تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمية والنظام الغذائي » كيف أتخلص من إدمان الأطعمة الحارة وما هي الأضرار المحتملة؟

كيف أتخلص من إدمان الأطعمة الحارة وما هي الأضرار المحتملة؟

كثيرًا منا لا يستطيع تناول الأطعمة دون أن يكون بجانبها شيءٍ حار كالمقبلات أو الفلفل الحارة أو الشطة، أو أن يكون الطاعم نفسه مُضافًا له توابل حارة، في هذا المقال نلقي الضوء على أضرار وفوائد إدمان الأطعمة الحارة وكيفية التخلص منها.

إدمان الأطعمة الحارة

دأب البعض على إدمان الأطعمة الحارة وبديهيًا لا تخلو المطابخ المنزلية من التوابل الحريفة والشطة، حتى إن بعض الأطباق العالمية -خاصةً من المطبخ الهندي والمكسيكي والمصري- قد اكتسبت شهرتها من مذاقها الحار وغزارة توابلها.

لا يُمكننا إنكار مجموعة الفوائد العائدة على الجسم من الطعام الحار، بيد أن الوصول إلى مرحلة إدمان الأطعمة الحارة له عواقبه الصحية بلا شك، وهذا ما سنتطرق إليه خلال السطور القادمة.

اختلاف التأثر بالأطعمة الحارة

اختلاف التأثر بالأطعمة الحارة

كل ما هو حريف المذاق، وعلى رأس القائمة الفلفل الحار يحتوي على مادة تُعرف باسم “الكابسيسين”، والسر وراء تأثر البعض وحساسيته وسيلان دموعه من الأطعمة الحارة وعدم طرف العين للبعض الآخر يكمن في مستقبلات هذه المادة بالفم، حيث إن بعض الأشخاص لديهم مستقبلات الكابسيسين في الفم والحلق التي تعمل على تنبيه المخ فور دخول المادة إلى الفم عبر الإشارات العصبية بواسطة العصب ثلاثي التوأم، ويقوم المخ بدوره بإصدار أوامره إلى الأغشية المخاطية بالعين لتسييل الدموع، أما البعض الآخر يفقد هذه المستقبلات، ومن ثَم درجة إحساسه بالأطعمة الحارة منعدمة تمامًا؛ فينهم من الفلفل الحار أطنان وأطنان دون إشارات على سخونة الطعم الحريف، وإن كان هذا لا يقي من العواقب الصحية التي يسببها إدمان الأطعمة الحارة ، فكل الحاصل أن المذاق عند عديمي مستقبلات الكابسيسين ليس كالمذاق عند غيرهم.

أسباب إدمان الأطعمة الحارة

أكدت الدراسات البحثية التي قامت بها جامعة هلسنكي بالدنمارك على أن 58% من مدمني الأطعمة الحارة مدمنون عليها بالوراثة، غير أن دراساتٍ أخرى أكدت على أن إدمان الأطعمة الحارة يرجع إلى التأثير الاجتماعي والعمق الثقافي للتعامل مع الأطعمة الحارة، ففي الهند مثلًا تضع الأم قليلًا من الفلفل الحار على شفاه الرضيع كي يعتاد على طعمه كأقرانه وبقية مجتمعه.

وبعيدًا عن الوراثة والثقافة المجتمعية يُدمن الناس على الأطعمة الحارة -وبخاصة الفلفل الحار لدورها في تعزيز إفراز المخ لمادة الإندورفين، وهي مادة كيميائية تصل بالفرد إلى قمة السعادة، حتى إنها تفوق المخدرات فيما تسببه من شعور بالانتشاء والفرح.

أضرار الفلفل الحار على المعدة

سبق وأن أشرنا إلى أن الاعتدال في كل ما يخص الأنظمة الغذائية هو الأساس حفاظًا على الصحة العامة للجسم، بينما إدمان الطعام -أي طعام- له عواقبه ومضارة، ومن بين أضرار كثيرة ناتجة عن إدمان الأطعمة الحارة ما يلي:

تهيج الجلد واحمرار البشرة وصولًا إلى الحساسية، الغثيان، الشعور بآلام شديدة في البطن، القيء، الإسهال أو الإمساك وتوابعهما الصحية، تهيج العين واحمرارها وصولًا إلى تشوش الرؤية، الإصابة بالتهابات المعدة، الإصابة بتقرحات المعدة، الإصابة بالبواسير، الشعور المُستمر بالعطش.

فوائد الأطعمة الحارة

ما سبق كله لا ينفي أن الأطعمة الحارة لها بعض الفوائد الصحية، والأصل في التحصل على الفوائد وتجنب الأضرار هو حد الاعتدال فيما بين التخلي الكامل وإدمان الأطعمة الحارة ومن أبرز فوائدها:

  • خفض مُعدل الأنسولين بالجسم لما يقارب الـ 60%، ومن ثَم تعد تلك الأطعمة من الأكثر فائدة لمرضى السكري.
  • زيادة مُعدل حرق الدهون المُخزنة بالجسم، وهو ما يُعد فائدة كبرى وأثر إيجابي بالغ لأصحاب الوزن الزائد ومرضى السمنة إذا ما أدمجت الأطعمة الحارة في برنامج غذائي مُتكامل.
  • تلعب الأطعمة الحارة أيضًا دور أدوية المُسكنات لآلام والتهابات المفاصل، حيث أثبتت العديد من الدراسات الطبية المُعتبرة قدرة الفلفل الحار على تخفيف حدة الشعور بألم المفاصل دون أدنى تأثير على الخلايا العصبية، وهي ميزة علاجية لا توفرها المُسكنات الدوائية لالتهابات المفاصل.
  • الوقاية من سرطانات المعدة والقولون، علمًا بأن إدمان الأطعمة الحارة يأتي بنتائج عكسية تمامًا في هذا الجانب.
  • تساعد الأطعمة الحارة الجسم على الاسترخاء، تخفيف حدة الصداع والصداع النصفي المُرتبط بأمراض الجيوب الأنفية، تُعد علاجًا لالتهابات الحلق، تُعد علاجًا لبعض أمراض الأوعية الدموية، تعمل كمضادات للاكتئاب، تُقلل من احتمالية حدوث التشنجات العضلية والعصبية.

بعد أن تعرفنا على فوائد وأضرار تناول الأطعمة الحارة أصبح بإمكانكم عدم الإسراف في تناول تلك الأطعمة أو ترشيد تناولها بحيث نستفيد من فوائدها ونتلاشى أضرارها.

الكاتب: وفاء السمان

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

1 × أربعة =