تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تؤثر الأطعمة على أرق الطفل أو مساعدته على النوم؟

كيف تؤثر الأطعمة على أرق الطفل أو مساعدته على النوم؟

أرق الطفل هو من أهم المشكلات التي تسبب إزعاجا بالغا للأم، حيث تعاني بعض الأمهات من عدم القدرة على النوم المتواصل بسبب أرق الطفل، وخصوصا إذا كان الطفل رضيعا فقد لا تتمكن الأم من النوم لساعتين متواصلتين بسبب أرق طفلها المستمر وعدم قدرته على النوم.

أرق الطفل

هناك العديد من الأسباب وراء أرق الطفل وعدم انتظام نومه، وتزداد المشكلة بشكل خاص بالنسبة للأطفال الرضع وحديثي الولادة، فقد يستيقظ الطفل كل نصف ساعة أو أقل ويقوم بالبكاء، أما أسباب استيقاظ الطفل عدة مرات أثناء الليل فتشمل الشعور بالجوع أو المغص أو بسبب آلام التسنين، وهناك العديد من الطرق لعلاج هذه المشكلة مثل إعطاء الطفل حماما دافئا قبل النوم، كما أن بعض الأطعمة قد يكون لها تأثيرا على قدرة الطفل على النوم سواء بالسلب أو الإيجاب.

أرق الطفل الرضيع

هو من أسوأ المشكلات التي تعاني منها الأم بعد ولادة طفلها، حيث تجد الأم أن رضيعها يستيقظ باستمرار ويبكي طوال الليل، وغالبا ما يكون السبب في استيقاظه هو طلب الرضاعة لشعوره بالجوع، فأحيانا يكون لبن الأم غير كافيا له أو أنه لم يحصل على رضعة كاملة ومشبعة قبل النوم، أو قد يكون سبب الأرق هو شعور الطفل بالمغص بسبب تراكم الغازات في معدته، وهناك عدة أسباب لإصابة الطفل بالغازات والانتفاخات أولها هو عدم التجشؤ بعد الرضاعة، فمن الضروري أن تساعد الأم طفلها على التجشؤ بعد كل رضعة وعدم إهمال هذا الأمر، لأنه يؤدي لإصابة الطفل بالغازات والشعور بالمغص وعدم الراحة، والسبب الثاني هو قيام الأم بتناول الأطعمة التي تسبب تراكم الغازات مثل البقوليات كالفول والحمص، وكذلك فبالنسبة للطفل الذي يحصل على الرضاعة الصناعية قد يتحسس من نوع معين من اللبن والذي قد يسبب له الانتفاخات.

وبالإضافة إلى ذلك فإن قيام الأم بالإكثار من تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة والنسكافيه والكاكاو والمشروبات الغازية وخصوصا في المساء يؤدي إلى أرق الطفل الرضيع، وذلك لأن كل ما تتناوله الأم يصل إلى رضيعها عن طريق اللبن، وذلك لا بد أن تحرص على اختيار الأطعمة المناسبة والتي تمد الطفل بالمغذيات وتساعد كلاهما على النوم السليم، وأحيانا يكون سبب عدم قدرة الطفل على النوم هو آلام فترة التسنين والتي تبدأ من الشهر الرابع، ففي هذه الفترة يعاني الطفل من آلام في اللثة بالإضافة إلى الشعور بتعكر المزاج وعدم الراحة، وهذا يؤدي لعدم قدرته على النوم وبكائه باستمرار.

علاج أرق الطفل الرضيع

لعلاج أرق الطفل الرضيع يجب أن تراعي الأم الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب الغازات لطفلها وكذلك تبتعد عن المنبهات خصوصا قبل النوم، وإذا لاحظت أن اللبن يسبب الحساسية للطفل فلا بد من استشارة الطبيب لتغيير نوع اللبن بنوع آخر يمكن لمعدة الطفل الحساسة تحمله، كما يمكنها إعطاء طفلها حماما دافئا قبل خلوده للنوم وذلك للمساعدة على الاسترخاء، ومن المفيد أيضا تدليك جسم الطفل بزيت الزيتون لمساعدته على النوم، وكذلك فلا بد أن تحرص الأم على عملية التجشؤ بعد كل رضعة وذلك لتجنب إصابة الطفل بالانتفاخات والمغص، وإذا لزم الأمر يمكن إعطاء الطفل بعض أدوية المغص التي يصفها الطبيب وبالجرعات التي يحددها.

وكذلك يمكن استشارة الطبيب بشأن إعطاء الطفل بعض الأعشاب التي تساعد على تهدئة الأعصاب وتساعد على علاج أرق الطفل مثل الكمون واليانسون، وفي حالة كان لبن الأم غير كافيا لإشباع الطفل يمكنها اللجوء إلى الحليب الصناعي كمساعد بجانب الرضاعة الطبيعية ولكن بعد استشارة الطبيب، كما ينصح بتناول الأطعمة التي تساعد على إدرار اللبن وزيادته مثل الخضروات والفواكه والأسماك والسوائل وخصوصا الماء، أما في فترة التسنين فينبغي استشارة الطبيب حتى يأخذ الطفل علاجا لتخفيف آلام التسنين.

أطعمة تسبب أرق الطفل

هناك بعض الأطعمة التي قد تؤدي لتأثيرات سلبية على النوم عند الطفل، فتجعله يشعر بالأرق وعدم القدة على النوم، ولذلك ينبغي تجنب إعطائه هذه الأطعمة قبل النوم، وهذه الأطعمة تشمل:

الأطعمة المحتوية على الكافيين

تتسبب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين في إصابة الطفل بالأرق، ولذلك لا ينصح بإعطائها للأطفال وخصوصا عند اقتراب موعد النوم، حتى لا تسبب للطفل الأرق.

الأطعمة الحارة

تناول الأطعمة الحارة والأطعمة التي تحتوي على الكثير من التوابل يؤدي إلى أرق الطفل ، ولذلك فمن الأفضل تقليل هذه الأطعمة قدر الإمكان لأنها قد تسبب عسر الهضم وحرقة المعدة والحموضة، وكذلك لا ينبغي تناول مثل هذه الأطعمة قبل النوم مباشرة، حيث أن الأحماض المعدية قد تتسلل إلى المريء أثناء الاستلقاء مما يسبب حرقة بطانة المعدة.

الدهون

كما أن الدهون تعوق عملية الهضم مما يؤدي لتراكم الأحماض في المعدة، وعند الاستلقاء فإن هذه الأحماض يمكن أن تصل إلى المريء مما يؤدي لإعاقة القدرة على النوم العميق.

البروتين

بالرغم من أن البروتينات هي من أفضل الأطعمة الصحية التي ينصح بتناولها، إلا أنه لا يفضل تناول الأطعمة الغنية بالبروتين قبل النوم، وذلك لأنها تجعل الجسم في حالة عمل لمدة طويلة من أجل هضمها بدلا من التركيز على النوم.

مدرات البول

الأطعمة الغنية بالماء مثل البطيخ والكرفس هي من مدرات البول الطبيعية، لذا لا ينصح بتناول هذه الأطعمة قريبا من وقت النوم، وذلك لأنها تؤدي لكثرة الاستيقاظ طوال الليل من أجل الذهاب إلى الحمام مما يعيق النوم السليم.

الحلويات والشوكولاتة

هي من أسوأ الأطعمة التي تعطى للطفل بشكل عام، وخصوصا الحلويات المصنعة التي تحتوي على المواد الحافظة والألوان الصناعية، حيث ينصح بتقليل هذه الحلويات والمشروبات الغازية والشوكولاتة والأطعمة الجاهز قدر الإمكان طوال النهار، وقبل النوم بفترة طويلة يجب الامتناع عنها نهائيا لأنها تمنح الطفل قدرا هائلا من الطاقة مما يسبب أرق الطفل وعدم قدرته على النوم العميق.

الوجبات الدسمة

تناول الكثير من الطعام والوجبات الدسمة قبل النوم يجعل الجسم في حالة عمل من أجل هضم الطعام، مما يؤدي لصعوبة الاستغراق في النوم، فبدلا من ذلك ينصح بعدم تناول الطعام قبل النوم بفترة أو إذا لزم الأمر يمكن تناول وجبة خفيفة صحية عند الشعور بالجوع مساء.

أطعمة ومشروبات لعلاج أرق الطفل

كما يوجد بعض الأطعمة التي تحفز الطفل على النوم، وتساعده على النوم الجيد دون الإصابة بالأرق ودون الاستيقاظ عدة مرات ليلا، ومن هذه الأطعمة ما يلي:

المكسرات

هي أفضل الأطعمة المغذية للأطفال بشكل عام، فالمكسرات تتميز بغناها بالكثير من العناصر الضرورية لنمو الطفل وتحسين قدراته العقلية، ومن أهم العناصر الموجودة في المكسرات هي أحماض التريبتوفان الأمينية والتي تساعد على تحسين جودة النوم، وهذه الأحماض تتواجد في معظم أنواع المكسرات وخصوصا عين الجمل الذي يحتوي عليها بنسب كبيرة.

الموز

هو من أفضل الأطعمة التي يمكن للطفل تناولها على الإطلاق وليس قبل النوم فقط، فالموز يتميز بقيمته الغذائية المرتفعة نظرا لاحتوائه على عدة عناصر هامة، والتي تشمل فيتامين ب6 والبوتاسيوم والماغنسيوم، وليس ذلك فقط فالموز يحتوي على الكربوهيدرات المعقدة بنسبة جيدة، حيث تساهم هذه الكربوهيدرات في إفراز هرمون السيروتونين مما يساهم في علاج أرق الطفل ومساعدته على النوم الهاديء.

اللبن

يساعد منح الطفل كوبا من اللبن قبل ذهابه للنوم على الشعور بالراحة والاسترخاء، مما يساعده على النوم بسهولة وبسرعة دون الشعور بالأرق، ولكن من الأفضل تقديم كوب اللبن للطفل قبل النوم بدون إضافة السكر أو العسل لتجنب حصوله على الكثير من السعرات الحرارية قبل النوم.

الزنجبيل

يتميز الزنجبيل بكونه أحد أفضل أنواع الأعشاب المفيدة للكبار والأطفال أيضا، فهو غني بمجموعة من أهم العناصر التي تعمل على طرد السموم المتراكمة في الجسم، والتي تساهم في تهدئة الجهاز العصبي المركزي مما يمنح الشعور بالراحة والاسترخاء ويساعد على النوم بعمق، ولذا ينصح بإضافة الزنجبيل إلى كوبا من اللبن وتقديمه للطفل قبل النوم لعلاج أرق الطفل ، أو يمكن بدلا من ذلك إضافة الزنجبيل إلى أطعمة الطفل.

النعناع

من المعروف أن النعناع هو من أفضل الأعشاب ذات الخصائص العلاجية، حيث ينصح بتناوله بشكل خاص من أجل تخفيف آلام المعدة والغازات وكذلك لتهدئة الأعصاب والتخلص من الضغط العصبي، ولذلك فمن المفيد القيام بإعطاء الطفل كوبا من مشروب النعناع الدافيء لمساعدته على النوم الجيد.

الكاموميل

هو أيضا من أفضل الأعشاب المهدئة والتي تمنح الشعور بالاسترخاء والهدوء، مما يمنح القدرة على النوم الجيد، كما أن الكاموميل يعد من المشروبات اللذيذة التي يحبها الأطفال ولا ينفرون منها، ولذا ينصح بتناول كوبا من الكاموميل قبل النوم لعلاج الأرق لدى الأطفال.

اليانسون

من أفضل الأعشاب المفيدة للطفل والتي يسمح بإعطائها للرضع أيضا في بعض الأحيان، فاليانسون يعمل على تخفيف آلام المغص والتقلصات في البطن ويساهم في القضاء على الإمساك والغازات، كما أنه يساعد على تهدئة الأعصاب ولذا فإن تقديمه للطفل قبل النوم يساعده على النوم الجيد.

نصائح لعلاج أرق الطفل

هناك بعض النصائح التي تساهم في علاج مشكلة الأرق لدى الأطفال بشكل عام، ومن أهم هذه النصائح هو تحديد موعد ثابت للنوم يوميا مما يساعد على تعود الطفل على النوم في هذا الوقت، وكذلك فمن الضروري تهدئة الطفل إذا كان يشعر بالخوف والقلق من النوم بمفرده، ويمكن للأم البقاء معه لفترة قصيرة حتى يشعر بالأمان ويستطيع النوم بسرعة، ولا ينبغي تعنيف الطفل وتهديده واللجوء إلى الشدة لإجباره على النوم، بل ينبغي التعامل معه برفق وحب واحتضانه وتقبيله قبل النوم حتى يشعر بالراحة والسعادة ويستطيع النوم بهدوء، وقد يفيد قراءة حكاية قبل النوم في مساعدة الطفل على النوم، حيث يساهم ذلك في شعور الطفل بالاسترخاء والرغبة في النوم، ويجب إبعاد بعض الأشياء التي تسبب له الأرق مثل الأجهزة اللوحية، وكذلك منع اصطحاب حيوانه الأليف إلى غرفة النوم، لأن بعض الحيوانات يزداد نشاطها في الليل وتتسبب في تيقظ الطفل.

تعاني العديد من الأمهات من مشكلة أرق الطفل والتي تنعكس على الأم مباشرة، وخصوصا إذا كان الطفل ما زال رضيعا فإنه قد يستيقظ كل بضعة دقائق من أجل حصوله على الرضاعة، وقد يتسبب المغص والغازات أيضا في عدم السماح للطفل الرضيع بالنوم بهدوء، وكذلك آلام التسنين أحيانا تتسبب في أرق الطفل الرضيع وعدم قدرته على النوم الجيد بسبب الشعور بالألم، ويمكن اللجوء إلى بعض الأطعمة والمشروبات التي قد تساعد الطفل على النوم، أو اللجوء إلى بعض الأدوية في حالة وجود مشكلة مرضية تعيق قدرة الطفل على النوم، مثل أدوية علاج المغص ومسكنات الألم لتخفيف آلام اللثة، ولكن ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام مثل هذه الأدوية لوصف العلاج المناسب حسب سن الطفل ومرحلته العمرية.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

منال محمد

كاتبة مقالات ومترجمة. لدي اكثر من 150 مقالة على موقع تسعة تغطي مواضيع الصحة والعافية والعناية الذاتية والغذاء والتغذية السليمة مثل العناية بالبشرة والشعر

أضف تعليق

اثنا عشر − عشرة =