تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » قراءة وكتابة » أنواع القراءة : كيف تعرف نوع القراءة المناسب لك ولشخصيتك؟

أنواع القراءة : كيف تعرف نوع القراءة المناسب لك ولشخصيتك؟

إذا ما قررت بدء القراءة في موضوع ما ستذهل من كثرة الخيارات المتاحة أمامك، وربما كثرتها قد تصيبك بالحيرة، لذلك تابع هذا المقال الذي يشرح أنواع القراءة .

أنواع القراءة

لا شك أن القراءة هي من أكثر الأمور أهمية على وجه البسيطة، وكعادة أي شيء هام، لا بد أن تجد أنواع القراءة المختلفة أمامك لتتركك حائرا متسائلا عن نوع القراءة الخاص بك. وإذا كنت جديدا في هذا الأمر وليس لديك خلفية كبيرة عنه، فربما سيشعرك كتاب ما بالملل ويتركك كارها لموضوع القراءة هذا بأكمله بغض النظر عن أنواع القراءة الأخرى التي تختلف عن ذلك الكتاب الخاطئ الذي بدأت به. لذلك، معرفة أنواع القراءة المختلفة ومعرفة النوع الخاص بك سيساعدانك بشدة في بدء طريق القراءة دون تخبط أو ملل ودون أن تفقد الأمل في أنك سترغب في القراءة مجددا. ولكن قبل أن نبدأ في هذا، دعنا نوضح أولا لماذا تعتبر القراءة أمرا هاما هكذا لنضع عليه كل هذا الاهتمام؟!

تعرف على أنواع القراءة والأنسب لك منها

القراءة تساعد على الاحتفاظ بعقلك!

ربما يبدو المصطلح غريبا عليك، لكن الدراسات أثبتت أن القراءة تقوم بتحفيز دماغك وحثه على البقاء نشطا مما يساهم في إبطاء –بل المنع في بعض الأحيان- بعض الأمراض كمرض ألزهايمر مثلا أو غيره من الأمراض العقلية الأخرى. وهذا الأمر يعتبر تفسيره بسط جدا، حيث أن الدماغ يعتبر عضلة في جسدك كغيره من العضلات الأخرى، فإن هذه العضلة تحتاج إلى التمرين والاستخدام حتى لا تضمر وتكف عن العمل. لذلك، قراءتك لهذا المقال ومعرفة أنواع القراءة المناسبة لك لن تكون أمرا ضارا أبدا .. بل ربما يكون هذا المقال سببا في منع ألزهايمر من الاقتراب منك!

القراءة تزيل التوتر

كتجربة شخصية أستطيع أن أؤكدها بنفسي وسيصدّق عليها الكثيرين أمثالي ممن يحبون القراءة، هي أن القراءة كثيرا ما تقوم بإضفاء بعض الراحة والهدوء إلينا بعد يوم شاق أو تفكير مضني يتسبب في توتر أعصابنا والضغط النفسي الذي نشعر به. فالقراءة تقوم بسحبنا إلى عالم آخر ينسينا همومنا وكل ما يشغل بالنا ويأسرنا في القصة أو الموضوع الذي نقرأ عنه. و أنواع القراءة المختلفة لديها الطرق المختلفة لإراحة كل شخص باختلاف طباعه وتفضيلاته في الكتابة.

ستزيد القراءة من معرفتك

هذا هو الجزء الأوضح والأهم في مجال القراءة. كلما قرأت أكثر، كلما ازدادت معرفتك وزاد إدراكك. القراءة تفتح لك آفاقا جديدة تماما لم تكن لتعرف عنها قبل قراءتها. العلوم الجديدة الموجودة في المقالات العلمية والقصة الجيدة المكتوبة في رواية واللغز المحير المُصاغ قصة بوليسية والأخبار اليومية المتاحة في جريدة. هذا هو ما ستناله عندما تقرا شيئا جديدا، وهذا هو التنوع الذي ستضيفه لك أنواع القراءة المختلفة.

ستساعدك القراءة على حسن التعبير

كما ستقوم القراءة بزيادة معلوماتك، فإنها أيضا ستقوم بتوسيع مداركك اللغوية. فالكلمة الجديدة التي تقرأها في تلك المجلة العلمية ستضيف في رصيد مفرداتك. والتعبير الجميل الذي ستقرأه في رواية أدبيه سيضيف في رصيد تعبيراتك اللغوية. وكلما قرات أكثر، كلما جمعت مفردات وتعبيرات أكثر. وكلما تنقلت بين أنواع القراءة المختلفة، كلما تنوّعت المفردات التي ستقتنيها.

القراءة تحسّن من ذاكرتك

سيظهر هذا الأمر جليا عندما تبدأ في قراءة رواية شيقة وطويلة نوعا ما. ستكتشف أنك بحاجة إلى تذكر الشخصيات الموجودة بداخل الرواية، ارتباطهم ببعضهم البعض، الأحداث المختلفة التي تحدث لهم والطريقة التي يتفاعلون بها سويا. كل هذا يجب على عقلك الاحتفاظ به وتذكره لكي يستطيع التجول في ما هو قادم من الرواية دون أن تتوه في الأحداث الجديدة.

أتذكر جيدا أثناء قراءتي لرواية “الحرافيش” كيف كانت الشخصيات كثيرة جدا ومتغيرة بسرعة والأحداث أكثر وأكثر من الشخصيات، لقد كنت مستمتعة تماما وأنا أحاول تذكر كل شخصية وأربطها بالشخصية الجديدة التي ظهرت في أثناء قراءتي ومحاولة تخيل الأحداث التي ستأتي فيما هو قادم من الورقات المتبقية. أنواع القراءة الأخرى لن تختلف كثيرا عن الروايات، ففي كل نوع سيتوجب عليك أن تنتبه لما هو مكتوب لتستطيع ربطه بما سبقه، وبالتالي لن يكون لدى عقلك خيار آخر سوى التذكر والتدريب.

ستزيد القراءة من قدرتك على النقد والتحليل

إذا كنت قارئا متمرسا فإنك بالأغلب ستكون قد لاحظت هذا من قبل –أو إذا كنت مبتدئا فإنك ستلاحظه فيما بعد-. ستجد أنك أثناء قراءتك لرواية بوليسية أو لغز معقد، تقوم باستنباط الأحداث ومحاولة حل اللغز مع بطل القصة أو الرواية. هذه هي الطريقة التي تقوم بها القراءة بزيادة قدرتك على النقد والتحليل. كلما قرأت وتعلمت الخدع والمناورات الكتابية، كلما أصبحت قادرا على كشفها بنفسك والقدرة على تحليل النص واستخراج المعلومة منه.

القراءة تساعدك على التركيز

من الفوائد الجميلة جدا للقراءة هي أنها تساعدك بسهولة على التركيز. فمتى ما بدأت في الراوية أو المقالة التي تحبها، سينشغل عقلك تماما بها وستجبرك على تجاهل كل شيء والاهتمام بها. بعكس ما يقوم به عالمنا التكنولوجي الحالي الذي لا يقوم بشيء سوى بتشتيتك عن ما تقوم به سواء بصوت الإشعارات القادمة من هاتفك أو الأصوات على التلفاز أو غير ذلك مما يسحب من تركيزك ومتعتك.

هذه فوائد قليلة من فوائد جمة كثيرة ستجدها في القراءة. هذا بجانب المتعة الجمة والوقت الجيد الذي تقضيه مع كتاب أو مقالة دون أن تتكبد أكثر من ثمن هذا الكتاب. ما هي أنواع القراءة تلك التي تسبب كل تلك الأمور الجيدة دون مقابل يذكر إذا؟! هذا هو ما سيحتويه الجزء القادم من المقالة.

أنواع القراءة

الروايات

يعتبر هذا النوع من أمتع وأكثر الأنواع انتشارا. فالقصة والسرد هما أفضل الطرق لشد انتباه شخص ما وحبس أنفاسه في انتظار معرفة الأحداث القادمة ونهاية القصة. ويعتبر هذا النوع من أنواع القراءة المفضلة لي شخصيا. وبإمكان رواية كبيرة جدا أن تحبسني أمامها فلا أتحرك قبل أن أنتهي منها. وفي الحقيقة، أعظم الأفلام التي تم تمثيلها كانت في البداية رواية وقصة تم تحويلها بعد ذلك إلى فيلم أو مسلسل.

المقالات العلمية

هذه المقالات هي حجز الأساس في المجتمع العلمي ويطلق عليها “الأوراق البحثية”. كل ورقة تحتوي على تجربة جديدة لبعض العلماء يتحدثون فيها عن أهمية تجربتهم وعن الاكتشافات التي صدرت من تلك التجربة وعن أهميتها في حياة الآخرين وفرع العلوم الذي يتصل به وأحيانا العلوم الأخرى أيضا. هذا النوع يكون مليئا بالمعلومات والمعرفة ويساعدك كثيرا في فهم الأشياء التي حولك بطريقة صحيحة وعلمية.

الشعر

يعتبر بعض الأشخاص الشعر والكتابة أشياء مختلفة. لكن القراءة تعتبرهما نفس الشيء لأنك في النهاية ستقوم بقراءة كليهما. ويتميز الشعر بعذوبة ألفاظه وسهولة نطقه والنغم الذي يصاحبه وغالبا ما يلتصق بأذهاننا. يعتبر الشعر نوعا مميزا من القراءة وله جمهوره الخاص به الذي يفضله عن أي شيء آخر.

التاريخ

يعتبر التاريخ مجالا منفردا في أنواع القراءة . فالتاريخ يمكن أن يتم صياغته في رواية، أو مقالة أو نظمه في قصيدة. قد يكون مستقلا بذاته في كتاب، أو مزاحما قصصا أخرى في رواية أو حتى محتلا ساحة قصيدة. يجد الكثيرون من الأشخاص متعة كبيرة في قراءة التاريخ، فبجانب إلى أنه يعتبر نوعا من أنواع الرواية والقصة إلا أنه يتميز بالواقعية وحقيقة الأحداث. ويتفوق في هذا الأمر على نظيرته القصة الخيالية المستوحاة من خيال كاتب ما. ومن الأنواع المميزة للتاريخ هي الكتب السياسية والاقتصادية، ففيها يتم سرد الأحداث السابقة التي حدثت فعلا لأشخاص مثلنا ويتم أخذ العبرة أو محاولة تفادي الوقوع في نفس الشرك مرة أخرى.

الألغاز

هذا النوع يتميز بالإثارة والغموض، ويوجد قسم خاص به تحت قسم الروايات وهي الروايات البوليسية. يقوم فيها الكاتب باقتناص الحدث الغامض ثم نصب شباك الجريمة وإخفاء الأدلة وسحب أنفاس القارئ حتى لحظة كشف الغموض المنتظرة منذ بداية اللغز.

الآن.. بعد أن عرفت أهمية القراءة وأنواع القراءة المختلفة، كيف تعرف نوع القراءة الخاص بك؟ هذا الأمر يتم تحديده بإجابتك على عدة أسئلة للوصول إلى إجابة ذلك السؤال الأول.

هل أنت مبتدئ؟

إذا كنت مبتدئا، فيستحسن أن تبدأ بأشياء قصيرة أولا حتى لا تمل بسرعة وتفقد شهيتك للقراءة مطلقا. بعد أن تحصر اختياراتك في الكتابات القصيرة سيتوجب عليك أن تسأل السؤال القادم.

هل تحب القراءة الهدوء أم الإثارة؟

إذا كنت شخصا هادئا وتفضل الهدوء، فربما يجب عليك البدء في رواية أدبية قصيرة. تلك التي تتسم بالأحداث البسيطة ولكنها مثيرة في نفس الوقت لتجعلك راغبا في معرفة الأحداث القادمة دون أن تمل. غالبا ما تكون تلك الروايات هي الروايات الدرامية أو الرومانسية.

إذا كنت تفضل الإثارة فعليك أن تبدأ بقراءة رواية بوليسية أو لغز واقعي محير أو قصة من التاريخ عن سقوط وارتفاع حضارات مختلفة.

السؤال التالي سيكون: هل تفضل الحقيقة أم الخيال؟

هل تستمع أكثر بالاستماع إلى قصص أصدقائك التي حدثت لهم ومعرفة أسباب تلك القصص .. أم تفضل الاستماع إلى فضفضتهم وأحلامهم التي يرونها فقط حين ينامون أو يفكرون في المستقبل. شيء كهذا بإمكانه إخبارك عن نوع القراءة الذي ستفضله. فالقصص الواقعية المتمثلة في التاريخ ستكون الخيار الأمثل لك إذا اخترت المثال الأول، والقصص الخيالية المليئة بالأحداث غير الواقعية ولكن مثيرة ستكون هي اختيارك الأمثل في الحالة الثانية.

وأخيرا.. السؤال الأخير لتسأله لنفسك في هذا المقال ولكن ليس الأخير في مشوار قراءتك.

هل تحب الموسيقى؟

إذا كنت تملك أذنا موسيقية أو حسا مرهفا تجاه الموسيقى والألحان، فإن الأشعار ستكون اختيارك الأول والأفضل لاتباعه. الشعر يعطيك الألحان التي تحبها ويلمس بداخلك الهدوء والسلام الذي تعطيه لك الموسيقى. ربما تبدأ بقراءة الأشعار المجردة التي تصف شخصا أو شيئا، ثم تتطرق بعدها إلى الأشعار التي تحكي قصة صغيرة بين متحابين أو بين وطن وسكانه. ثم تنتهي رحلتك في الشعر بالاستماع إلى الملحميات الطويلة حول التاريخ أو السجالات بين الدول التي تم تخليدها عن طريق الشعر.

هذه الأسئلة قد تساعدك في وضع قدمك على أول طرق القراءة واختيار النوع المناسب لك من أنواع القراءة المختلفة. وهذا الطريق سيقوم بمهمة إيصالك إلى داخله بمفرده. لكن عليك أن تضع في اعتبارك أن الكاتب يُكون جزءا ليس بالصغير في تحديد إذا كان ما ستقرأه سيعجبك أم لا. فربما تقرأ نفس القصة بنفس الأحداث لكاتبين مختلفين، أحدهما سيعرف كيف يقوم بجذب انتباهك وإجبارك على إكمال القراءة. والآخر سيقوم بإصابتك بالملل بعد أول صفحة. هذا الأمر سيساعدك في تقريره مواقع القراءة الكثيرة التي تقوم بتقييم الكُتّاب من متخصصين وناقدين درسوا جيدا وعرفوا على أي أساس ينقدوا النص الذي أمامهم.

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

أضف تعليق

ثمانية عشر − 17 =