تسعة
الرئيسية » العمل » مهارات » كيف تصل إلى شركات الإنتاج السينمائي وتتعاقد على فيلمك الأول؟

كيف تصل إلى شركات الإنتاج السينمائي وتتعاقد على فيلمك الأول؟

الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي أمر يبدو مُستحيلًا بعض الشيء من وجهة نظر غالبية من يعملون بمجال التأليف ويمتلكون أعمال مكتوبة بطريقة سينمائية ومُستعدة كل الاستعداد للخروج على الشاشات، فكيف يُمكن يا تُرى القيام بذلك؟

شركات الإنتاج السينمائي

لا شك عزيزي الكاتب الشاب أن الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي واحدة من أهم الأحلام التي تراودك وتتمنى تحقيقها بأسرع طريقة ممكنة، فالوصول إلى مثل هذه الأماكن والتعاقد على فيلمك الأول يعني أنك ببساطة قد دخلت عالم الشهرة والمجد، بعد ذلك سينتظرك كل ما هو متميز ورائع وسوف تُصبح بمصاف النجوم وتكون جزء من صناعة تُعتبر الأهم في الآونة الأخيرة، بيد أن استعراض الأمر بهذه السهولة قد يُخرجه في صورة سهلة بعض الشيء، وهو ما يُخالف تمامًا حقيقة الأمور، إذ أن الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي يبدو أمرًا صعبًا للغاية وأقرب للمستحيل في الوقت الراهن، فواحد من كل مئة، إذا لم يكن ألف كاتب، فقط هم من يُمكنهم الوصول، أما البقية فهم يسقطون في فخ العجز ويُحبطون من تحقيق حُلمهم، بيد أننا في السطور القليلة المُقبلة سوف نقترب أكثر من هذا الأمر ونتعرف على كيفية الوصول والتعاقد على الفيلم الأول، فهل هو أمر مستحيل فعلًا؟ لننظر ونرى بأنفسنا.

شركات الإنتاج السينمائي

شركات الإنتاج السينمائي شركات الإنتاج السينمائي

في الحقيقة ليس هناك أي شخص يسعى للوصول في هذا المجال الصعب ولا يعرف تمام المعرفة أن شركات الإنتاج هي العنصر الرئيسي والأهم في هذه المعادلة، تُريد أن يكون لديك فيلم على الشاشات؟ حسنًا، أنت مُطالب أولًا بالوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي، تلك الشركات التي يُعتبر الوصول إليها أصعب من الصعود عبر سُلم إلى النجوم، وهذه ليست مبالغة بالنسبة لكل أولئك الذين حاولوا من قبل ولم ينجحوا، فهم قد بذلوا كل الجهد ورغم ذلك فشلوا في الأمر وكأن شركات الإنتاج هذه كيانات خيالية ليس لها أي وجود في الحقيقة، وحتى لو كان الوصول إليها بشكل مادي سهل فإن الوصول إليها معنويًا هو الأصعب، بمعنى أنك قد تصل لمقر الشركة لكن لن تصل إلى اللحظة التي تقوم فيها الشركة بالتعاقد معك على فيلمك، أو ستصل بصعوبة بالغة إن جاز التعبير، وهذا ما سيُفهم نقيضه من خلال السطور المُقبلة.

كيفية الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي

شركات الإنتاج السينمائي كيفية الوصول إلى شركات الإنتاج

الآن نصل للجزء الأهم في حديثنا، فأن تعرف بوجود شركات الإنتاج السينمائي وماهيتها وأهميتها في الصناعة أمر جيد، لكن أن تعرف كيفية الوصول إليها هو الأمر الأهم والأكثر شغفًا بالتأكيد بالنسبة للذين يمتلكون مشروعًا سينمائيًا جاهز للتنفيذ، على العموم يُمكن تحقيق ذلك من خلال عدة طرق أهمها الوصول أو الحصول على العناوين وأرقام الهواتف للشركة.

الحصول على العناوين وأرقام الهاتف

كل شركات الإنتاج السينمائي الموجودة في العالم لابد وأن يكون له بعض الأشياء الثابتة، والتي منها العناوين وأرقام الهاتف الخاصة بها، إذ أنه لا يُمكن تخيل دار نشر دون وجود مثل هذه الأشياء، بل إنه أساسًا عندما يتم البدء في تجهيز أوراق افتتاح دار النشر تكون تلك العناوين وهذه الأرقام شيء رئيسي في تأسيس وإنشاء الدار، فقط كل ما عليك أن تبذل جهدًا مناسبًا في الوصول إلى مثل هذه الأرقام والعناوين، ثم عندما تصل فإنه كل ما عليك أن تذهب إلى هناك وأنت تصحب معك فيلمك الأول، ومن الأفضل أن تتصل أولًا قبل الذهاب حتى يُمكن الترتيب لمقابلة ولا يكون الأمر عبارة عن الذهاب إلى هناك وتسليم فيلمك، المهم في النهاية أن تلك الخطوة تُمثل قدرًا كبيرًا من الأهمية في هذا الطريق الصعب.

استخدام طريق مواقع التواصل

أيضًا مواقع التواصل الاجتماعي يكون لها دور كبير في عملية الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي والتعاقد على الأفلام وتحقيق الأحلام، إذ أنه في الآونة الأخير أصبحت مواقع التواصل جزء أصيل من حياة أي كيان هام في العالم، وشركات الإنتاج بكل تأكيد تُعد واحدة من الكيانات الهامة، ولهذا باتت كل شركة تمتلك موقع تواصل اجتماعي أو حسابات تواصل من خلال مواقع التواصل الشهيرة مثل الفيس بوك، فهو الأشهر على الإطلاق وهو الذي يُمكن نت خلاله تحقيق ما نبحث عنه الآن، حيث يُمكنك التحدث مع المسئولين في شركات الإنتاج وتعرض عليهم فكرة مبدئية عن الفيلم، كذلك يُمكنك الترتيب للمقابلة والاتفاق على بعض التفاصيل، وإذا كان البعض يرى أن مثل هذه الأمور سهل القيام بها من خلال الهاتف فيجب التذكير بأن الوصول إلى الهاتف ليس أسهل مُطلقًا من الوصول إلى شركات الإنتاج.

تكوين العلاقات مع المنتمين للصناعة

كذلك من الخطوات الهامة التي يُمكن القيام بها خلال رحلة السعي من أجل الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي أن يتم تكوين علاقات مع المنتمين لهذه الصناعة بشكل أو بآخر، ونحن هنا لا نتحدث عن العلاقات الغير شرعية التي لا يُمكن تقبلها بالمرة، وإنما فقط تلك العلاقات التي يُمكن أن تُدرج في حدود الصداقة، فعندما تكون صديق لأحد المنتمين لصناعة السينما سيكون من السهل عليك تمامًا التعاقد على فيلمك الأول، فحتى لو كان الأمر يبدو تدخلًا فإن هذا التدخل سوف يُسهم بالنهاية في جعل تحقيق حلمك يبدو سهلًا وممكنًا أكثر، وهذا هو المطلوب إثباته بكل تأكيد.

محاولة العمل في مهنة قريبة

إذا أردت الوصول إلى شيء ما فما الذي ستفعله؟ بالضبط، سوف تُحاول الاقتراب أكثر منه، وهذا بالضبط ما نتحدث عنه هنا فيما يتعلق بمحاولة العمل في مهنة قريبة من أجل تحقيق حلمك في الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي والتعاقد على فيلمك الأول، والذي لن يكون الأخير بهذه الطريقة، فالمهنة القريبة التي نقصدها هنا تتعلق بشيء بسيط ولا يجب أن تجعل منك مخرجًا كبيرًا أو نجمًا سينمائيًا حتى تكون قادر على الوصول إلى هذه الشركات، بل يكفي أن تكون مُساعد مُخرج مثلًا أو حتى مُجرد ممثل دور ثالث أو رابع أو حتى موظف في الشركة، لا يهم الشكل الذي ستقترب به المهم في النهاية أن تنجح بالاقتراب، وهذا لاحقًا ما سيقودك إلى تحقيق حلمك بالتعاقد على سيناريو فيلمك.

كتابة ما يطلبه السوق والمنتجين

سوف يبدو الأمر لك تنازلًا، لكنه ليس تنازلًا بالمرة، إنه فقط تماشيًا مع الوضع، فأنت عندما تطمح كل الطموح في الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي والتعاقد على فيلمك الأول فلا يُمكنك أن تسكن في برج عاجي وتكتب نوع من السينما لم يعد مطلوبًا في السوق وليس مُفضلًا أساسًا من المنتجين، هذه ليس كتابة سينمائية وإنما حديث مع النفس، أما إذا أردت أن ترى أفلامك أمامك على الشاشات فإنك هنا مُطالب بتحقيق ما يلزم لذلك وكتابة تلك النوعية التي تتواجد في السوق حاليًا ويُعرف عن المنتجين أنهم يسعون إليها أكثر من أي شيء آخر، وهذا الأمر ليس مُستحيلًا بالمناسبة فيما يتعلق بأولئك الذين يلتزمون بمبادئ مُعينة، فالأفكار واحدة، ويُمكنك وضعها في الشكل الذي تريده، سواء كان موافقًا للسوق أو غير موافق له، أنت المُحدد الرئيسي، أنت من تغزل القماشة على حسب الشكل الذي تريده.

البدء بصناعة الأفلام القصيرة

عندما تريد الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي وتقديم فيلمك الأول للمنتجين فلابد وأن تُعلن أولًا وجودك على الساحة الفنية، عليك أن تقول بأنك موجود فعلًا وأنك موهوب وأنك مؤهل للعمل في السوق، وهذا لن يحدث طبعًا إلا من خلال تجربة سابقة، وبما أننا نتحدث عن شخص يسعى إلى فيلمه الأول فإن التجربة السابقة هنا يُمكن أن تكون بشيء سهل وفي المتناول بعض الشيء، والحديث هنا عن الأفلام القصيرة، فأنت كاتب موهوب وثمة مُخرج موهوب وممثل موهوب، لذا فيُمكنكم التعاون سويًا والخروج بفيلم يُبرز موهبتك في الشيء الذي تُريد الانطلاق فيه، ثم دع الفيلم ينتشر لتُصبح بعد ذلك مطلوب أو على الأقل معروف في السوق الذي تُريد الانضمام إليه، وهذا بالتأكيد أفضل بكثير من البدء من نقطة الصفر.

المحاولة أكثر من مرة

اليأس في هذا المجال يُعد فعلًا واحدة من أسوأ الأمور التي يُمكنك القيام بها في بداية طريقك، إذ أن الطريق ليس ممهدًا كما قد تعتقد عزيزي القارئ، وهناك الكثير من الذين يحلمون مثلك بالوصول، وبالتالي أنت مُطالب بإظهار ما يجعلك مختلفًا عنهم، وبخلاف موهبتك التي بالتأكيد لن يكون هناك أي خلاف عليها يجب أن تكون كذلك شخص لا يُمكن إحباطه بسؤاله، شخص يُحاول ويُحاول مهما بدت الفرصة بعيدة عنه أو مُستحيلة إن جاز التعبير، وبما أنك ستحاول الوصول إلى شركات الإنتاج السينمائي أكثر من مرة فبكل تأكيد سوف تجد في طريقك ذات مرة من يُمكنه مساعدتك فعلًا وإدخالك المجال، فقط حاول ولا تدع اليأس يقترب مجرد الاقتراب منك.

التعاقد على فيلمك الأول مع شركات الإنتاج السينمائي

شركات الإنتاج السينمائي التعاقد على فيلمك الأول مع شركات الإنتاج السينمائي

بعد أن تقوم عزيزي المؤلف الشاب بكل ما سبق ذكره فسوف يبدو حلمك أقرب كثيرًا من التحقيق، حيث أنك ستتعاقد على فيلمك الأول وتُصبح لك قدم في هذا المجال، لكن هذا ليس كل شيء، فالتعاقد على فيلمك الأول أمر لا يجب أن يتم بهذه السهولة، بل يجب أن تكون واعيًا كل الوعي لما تقوم به، ونحن هنا لا نتحدث عن المبالغ المادية، ففي النهاية أنت تُريد أن يكون اسمك موجودًا على فيشات الأفلام بأي شكل من الأشكال وأن تدخل هذه الصناعة بأسرع شكل ممكن، لكن إياك أن تسقط في فخ الحقوق الأدبية، إياك أن يتم سرقة مجهودك مقابل حفنة قليلة من الأموال وحاول أن يكون برفقتك مُحامي أو شخص يفهم في الأمر ويُمكنه الاطلاع على العقود وتحليل كل شيء للوصول إلى مناسبة هذا العقد لك أم لا.

أيضًا بعد أن تصل على شركات الإنتاج السينمائي وتشرع في التعاقد على فيلمك الأول عليك أن تتأكد بأنك تتعامل مع شركة إنتاج مهمة ولها اسمها وأنها ستُحضر فريق من النجوم الجيدين المشاهير ليقوموا بتجسيد فيلمك ومُخرج كبير من أجل إدارة خروج الفيلم بالشكل الأمثل وليس مجرد مجموعة من الهواة يأتون من أجل التجربة والتعلم في فيلمك ويضيعون عليك حلمك، وأنت طبعًا لن تكون قادر على الاعتراض لأنك قد وقعت عقدًا بعت من خلاله حقوقك في الفيلم وبات لزامًا عليك القبول بأي شكل يخرج عليه الفيلم حتى لو لم يكن مرضيًا لك أو لأي مشاهد، ولهذا نعود ونكرر على ضرورة اصطحاب أحد الأشخاص المُلمين بالأمر معك خلال توقيع العقود، ففي النهاية أنت مؤلف وتعرف الإبداع فقط، أما القانون والتعاملات فلها أهلها، وإن كان البعض ينسون ذلك أمام حلم الفيلم الأول ويندمون لاحقًا.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثلاثة عشر − خمسة =