفاع البوتاسيوم بالأعشاب

إن أي عشبه تساهم في تنظيف الكلى من السموم، وتساعد على تطهير المعدة يمكن استخدامها لخفض البوتاسيوم في الجسم ولعل من أقوى هذه الأعشاب البقدونس والهندباء، وإكليل الجبل، وعشبه ذيل الحصان، والعرق سوس.

الخاتمة

إن علاج الارتفاع في معدلات البوتاسيوم لا يمكن أن يتم بين ليله وضحاها ويحتاج إلى تغيير عادات كثيرة في حياة المريض، ولكي نتجنب التأثيرات الضارة التي تنتج عن ارتفاع البوتاسيوم فإننا نشيد بضرورة إجراء فحص نسبة البوتاسيوم للأطفال حديثي الولادة فهو لا يقل أهمية عن الفحوصات الأخرى، وإذا أظهرت النتائج وجود ارتفاع طفيف لدى الطفل يسهل حينها السيطرة عليه وعلاجه قبل تدهور الحالة في المستقبل.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

هدى محمد

طالبة في كلية التربية لدى من العمر 21 عامًا، ومن هواياتي المفضلة كتابة القصص والمقالات والخواطر.

أضف تعليق

10 − خمسة =