تسعة
الرئيسية » الحيوانات » كيف تقي الكلاب الأليفة من مرض الجرب الجلدي المؤلم؟

كيف تقي الكلاب الأليفة من مرض الجرب الجلدي المؤلم؟

مرض الجرب أحد الأمراض الجلدية المزعجة التي يسببها أنوع من العث الذي يستوطن الجلد المصاب ما يؤدي إلى الشعور بالحكة الشديدة. وفي السطور التالية نستعرض أهم المعلومات المتعلقة بهذا المرض سواء بالنسبة إلى الكلاب أو الإنسان.

مرض الجرب

مرض الجرب يُعد واحدًا من أشهر الأمراض الجلدية التي تصيب كل من الإنسان والحيوان، وعادةً ما تشيع الإصابة في الكلاب لأسباب مختلفة، ويزداد احتمال حدوث الإصابة بالعدوى بالنسبة إلى الإنسان اعتمادًا على جملة من الظروف المختلفة. وتُعزَى الإصابة بهذا المرض إلى عدة أنواع من العث الدقيق الذي لا يُرَى بالعين المجردة وهو المسبب الأول للمرض، وتأتي السلالة القارمة من العث على رأس الأنواع المسببة للعدوى. وفي حالة حدوث عدوى مرض الجرب للكلاب، فثمة أعراض معروفة تظهر على الجلد مثل البقع الداكنة وآثار الحكة الشديدة التي تؤدي إلى هتك وخدش الجلد مع مرور الوقت، لذلك يوصَى باصطحاب الكلب المصاب أو المشتبه في إصابته إلى أقرب عيادة بيطرية للوصول إلى التشخيص السليم واتخاذ اللازم من الإجراءات العلاجية. وفي السطور التالية نتعرض بشكل مفصل إلى أهم أعراض هذا المرض وعلاجه وكيفية الوقاية منه سواء بالنسبة إلى الكلاب والإنسان.

مرض الجرب أسبابه وعلاجه

مرض الجرب مرض الجرب أسبابه وعلاجه

لا شك أن مرض الجرب كابوس يؤرق مربي الكلاب بسبب انتشار الإصابة بهذا المرض بين هذا النوع من الحيوانات، ونظرًا لاحتمالية إصابة الإنسان أيضًا بهذا الداء، فسوف يشمل العرض الطرق العلاجية للأشخاص المصابين كذلك. ويمكن حصر أهم أسباب الإصابة في النقاط التالية:

الاتصال المباشر مع جسم المصاب

قد ينتقل مرض الجرب من حيوان إلى إنسان أو من شخص مصاب إلى شخص آخر، ويرجع ذلك إلى انتقال حشرة العث من جلد المصاب إلى جلد المعرضين للعدوى سواء عن طريق التلامس المباشر لفترة طويلة أو بسبب تبادل الملابس غير النظيفة، لذلك ينتشر هذا المرض في الأوساط المزدحمة والتجمعات البشرية المختنقة في أماكن ضيقة مثل دور الرعاية والسجون.

حياة التشرد وإهمال العناية الشخصية

يشيع المرض بين الحيوانات المشردة والضالة نظرًا لغياب الرعاية البيطرية، ومن ثم يسهل انتقال العدوى للأشخاص في حالة التواصل المباشر مع أي من الحيوانات المصابة، ولا تقتصر الإصابة على الكلاب فحسب، بل قد تشمل الطيور الداجنة والقطط والحيوانات البرية التي تعاني من سوء الظروف المعيشية.

منهجية العلاج

عند تناول طرق العلاج ينبغي التفريق هنا بين علاج الحيوان والإنسان المصاب، ويمكن تلخيص أهم الإجراءات العلاجية الواجب اتخاذها من الكلب المصاب على النحو التالي:

التشخيص الأولي

يجب على مربي الكلاب الذهاب إلى الطبيب البيطري في حالة الاشتباه في وجود إصابة بعد ظهور الأعراض الشهيرة للجرب مثل الهزال والضعف العام وظهور فراغات متقشرة على فروة الجسم والأقدام مع وجود بقع داكنة في أماكن متفرقة.

العزل والرعاية المنفردة

بعد التأكد من حدوث الإصابة يجب عزل الكلب تمامًا لحصر نطاق العدوى ومنع انتقالها وينبغي أن يتم ذلك في بيئة صحية للكلب وظروف معيشية صحية.

الانتظام في تناول الدواء

بعد فحص الكلب من الطبيب المختص ووصف الدواء المناسب، يجب على المربي الحرص على إعطاء الدواء بالجرعة المناسبة وفي التوقيتات المحددة لضمان نجاح العلاج مع تخصيص أدوات معينة خاصة بالكلب في أثناء فترة العلاج.

الاهتمام بنظافة الكلب

يجب رعاية الكلب بشكل مكثف خلال فترة العلاج ويتمثل ذلك في تبديل أغراضه الخاصة بانتظام لمنع تكاثر حشرة العث وسهولة القضاء على ما تبقى منها مع ضرورة استخدام الماء الدافئ والمنظفات والمطهرات الموصى بها وذلك بعد مراجعة الطبيب البيطري في ذلك.

المتابعة الدورية خلال فترة العلاج

يجب اصطحاب الكلب إلى العيادة البيطرية مرتين أسبوعيًا على الأقل في أثناء فترة العلاج لرصد مدى التحسن والاستجابة للعلاج والتشاور مع الطبيب بشأن أي تعديلات خاصة بالعلاج.

مرض الجرب والوقاية منه

مرض الجرب مرض الجرب والوقاية منه

لا شك أن مرض الجرب يُعد داءً خطيرًا نظرًا لما يسببه من شعور مزعج بالحكة وآثار مؤلمة على البشرة نتيجة للحكة الشديدة المصاحبة للإصابة، لذلك يوصَى دومًا باتباع النصائح التالية من أجل تجنب الإصابة بهذا المرض والوقاية منه بقدر الإمكان:

الكشف الدوري على الحيوانات المنزلية

نظرًا لأن مربي الحيوانات الأليفة هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الداء، فيُنصَح بمراجعة الطبيب البيطري بشكل دوري من أجل الفحص المنتظم للكشف المبكر عن أي إصابة واتخاذ اللازم من التدابير العلاجية القادرة على حصر الإصابة والقضاء عليها قبل استفحالها.

العناية بالنظافة الشخصية

يجب الحرص على تنظيف وتطهير جميع المواضع المعرضة للتلوث لاسيما من مصادر العدوى المعروفة والاعتناء بالتعقيم في أماكن التجمعات البشرية المكتظة حيث تزداد احتمالية تفشي العدوى نتيجة للتلامس المباشر وسوء التهوية وما إلى ذلك من العوامل غير الصحية؛ حيث يساهم ذلك في تقليل فرص انتقال العدوى وسهولة رصد أي عدوى ناشئة والقضاء عليها سريعًا.

تناول الأدوية الموصى بها

عادةً ما يوصَى بتناول مضادات الهستامين ومضادات الالتهاب من أجل حصر نطاق الإصابة والسيطرة عليها حيث يثير مرض الجرب مادة الهستامين التي تسبب الطفح الجلدي الأحمر وتساعد على تهيُّج الجلد، ومن ثم فإن التناول الوقائي لمثل هذه الأدوية تؤدي إلى التخفيف من الأعراض المحتملة.

مرض الجرب عند الإنسان

عادةً ما يتعرض الإنسان إلى عدوى مرض الجرب عند التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة لمدة طويلة أو التلامس الشديد والمطول مع شخص آخر حامل للمرض حيث يساعد هذا التلامس على انتقال العث بسهولة بين الأشخاص والبدء في النمو والتكاثر والتغذية على جلد الشخص المصاب. وفي الغالب تظهر الأعراض الأولى في صورة حكة خفيفة تزداد مع الوقت وتتمركز عادة تحت الإبط وحول الرقبة وثنايا الجسم عن البطن والمقعدة والركبة. وبالطبع يُنصَح بعزل الشخص المصاب لا سيما في المؤسسات ذات الحشد الجماعي كالمدارس والسجون ويتم الفحص الطبي ووصف العلاج المناسب خلال المدة المقررة حتى يتم القضاء نهائيًا على مرض الجرب والتخلص من آثار العث المسبب له.

علاج الجرب عند الأطفال

لا شك أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة لا سيما بين الأطفال المشردين والذين يعانون من شظف العيش والظروف الحياتية الشاقة، بيد أن العدوى تنتشر أيضًا في دور الرعاية النهارية والمدارس والمعسكرات نتيجة للتلامس المباشر بين الأطفال في أثناء لعبهم. ومن أجل ذلك يجب على القائمين على تلك المؤسسات اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب انتشار العدوى مثل التطهير اليومي والتوعية بأهمية النظافة الشخصية والحرص على الاكتشاف المبكر لحالات الإصابة وعزلها وعلاجها سريعًا وتوقيع الفحوصات الطبية بشكل منتظم. وفي حالة اكتشاف حالات الإصابة يجب إجراء الفحوصات من جانب طبيب الأمراض الجلدية لوصف العلاج المناسب لعمر الطفل.

أدوية الجرب

ثمة أدوية فعالة للجرب تساعد في القضاء عليه أو التخفيف من أعراضه مثل مضادات الهستامين ومضادات الالتهاب المعروفة فضلاً عن بعض المواد ذات المفعول المضمون مثل إيفرميكتين (عن طريق الفم) وبيرميثرين (علاج موضعي) حيث تساعد تلك الأدوية على التخلص من بيض العث والقضاء عليه قبل التكاثر وعادة ما يستمر العلاج بهذه الأدوية لمدة أسبوع على الأقل للحصول على أفضل النتائج وزيادة نسبة الوقاية.

علاج الجرب بالكبريت

يعد الكبريت علاجًا فعالاً وناجحًا في حالة عدوى مرض الجرب وعادةً ما يتم تحضيره طبيًا في صورة صابون أو مرهم من أجل تطبيقه موضعيًا على المواضع المصابة، ويتميز الكبريت بانخفاض تكلفته ما يساعد على استخدامه في المناطق النامية. ويُنصَح باستخدام علاج الكبريت لمدة أسبوع على الأقل من أجل القضاء النهائي على العث. وقد أثبتت التجارب أن الكبريت واحدًا من العلاجات الفعالة والمجربة في مجال مقاومة الجرب بشكل عام ويوصى باستخدامه تحت إشراف طبي.

وهكذا قد استعرضنا أهم المعلومات حول مرض الجرب فيما يتعلق بإصابة الكلاب والحيوانات الأليفة بشكل عام، وتطرقنا كذلك إلى انتقال العدوى للإنسان وكيفية حدوثها وأهم طرق علاجها والوقاية منها.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

أحمد علام

كاتب ومترجم، أحب القراءة في المجالات الأدبية بشكل خاص.

أضف تعليق

1 × 4 =