تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تحدث أنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا وما طرق علاجها؟

كيف تحدث أنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا وما طرق علاجها؟

أنيميا البحر المتوسط أو ما يطلق عليها حمى البحر الأبيض المتوسط، كما يطلق عليها الثلاسيميا مرض من أمراض الدم، وسبب حدوثها هو عدم قدرة الجسم على إنتاج كرات الدم الحمراء، وبالتالي يحدث نقص في الهيموجلوبين، ومن ثمّ يصعب نقل الأكسجين للجسم.

أنيميا البحر المتوسط

هناك أمراض خطيرة تصيب الإنسان، ويجب علينا كشفها، ومن هذه الأمراض أنيميا البحر المتوسط ، هذه الأنيميا غير عاديّة، ويُصاب بها الشخص وراثيًا عن طريق أحد الأبوين أو كليهما، ومن بدء تمكنها من الشخص تظل معه طيلة حياته، وتتفاوت الإصابة بها، فقد تقف عند الحد العادي ويتعايش بها الشخص، وقد تتطور لتصبح الإصابة بها شديدة. وينتشر حدوث أنيميا البحر المتوسط في الدول التي تقع على البحر الأبيض المتوسط كاليونان وإيطاليا ومصر، لذا سميت بهذا الاسم، ويُصاب بها الأطفال بشكل شائع، وتكون مُزمنة ومتلازمة معهم، وهذه الأنيميا لها أنواع.

أنيميا البحر المتوسط الصغرى

أنيميا البحر المتوسط أنيميا البحر المتوسط الصغرى

من أنواع أنيميا البحر المتوسط : “الصغرى”، لكن قبل التعرف عليها نشير إلى بعض الأشياء المهمة، أولها: وظيفة كرات الدم الحمراء في الجسم، فالهيمجلوبين موجود فيها، ووظيفته حمل الأكسجين من الرئتين إلى باقي أعضاء الجسم، وعند نقص في كرات الدم الحمراء أو الهيموجلوبين أو في الاثنين معًا تحدث “الثلاسيميا”، فيجب التفرقة هنا بين فقر الدم العادي الذي يحدث بسبب نقص الحديد الشائع، وبين أنيميا البحر المتوسط التي يحدث فيها ما سبق بالوراثة، ثانيًا نشير إلى الثلاسيميا الكبرى، فتكون الإصابة بها شديدة لأن الطفل ورثها عن الأبوين معًا، لأنه يحمل الهيموجلوبين الجنيني، والذي لا يستطيع العيش به خارج رحم الأم، ويختلف عن النوع الآخر الذي نعيش به بمجرد الولادة، فيسبب ذلك أن كرات الدم الحمراء تتكسر ولا تعيش المدة الطبيعية لها وهي مدة مائة وعشرين يومًا، بل تعيش عشرين يومًا فقط وبعدها تتكسر، ومريض الثلاسيميا الكبرى يحتاج إلى نقل دم باستمرار ليستطيع العيش أطول فترة ممكنة.

كيفية حدوث أنيميا البحر المتوسط الصغرى

أنيميا البحر المتوسط الكبرى تكون بسبب نقل الجينات الوراثية المصابة من الأبوين معًا، ويكون الخلل في أربع سلاسل وراثية، اثنان من الأم واثنان من الأب، أما الثلاسيميا الصغرى يحدث الخلل في سلسة واحدة، فيكون العامل الوراثي من أحد الأبوين فقط، ويصاب الشخص بها إصابة غير شديدة بعكس الكبرى، كما لا تظهر الأعراض على المريض، بعكس الثلاسيميا الوسطى فقد تظهر عليه أعراض بسيطة، أما المصاب في سلسة واحدة يعاني من فقر في الدم بسيط، ويظهر في الفحوصات العادية، كما أنه يتم علاجه، ويحتاج المصاب بثلاسيميا صغرى إلى نقل للدم لكي يستطيع العيش بعد ذلك بشكل طبيعي. فيتبين لنا مما سبق أنّ أنواع أنيميا البحر المتوسط يتفاوت الإصابة بها، من شديدة جدًا إلى متوسطة، إلى صغرى، وهذا على حسب الحامل الوراثي لها وعدد السلاسل التي بها قصور.

أنيميا البحر المتوسط للأطفال

كما تبيّن نرى أن أنيميا البحر المتوسط تنتقل للأطفال عبر الأبوين، وعلى حسب نوعها تكون نسبة الإصابة والخطورة، وكيفية انتقالها بالوراثة للأطفال يكون كما يلي: إذا تزوّج شخص يحمل ثلاسيميا صغرى بآخر سليم فاحتمالية الإصابة بالمرض خمسون بالمائة، يعني يمكن إنجاب طفل مريض وآخر سليم، أما إذا تزوّج شخص يحمل الصغرى بآخر يحمل نفس المرض، فاحتمالية الإصابة تتفاوت ما بين من يحمل المرض، وبين واحد سليم، وآخر يحمل ثلاسيميا كبرى، بينما زواج من يحمل الكبرى بآخر سليم ينجب طفل مريض بالكبرى بنسبة مائة بالمائة، لذا تكمن خطورة من يحمل الأنيميا الكبرى عندما يتزوج، مما يعني إنجاب أطفال يحملون المرض، ولكن تقل الخطورة في أول نوع لأن احتمالية الإصابة بالكبرى غير موجودة. وأعراض حمى البحر المتوسط للأطفال تبدأ في سن باكرة، ومن أهم هذه الأعراض: فقدان في الشهية، وارتفاع في درجة الحرارة، والقيء المستمر، مع ظهور شحوب واصفرار في البشرة، وقد تصل إلى ظهور طفح على الجلد واحمرار، كما يتغيّر لون البول. وتظهر الأعراض في الأسابيع الأولى من الولادة، إلا أن معظم الأطفال تظهر عندهم في السنوات العشر الأولى، ونادرًا ما يتم الإصابة بالمرض بعد ذلك.

تحليل أنيميا البحر المتوسط

أنيميا البحر المتوسط تحليل أنيميا البحر المتوسط

هناك فحوصات للدم شاملة، تظهر فيها هل تعمل كرات الدم الحمراء والبيضاء بشكل سليم أو غير ذلك، وعندما يحدث خلل في عمل كرات الدم الحمراء ولا تتكسر في الجسم بشكل طبيعي، من هنا يبدأ القلق، لأن هذا معناه أن النخاع الشوكي لا يقوم بوظيفته، لأنه يجعل كرات الدم الحمراء تتجدد كل مائة وعشرين يومًا، فيبدأ الطبيب بعمل تحليل خاص ليعرف احتمالية إصابة المريض بأنيميا البحر المتوسط، وهذا النوع من التحليل يسمى بالتحليل الجيني الخاص بأنيميا البحر المتوسط، وفائدة هذا التحليل أنه يحدد ما إذا هذا الجين الوراثي يحمل صفة المرض أو لا يحملها، لكن مع ذلك يجب أن يكون التحليل دقيق للغاية لعدم حدوث أخطاء طبية ومن بعدها تشخيص خاطئ، فبالتالي عدم إمكانية تحديد العلاج المناسب. ويجب توفّر نوع من التحليل المتطور خاصة في البلدان القريبة من البحر المتوسط، لأنها الأكثر عُرضة للمرض، ولا يجب اعتماد الطبيب على مجموعة من الفحوصات الشاملة فقط، بل على الأطباء استخدام أساليب التحاليل الجينية، وتوفير الإمكانيات اللازمة لها.

هل انيميا البحر المتوسط معدية؟

حمى البحر الأبيض المتوسط أو الثلاسيميا ليست معدية، بل وراثية كما أشرنا في السابق، بمعنى أنه لو اجتمع أخوان أحدهما يحمل صفة المرض، والآخر لا يحملها، لا يمكن نقل المرض إلى أخيه السليم بالعدوى، طالما لم تنتقل إليه عن طريق أحد الأبوين، كما يمكن لحامل المرض التعايش بجانب أسرته بشكل لا يدعو للقلق، إلا أن الحقيقة أنه يعاني من المرض بشكل مستمر، فيداوم على العلاج، كما يقوم بالفحص الدوري، ويتم نقل الدم إليه بشكل دائم. ومن هنا نعرف أن أنيميا البحر المتوسط جينية وراثية، موجودة في جين معين، تكون خطيرة في حالات إصابة معينة، ولها علاج لكن مؤقت، كما أن المصاب بها يوصى له بغذاء معين، وسوف نوضح كل ذلك.

هل أنيميا البحر المتوسط خطيرة؟

تبدأ خطورة أنيميا البحر المتوسط عندما يحدث ما يلي: أولًا عدم توافر الإمكانية، ويبدأ عندما يعلم الأب أو الأم أن طفلهم يحمل صفات المرض الوراثي، وخاصة إذا كان من النوع الأول الشديد، ثم لا يستطيعون التعامل معه بشكل صحيح، وهناك من يهمل العلاج، ولا يواظب عليه، لكن مع ذلك هناك حالات تكون الحمى فيها شديدة الخطورة، وذلك عندما تتكسر كرات الدم الحمراء، ومن ثمّ يحتاج المريض إلى نقل الدم، وبالرغم من انتشار هذه الحمى خاصة في مصر إلا أنه يتم إهمالها، ولا تتوافر الإمكانيات المطلوبة للتعامل معها، أو حتى التفكير في التطوير من العلاج، فتكمن خطورة الحمى في عدم توفر العلاج المناسب فيؤدي إلى تطور حالة النوبات، فتصل إلى حد عدم السيطرة على المرض، وقد يفقد المريض حياته. وخطورة الثلاسيميا عند الأطفال من النوع الأول يصحبها تضخم في البطن، نتيجة لتضخم الطحال أو الكبد، بالإضافة إلى تأخر النمو الملحوظ، وإذا لم يبدأ العلاج مبكرًا ستكون النتائج في غاية السوء، لذا قبل خطورة المرض يجب التدخل الطبي.

هل انيميا البحر المتوسط تسبب الوفاة؟

هناك مضاعفات لأنيميا البحر المتوسط كما أشرنا إذا لم يتم علاجها بشكل سريع، وبالطبع قد تسبب هذه المضاعفات الوفاة، ويتم إنقاذ المريض في حالة واحدة، عند إجراء عملية زرع نخاع شوكي جديد، لكن هناك الكثيرون ليس عندهم القدرة المالية لفعل ذلك، لذا تَسبُب هذه الحمى للوفاة لا يكون بنسبة كبيرة إذا ما تم العلاج بشكل صحيح وسريع، فيجب معرفة أن مريض الثلاسيميا يحتاج إلى نقل دم بشكل مستمر، لتعويض الهيموجلوبين المفقود، وتجنب فقر الدم الشديد. وهناك ما نشير إليه من بعض المعلومات عن هذه الحمى، فهذا النوع من المرض ليس له علاج جذري، فالعلاج وقتي لتخفيف نوبات المرض الشديدة، بالإضافة إلى أنّ المصاب يعيش طيلة حياته بها، وأنواع العلاج تكون بإعطاء المريض أدوية تساعد على زيادة عدد كرات الدم الحمراء، ومحاولة جعلها تعيش فترة أطول قبل تكسّرها، كما يحتاج إلى ما يعزز وظيفة الكبد والطحال، ونشير أيضًا إلى أنه قد تتطور بعض الحالات فتنتهي باستئصال الطحال.

غذاء مرضى انيميا البحر المتوسط

غذاء مرضى الثلاسيميا قائم على التقليل من الأطعمة الغنية بالحديد، كالكبد والطحال، والعسل الأسود، والبنجر، والملوخية والسبانخ، لأن المريض كما يعاني من فقر الدم، إلا أن نسبة الحديد في الدم عنده عالية بسبب النقل الدائم للدم مما يساعد على تراكم الحديد في الجسم، ويبتعد المريض عن الأطعمة التي تساعد في تكسير كرات الدم الحمراء، كالفول خاصة في قشرته، ويوصى بتناول المشروبات والتي تقلل من امتصاص الجسم للحديد بعد الأكل مباشرة مثل الشاي، كما يُحبّذ تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم، كاللبن ومنتجاته من الجبن وغيره، وذلك لأن الكالسيوم يساعد في تقليل امتصاص الجسم للحديد، ويجب عدم تناول المريض للأطعمة الغنية بفيتامين (C) كالحمضيات، وأي أطعمة تساعد الجسم في امتصاص الحديد، كما يوصى له بتناول القمح والشوفان لتقليل الامتصاص، ويفيد كثيرًا شرب القهوة أيضًا والتي تساعد على تقليل امتصاص الحديد، ومن الحبوب التي يتجنبها المريض ويبتعد عنها: الشعير والسميد، كما يُفضّل التقليل من تناول البقوليات.

علاج أنيميا البحر المتوسط بالأعشاب

أنيميا البحر المتوسط علاج أنيميا البحر المتوسط بالأعشاب

عمومًا مريض أنيميا البحر المتوسط يحتاج إلى علاج خاص، يساهم في التقليل من نوبات الحمى المتكررة، ويقلل من شعور المريض بالآلام، كما يعمل على زيادة عدد كرات الدم الحمراء، وتوجد أنواع من الأعشاب تعمل على علاج ذلك، وهي أعشاب تحتوي على حمض الفوليك من مكونات فيتامين باء، فيمكن للمريض إدخال هذه الأعشاب في بعض وجباته الغذائية، كأوراق البرسيم الأحمر، والشوفان، بالإضافة إلى الأعشاب التي تحتوي على الزنك، كالبقدونس والهندباء، وبالإضافة إلى مشروب الزنجبيل والمهم في تخفيف أعراض المرض، ويمكننا أيضًا استخدامه في الطعام، ولا ننسى فائدة الليمون لأنه يساعد في تقوية الجهاز المناعي كما يفيد في تقليل أعراض المرض. ولكن علاج الثلاسيميا بالأعشاب لا يكفي، فيجب اتباع تعليمات الطبيب، بالمواظبة على تناول العقار الطبي المناسب، ولا يجب الإهمال نهائيًا لأن الإهمال نهايته معروفة -لا قدّر الله- قد يسبب الوفاة.

وبعد معرفة طبيعة أنيميا البحر المتوسط، ومدى خطورتها على الشخص، يجب على المصاب الإلمام بالمعلومات اللازمة عنها والتي تساعده في التعايش بها بشكل قريب من الطبيعي، وعلى من حوله من أسرته تعزيزه ومساعدته في تخطي المرحلة الصعبة التي تواجهه، وعلى الدولة والجهات المعنية توفير الإمكانيات اللازمة لهذا المرض، خاصة أنه منتشر في مصر بنسبة كبيرة بين فئة الأطفال، وذلك لينعموا بحياة كريمة، وطفولة سعيدة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: آلاء لؤي

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

عشرين + ثمانية =