تسعة
الرئيسية » العناية الذاتية » العناية بالشعر » كيف تتخلص من شعر الجسم الكثيف عندما تتحول إلى مشكلة؟

كيف تتخلص من شعر الجسم الكثيف عندما تتحول إلى مشكلة؟

شعر الجسم الكثيف أمر طبعي لدى الرجال، قد يتحول إلى مشكلة تحتاج لعلاج ومقاومة، وقد تكون عرضا عاديا متزامنا مع النمو الطبعي للإنسان.

شعر الجسم الكثيف

تغيرت النظرة إلى شعر الجسم الكثيف عبر الزمن؛ إذ اعتبره القدماء علامة على الرجولة، ولم يكن موضع استهجان أو استغراب من المجتمع للرجال ذوي الشعر الكثيف، أما في العصر الحديث فصار الجسم الأملس والشعر الخفيف دليل أناقة للنساء والرجال على السواء.

واعتبر الأطباء فرط الإشعار علامة مرضية وتسمى بـ “الشعرانية”، وهي نمو الشعر بشكل كثيف في كل أجزاء الجسم حتى يصل الشعر إلى الظهر والكتف والصدر، وأحيانا الذقن للنساء.

واعتبروا شطره عرضا عاديا يصيب الرجال والنساء على السواء، لكنهم أجمعوا على آثاره النفسية المدمرة، خاصة إذا ارتبط بأعراض متلازمة معه كخشونة الصوت أو اضطراب الدورة الشهرية عند النساء.

شعر الجسم الكثيف بين الطبعية والمرضية

فرق العلماء بين كثافة الشعر الطبعية، وكثافته بشكل مرضي بعلامات، وأسباب، ووسائل علاج ومقاومة إلى نوعين.

الأول فرط الإشعار، وهو زيادة في كثافة الشعر في الجسم كله، سواء أكان عند الرجال أو النساء، فيزيد نمو الشعر ليغطي كامل الجسد ويصل إلى الظهر والبطن والصدر والكتف وظاهر اليدين والقدمين.

وعادة ما يكون الشعر في هذه الحالة متوسط الكثافة، وله أسباب متعددة كعوامل الوراثة والتواجد في أماكن جغرافية مرتفعة الحرارة؛ إذ من المعروف أن أهل المناطق الباردة يتميزون بشعر خفيف ويميل إلى الشقرة، بينما يتميز أهل الجنوب بشعر كثيف وغامق.

الثاني الشعرانية، وهو نمو الشعر الذكوري في غير مكانه المعتاد، وعادة ما يكون عند النساء، وهو نمو للشعر على الصدر وحول حلمة الثدي وأسفل السرة وبين الفخذين، وعادة ما يكون الشعر غامق اللون وخشن الملمس.

وهذا هو النوع المرضي، ويحتاج إلى علاج، وله أسباب يجب معرفتها، وتأتي على رأسها تكيسات المبايض، ما يساعد على زيادة إفراز هرمون الذكورة، وخلل وظيفي في الغدة الكظرية، واستخدام بعض أنواع حبوب منع الحمل ومشتقات الكورتيزون، إضافة للضغط النفسي والعصبي.

شعر الجسم الكثيف للرجال

أصبح الشعر الكثيف عاملا مؤرقا لدى الرجال، يسعون للتخلص منه باستمرار، على الرغم من اعتباره في السابق زينة الرجل، حتى تحول فرط الإشعار لدى الرجال إلى شعرانية، فيها تنمو في كل بصيلة شعرتان أو أكثر، في حين أن الطبعي لا يتعدى أكثر من شعرة في كل بصيلة.

ولعل من أبرز أسباب نمو الشعر الكثيف لدى الرجال هو خلل معدلات هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز نمو الشعر في الوجه والجسد، ومعدلاته تحدد كمية الشعر لدى الرجال.

يبدأ نشاط الهرمون في بداية مرحلة البلوغ ويزيد مع العقد الثاني من العمر، لكن إذا نما الشعر في منطقة الظهر والكتفين بكثافة فهذا دليل مزعج ومؤشر مقلق، يجب عنده مراجعة الطبيب.

ويعد فرط نشاط هرمون الذكورة مشكلة لا يوجد لها حل كامل إلا استخدام الهرمون المضاد “هرمون الأنوثة” أو ما يُطلق عليه “الأستروجين”، لكن هذا الحل يقلل الرغبة الجنسية.

شعر الجسم الكثيف للنساء

لا يمكن للنساء التحكم في فرط نمو الشعر، ويظهر عليهن علامات الذكورة المرتبطة بنمو الشعر، ويحتاج لمزيج من الرعاية الصحية والعلاج الذاتي.

وتتمركز الأسباب الرئيسية في عاملين رئيسيين هما الوراثة، وعوامل الوراثة متعددة منها متلازمة المبيض متعدد الحويصلات، أو فرط إفراز هرمونات غدة الأدرينالين الخلقي.

وثاني الأسباب هو العرقية؛ إذ تتعرض السيدات في منطقة البحر المتوسط وجنوب آسيا للإصابة بحالات الإصابة بنمو شعر الجسم الكثيف عن السلالات العرقية الأخرى حول العالم.

وعادة ما يتزامن النمو السريع للشعر مع زيادة في نمو العضلات، ويقل حجم الثدي، وعدم انتظام في الدورة الشهرية، خاصة مع اقتراب سن اليأس.

وتتعدد الأعراض المصاحبة لمرض الشعرانية لدى النساء، فمن اضطرابات في الدورة الشهرية إلى ارتفاع نسبة هرمون الذكورة، وتكرر الإجهاض؛ بسبب ارتفاع هرمون إل إتش، الذي يعيق نضوج البويضة، واندماج الجنين في بطانة الرحم، إضافة لظهور كثيف لحب الشباب.

علاج مرض الشعرانية

يصف الأطباء على مر العصور مجموعة من المعالجات لتقليل أو إنهاء نمو الشعر الكثيف، لكنها أثبتت أن علاجها يقضي على السبب لكنه لا يُسقط الشعر القديم الكثيف، باستثناء العالج بالليزر، وهو أحدث طرق العلاج.

ويتخذ العالج عدة خطوات أولها إزالة الشعر الزائد بالطرق العادية لدى النساء، سواء باستخدام الشمع أو الحلق أو التشقير، وهي حلول سهلة ومعروفة لكنها مؤقتة، ثم استخدام نبات السعد، لكنه بطيء جدا وأدى إلى نمو الشعر إلى الداخل في بعض الحالات.

ثم تأتي الخطوة الأهم، وهي معالجة الخلل الهرموني باستخدام مادة السبيرونولاكتون، وهي عقار مدر للبول ويقلل نسبة هرمون الذكورة “الإندروجين”، أو استخدام الكي بالكهرباء، لكنه توقف؛ لأنه يسبب ندبات في الجلد ويعود الشعر إلى النمو مرة أخرى بعد أقل من شهر.

وفي العصر الحديث، تم اكتشاف تقنية إزالة الشعر بالليزر، ما استرعى انتباه الفتيات والرجال على السواء؛ إذ تستخدمه الفتيات لإزالة شعر جسدها بالكامل؛ لأنه يوفر الوقت ويحل مشكلة التقرن “الحبوب الخشنة تحت الجلد”.

ويستخدم الرجال الليزر في تحديد اللحية عن طريق تدمير بصيلات الشعر والتخلص من التهابها تدريجيا.

ويعتبر الليزر مناسبا للرجال والنساء على السواء، ولجميع أنواع البشرة سواء أكانت عادية أم جافة أم حساسة، فاتحة كانت أم غامقة.

أثر الشعر الكثيف على الحالة النفسية

يسبب الخلل الهرموني حالة نفسية مزرية لدى النساء والرجال على السواء، ويشتكي الرجال من مشكلة كثافة نمو الشعر، خاصة إذا سبب حساسية وحكة جلدية نتيجة نمو أكثر من شعرة واحدة في البصيلة.

كما يسبب فرط نمو الشعر حالة نفسية صعبة لدى النساء؛ لأن النساء عادة ما يحببن شكلهن الأنيق، ويهتمون بمظهرهن، ولا يفضلن التعايش مع وضع استثنائي كاضطراب الدورة الشهرية، أو نمو شعر في الوجنتين أو الذقن.

وعادة ما تصاب النساء بحالة من الإحباط إذا تكررت الأعراض، أو استغرق العلاج وقتا طويلا، خاصة إذا كان السبب متصلا بعدم توازن إفراز الهرمونات اللازمة لعلاج فرط نمو الشعر.

الوقاية من فرط نمو الشعر

لا يمكن الوقاية المطلقة من أزمة النمو المتزايد للشعر، ولكن يمكن تقليل نتائجه السلبية قدر الإمكان، وذلك عن طريق المتابعة الدورية للطبيين، وعمل الفحوصات الدورية في فترة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد عن سنة، وممارسة الرياضة الدورية بشكل منتظم “يُفضل أن يكون يوميا”، وعدم التعرض لحالات نفسية سيئة قد تعرض الجسم لخلل هرموني، إضافة للسيطرة على السمنة المفرطة والحفاظ على الجسم رشيقا أو معتدل الوزن؛ حتى لا تؤثر الدهون والدهون الثلاثية على المبيض متعدد الحويصلات.

كما ينصح الأطباء بقياس نسبة السكري في الدم بشكل شبه دوري، وأخذ جرعات الأنسولين المناسبة “في حالة عدم إفراز الجسم لمادة الأنسولين الطبعية”، ما يساهم في انخفاض نمو معدلات هرمون الأندروجين أو التستوستيرون المسؤوليْن عن نمو الشعر في الجسم.

ويوصي الأطباء النساء باستخدام وسائل لمنع الحمل مناسبة لهن، وعدم الإفراط في استخدام أقراص منع الحمل دون معاودة الطبيب؛ حتى يحدد الوسيلة المناسبة التي لا تؤثر على وظائف الجسم المختلفة، وكذلك لا تسبب النزيف الناتج عن عدم ملائمة الوسيلة للسيدة التي تستخدمها.

محمد الجداوي

أضف تعليق

3 + ثلاثة =