تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » الأعمال » عمل المرأة : كيف تحتار المرأة الوظيفة الملائمة لها ؟

عمل المرأة : كيف تحتار المرأة الوظيفة الملائمة لها ؟

في العصر الحالي أصبح عمل المرأة أمرًا اعتياديًا جدًا ولا يثير أي درجة من الاستغراب، في هذه السطور نستعرض الأعمال المختلفة المتاحة والمناسبة للمرأة.

عمل المرأة

لطالما كان عمل المرأة أمرًا ذا أبعاد متعددة وجوانب متنوعة نالت حيزًا كبيرًا من التفكير والنقاش، وشغلت كثيرًا عقول النساء، بل والرجال أيضًا، فقد تلجأ بعض النساء إلى العمل لأسباب تتنوع بحسب تنوع أحوالهن، وثقافاتهن، وظروفهن المعيشية والمادية، فتارةً تبحث المرأة عن تقلد وظيفة ما مدفوعة بضيق الحال، وتارةً يكون الدافع مجرد ملء وقت فراغ لديها، وفي بعض الأحيان يكون الشعور بالذات والطموح هو السبب الرئيسي وراء سعيها للعمل، ولكن كيف تختار المرأة الوظيفة الملائمة لها؟ فمن المسلمات أن المرأة تختلف في كثير من النواحي عن الرجل، ذلك بسبب التباين الفيزيائي، والعاطفي، والنفسي الكبير بين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى تنوع درجة التقبل الثقافي،والديني،والمجتمعي لفكرة عمل المرأة نفسها، وبالتالي تحتاج المرأة إلى التمهل والنظر قليلاً قبل الإقدام على تقلد أي وظيفة أو شغل أي عمل، ولا سيما إذا كانت تنوي العمل لفترة طويلة من حياتها، أو كان العمل شيئًا ضروريًا بالنسبة لها. وهناك شواغل واعتبارات ينبغي أخذها في الحسبان عند اختيار الوظيفة التي تلائمك وتتناسب مع وضعك الاجتماعي، والثقافي، والديني، منها ما هو مشترك بين الجنسين، ومنها ما تختص به المرأة دون الرجل، وإليكِ بعضًا منها في النقاط التالية.

كل ما يخص عمل المرأة

المفاهيم الثقافية والمعتقدات الدينية السائدة في المجتمعات

قد تفرض الثقافة والمعتقدات السائدة في بعض المجتمعات حدودًا وقيودًا على عمل المرأة، وتتنوع حدة هذه القيود بتنوع صرامة الثقافات والمعتقدات الدينية، فأحيانًا تكون هذه القيود صارمةً بدرجة تمنع عمل المرأة بالأساس، وأحيانًا تكون أقل حدة وصرامة من ذلك، ولكنها تحد من اختيارات النساء عند البحث عن عمل ملائم لهن، لا سيما في البلاد العربية والإسلامية ذات الطابع الثقافي والديني المحافظ، ومع ذلك لا تزال هناك مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأعمال والوظائف التي تلائم المرأة ولا تصطدم مع مفاهيم تلك المجتمعات الثقافية ومعتقداتها الدينية، وبالتأكيد كلما كان العمل الذي تشغله المرأة مقبولًا من الناحية الثقافية والدينية كلما زادت إنتاجيتها وحققت النجاح المرجو في هذا العمل.

الحالة النفسية والجسمانية للمرأة

كما ذكرنا في السابق، تختلف المرأة نفسيًا، وعاطفيًا، وفيزيائيًا عن الرجل، لذلك ينبغي أخذ هذا الاختلاف في الاعتبار، عند اختيار العمل الملائم لكِ، فكثير من النساء تدفعهن فكرة المساواة بين الرجل المرأة والشغف بتحقيق أحلامهن وأهدافهن إلى السعي لتحقيق هذه المساواة حتى في نوعية الأعمال والوظائف التي يقوم بها الرجال، وغالبًا ما تبوء محاولاتهن في هذا المضمار بالفشل، وهذا لا يعني أن جميع الأعمال والوظائف التي يقوم بها الرجل لا تلائم المرأة، ولكن هناك بعض الأعمال لا تناسب طبائع المرأة، وذلك بسبب ما ذكرناه سالفًا من التباين في التكوين الجسماني والتركيبة النفسية والعاطفية بين الرجل والمرأة، فإن أخذتي قرار العمل وأردت الاستمرار وتحقيق نتائج رائعة في حياتك المهنية ينبغي أن لا تغضي الطرف عن هذا الاختلاف واختيار عمل ملائم لطبيعتك، وهذا لا يعد عيبًا ولا منقصة في حق المرأة؛ فكما أن هناك أعمالاً لا تلائم المرأة، توجد أيضًا أعمال ومهن لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع طبيعة الرجل، فلك أن تتخيلي مثلا رجلاً يعمل جليس أطفال. فلذلك يجب أن يكون عمل المرأة ملائمًا لطبيعتها وتكوينها الجسدي والنفسي.

عاطفة المرأة وأنوثتها

بالرغم من أن عمل المرأة والوظائف المتاحة لها قد تتأثر بكون المرأة تغلب عليها العاطفة والأنوثة، إلا أن هاتان الصفتان من الممكن أن يتيحا لها العديد من الوظائف والأعمال التي تحتاج لهاتين الصفتين، بدءًا من تربية الأطفال ورعايتهم، حتى العمل في مجال الموضة والأزياء، بالإضافة إلى مجالات أخرى كالتجميل، والحياكة، وطب النساء، وبالرغم من مزاحمة الرجال للنساء في هذه المجالات، تظل هذه المهن لصيقة بها بسبب طبيعتها العاطفية والأنثوية.

التعليم والخبرة المهنية

عمل المرأة مثله مثل أي عمل، يقوم على قدر من الخبرة والتخصص. لذلك كلما كانت الوظيفة التي تختارينها لنفسك متماشيةً مع تخصصك العلمي وخبرتك المهنية، كلما زادت فرص نجاحك في هذه الوظيفة، وبالطبع مع مراعاة الاعتبارات السابقة. وهناك العديد من الأمثلة التي توضح تألق المرأة ونجاحها عندما تختار الوظيفية التي تتوافق مع تعليمها وخبرتها المهنية، وينبغي أن يبدأ تحديد مجال العمل الذي تريد المرأة الالتحاق به في مرحلة التعليم، حيث سيسعدها نوع الدراسة التي تختارها في نيل الوظيفة التي تناسبها، وتحلم بها، ويمكنها تحقيق النجاحات والتقدم فيها، فاختيار دراستك ومجال خبرتك يعني اختيار عملك ووظيفتك.

التوفيق بين البيت والأسرة وبين عمل المرأة

تجد كثير من النساء صعوبات في التوفيق بين حياتهن المهنية وواجباتهن المنزلية، بل أحيانًا يصل الأمر ببعضهن إلى الإخفاق في أحد الجانبين، أو على الأقل الاهتمام بأحدهما على حساب الآخر، مما يجعل فكرة عمل المرأة غير مطروحة عند كثير من النساء، ذلك لما يرونه من أمثلة لقرينات لهن قد خاضوا غمار العمل ولكن لم ينجحن في التوفيق بين العمل والالتزامات التي يفرضها عليهن البيت، والأسرة، وحياتهن الزوجية. إن فكرة عمل المرأة تراود الكثير من النساء، ولكن ينبغي عليهن قبل اتخاذ خطوات عملية في هذا الأمر، وضع البيت والأسرة والحياة الزوجية في الاعتبار، فكم من امرأة وصل بها الحال إلى الاختيار بين حياتها الزوجية وعملها، وكلا الخيارين صعب، ولا سيما إن كان العمل شيئًا أساسيًا في حياتها. لذلك، تجنبي كل هذه الصعوبات والمشكلات باختيار عمل يناسب حياتك الزوجية ويتيح لك الوفاء بالقدر الكاف بالتزامات بيتك ورعاية أسرتك، كأن يكون العمل قريبًا من المنزل، أو تكون عدد ساعات العمل محدودة بالقدر الذي يتيح لك تخصيص وقت كاف لرعاية أسرتك والوفاء بالتزاماتك نحو زوجك وأطفالك.

أهمية السلامة والأمان في عمل المرأة

مما لا شك فيه أن المرأة تحتاج دائمًا إلى الشعور بالأمان، وبأنها مصونة. ولذلك تُقبل النساء على الأعمال التي يسود فيها جو من الأمان والطمأنينة، وتحجم عن العمل في البيئات الخطرة التي قد تتعرض فيها إلى الإصابات أو المضايقات اللفظية أو الجسدية، بالإضافة إلى أن الأزواج وأولياء الأمور لا يسمحوا بعمل زوجاتهم أو فتياتهم في بيئات غير آمنة. لذلك، ينبغي أن تتسم بيئة العمل التي تختارينها بالسلامة والأمان، حتى يتسنى لكِ التركيز في عملك وزيادة إنتاجيتك، كما أن راحة بال زوجك أو أسرتك تعد أمرًا مطلوبًا لاستمرارية العمل والتوفيق بينه وبين التزاماتك الأخرى.

وفي الختام، تحتاج كل امرأة مقبلة على العمل إلى التفكر والتمهل في اختيار الوظيفة الملائمة لها، فالمرأة مكون أساسي في المجتمع، وعليها مهام عظيمة، وإن لم تؤديها على النحو المطلوب يحدث الخلل في المجتمع كله، ولذلك كان التوازن بين عمل المرأة والتزاماتها الأخرى والتوفيق بينهما أمرًا حيويًا وعاملاً أساسية في سير حياتها بسلاسة ومرونة، ولا يتأتى هذا التوفيق والتوازن إلا من خلال حسن اختيار العمل الملائم لها، فكانت الاعتبارات السابق ذكرها بمثابة مصابيح ولافتات على طريق عمل المرأة تنبهها وتعينها على اختيار العمل الملائم لها ولبيتها وطبيعتها التي خلقها الله بها.

مصطفى فؤاد

مصطفى فؤاد برعي، تخرج من كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، يعمل مترجم تقني وقانوني حر، من محافظة سوهاج بصعيد مصر، عمل مدرسًا للغلة العربية والثقافة الإسلامية وعلوم القرآن الكريم في مركزي خالد بن الوليد والسلام الإسلاميين في مدينة كيتو، عاصمة الإكوادور، بأمريكا اللاتينية.

أضف تعليق

واحد × خمسة =