تسعة
الرئيسية » فن وموضة وجمال » أزياء وملابس » كيف تختارين ملابس الخروج حسب المناسبة والمكان؟

كيف تختارين ملابس الخروج حسب المناسبة والمكان؟

تحديد ملابس الخروج أمر هام قبل كل مرة ينوي فيها الشخص الخروج والذهاب لمكان آخر، أو لمقابلة الآخرين بشكل عام، فقد يمتنع البعض عن الخروج بسبب تلك المشكلة.

ملابس الخروج

تُعتبر ملابس الخروج واحدة من الأشياء الهام جدًا تحديدها قبل كل مرة خروج، مهما كان المكان الذي ينوي الشخص الذهاب إليه، فهو بالتأكيد له ملابس من نوع خاص تُناسبه، ولا تناسب بالتبعية الخروج إلى مكان آخر مُختلف، ولنضرب مثالًا على ذلك بملابس الأفراح والعزاء، فهي تختلف اختلافًا تامًا عن بعضها، وكذلك الحال في الكثير من المناسبات التي تختلف ملابسها، والتي يجد الأشخاص صعوبة بعض الشيء في اختيار الملبس المناسب لكل محفل، مما دعا البعض إلى الجزم بأن اختيار ملابس الخروج فن لا يتمتع به الكثيرين، عمومًا، دعونا في السطور القادمة نتعرف سويًا على ملابس الخروج وكيفية اختيارها وأهمية ذلك الاختيار وتأثيره على المناسبة ككل.

ملابس الخروج

الملابس بشكل عام نوع من أنواع التطور الإنساني، فالإنسان منذ يومه الأول وهو يحاول ارتداء الملابس وستر نفسه، لكن محاولته هذه قد مرت بالعديد من المراحل، وبالطبع لم تُصبح بالشكل الحالي سوى قبل قرون قليلة، وبالتبعية، كلما زاد الاهتمام بالملابس وأصبحت الاختيارات كثيرة أصبح اختيار ملابس الخروج أمرًا حتميًا، فبالتأكيد الإنسان القديم الذي كان يضع ما يستر عورته فقط لن يتخير ملابس خروج عند خروجه، لأنه كما ذكرنا لا يمتلك الخيارات مثل الإنسان الآن.

ثورة الملابس تبنتها ألمانيا وفرنسا في القرن الثامن عشر، حيث أصبحت أعداد قطع الملابس كثيرة بعد أن كانت قديمًا مجرد قطعة أو قطعتين على الأكثر، كما اختلفت الأشكال والألوان والقصات والزخارف، وكل شيء من شأنه أن يجذب الآخرين للارتداء، والغير مُرتدين للملابس إلى النظر إلى ملابس الآخرين وتسجيل إعجابهم أو امتعاضهم بها، بمعنى أكثر توضيحًا، لقد أصبحت الملابس واحدة من أهم ظواهر العصر لأغراض كثيرة آخرها الغرض الأهم، وهو التستر.

أهمية ملابس الخروج

ما الذي يجعل ملابس الخروج مهمة للدرجة التي تجعل الناس يحتارون عند اختيارها؟ في الحقيقة هذا سؤال هام جدًا، فيجب عليك أن تعرف عن الشيء قبل أن تمتثل له وتُقلده تقليدًا أعمى، فعندما تعرف أن فن الاتيكيت يُحتم عليك اختيار ملابس خروج مناسبة بالتأكيد سوف تمتثل لذلك دون أن تعرف لماذا حظيت بكل هذه الأهمية، لكن إذا سألت فستعرف أنها دليل على الرقي والذوق، وكذلك شرط أساسي من شروط الاتيكيت، فالواقع أن الناس قديمًا كانوا كما نعرف يُعرفون من حديثهم وتعبيراتهم، لكنهم باتوا الآن يُعرفون بشيء آخر مهم، وهو ملابسهم التي يظهرون بها.

للملابس كذلك الأهمية الأقوى والأكثر قناعة لدى البعض، حتى أولئك الذين لا تشغلهم ظاهرة ملابس الخروج بتفاصيلها، فأولئك يعلمون أن الملابس هي الساتر الأول للإنسان والواقي له، وبخلاف الستر الظاهري من البرد والقاذورات، فإنها كذلك تستر عورته، والتي حرمت أغلب الشرائع ظهورها للناس، كذلك ثمة أهمية أخرى لملابس الخروج، وهي أنها عنصر من عناصر الشكل لدى الإنسان، بمعنى أننا لا يُمكننا تخيل شخص بدون ملابس، وإذا تخيلناه فسوف يكون تخيلًا قبيحًا بلا شك، لأنه ليس هناك ما هو أولى من الفطرة، والفطرة تُحتم الاستتار بالملابس.

كيفية اختيار ملابس الخروج

اختيار ملابس الخروج يُعتبر الخطوة الأهم في طريقنا نحو الخروج والذهاب للالتقاء مع الآخرين في مناسباتهم، وعادة ما يجد الناس حيرة كبيرة عند الإقدام على هذه الخطوة، خاصةً وإذا كانت الاختيارات كثيرة، فهذا الأمر يُصعب أكثر من المهمة، لكن، إذا وضعنا بعض الأُسس والشروط لاختيار هذه الملابس فسوف يكون الأمر أسهل بالتأكيد، ولنبدأ معًا بالشرط الأكثر أهمية على الإطلاق، وهو مواكبة الحدث.

مواكبة الحدث

من أهم شروط اختيار ملابس الخروج مواكبتها للحدث، فمثلًا، إذا كان الخروج إلى عُرس أو زفاف أو أي مناسبة سعيدة بشكل عام فإن ملابس الخروج في هذه اللحظة تكون الملابس الزاهية اللامعة، التي تحتوي على قصات مُبهجة ومُثيرة للعين، ففي هذه الملابس فرح يُكمل الرسالة الأساسية للمناسبة، وهي الفرح، وطبعًا على العكس تمامًا إذا كانت المناسبة هي عزاء أو أي أمر حزين، فتكون الملابس السوداء المفحمة في هذه الحالة هي الخيار الأول، وذلك للتعبير أكثر عن السعادة والحزن، فمن المعروف أن اللون الأسود هو الراعي الأول والأهم للبؤس.

نظيفة قدر الإمكان

في الحقيقة لا أحد يتخيل أن ثمة شخص يُمكن أن يذهب إلى مكانٍ ما، في مناسبة ما، بملابس مُتسخة، وذلك لأنه من طبيعة الشخص أصلًا النظافة الشخصية، وهي التي تشمل نظافة الملابس، لذلك تُفكر في الخروج من بيتك فكر أولًا في ملابسك، وهل هي نظيفة أم لا، حتى ولو كنت ذاهب للعمل، فإنه من الواجب عليك أن ترتدي ملابس نظيفة ومنظمة، والواقع أن البعض يُبررون عدم ارتداء ملابس خروج نظيفة بأنهم لم يجدوا الوقت لتنظيفها أو أنهم ذاهبون للقاء مع أشخاص أقرباء لهم، وبالتالي لا حاجة للاهتمام بهذا الجانب لأنهم يرونهم كل يوم تقريبًا، وهذا بالتأكيد اعتقاد خاطئ، فعلى الأقل سوف يؤدي إلى تعودك على عدم النظافة، وبالتالي ستفقد شرط من شروط اختيار ملابس الخروج.

مُناسبة للبيئة والتقاليد

مما لاشك فيه أن الملابس التي تصلح في المجتمع الأمريكي الأوروبي الغربي بشكل عام لا تصلح للمجتمع العربي الشرقي، والحقيقة أن من أهم شروط اختيار ملابس الخروج أن تكون مناسبة للبيئة الاجتماعية، مناسبة من ناحية ما يُجرمه العرف والتقليد وما يُحرمه، وهذا بالطبع بعد تحكيم الشرع أولًا، فالملابس مثل الطعام والشراب، يختلف من مجتمع إلى آخر باختلاف عاداته وتقاليده وأعرافه التي قد تكون رافضة لنوع معين من الملابس وقابلة لنوع آخر، فعلى سبيل المثال إذا شُوهدت امرأة مُحجبة في الولايات المتحدة الأمريكية فإنها قد تُثير غرابة المارة هناك، وعلى العكس تمامًا إذا شهدت امرأة ترتدي ملابس ضيقة ومفتوحة في القرى البسيطة فإنها أيضًا سوف تُثير دهشة سُكانها، وهذا ما يُبرز أهمية مراعاة البيئة والعادات والتقاليد الخاصة بها قبل الخروج.

مراعات الحالة المادية للآخرين

لا يعني كون الملابس هي الدليل على رُقي الشخص وأناقته أن نرتدي أفخر الملابس وأثمنها ونحن نلتقي مع أشخاص من ذوي الطبقة المتوسطة أو المُتدنية أو المعدومة، ففي هذه الحالة لن يُفهم الأمر إلا على أنه تباهي وتبختر أمام الآخرين، بل وسوف يُسبب الضيق لهم مما يُسبب زوال سبب اللقاء الرئيسي أو على الأقل تأثره، خاصةً إذا كانت المقابلة بين أصدقاء أو أقارب، فيجب عليك قبل أن تخرج من بيتك أن تعرف من الذي ستُقابله وما هي حالته ونوعية الملابس المتوقع أن يلبسها، ثم تحاول قدر الإمكان أن تختار ملابسك في نفس المستوى، وبالمناسبة، سوف يُسهم ذلك في نجاح المقابلة وتأديتها لهدفه أكثر مما كان من الممكن أن يحدث حال ارتداءك الملابس الفاخرة الثمينة.

ملابس الخروج للمحجبات

عادة ما يتم تسليط الأنظار باتجاه المُحجبات، فهن الأكثر التزامًا بملابس خروج معينة، وفي نفس الوقت مُطالبين بالإبداع في اختيار هذه الملابس وانتقاء أفضل ما يكون منها، والحقيقة أنه بالرغم من كون ملابس خروج المحجبات شبه نمطية إلا أن اختلاف القصات والألوان يُسهمان في إزالة ذلك التقليد، فمثلًا، عندما ترتدي المُحجبة حجابًا أسودًا داكنًا بلا أي قصات أو نقوش فإنه ثمة محجبة أخرى سوف ترتدي حجابًا آخر أصفر منقوش، وكلاهما يظلا مُلتزمتان بالرداء الشرعي.

يحصل الاهتمام بملابس المُحجبات بالذات في الدول العربية، حيث أنها ترتدي تلك الملابس كنوع من الامتثال الديني، ولذلك تكون أحدث الصيحات والقصات في الدول العربية والإسلامية فقط، وهو ما يقتل روح الإبداع في هذا النوع من الملابس، لأنه من المعروف أن الملابس العالمية العادية يتم تصميمها على يد أفضل المُصممين بالعالم.

ملابس الخروج للعروسة

العروسة الجديدة أيضًا أحد أهم الشخصيات التي ينظر المجتمع إلى ملابس الخروج الخاصة بها، فهي تكون محط الأنظار لكونه مُقبلة حديثًا على حياة جديدة مُختلفة عن سابقتها، هذه الحياة تجعلها، غالبًا، مُلزمة بارتداء الملابس الجديدة لفترة طويلة، وما دمنا نتحدث عن ملابس جديدة فنحن بالتأكيد نعلم أنها أكثر جذبًا للأنظار عن غيرها، فربما يُغفر للشخص الذي يرتدي ملابس قديمة سيئة بحجة أنها قديمة، لكن الجديدة، التي يتم اختيارها حديثًا، فلا يحدث هذا معها.

عندما نقول ملابس الخروج الخاصة بالعروسة فإننا نعني بذلك كل ما يُلبس من أول شعرة في الرأس إلى آخر إصبع في القدم، حتى الحذاء يُقيم كذلك ضمن مجموعة الملابس، أي شيء ترتديه العروسة يُصبح محل اهتمام من قِبل المُحيطين بها، وهذا ليس تصيد أو ترصد، وإنما ترقب للحياة الزوجية، على الأقل في بدايتها، والتي تُصبح مُبهجة في كل شيء فيها، حتى الملابس تكتسي بتلك البهجة.

ملابس الخروج 2017

في كل عام تخرج إلى النور العديد من القصات الحديثة، ولن نُبالغ إذا قلنا إن هذا يحدث في كل يوم، لكن، إذا ما أردنا التحدث أكثر عن ملابس الخروج التي يتم تداولها في عام 2017 فهي ملابس تحتفظ بالنفس الشكل الموجود في الأعوام السابقة، لكن التغير يحدث فقط في الألوان، فهناك ألوان يتم ابتكارها حرفيًا، وذلك عن طريق إضافة لون إلى لون آخر، وهناك ملابس يتم إضافة بعض الكلمات أو المُصطلحات إليها، وهو ما يكسبها الأهمية حسبما يعتقد القائمين عليها، فمثلًا، القميص الأبيض المُجرد له سعر ونفس القميص بنفس القماشة لكن بإضافة بعض الكلمات يُصبح له سعر آخر، كما أن هناك موضة جديدة من الملابس ظهرت في الأعوام السابقة وخاصةً 2017، وهي الملابس المُقطعة.

الملابس المُقطعة

لا أحد يعرف كيف تم الأمر، لكن بكل أسف أصبحت بعض ملابس الخروج غير جديرة بالارتداء إلا بعد أن تكن بها قطع، ونحن هنا نتحدث عن قطعة البنطال بشكل خاص، فإذ لم تكن تلك القطعة مقطوعة من الركبة يتم اعتبارها موضة قديمة غير صالحة للوقت الحالي، هذا يحدث بعد أن كانت الأمور قديمًا على العكس تمامًا، فكان البنطال إذا تعرض لقطع، ولو بسيط، يتم اعتباره تالفًا، ويُحجم الشخص على ارتداءه حتى يتم إصلاح التلف، وقد لا يلبسه مرة أخرى مُطلقًا.

الملابس المُقطعة في الحقيقة لا تكون مُقطعة بصورة عشوائية، وإنما يُراعى في ذلك أن يكون القطع مُنظم وبصورة معينة يُقصد بها رسالة محددة، وبالطبع نحن نرى أغلب النجوم العالميين وهم يرتدون ذلك النوع من الملابس، لذلك لم يكن غريبًا أبدًا أن يتناقله الناس فيما بينهم ويُصبح موضة في ملابس الخروج.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

سبعة عشر − إحدى عشر =