تسعة
الرئيسية » مميزة » هلال رمضان : كيف يستخدم القمر في تحديد بداية الشهر الفضيل؟

هلال رمضان : كيف يستخدم القمر في تحديد بداية الشهر الفضيل؟

هلال رمضان علامة من علامات بداية الشهر الفضيل، ويتم استطلاعه في كل سنة، إلا أنه يحظى بشروط خاصة حتى يتم رؤيته وبالتالي إعلان بداية شهر رمضان.

هلال رمضان

يُعتبر هلال رمضان من الأشياء التي تنضم إلى قائمة خصائص رمضان وروحانياته، فبالرغم من أن كل شهر هجري يتم استطلاع هلاله إلا أن هلال رمضان فقط هو الذي يحظى بشهرة واسعة بين المُسلمين، حيث ترقبه كل مسلم في كل شبر على هذه الأرض، والحقيقة أن هذا الترقب يأتي من أجل تكفل الهلال بتحديد موعد بداية الصوم، والذي لا يتم مُخالفته من قبل أي مُسلم يعيش في البلدة التي استُطلع فيها الهلال، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على هلال رمضان وكيفية استطلاعه ورؤيته.

كيف يتم رؤية هلال رمضان ؟

ما هو هلال رمضان؟

الهلال هو مُجسم وشكل قائم بذاته، بمعنى أنه يُشبه في المعاملة مُجسمات وأشكال أخرى مثل النجمة والمربع والمُستطيل، وقد عُرف الهلال منذ ملايين السنين، كما تم العثور عليه على جدران المصريين في نقوشهم ورسوماتهم، مما يعني أن الهلال جزء أصيل من ثقافتهم، إذ لم يكن جزء من لغتهم أيضًا كما يرى البعض.

منذ قديم الأزل أيضًا بدأ العرب، والمسلمين خاصةً، يعتبرون رؤية الهلال دليلًا على بداية شهرهم الهجري، والتقويم الهجري هو التقويم الذي بدأ من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن، هناك هلال خاص ينتظره الجميع بشغف أكثر مما ينتظرون أي هلال آخر، وذلك الهلال هو هلال شهر رمضان الكريم.

هلال رمضان

هلال رمضان هو الهلال الذي يسبق بداية الشهر الكريم ويكون دلالة على بدايته، ويتم استطلاع هلال رمضان في اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، فشكل الهلال في هذه الليلة يُحدد بشكل كبير هل التاسع والعشرين هو المتمم لشهر شعبان وبالتالي اليوم الذي يليه هو الأول من رمضان، أما أن الهلال لا يدل على نهاية الشهر وبالتالي اليوم الذي يليه هو المتمم لشعبان وليس بداية رمضان، وكما ذكرنا، يتضح كل ذلك من خلال رؤية الهلال بالكيفية التي سنذكرها فيما بعد، لكن، قبل ذلك يجب أن نُشير إلى أنه ثمة بعض الاختلاف الذي يحدث في رؤية هلال رمضان من مكان إلى آخر.

اختلاف رؤية الهلال

هناك ظاهرة مُتكررة الحدوث ولا يؤدي حدوثها إلى إرباك في ظهور هلال رمضان، فهي تتكرر من زمن كما ذكرنا، وتلك الظاهرة تتمثل في اختلاف رؤية الهلال، أو بمعنى أدق، أن يراه البعض في مكانٍ ما ولا يراه البعض الآخر في المكان الآخر، بالرغم من أن ذلك المكان قد يبعد عنه بكيلومترات قليلة.

في التاسع والعشرين من كل شهر هجري يتم استطلاع هلال رمضان في كل مكان بالعالم، أو كل مكان يتبع الإسلام ويهتم بصيام شهر رمضان، وخلال ذلك الاستطلاع قد يظهر الهلال أو لا يظهر، ففي حالة ظهور يُحتسب الشهر مكتملًا ويتم بداية شهر رمضان من اليوم الذي يليه، أما في حالة عدم ظهوره فلا يُعد الشهر مكتملًا بل ينقصه يوم آخر، والحقيقة أن هذا الاختلاف في رؤية الهلال قد يؤدي إلى صيام بعض المسلمين وبداية شهر رمضان في يوم، وبداية الشهر عند بعض آخر في اليوم التالي، وهذا الاختلاف كما ذكرنا من قبل لا يؤثر في شيء، ففي النهاية يُحتسب صيام الفريقين صحيحًا، لأن الاختلاف بينهم فلكي، والآن دعونا نتعرف على طريقة استطلاع هلال رمضان.

استطلاع هلال رمضان

بالنسبة للوقت الذي يتم فيه استطلاع هلال رمضان فيه فهو كما ذكرنا يتم في ساعة غروب الشمس باليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، والمدة التي يمكن فيها مراقبة هلال رمضان وتحديد إمكانية ظهوره من عدمه هي ساعة واحدة، تبدأ ساعة الغروب وتنتهي بانتهاء الساعة، وخلال هذه الساعة إذا تم رؤية الهلال فهذا يعني أن الشهر قد تم، وأن اليوم الذي يليه هو الأول من رمضان، أما إذا كان الهلال غير مُكتملًا ولم يُرى فهذا يعني أن الشهر ما زال ينقصه يوم آخر، لذلك يتم إتمامه أولًا ثم بداية الصوم في اليوم الذي يليه.

مواصفات المكان

المكان الذي يتم من خلاله استطلاع هلال رمضان يجب أن يمتلك مواصفات خاصة، وأولها أن يكون ذلك المكان واسعًا، يُمكن لمن يرى فيه الهلال أن يأخذ حريته ويتحرك يمينًا ويسارًا، هذا لأنه سوف يحتاج إلى ذلك كثيرًا، أما الأمر الثاني فهو أن المكان الذي يُختار للرؤية يجب أن يكون كذلك غير مُحاط بتلال أو جبال أو أي شيء يُعيق الرؤية عمومًا، حتى المباني العالية يجب كذلك أن تُنحى عند استطلاع الهلال كيلا يحدث أي خلل.

من الأشياء الأخرى التي يجب مراعاتها وتُعتبر من ضمن أساسيات المكان هي الأتربة والغبار، فهناك بعض المواضع التي ينتشر فيها الغبار والهواء بشدة، وهذه الأماكن تُعيق رؤية هلال رمضان أو أي هلال عمومًا، لذلك يجب تجنبها عند اختيار المكان الذي نقوم فيه بالاستطلاع، وهذا لا يعني بالتأكيد أنه إذا كانت الأتربة منتشرة بكثرة في يوم ما ألا نستطلع فيه الهلال، فهذا أمر لا يجب تأخيره بالتأكيد.

بداية العمل بالهلال

منذ بداية التقويم الهجري وحتى الآن يتم العمل باستطلاع الهلال لكل الشهور الهجرية، والحقيقة أنه بالرغم من كون هذه الطريقة قديمة إلا أنها على مدار كل هذه السنوات لم تتكرر أو يتم العبث بها، مما يعني أنها تؤتي أكلها وليست مجرد طريقة عادية يتم العمل بها لأنها فقط سنة.

الجدير بالذكر أن استطلاع هلال رمضان لا يحدث مرة واحدة كما يظن البعض، وإنما مرتين في كل شهر، مرة في أوله من أجل معرفة موعد بدايته، ومرة في آخره من أجل معرفة موعد نهايته، وفي كل مرة تُرتكب نفس الخطوات تقريبًا، ومع أن العادة ثابتة كما ذكرنا إلا أنه ثمة تغير حدث عليها من حيث المُعدات التي يحدث من خلالها هذا الاستطلاع، فبالتأكيد لم يكن يتم استطلاع هلال رمضان قديمًا عن طريق نفس الأجهزة التي يحدث من خلالها هذا الأمر الآن.

فوائد استطلاع الهلال

فائدة استطلاع هلال رمضان تكمن في نتائجها، فأولًا، ودونًا عن بقية جميع عمليات استطلاع الهلال لكل الشهور، يحظى استطلاع هلال رمضان بحالة كبيرة من الشغف لدى جميع المسلمين، فالجميع يترقبون هذا اليوم ويعتبرونه البداية الحقيقية للشهر الكريم، ففي على الأقل سوف يُعرف الموعد الحقيقي لبداية صومهم، ذلك الصوم الذي ينتظرونه في الأصل مرة واحدة في كل عام، بمعنى أدق، يكون الاستطلاع ضمن الجو الروحاني السائد عمومًا في هذا الشهر.

كذلك من فوائد استطلاع الهلال أنه يعد تطبيقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أنه قد قال صموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، ويقصد بذلك الهلال، أي أن الأمر قد تعدى كونه مجرد عادة إسلامية روحانية، وإنما هو سنة واجبة أمرنا بها النبي الكريم، وفي النهاية يجب أن نذكر أن ذلك اليوم يتكرر مرة أخرى نهاية شهر رمضان، حيث نستطلع جميعًا هلال شوال لمعرفة بداية أيام عيد الفطر ونهاية رمضان.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

عشرة + 8 =