تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » مشاريع وشركات » كيف نجحت مطاعم ماكدونالدز في الوصول إلى الصدارة؟

كيف نجحت مطاعم ماكدونالدز في الوصول إلى الصدارة؟

وصلت مطاعم ماكدونالدز إلى الصدارة عالميًا، ولشركة ماكدونالدز تاريخ كبير ومتميز، فما الذي ميز سياسة ومنتجات الشركة المشهورة عن غيرها؟

مطاعم ماكدونالدز

لا يوجد شخص في العالم الآن لا يعرف مطاعم ماكدونالدز ومنتجاتها المعروفة وخصوصًا شطائر البرجر الشهيرة، الشركة العالمية فروعها موجودة في جميع أنحاء العالم، وتخدم أكثر من 69 مليون عميل يوميًا في أكثر من 100 دولة، ويقبل العملاء على المنتجات المختلفة الموجودة في قائمة المطاعم التي تتنوع بين الشطائر والجبن والمشروبات الغازية والحلويات وغيرها، تأسست الشركة في بداية أربعينيات القرن الماضي وتوسعت عالميًا حتى أصبحت من أكبر الشركات عالميًا، إذ يعمل بها ما يقارب من 1.5 موظف، وتعتبر ماكدونالدز من أكبر موزعي الألعاب في العالم، ومن أكبر العلامات التجارية كذلك، في هذا المقال نوضح بعض العلامات من تاريخ الشركة العملاقة وكذلك بعض المشاكل التي واجهتها على مدار السنين، وأيضًا نكشف أمورًا غير معروفة للناس عن الشركة المسؤولة عن سلسلة مطاعم الخدمة السريعة الأكبر في العالم.

تاريخ مطاعم ماكدونالدز

في عام 1938، افتتح الأخوان ريتشارد وموريس ماكدونالد مطعمًا في سان برناردينو بكاليفورنيا، وبدء العمل فعليًا بسلسلة المطاعم في عام 1940، وأدى إدخالها لنظام الخدمة السريعة في عام 1948 إلى تعزيز مبادئ مطعم الوجبات السريعة والذي كانت سلسلة مطاعم هامبرغر القلعة البيضاء قد وضعته منذ أكثر من عقدين، وتم افتتاح أول مطعم ماكدونالدز بالأقواس المشهورة في فينيكس، أريزونا في مارس من عام 1953، وكانت التميمة الأصلية للمطاعم هي رجل يرتدي قبعة طاه على شكل هامبرغر، وكان يدعي سبيدي.

في عام 1962، حلت الأقواس الذهبية محل سبيدي كرمز للشركة، وتم إدخال التميمة الجديدة دونالد ماكدونالد في عام 1965، وظهر دونالد الرجل الذي يرتدي زي مهرج في البداية في الدعاية الموجهة للأطفال.

في 4 مايو من 1964، قدمت شرطة مطاعم ماكدونالدز طلب رسميًا للحكومة للحصول على علامة تجارية أمريكية باسم ماكدونالدز مع وصف المطاعم بمطاعم خدمة سريعة، وفي 13 سبتمبر من عام 1961، تقدمت الشركة أيضًا بطلب للحصول على علامة تجارية خاصة بشعار جديد عبارة عن رمز مزدوج الأقواس علي شكل حرف إم، والنسخة الحالية من الحرف إم لم يتم استخدامها في مطاعم ماكدونالدز حتى 18 نوفمبر عام 1968.

ويرجع تاريخ تأسيس الشركة العالمية إلى تاريخ افتتاح مطعم جديد من سلسلة مطاعم خاصة برجل الأعمال راي كروك في ديس بلينس، إلينوي في 15 أبريل عام 1955، ويعد مطعم ماكدونالدز التاسع بشكل عام، وقد تم هدمه في عام 1984 وإعادة تصميمه وبناؤه، وفيما بعد اشتري كورك أسهم الشركة من الأخوة ماكدونالد وقام بالعمل على توسيعها في مختلف أنحاء العالم، وأصبحت الشركة مدرجة في أسواق الأسهم العامة بعد عشر سنوات فقط، وقد تم توجيه نقد حاد لسياسات كروك التجارية العدوانية، والتي أجبرت الأخوة ماكدونالد على مغادرة صناعة الوجبات السريعة، وتم توثيق النزاع بين كروك والأخوة ماكدونالد حول السيطرة على العمل في السيرة الذاتية لكروك.

في عام 1976 تم هدم مطعم سان برناردينو وبيعه لسلسلة مطاعم خوان بولو، وتعتبر المنطقة الآن هي المقر الرئيسي لسلسلة مطاعم خوان بولو، وكذلك متحفًا لماكدونالدز وطريق 66، وبعدما توسعت سلسلة المطاعم حول العالمة، أصبح اسم الشركة رمزًا للعولمة وانتشار الطريقة الأمريكية في العيش عالميًا، وأصبحت الشركة لشهرتها الهائلة موضوع نقاش دائم للعامة حول السمنة وأخلاقيات العمل ومسئولية المستهلك.

منيو ماكدونالدز

تبيع مطاعم ماكدونالدز في الغالب الهامبرغر، وأنواع مختلفة من الدجاج وشطائر الدجاج والبطاطس المقلية وكذلك المشروبات الغازية، وأصناف الإفطار المتنوعة والحلويات، وفي معظم الأسواق العالمية تقدم ماكدونالدز السلطات ومنتجات نباتية، وبشكل موسمي تقدم المطاعم فطيرة الماك ريب، ويظن البعض أن موسمية الشطيرة هي ما تضيف إليها طابع خاص.

ويتم تقديم المنتجات في المطعم أو يمكن للعميل الحصول على طلبه لتناوله في مكان آخر، ومنذ أن أصبح ستيف إيستيربروك هو الرئيس التنفيذي للشركة، تم تبسيط القائمة الخاصة بالمطاعم في الولايات المتحدة لتشمل 200 صنف فقط، وكذلك نظرت الشركة في تقديم خيارات صحية، وإزالة شراب الذرة عالي الفركتوز من كعك الهامبرغر، وقد قامت الشركة أيضًا بإزالة المواد الحافظة الاصطناعية من قطع الدجاج.

وتمتلك مطاعم ماكدونالدز حول العالم سياسة خاصة تتبع الذوق المحلي في جميع المناطق، فالمطاعم الموجودة بالقارة الآسيوية تقدم الحساء، وهذا الانحراف المحلي عن القائمة القياسية هو سمة معروفة لسلسلة مطاعم خاصة، والتي تستخدم أيضًا للالتزام بالمحظورات الغذائية الإقليمية، مثل الحظر الديني لاستهلاك لحوم البقر في الهند، أو لتوفير المنتجات الأكثر شيوعًا في أقاليم أخرى، كبيع برجر الجمبري في سنغافورة واليابان.

منتجات لم تحظي بالنجاح في مطاعم ماكدونالدز

على مدار تاريخ سلسلة مطاعم ماكدونالدز حاولت الشركة العمل على التجديد والتغيير وإدخال أفكار جديدة بخصوص الوجبات المقدمة في مطاعمها، ولكن بعض هذه الأفكار لم تحقق النجاح المتوقع مع المستهلكين.

ماك بيتزا، في منتصف التسعينيات، قررت ماكدونالدز الدخول في عالم البيتزا، وكانت البيتزا المنتجة لطيفة نوعًا ما كالكثير من منتجات المطاعم المشهورة الأخرى، ولكن المنتج لم ينال إعجاب زوار المطاعم، حيث كانوا يفضلون الذهاب إلى مطاعم البيتزا، وقد ترك هذا الشركة تحت تكاليف باهظة الثمن تضمنت تكاليف الأفران وبعض الأمور الأخرى التي لم يكن لها أي فائدة كتوسيع منافذ بيع المنتجات، ولم تنجح الدعاية التي قامت بها الشركة في تغيير عادات تناول البيتزا عند الأمريكيين، وتدريجيًا تم التخلي عن المنتج، ونسيانه عمومًا، والسبب الأهم في فشل منتج كهذا، هو أن زوار ماكدونالدز لم يربطوا بين ماكدونالدز والبيتزا أبدًا، حيث كان يمكنهم الحصول على بيتزا أفضل في أماكن أخرى.

ماك باستا، بعد اختبار الباستا في مطاعم الجنوب عام 1989، بدأت ماكدونالدز بعمل قائمة خاصة بالباستا في 40 مطعم في مطاعمها برونشيستر، نيو يورك عام 1991، وتضمنت القائمة أيضًا اللازانيا والاسباغيتي مع كرات اللحم، ومع بداية التسعينيات تم اختبار قائمة عشاء جديدة لمدة 6 إلى 12 شهرًا في مكانين بنيويورك وتينيسي، وكانت القائمة تتألف من البيتزا المذكورة سابقًا وكذلك اللازانيا والاسباغيتي، وتم استخدام الدجاج المحمص كمقبلات، وشملت الأطباق الجانبية البطاطس المهروسة والمرق والخضروات، ولكن الناس لم تكن مهتمة بأكل الباستا في مطاعم ماكدونالدز ، ومؤخرًا حاولت الشركة تخصيص وجبات الباستا للأطفال فقط في نيوزيلندا وأستراليا، ومع ذلك فكلا البلدين سيقومون بإزالة الباستا من القوائم لضعف الطلب عليها.

ماك هوت دوغ، في عام 1977، حذر راي كروك الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز من بيع فطائر الهوت دوغ بالمطاعم، وبغض النظر عن طلبه بعد البيع لاعتبار أنها غير صحية، في بداية التسعينيات تم إدخال فطائر الهوت دوغ إلى قوائم المطاعم الواقعة بالغرب الأوسط الأمريكي وذلك خلال الصيف، وتم تقديم هذا النوع من الفطائر حتى أواخر التسعينيات، وفي بعض المناطق بطوكيو باليابان تم تقديمها حتى 2001، وكذلك كان هناك محاولة لإعادة إحياء هذا النوع في 2009، ولكن الهوت دوغ في ماكدونالدز لم يكن أبدًا فكرة ناجحة.

مطاعم ماكدونالدز والاتحاد السوفياتي

في 26 ديسمبر 1991 تم حل الاتحاد السوفياتي رسميًا، وفي 31 من يناير 1991 تم افتتاح أول مطاعم ماكدونالدز في موسكو، وبهذا الافتتاح كان نهاية الحلم البلشفي بشكل عملي.

وكان عملاق الوجبات السريعة الأمريكي قد قدم التماس للحزب الشيوعي لفتح مطعم بموسكو وأخيرًا تم الموافقة على الطلب في 1988، الطعام السريع كان مألوفًا في موسكو، ولكن المدينة الكبيرة كانت عديمة المعرفة بالاستهلاكية الأمريكية، حيث كان المطعم يضم 700 مقعد بداخله و200 بخارجه واحتوى المطعم على 27 آلة محاسبة نقدية، بعد الافتتاح أصبح مطعم الوجبات السريعة الوحيد في روسيا في ذلك الوقت.

في اليوم الأول، أكثر من 5000 روسي اصطفوا في ميدان بوشكينسكايا قبل افتتاح المطعم، وخلال اليوم الأول مر أكثر من ثلاثين ألف عميل من أبواب المطعم، ويظل هذا الرقم إلى الآن هو الرقم القياسي لعدد العملاء الذين يتم خدمتهم في يوم واحد في أحد مطاعم ماكدونالدز في جميع أنحاء العالم، وجميع العملاء أعجبوا بثقافة خدمة العملاء الأمريكية التي تعتمد على الأدب في التعامل، على نقيض الحدة المستخدمة في الأسلوب السوفياتي.

قد يكون الاتحاد السوفياتي قد سقط، ولكن مطعم ماكدونالدز بموسكو لا زال يتعرض إلى السياسة إلى الآن، في عام 2014، تم إغلاق المطعم لانتهاكات صحة وسلامة، حيث يظن البعض أن سبب الإغلاق هو انتقام من عقوبات الولايات المتحدة على أعمال الكرملين في أوكرانيا. واعتبارًا من 2015، كان لمطاعم ماكدونالدز 492 مطعمًا في روسيا.

حقائق غريبة عن أشهر مطاعم العالم

قد تكون مطاعم ماكدونالدز أشهر مطاعم الوجبات السريعة عالميًا منذ عدة عقود، ولكن هناك بعض الحقائق الصادمة والغريبة عن الشركة العالمية يجب أن نعرضها، ونذكر منها، أن عملاق الوجبات السريعة لا يجد دائمًا سهولة في إنشاء المطاعم في كل الأماكن، والأسباب وراء ذلك مثيرة للاهتمام والملاحظة، فعندما قررت الشركة التوسع في بيرمودا عام 1999، قامت الحكومة المحلية بمنع دخول سلسلة المطاعم وذلك لأنها كما زعمت الحكومة ستُنقص من قيمة الثقافة المحلية.

في غانا، كان السبب أكثر إرباكًا، حيث تلقت الشركة رسالة من الحكومة الغانية مفادها أن المطاعم ليست مطلوبة في غانا، إذ يعتقد السكان أن وجود ماكدونالدز سوف يؤخر من تقدم بلادهم، وكانت السياسة هي السبب الواضح في منع مطاعم ماكدونالدز من التواجد في بلاد ككوريا الشمالية وزيمبابوي، بالإضافة أيضًا إلى بلاد يحظر فيها وجود ماكدزنالدز منها أيسلندا واليمن ومقدونيا وبوليفيا وإيران.

تمتلك مطاعم ماكدونالدز جامعة خاصة بها تسمى جامعة هامبرغر، تم تأسيس الجامعة في عام 1961، وللجامعة 8 فروع في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك طوكيو ولندن وسيدني وشنغهاي، قد يظن البعض أن المناهج في هذه الجامعة تتمحور حول كيفية قلي البطاطس والبرجر، ولكن هذا خطأ تمامًا، فالمناهج في هذه الجامعة تركز على القيادة والإدارة وكيفية تطويرهم، ويوجد هناك 16 أستاذ جامعي بدوام كامل يعملون بالجامعة ويمكن تدريس الدورات في الجامعة في 28 لغة مختلفة، ومن الغريب لبعض الناس أيضًا أنه ليس من السهل القبول في جامعة الهامبرغر، وقد تخرج أكثر من 80 ألف طالب في جميع أنحاء العالم مع درجة البكالوريوس من جامعات ماكدونالدز.

من أغرب الحقائق بخصوص مطاعم ماكدونالدز والشركة المسئولة عنها، هي حقيقة شهرة المطاعم الواسعة عالميًا، إذ لا يمكن تقديم حجم وثروة الشركة العملاقة، والشركة لها حوالي 36900 محل تجاري في جميع أنحاء العالم، وهناك مطعم ماكدونالدز جديد يتم افتتاحه كل 4 ساعات في مكان ما جديد بالعالم، حتي خبراء الإحصاء يتعجبون من حجم أعمال الشركة الكبيرة، فالمطاعم تبيع 74 فطيرة هامبرغر في الثانية، وتقدم أيضًا 9 مليون رطل من البطاطس المقلية يوميًا عالميًا، وكذلك يتم بيع حوالي مليار كوب قهوة سنويًا وفي الولايات المتحدة يتم بيع 500 مليون كوب في اليوم الواحد، ولذلك فلا عجب في عدد المطاعم التي يتم افتتاحها في كل مكان في العالم يوميًا.

حسام سعيد

طالب بكلية الهندسة، أحب القراءة بمختلف أنواعها، وكذلك الكتابة الأدبية والعلمية.

أضف تعليق

10 − 8 =