تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » أنواع الحب : الحب تسعة أنواع وليس نوعًا واحدًا تعرف عليها

أنواع الحب : الحب تسعة أنواع وليس نوعًا واحدًا تعرف عليها

لا يقتصر الحب على الحب الرومانسي المعروف، فهناك العديد من أنواع الحب التي قد لا تعلم بوجودها، تستعرض الكاتبة هنا أنواع الحب التسعة بالتفصيل.

أنواع الحب

أنواع الحب كثيرة، ولا يُقصد بالحب ما قد يتبادر إلى الأذهان من حب رومانسي فقط، فالحب هو أعلى شعور يمكن أن يعطيه أو يأخذه الناس، ممارسة الحب هي الغاية الأساسية في العلاقات البشرية الاجتماعية. فلا يوجد مجتمع سليم دون محبة، ولا يوجد أسرة مستقرة دون محبة، ولا يوجد وطن متكامل دون شعب واعي لكلمة محبة. فالحب ليس مجرد عاطفة تمر علينا مرور الكرام أو قبلة في فيلم ومسلسل، أو نهاية سعيدة لرواية ما. بل الحب هو حالة متكاملة من الرغبة في الحياة، الرغبة في توقف الزمن عند هذه اللحظة، التي فيها يكون الجميع شبعان. وأقصد هنا بالشبع، الشبع العاطفي الذي هو يمثل الكمال بالنسبة للإنسان. فالحب هو الكمال الذي يعتقد فيه الإنسان، هو الخلود، هو هذه اللحظات الرائعة التي تجبرك أن تعيش وتكمل حياتك رغم الألم والتعب. وفي هذا المقال سنتكلم عن تسعة أنواع من الحب، كل نوع منهم يختلف تماماً عن الأخر من جهة الجوهر والمظهر. ولكن في الأخير يبقى كل نوع من الحب حالة في حد ذاته.

أنواع الحب التسعة

حب الأب والأم

في أنواع الحب المختلفة، توجد قاعدة يجب أن يعلمها الجميع، الحب أخذ وعطاء. وفي حالة الأب والأم محبتهم تكون مبنية أكثر جداً على العطاء والبذل، وليس الأخذ. فماذا يأخذ الأب والأم من تربية طفل وتحمل مسئوليته بالكامل سوى التعب؟ في الحقيقة الفرح، هم ينالون الفرح أيضاً. محبة الأب والأم هي من أروع أنواع الحب التي فيها تتجسد التضحية بأسمى معانيها، وهذا يكون جزء من متعة الأب والأم. فأي زوجان يشتركان في تربية طفل، يشعران من داخلهم أنهم يبنون شيء مهم، هم يستثمرون في إنسان، وهذا الإنسان هو طفلهم الذي أتى من جسدهم، ويعتبر امتداد الحياة لهم. فتجد الأب عندما يكبر ابنه، يفرح جداً بنجاحه وينفعل جداً لفشله. الأب يريد لابنه أن يصير أفضل منه بكل جوارحه، والأم تريد أن يكون ابنها هو الأفضل على مدار التاريخ، وأفضل منها. وربما في كل أنواع الحب الأخرى تكون الذات حاجز بين طرفي المحبة، ولكن في محبة الأب والأم تكون الذات لهم متنحية تماماً لدرجة أنهم لا يريدون سوى أن يرون أولادهم أفضل منهم بكثير جداً. ويحاولون دائماً أن يجعلوهم يتجنبون كل ضرر وضيقة هم عانوا منها وهم صغار.

حب الزوج والزوجة من أنواع الحب التسعة

هو نوع من أنواع الحب المقدسة، لأن الزواج هو من أكبر الأسرار المقدسة في هذا العالم. وكلمة سر مقدس يقصد بها، خصوصية بين اثنين مبنية على عهود مقدسة. وعندما يقترن العهد بالحب فهنا الجنة حرفياً تصير موجودة في البيت بين الزوجين. لا تصدق يا عزيزي هؤلاء السلبيون الذين يقولون على الدوام أنه لا توجد سعادة في الزواج بين الزوج والزوجة. في الحقيقة هؤلاء يتكلمون على أنفسهم بصوت عالي، فالزواج والحب حقيقة التاريخ يشهد عنها كل يوم من فجر التاريخ. والسعادة الزوجية مبنية ببساطة على الحب الحقيقي بين طرفين ناضجين. الحب يجعل كل طرف يحترم الأخر ليس خوفاً بل عشقاً في الأخر، وعندما يسود الاحترام والحب بين الرجل والمرأة غالباً تكون الحياة سعيدة. وعندما تكون الحياة سعيدة، يشعر الإنسان بقيمة كل شيء حوله بمنظور مختلف، وتصير النفس البشرية إيجابية جداً وليست يائسة.

حب الحبيب والحبيبة

وهنا من الضروري أن أذكر أن هذا النوع يختلف عن حب الزواج تماماً، من حيث المضمون ولكن ليس من حيث الشكل. فأطراف العلاقة هنا أيضاً يكونان رجل وامرأة، ولكن الفارق أنهم ليسوا متزوجين. وهذا الفارق ليس بسهل أبداً، حيث أن نسبة الذين يرتبطون ويحبون قبل الزواج ولا يتزوجون من يحبونهم تتعدى ال45% حول العالم. ولكي تعلم فهذه النسبة عظيمة جداً، تخيل أن أقل من نصف علاقات الحب في العالم لا تكتمل بالزواج، لأن في هذه المرحلة يكون الحب قائم فقط على العواطف تقريباً. وهو يكون أحلى من حيث الأحاسيس، والأماني والأحلام. ففي الزواج العقل يكون قد اقترن بالعاطفة، وهذا يعطي نضج وثقل للعلاقة، ولكن قبل الزواج الأحباب لا يفكرون في مصاريف أو مسئوليات أو أعمال هم فقط يقضون الوقت وهم يستمتعون بعضهم ببعض. ولذلك عليك أو عليكِ أن تأخذا حذركم من علاقات ما قبل الزواج، فيجب مهما كانت العلاقة والحب أن يكون لها حدود لأن هناك نسبة كبيرة جداً قد تجعلكم لا تكملان حتى الزواج. وعلى الرغم أنكم قد لا تتزوجون فهذا لا يلغي المشاعر التي تتكون داخلكم لبعض مدى الحياة، فالحب أحياناً كثيرة يكون قاسي وجبار.

حب الأخوة

هذا النوع من أنواع الحب، أكثرهم خفة دم، فلا طفولة متكاملة دون أخوة، ولا متعة في البيت دون أكثر من طفل، يتشاجرون ويلعبون ويمزحون. الموضوع مرهق على الأب والأم ولكن المجمل يكون علاقة حب رائعة بين أفراد الأسرة. الأخوة هم ترس بعضهم لبعض، ولا سيما لو كانوا في عمر متقارب. فلو كانوا مع بعض في مدرسة واحدة، فغالباً الأخ الكبير يكون مسئول عن الصغير وحتى الصغير لو رأى أخوه الكبير يتشاجر تجده تدخل وحامى عن أخيه. في حين أن من الممكن أن الأخوين لا يكفان عن التشاجر مع بعضهما، ولكن هذا الشجار الطفولي لا يلغي أبداً رابطة الحب التي بينهم، بل بالعكس تقويها جداً. ومن ثم يكون الأخ هو السند في هذه الحياة لا قدر الله من بعد فقدان الوالدين. حيث أن مسئولية الأسرة تؤول بشكل كامل على الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى. فالأخوة ليسوا مجرد صلة رحم بل قصة حب من نوع خاص جداً، ذكريات طفولة، شجارات المدرسة، فترات المراهقة، الوقت الصعب، الوقت الجيد، الضحك واللعب. كل هذا يشترك فيه الأخوة من ساعة الولادة لحد سنين تقدر بالعشرين والخمسة وعشرون عاماً حتى يتزوج كل منهم ويخرج خارج إطار الأسرة ليكون أسرته الخاصة.

حب الأطفال

الكثير من الناس لا يعلمون ما السر وراء حب الأطفال، وهنا لا أخص الأولاد للأسرة بل حب الأطفال الصغار في العموم. فهم غالباً ملائكة والجميع طول الوقت يبحث عنهم ويلاعبهم ويهتم بهم. ويكفي فقط عندما يأتي طفل صغير أمامك ويبتسم، غالباً في هذا الوقت أي كان الشخص سيرد الابتسامة لمجرد البراءة التي تنبع من هؤلاء الأطفال في ابتسامتهم. فهم محبوبين من الكل، رجال ونساء. وأكثر سن للأطفال يعشقه الجميع هو من سن سنة إلى ثلاث سنوات. حيث يتعرف الطفل في هذا الوقت على العالم، بتلقائية تامة، يتعلم النطق والمشي والأكل. وهذه التلقائية تجعل الجميع يبتسم جداً، فلو وجد طفل في جلسة عائلية تجد الجميع يحاول أن يجعله يتكلم حتى يسمعونه وهو يقول الكلمات بطريقة مضحكة. وهكذا عندما يأكل شيء جديد لأول مرة فتجد إشارات وجهه تغيرت بطريقة تلقائية مما يجعلك تضحك، كل هذا المرح يجعل الناس ليس فقط تحب الأطفال بل تعشقهم بجنون.

حب الأصدقاء من أنواع الحب التسعة

“الصديق في وقت الضيق”، هذا المثل القديم هو خلاصة معنى الصداقة، فهناك أكثر من نوع للصداقة في هذه الحياة. هناك أصدقاء الطفولة، وهم الأصدقاء الذين كنت لا تفارقهم وأنت طفل وفي الغالب هؤلاء الأصدقاء يفترقون مع الأيام وقليل جداً الذي يبقون على تواصل. ولكن هذا النوع لو كبروا سوياً وصاروا أصدقاء على المدى الطويل تكون رابطة المحبة بينهم قوية وشديدة جداً، تماثل إلى حد بعيد حب الأخوة. لأن هؤلاء الأصدقاء يكونون على معرفة تامة ببعضهم بالمميزات والعيوب، ولذلك صعب جداً أن يفرق بينهم أي شيء. النوع الثاني من الأصدقاء هم أصدقاء الدراسة وهم من الممكن أن يكونوا أصدقاء الطفولة ومن الممكن أن يختلفون مع كل عام دراسي جديد، وهناك أصدقاء العمل. ولكن في كل هذه الأنواع من الصداقة يظهر المعدن الحقيقي للصديق في وقت الضيق، والمحبة التي تنبع فعلاً من قلب صاف وسند في الأزمات. فالصديق الوفي عملة نادرة جداً في كل زمن ولذلك لو كان لديك صديق جيد حافظ عليه بكل ما لديك.

حب الذات من أنواع الحب

هذا النوع من أنواع الحب قد لا يكون جيد في كل وقت. في الواقع جيد أن تحب نفسك، حتى لا تنقسم على ذاتك، وتعيش في حالة عدم رضى دائمة عن نفسك. ولكن الموضوع أحياناً يتعدى الحدود ومحبة الذات تصير أنانية، والأنانية تصير نرجسية، والنرجسية تصير كبرياء، وما أبغض الكبرياء! ولذلك نقطة حب الذات نقطة خطيرة جداً ومهمة جداً، حيث أنك يجب أن تتحكم في حبك لذاتك. لأن حبك لذاتك إذا زاد عن حده سيأتي على حساب كل أنواع الحب الأخرى، فأنت ستكون مركز حياتك بالكامل وهذا في بعض الأحيان ليس جيد. فعندما تكون رب أسرة، فلا يجب أن تحب ذاتك أكبر من عائلتك، بل الأولوية لأسرتك وزوجتك وأطفالك، لأن هذا هو الطبيعي، حتى الحيوانات يفعلون ذلك. ولذلك ولأننا بشر ولسنا حيوانات يجب أن نوازن بين حب الذات والأنانية المفرطة.

حب الوطن من أنواع الحب التسعة

حب الوطن أيضاً من أنواع الحب العجيبة. فهناك في التاريخ أمثلة لا حصر لها توضح التضحية لأشخاص شجعان ماتوا في سبيل حب الأوطان. وهناك شعوب كاملة لديها عادات غريبة جداً تصل للانتحار احتراماً وتقديراً للوطن. مثل الساموراي، الذين كانت لديهم عادة غريبة جداً عندما يتم هزيمة أحدهم في معركة ويدخل البلد وهو مهزوم، فكان الشخص يأتي بخنجر ويطعن نفسه ليموت لأنه نجا من معركة خاسرة. وهناك العديد من الصولات والجولات لجيوشنا العربية التي تشهد بحب الوطن. مثل حرب 1973 الذي هزمت فيها القوات المصرية، القوات الإسرائيلية. ومثل عمر المختار الذي كان سبباً رئيسياً في مقاومة الاحتلال الإيطالي في ليبيا، والذي مات شهيداً مشنوقاً في سبيل وطنه. فالوطن يعني الأسرة الكبيرة، يعني النساء والأطفال، يعني الأب والأم، يعني الشيخ والعاجز، يعني كل من نحبهم. ولذلك عندما يلتحق أحد في الجيش يضع صورة كل من يحبهم أمامه لأن هؤلاء هم من يدافع عنهم هؤلاء هم أرض وطنه الحقيقين.

حب الحياة

هناك أشخاص متشائمين، تجدهم يبثون في الآخرين روح سلبية وفقدان للأمل. وهنا أشخاص يحبون الحياة وهؤلاء يختلفون تماماً عن الآخرين. وهذا النوع من أنواع الحب يختلف أيضاً عن الباقين، فحب الحياة يجعل الإنسان قادر على التصدي للتحديات. يولد بداخله حب للآخرين، يجعل دائماً في عقله أمل وفرصة ثانية، لا يفشل ولا يكل ولا يمل. لأنه يحب الحياة ويحب أن يستمتع بها حتى لو كانت متعبة ومرهقة.

أخيراً عزيزي القارئ أنواع الحب كثيرة جداً ولكنا اكتفينا بالتسعة أنواع هذه لأنها الأهم. ونصيحتنا لك يجب أن تمتلك كل هذه الأنواع من المحبة، فالأمر ليس صعب فقط تحتاج قلب صافي وحب للحياة. وستجد نفسك تمتلك أنواع أكثر من التي ذكرناها عن المحبة، حين تبحث عنها.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.