تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » كيف يعطي الطب الحديث أملاً لحالات إصابات النخاع الشوكي ؟

كيف يعطي الطب الحديث أملاً لحالات إصابات النخاع الشوكي ؟

يعتبر النخاع الشوكي من أهم أجزاء الجسم لما يؤديه من دور عظيم في نقل الحس والإشارات الحركية من وإلى المخ، ولذلك فإن إصابات النخاع الشوكي كثيرًا ما تعوق أصحابها عن الحركة وتجعل حياتهم جحيمًا، بينما يعطي الطب الحديث أملًا في العلاج.

إصابات النخاع الشوكي

ظل النخاع الشوكي طوال عقود طويلة وإلى الآن محور دراسة الطب في مختلف أنحاء العالم وذلك لأنه سبب لكثير من المتاعب التي تصيب البشر إذا ما تعرض لأية مشكلات صحية، ولكن مع التقدم الطبي الحديث وما توصل إليه العلم من أدق التفاصيل عن مختلف أجزاء الجسم فقد بات أمر علاج تلك المشكلات متاحًا إلى حد ما في بعض الحالات، ورغم ذلك تبقى أية عمليات جراحية فيه خطيرة للغاية بالقدر الذي قد يفقد على إثره الإنسان حركته بشكل دائم ويصاب بشلل رباعي أو غيره من إصابات النخاع الشوكي التي تؤثر كثيرًا على قدرة الإنسان في الحس والحركة والتمتع بأعصاب سليمة راسخة، وقد وضعت الجمعية الأمريكية لإصابات الحبل الشوكي تصنيفًا يتم على أساسه تقسيم إصابات النخاع الشوكي إلى ستة أقسام وفق مدى الإصابة وما إذا كانت كلية أو جزئية وكذلك تأثيراتها على المريض، بالإضافة لبعض الأعراض السريرية الأخرى التي يمكن ملاحظتها على المريض بين الحين والآخر.

تعريف الحبل الشوكي

إصابات النخاع الشوكي تعريف الحبل الشوكي

النخاع الشوكي أو الحبل الشوكي هو عبارة عن جزء من الجهاز العصبي المركزي والذي يبدأ من الأعلى عند قاعدة الدماغ ومن ثم يمر خلال العمود الفقري بطول 45 سم على هيئة أنبوب يضم حزمة من الأعصاب التي تصل الجسم بالمخ، وتتمثل الوظيفة الرئيسية لهذا الحبل في أنه ينقل النبضات العصبية والإشارات الكهربية من الجسم إلى الدماغ والعكس ومن ثم يوصلها بالأعصاب الفرعية، فعلى سبيل المثال إذا أراد الإنسان أن يحرك يده ليمسك بشيءٍ ما أو يحمله أو يرميه أو أيًا كان غرضه، فإن المخ يرسل إشارته لليد عبر هذا النخاع الشوكي الذي يوصلها للأعصاب الفرعية التابعة لليد، كما أنه أيضًا المسؤول عن إصدار الإشارات العكسية كالتي تحدث عندما يفعل الإنسان شيئًا خطرًا على صحته كأن يلمس جسمًا ساخنًا مثلًا، وحينها يأتي الأمر من النخاع الشوكي إلى العضلات بالتحرك بعيدًا قبل أن يصل التأثير الضار إلى الدماغ، ويقول علماء التشريح أن هذا الحبل محاط بثلاث أغشية تحميه من إصابات النخاع الشوكي تمامًا مثله في ذلك مثل الدماغ التي تحيطها طبقات الأم الجافية والأم العنكبوتية والأم الحنون، بينما يتكون الحبل ذاته من منطقتين مختلفتين وهما المنطقة الرمادية المركزية، والمنطقة البيضاء المحيطية.

أعراض إصابة الحبل الشوكي

هناك دلائل وإشارات عديدة تدل على إصابة العمود الفقري وفي الغالب تكون أعراض مؤلمة ومزعجة للغاية، وبعد الإصابة في العمود الفقري فإن قدرة المريض على التحكم في حركاته وتصرفاته تعتمد في المقام الأول على عاملين اثنين لا ثالث لهما، وهما مكان الإصابة على طول الحبل الشوكي، وشدة تلك الإصابة، وشدة الإصابة هذه هي ما يطلق عليها لقب “الاكتمال” ويسمى الجزء الطبيعي من الحبل الشوكي بالمستوى العصبي للمريض.

ويمكن تصنيف أعراض إصابات النخاع الشوكي إلى عدة تصنيفات منها الأعراض الكاملة، وفي هذه الحالات يشعر المريض بحالة فقدان الإحساس بالكامل وكذلك يفقد قدرته على التحكم في الحركة بالكامل وتحديدًا في أسفل منطقة إصابة الحبل الشوكي، وهناك أيضًا الأعراض غير الكاملة ولها درجات متفاوتة ولكن في الأغلب يمكن للمريض أن يؤدي بعض الوظائف الحركية أو الحسية في أسفل المنطقة المصابة، وبالإضافة لذلك قد تنتج عن إصابة الحبل الشوكي بشلل رباعي ويعني شل حركة المريض في أطراف جسمه الأربعة، أي أن المريض يفقد القدرة على الحس والحركة في ذراعيه ويديه وساقيه وأعضاء الحوض بالكامل، وكذلك فإن الشلل السُفلي هو أحد أعراض وتصنيفات إصابات الحبل الشوكي والتي تعني إصابة المريض بعدم القدرة على الحس والحركة في الجذع والساقين وأجهزة الحوض بشكل كامل أو أجزاء منها، ولذلك فإنه في حال إصابة أي من تلك الأعضاء كنتيجة مباشرة لإصابة الحبل الشوكي، سيبدأ الطبيب المختص بإجراء بعض الفحوصات والاختبارات لتحديد المستوى العصبي للمرض ومدى اكتمال إصابته.

أما عن الأعراض التي تظهر على تصرفات المريض الذي يعاني من إصابات النخاع الشوكي، فقد تبدو في صورة واحدة أو أكثر من العلامات والأعراض التالية:

  • فقدان القدرة على الحركة سواء بشكل كلي يشمل الأطراف الأربعة والجذع والحوض وأعضاءه أو بعض هذه الأعضاء، وكذلك يختلف ويتفاوت مقدار هذه الإصابة.
  • فقدان الإحساس أو على الأقل تغير مقدار الإحساس عند الشخص، وفقدان الحس هذا يتمثل في عدم القدرة على الشعور بأيٍ من الحرارة أو البرودة أو ملمس الأشياء.
  • فقدان قدرة المريض على الإحساس والتحكم في المثانة والأمعاء وأعضاء الحوض بشكل عام.
  • معاناة المريض الدورية مع التشنجات أو الحركات الانعكاسية المبالغ فيها، والحركات العكسية هي التي تصدر بدون إرادة الإنسان ولا تكون لديه القدرة على التحكم فيها.
  • يتعرض المريض بإصابة الحبل الشوكي إلى مشاكل تتعلق بالخصوبة والقدرة على الإنجاب.
  • قد يشعر المريض بأعراض مؤلمة عبارة عن وخز شديد يكون في الغالب ناجم عن الضرر الذي لحق بالألياف العصبية في الحبل الشوكي.
  • يعاني المصاب كثيرًا بصعوبة في عملية التنفس ومشاكل في الرئتين تظهر في صورة سعال أو إخراج إفرازات مخاطية وبلغم.
  • قد يتطور الأمر كثيرًا في الحالات المتقدمة ليصل الألم الشديد إلى الظهر أو يشكل ضغطا على الرقبة والرأس أو فقرات وعضلات الظهر.
  • في الحالات الطارئة كذلك قد يفاجأ المريض بأن جسمه يعاني من نسبة شلل في أي من أجزاء الجسم.
  • شعور المريض بحالة متخبطة أحيانًا تخدر لمنطقة ما أو وخز وألم أو فقدان الإحساس والحركة خاصةً في اليدين أو الأصابع أو حتى القدمين وأصابعها، وتتفاوت هذه الأعراض وفق شدة الإصابة.
  • يصاب المريض بعدم القدرة على الاتزان والسير مستقيما دون ألم، يصاحب ذلك اتخاذ وضعيات غريبة في الحركة كالتواء الرقبة أو الظهر.

الحبل الشوكي والشلل

إصابات النخاع الشوكي الحبل الشوكي والشلل

ترتبط إصابات النخاع الشوكي في معظم حالاتها المتقدمة بالشلل الذي يبدو في صور متنوعة ما بين شلل كلي ونصفي وشلل بمناطق معينة من الجسم، ويعتبر شلل الرجلين أو الشلل السفلي هو أكثر ما يميز هذه المرحلة المتأخرة من المرض، وعند الإصابة بالشلل قد تكون هنالك مضاعفات طبية مصاحبة لها نتجت عن إعاقة تنظيم الدماغ لعمل أعضاء الجسم الموجودة في هذه المنطقة تحت العمود الفقري؛ الأمر الذي يترتب عليه اعتلال كبير وحاد في الحركة والإحساس وكذلك فقدان للقدرة على الأداء بشكل عادي، ولكن في الأعوام العشرة الأخيرة ومع الثورة الطبية التي اجتاحت العالم أصبح من المأمول أن يحيا مرضى الشلل النصفي بكل سهولة لعقود طويلة بشكل طبيعي، وكذلك أصبح من اليسير علاج الكثير من مشاكل الأعصاب بمعدل مرتفع مع ضمان وتطور كبير في الأداء الوظيفي لهذه الأعضاء وما يتبعها من تحسن في جودة الحياة.

الطب الحديث وعلاج إصابات النخاع الشوكي

ساهم الطب الحديث في كثير من الإنجازات المرتبطة بعلاج مشاكل الحبل الشوكي وما يترتب عليها من شلل وتخدير وفقدان للإحساس ووخز وألم وغيرها من أزمات صحية، هذه الإنجازات في الغالب ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالقدرة الفائقة على إنقاذ الحالة من البداية ومنع ظهور أية مضاعفات قد تسبب هلاك الأعصاب وعدم قدرتها على استعادة أدائها السليم، ولعل الإنجازات الطبية تلك أصبحت شائعة وتستخدم بكثافة في أقسام ومراكز الطب المتخصصة في التأهيل، وبالإضافة لذلك فقد توصل الطبي الحديث لإمكانية قياس وفحص الخلل الجسدي والتقييم الوظيفي الناتج عن مشاكل النخاع الشوكي وذلك عبر استعمال أدوات ووسائل مستحدثة مثل سلم (SCIM – Spinal Cord Independent Masseur) بالإضافة لبعض العلاجات التجريبية الأخرى التي تم إجرائها على الحيوانات ونجحت بالفعل في رفع نسب شفاء الحبل الشوكي، ومن المتوقع لها في المستقبل أن ترفع من نسب شفاء الحالات نسبة التي أصيبت بشلل في أطرافهم السفلية.

وتعتبر القسطرة (Catheterization) التناوبية المستعملة لتصريف البول من أفضل الإنجازات الطبية في هذا المجال, وقد توصل الطب لإمكانية تدريب المريض على ملئ المثانة البولية ومن ثم إفراغها من خلال الاستعانة بعامل محفز ما أو باستعمال الضغط اليدوي العادي, بالإضافة لجدولة مواعيد الأكل والشرب والتبول وكذا تناول الأدوية المختلفة التي تعمل على تقليص أو انقباض المثانة البولية (Urinary bladder) وكل هذه تعتبر من عوامل ضبط وتنظيم آلية التفريغ والتي تساهم في تلافي تعريض الكليتين للخطر، وبالتالي يحيا المريض حياة شبه طبيعية إلى حد ما وينخرط في المجتمع بشكل مثالي لم يكن له أن يحيا به قبل هذه التطورات الطبية، وفي السنوات الأخيرة أيضًا وبفضل التطور الطبي والتقنيات الحديثة أمكن معالجة شلل المثانة البولية الناجم عن إصابات النخاع الشوكي، وذلك عبر تركيب جهاز إلكتروني صغير يتم زرعه في المثانة ويتم تشغيله بواسطة محفزات ومنبهات كهربية مختلفة لتفريغ المثانة وقت اللزوم.

وكنتيجة مباشرة للشلل الناجم عن إصابات النخاع الشوكي وقلة الحركة في الفراش يبدأ المريض في رحلة معاناة مما تسمى بقرحة الفراش (Bedsore)، وهذا القرحة قد تنتشر في الجسم كله وتتعرض حياة المريض للخطر خاصةً أنها مع التلوث قد تجذب بكتيريا وميكروبات وجراثيم من الجو المحيط لتضر بالمريض وتنقل له أمراضًا وأوبئة عديدة، وهذه القرحة كان من المعتاد التغلب عليها عبر تقليب المريض وتحريكه كل فترة من الوقت لتلافي وقوع الضغط على الجلد لفترات طويلة, وجاء الطب ليصنع وسائد ومجالس خاصة لهذه الحالات, وكذلك بعض الأدوية المعالجة أو من خلال الجراحة التي تمنع قرح الفراش أو تهدف للاستشفاء منها.

إصابات الحبل الشوكي والعلاج الطبيعي

إصابات النخاع الشوكي إصابات الحبل الشوكي والعلاج الطبيعي

تتعدد إصابات النخاع الشوكي بطول العمود الفقري الذي يمتد بطول 33 فقرة عظمية حلقية الشكل مرتبة ومتراصة بشكل رأسي يفصل بينها غضاريف لينة لمنع احتكاك الفقرات أو الإضرار بالنخاع الشوكي، وذلك من العنق وحتى العصعص، ووظيفة هذا العمود الفقري هو حفظ توازن الجسم في وضع مستقيم وكذلك ربط الذراعين والساقين، وتعرف الفقرات السبع العلوية الأولى بالفقرات العنقية، ومن ثم يليها الفقرات الصدرية وعددها 12 فقرة، وبعدها الفقرات القطنية والتي تتكون من 5 فقرات، ثم منطقة العجز والذي تتكون من خمسة 5 فقرات ملتحمة ببعضها البعض لتكون ما يشبه العظْمة الواحدة، وأخيرًا يأتي العصعص أو ما تسمى بالعظمة الذيلية والتي تتكون من أربعة عظمات ملتحمة معا.

وسط العمود الفقري يمر النخاع الشوكي الذي يتعرض في كثير من الأحيان لإصابات متنوعة لأسباب عديدة منها أنه قد يتعرض للإصابة أو القطع كنتيجة مباشرة للتعرض لطعن بآلة حادة أو لإطلاق الرصاص أو أية حادثة تكسر فقرات العمود الفقري أو غير ذلك من أمراض وأوبئة جرثومية أو فيروسية ما تتسبب في ضعف الحبل الشوكي وتآكله ومن ثم انقطاعه، ومن أسباب إصابات النخاع الشوكي كذلك أنه قد يتضرر بشكل مباشر نتيجة نقص تدفق الدم أو الأكسجين إليه وهو كالدماغ تمامًا لا يمكن أن يعيش لمدة تتجاوز الثلاث دقائق دون أن تصل إليه دماء أو أكسجين، كما أن أي ضغط حاصل على الحبل الشوكي من الداخل أو الخارج من الممكن أن يسبب له ضررًا يؤدي لتورم في الحبل الشوكي أو القناة المحيطة به، أو يؤدي لنزيف حاد في الحبل الشوكي أو القناة المحيطة به، أو يتسبب في حدوث التهاب أو خراج يضغط على الحبل الشوكي أو على أحد أجزاءه.

أنواع الشلل المصاحبة لمعظم إصابات النخاع الشوكي

إصابات النخاع الشوكي أنواع الشلل المصاحبة لمعظم إصابات النخاع الشوكي

تختلف إصابات النخاع الشوكي والتي يمكن حصرها في نقاط ثلاث كما يلي:

الشلل الرباعي

وهو الشلل الذي يحدث عندما تصاب أيٍ من الفقرات العنقية السبعة للعمود الفقري، وفي هذه الحالة يفقد المريض الإحساس وكذلك يفقد قوة العضلات ويدخل في معاناة كبيرة من مشاكل التنفس التي قد تحتاج إلى جهاز تنفس صناعي أو أنه يتنفس بشكل طبيعي ولكن يعاني من مشكلة السعال، كما أنه في هذه الحالة لا يستطيع التحكم في الأمعاء ويبدأ الأطباء في وضع برامج خاصة بالمعدة ليستطيع التعامل مع الطعام، ومن الإصابات الناتجة عن الشلل الرباعي أنه لا يستطيع التحكم بالفضلات ويبدأ في استعمال قسطرة بشكل دائم، علاوةً على فقدانه القدرة على المشي، بينما حركة يديه أو كتفيه تكون وفق شدة الإصابة أو العلة المترتبة عليها ولكن في كل الأحوال لن يكون قادرًا على أن يستعين بيديه بشكل كامل.

الشلل النصفي الطرفي

وهذه الحالة تنتج غالبًا عن الإصابة المباشرة في المنطقة الواقعة بين الفقرة الصدرية الأولى وفقرات العجز، وبالتالي يفقد المريض الإحساس وكذلك القدرة على الحركة في المنطقة المصابة وكل ما تحتها، وفي هذه الحالة يفقد المريض القدرة على التحكم بإخراج الفضلات ويبدأ في الاستعانة بالقسطرة، كما أنه يفقد القدرة على التحكم بالقناة المعوية ويبدأ الأطباء في تصميم برنامج تغذية مناسب عن طريق المعدة، وأخيرًا لا يستطيع السير بشكل كامل.

الإصابة الجزئية للحبل الشوكي

وهذه الإصابة تكون الأخف والأقل ضررًا بين الحالتين السابقتين، وبالتالي تكون نتيجة هذه الإصابة على الإحساس والحركة بسيطة، كما قد تكون الإصابة في أحد جانبي الجسم فقط أو في الجانبين معا، وفي حالات عديدة تختلف أي إصابة عن الأخرى ويكون من الصعوبة تحديد مستوى قدرة المريض على الحركة، ولكن المتفق في جميع الإصابات أن وقت إنقاذ المريض وإسعافه يلعب دورًا كبيرًا في تحديد نسبة الشفاء من الإصابة وشدتها.

العلاج الطبيعي للحبل الشوكي

إصابات النخاع الشوكي العلاج الطبيعي للحبل الشوكي

ينحصر الهدف من العلاج الطبيعي للحبل الشوكي في منع المفاصل من التصلب وكذا منع العضلات من أن تضعف، ويبقى المريض محافظًا على توازنه خاصةً بين العضلات التي تعمل وتلك المصابة التي لا تعمل؛ وبالتالي يبقى المريض قادرًا على تحقيق أكبر قدرة ممكنة تساعده على القيام بأنشطة الحياة اليومية وممارسة شؤونه الشخصية بمفرده وفق حجم وشدة ومكان الإصابة التي يعاني منها، ويعتبر التأهيل أحد أهم مراحل العلاج الطبيعي التي يتعلم خلالها المريض القدرة على الاستفادة من قدراته التي لا زال يمتلكها، وأن يعتمد على ما بقى من قواه وعضلاته بشكل أكبر، وينقسم العلاج الطبيعي إلى علاج أوَّلي ومرحلة إعادة التأهيل كما نوضح فيما يلي:

في مرحلة العلاج الأوَّلي

يتم فحص عضلات المصاب وكافة المفاصل والتعرف على مدى قدرتها على الإحساس بشكل عام، وبالتالي تحديد مدى تأثير الإصابة ومدى قدرة الجسم على الحركة ومدى قدرة الأعضاء بشكل عام على الإحساس والحركة، وفي بعض الحالات تكون مهمة العلاج الطبيعي أن يساعد المريض على التنفس خاصةً إذا أصيب فيما بين الفقرة الأولى للرقبة والفقرة الصدرية الثانية عشرة وبالتالي تتأثر عضلات الجهاز التنفسي، وهنا يسعى العلاج الطبيعي لتيسير استنشاق الهواء وكذلك التخلص من بعض الإفرازات عن طريق السعال، ويفيد العلاج الطبيعي كثيرًا في الوقاية من آلام وتيبس العضلات والمفاصل وكذلك تحفيز الدورة الدموية للجسم والعمل على تقوية العضلات السليمة، ويصاحب ذلك كله إرشادات بأن يبقى المريض في أوضاع جيدة لعدم الإصابة بقرح الفراش أو حدوث أية تشنجات أو إصابة في العضلات بتقلصات أو قصر لطولها، وأيضًا يجب التنبيه على أن أهم معيار في نجاح العلاج الطبيعي هو استمراريته.

في مرحلة إعادة تأهيل إصابات النخاع الشوكي

يبدأ العمل عندما يسمح الأطباء للمريض بمغادرة السرير، وهذه المرحلة العلاجية يكون الهدف منها الوصول إلى أقصى قدرة للمريض لأن يستقل بنفسه ويعتمد على ذاته في ممارسة حياته الطبيعية، وهذا الأمر في الغالب يعتمد بشكل كلي على مستوى الإصابة والمضاعفات الناتجة عنها وكذلك إرادة المريض وروحه المعنوية، وهذه المرحلة تعتمد على عدة تمارين رياضية ويكون الهدف منها القدرة على التوازن والانتقال والحركة البسيطة سواء الوقوف أو المشي مع الاعتماد على جهاز مساعد، وتكون التمارين كالتالي:

تمارين الأطراف العلوية

وفيها يهدف الطبيب المعالج لأن يزيد من قدرة المريض على ثني الكتف إلى الأمام، وكذلك ثني المرفق بشكل جيد، وأخيرًا مد المرفق أيضًا للأمام بشكل جيد.

تمارين الأطراف السفلية

تهدف لاستطالة عضلات الفخذ والساق الخلفية، وكذلك استطالة عضلات الفخذ الداخلية، ومساعدة المريض على استطالة عضلات الفخذ الأمامية.

تمارين الحركة الوظيفية

فتتلخص في حث المريض على التقلب في السرير على الجانبين، وتشجيعه على الانتقال من وضع الاستلقاء إلى وضع الجلوس، وكذلك الانتقال من الكرسي إلى السرير أو العكس، وأخيرًا تخفيض الضغط أثناء الجلوس على الكرسي.

يصاحب كل ما سبق بعض التمارين الهادفة للمحافظة على مرونة مفصل الركبة والحوض، وكذلك تمارين للحفاظ على مرونة مفصل الكاحل وعدم تيبس أيٍّ من المفاصل بشكل عام، وبالطبع يجب التنبيه على أن هذه المعلومات جميعها لا يمكن للمريض الاستناد عليها في توصيف حالته لأن نوع التمارين المطلوبة أو العلاج المطلوب يتوقف على حجم وشدة ومكان الإصابة، وهذا الأمر يخضع لقرار الطبيب المعالج بعد استعانته بأجهزة تقنية حديثة تكشف ذلك.

ويبقى النخاع الشوكي أحد أهم أعضاء الجسم وهو جزء حساس جدًا من أجزاء الجسم التي يجب لاعتناء بها؛ إذ أن أي ضرر ولو صغير يترتب عليه أضرار صحية خطيرة، ولذا يجب على كل فرد أن يحرص تمامًا على عدم التعرض لأية مشكلة في ظهره وفي فقرات العمود الفقري تحديدًا التي تحوي داخلها هذا الكنز الثمين، كما يجب أن نعلم بأن العلاج الطبيعي ما هو إلا مكمل للتأهيل بعد العلاج الطبي الكيميائي وأية جراحات مطلوبة، ولا يمكن فقط الاكتفاء بهذا العلاج الطبيعي كحل لمشكلة إصابات النخاع الشوكي ، كما يجب على كل من يصاب أو يتعرض لضرر في هذه المنطقة أن يذهب فورًا للطبيب ليجري أشعة ويطمئن على سلامته التامة لأن الأعراض قد تظهر تدريجيًا ويفاجأ المريض بمرور الوقت بشكل ليس في صالحه.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

إبراهيم فايد

الكتابة بالنسبة لي هي رحلة. رحلة فيها القراءة والاستيعاب ومن ثم التفكير . من هوياتي الرياضة وتصفح الانترنيت. اكتب في مواضيع مختلفة تهمني وتجذبني قبل كل شيء

أضف تعليق

ثلاثة × 5 =