تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » إجادة الكتابة : كيف تجيد مهارات الكتابة الإبداعية في خطوات بسيطة ؟

إجادة الكتابة : كيف تجيد مهارات الكتابة الإبداعية في خطوات بسيطة ؟

الكتابة ليست أمرًا سهلاً كما يتصور الكثيرون، الكتابة عمل من الأعمال الشاقة جدًا، هناك الكثير من النصائح التي سنعرضها عليك من أجل إجادة الكتابة.

إجادة الكتابة

في الحقيقة لا أعرف ماذا بالتحديد يجب أن أكتب عندما أتحدث عن إجادة الكتابة ، الكتابة بشكل عام وعن الكتابة الحرة بشكل خاص. يبدو الأمر غريباً بالنسبة لي، هذه هي المرة الأولى التي أصف فيها إحساسي عن الكتابة لجمهور. في الحقيقة، في هذا المقال أريد أن أتحدث عن شيئين، أولهما لماذا نكتب، وثانيهما كيف نكتب بأسلوبنا الخاص أفكارنا ومشاعرنا. لماذا نكتب؟.. في بداية الأمر أنت لا تفكر لماذا كتبت هذا غير أنك تشعر فجأة بحاجة ملحة لكتابة فكرة ما أو شعور ما، أنت تشعر أنك لا تستطيع كتمان هذا الشعور ولا تجد أمامك مخرجاً غير الكتابة لتعبر عما في صدرك. ورغم أننا فقط نصف شعورنا على الورقة إلا أننا نشعر أننا نتواصل تواصلاً حقيقياً مع أحد ما. وكأن الورقة والقلم تحولا إلى كائن حي يبادلنا الشعور ويفهم ما في قلوبنا بل ويشاركنا هذا الإحساس. وفي اللحظة التي تكتشف فيها ذلك الشعور، فإنك بالتأكيد تكتشف وكأن هناك جزءا إضافيا قد نمى في روحك وقلبك، أنت الآن تدخل إلى عالم جديد بداخلك لم تكن تعرفه من قبل! كل هذا عن طريق قلم وورقة فقط.

نصائح من أجل إجادة الكتابة في وقت قصير

لماذا نكتب؟

نحن نكتب لأننا لا نجد من يفهم ما نمر به من مشاعر متضاربة ومتناقضة، نكتب لأن أحداً لا يفهم تجربتنا النفسية التي خُضناها وكأنها حرباً مستمرة غير مسموح فيها بالهدنة، المعركة الضاربة بين عقولنا وقلوبنا، والروح المنهكة التي لم نسمع لها صوتاً إلا بعد أن فقدت القدرة على الاستغاثة، نحن نكتب لأنه لا يسعنا سوى الكتابة. لقد كنت أعتقد دائماً أن الكاتب شخص له قدسية خاصة غير باقي البشر، أشعر أنه يقع في مستوى أكثر وعياً بالحياة والوجود والنفس أكثر من أي شخص آخر وفي كل يوم أتأكد من هذا الاعتقاد.

كيف نكتب بأسلوبنا الخاص

إجادة الكتابة مهارة عقلية مثل أي مهارة أخرى، ويمكنك أن تعمل عليها وتطورها إذا كنت سيئاً فيها. هناك أنواع كثيرة من الكتابة، الكتابة العلمية والبحثية، وكتابة المقالات، الكتابة الحرة، وغيرها الكثير والكثير، كتابة مقال ما بأسلوبك الخاص مهارة تتطلب التدريب، فمثلا المقالات العلمية، أنت تقرأ العديد من الأبحاث ثم تقوم بالتلخيص لكتابة المقال أو التقرير الخاص بك، في هذه الحالة:

  • اقرأ العديد من الصفحات عن الموضوع الذي تريد أن تكتب عنه، ثم اختر لنفسك قطعة ما من الموضوع وحاول تلخيصها بأسلوبك الخاص، وتخيل كأنك تترجم من لغة إلى لغة أخرى، تخيل أن اللغة الأخرى هي أسلوبك الخاص، انس أسلوب الكاتب وطريقته في صياغة المفهوم العلمي، بل قم بعملية الكتابة بمفرداتك أنت وأسلوبك أنت وتخيل كما لو كنت تقوم بها من أجل أن يفهمها الآخرون وكأنك تشرح لهم هذه الجزئية.
  • تخيل نفسك مكان القارئ، واسأل نفسك أسئلة مثل: هل هذا الشرح كافي؟ هل سيفهم القارئ ما أريد أن أقول ؟ هل يجب أن أضيف جزئية أخرى قبل هذه لتسهل عملية الفهم ؟
  • لا تنس علامات الترقيم والتنصيص وغيره من أدوات الكتابة العلمية، لا تنس أن تضع مقولات العلماء بين علامات التنصيص وأن تذكر المراجع التي استخدمتها في الكتابة والبحث.
  • تأكد من أن لديك ما يكفي من الكلمات التي تستطيع أن تعبر بها عما تريد دون الحاجة إلى تكرار بعض الكلمات سواء في الكتابة العلمية أو الكتابة الحرة كالمقالات والمدونات.
  • من أهم مبادئ إجادة الكتابة أن تتأكد من استخدام قواعد اللغة بشكل صحيح في الكتابة فقد يكون مقالك في غاية الجودة العلمية ولكنه ركيك من ناحية القواعد أو الأسلوب.
  • إذا لم تستطع أن يكون لك أسلوبك الخاص في الكتابة الحرة، قم بقراءة كل ما يقع تحت يديك، اقرأ لهذا وذاك، واقرأ عن كل شئ تستطيع، ستجد حتماً من يعجبك أسلوبه في الكتابة حتى ولو بنسبة غير كبيرة، قم بمحاكاة أسلوب هذا الكاتب، وحاول أن تكتب كلماتك الخاصة وأفكارك ولكن بأسلوب هذا الكاتب، مع الوقت ستجد أنك بدأت تضيف لمساتك الخاصة الأدبية على هذا الأسلوب ومع الوقت ستجد أن أسلوبك هذا تغيّر كثيراً عن أسلوب الكاتب الذي قمت بمحاكاته في الكتابة من قبل، وبهذا تكون نجحت في عملية الكتابة بأسلوبك الخاص وأصبحت كاتباً حراً له صياغته الخاصّة.
  • إذا وجهت فترة عصيبة وأثر هذا على عملية الكتابة الخاصة بك، حاول أن تغير مكان الكتابة وأدوات الكتابة أيضاً، فمثلاً إذا كنت معتاداً على أن تكتب بالورقة والقلم، حاول أن تغير هذا وتكتب على جهاز لوحي أو على جهاز الحاسوب مثلاً أو حتى على مذكرات هاتفك الجوال، ستجد وكأن مصدر الإلهام قد تغير بل وربما تغير من كلماتك وأسلوبك قليلاً، وإذا كنت معتاداً على الكتابة في المنزل مثلاً، فاذهب إلى مقهى أو نادي كنوع من التغيير. أعدك بأنك ستكتب من جديد وبشكل جديد وربما تغير مواضيع الكتابة التي تعودت عليها.
  • إذا كنت في بداية تعلّم الكتابة وتواجه صعوبة في الكتابة بشكل منظم فلا بأس في ذلك أبداً، أحضِر ورقة وقلم أو افتح تطبيق الكتابة على الهاتف واكتب أي شئ يخطر على بالك، اكتب بدون تنظيم، فقط قم بإخراج مشاعرك وأفكارك على الورقة ولا تهتم بالتنظيم أو قواعد اللغة، أطلق لنفسك العنان ومع الوقت ستكون أكثر تنظيماً وعندها قم بالتركيز على استخدام الكلمات وراع الأسلوب الجيد واستخدام قواعد الكتابة واللغة الصحيحة.
  • إذا كنت تريد أن تكتب مقال عن شئ معين ولكنك لا تستطيع أن تعرف مالذي ستكتبه بالضبط في المقال، افعل الآتي: اكتب العنوان الرئيسي ثم اكتب تحت هذا العنوان عنوانين فرعيين بحيث يغطيا الموضوع كاملاً ثم قم بكتابة عناوين تحت فرعية تحت العنوانين الفرعيين، يمكنك أيضاً أن تقسم الموضوع إلى ثلاثة أو أربعة عناوين فرعية فقط تشمل كل ما يخص العنوان، رتب أفكارك خارج مكان الكتابة أولاً ثم ابدأ بكتابة المقال، وإذا نفذت منك الكلمات، قم بقراءة مقال عن نفس موضوع المقال بتركيز، ثم اغلقه واكتب بأسلوبك ما فهمت من المقال. احرص على أن تكون الكتابة لها طابعها الخاص بك ولا تحاول استخدام نفس كلمات وأسلوب كاتب آخر إلا إذا كنتَ مضطراً لذلك.

وفي نهاية المقال.. تأكدوا من أن إجادة الكتابة يجب أن تبدأ بأن تشعروا بقلوبكم أن الكتابة عمل مقدس، أريد منكم أن تشعروا بأنكم تتواصلون مع جزء دفين من قلوبكم عندما تكتبون، أنتم لا تقدمون للعالم مقال عن هذا أو ذاك فقط، بل تقدموا جزءاً من مغامراتكم في الحياة، جزءاً من أرواحكم ومشاعركم وخلاصة تجاربكم في الحياة، اكتبوا فقط عندما تريدون أن تكتبوا، عندما تريدون أن يسمعكم العالم، عندما يكون لديكم فكرة وتريدون للجميع أن يعرف هذا الفكرة، وتريدون من الجميع أن يتحمس لفكرتكم كما تحمستم أنتم لها، لا تخجلوا من أن تظهروا عواطفكم في الكتابة ولا تخجلوا من أن يرى أحد هذا الجانب الإنساني الملئ بالشغف وحب الحياة وحب المغامرة. اكتبوا كل شئ.. من أجل لاشئ.. فقط من أجل الكتابة.

نعمة إبراهيم

مهندسة، مهتمة بالأدب، والشعر، والتنمية البشرية، واللغة العربية.