تسعة
الرئيسية » العناية الذاتية » العناية بالفم والأسنان » كيف أحدثت زراعة الأسنان ثورة في عالم طب الأسنان التجميلي؟

كيف أحدثت زراعة الأسنان ثورة في عالم طب الأسنان التجميلي؟

أصبحت هناك ثورة هائلة في مجال زراعة الأسنان لم تكن موجودة في العقود القليلة الماضية. ومع هذه الثورة الطبية يستلزم وجود ثورة معرفية للاطلاع على أكبر كم من المعلومات التي تخص هذا المجال؛ حتى يستفيد منه الإنسان أكبر استفادة.

زراعة الأسنان

بعد التطور الهائل الذي حدث في مجال طب الأسنان التجميلي في العموم وعمليات زراعة الأسنان على وجه الخصوص، يمكن القول بأن هذا النوع من العمليات أصبح شائعا للغاية؛ وذلك نظرا لوصول نسبة نجاحها إلى 95% في الفك السفلي و90% في الفك العلوي. وعلى الرغم من ذلك، لا زال هناك الكثيرين ممن لا يعلمون الكثير عن هذا المجال ولا يقدرون قيمته. وقد تجد أناسا هم في أشد الحاجة إلى زراعة الأسنان؛ غير أنهم يخشون من الإقدام على هذه الخطوة لأسباب تختلف من شخص لآخر. ومن خلال سطور هذا المقال نقدم لكم أهم ما يتعلق بهذا المجال؛ فتابعوا القراءة.

زراعة الأسنان بدون جراحة

زراعة الأسنان زراعة الأسنان بدون جراحة

قد يكون القيام بعملية زراعة الأسنان بدون جراحة هو الأمر الذي يشجع الكثيرين على الإقبال عليه؛ ذلك أنه في ذلك الوقت يمكن للشخص من خلال جلسة واحدة أو عدة جلسات بعيادة الطبيب تغيير الأسنان وزراعتها في وقت قياسي. وهذا يعتمد بالطبع على حالته الصحية وحالة الفكين واللثة والفم في العموم. وهذه العملية تعد من العمليات التي لجأ لها الطب الحديث؛ وذلك بعد أن كان الطبيعي أن يتم استخدام التركيبات الثابتة أو المتحركة لمن فقد بعض أسنانه أو كلها. وعملية زراعة الأسنان تقوم على غرس جذور داخلية بالفك من معدن التيتانيوم النقي؛ على أن يتم تثبيت جزء خارجي فوقها بعد مدة من الوقت والانتظار لعدة أشهر حتى يمكن وضع الطربوش النهائي أو السن النهائي. وعلى الرغم من تفاوت المواد المصنوع منها الأدوات المستخدمة في هذه العملية، فإنها جميعها تكون أقرب ما يكون من الأسنان الطبيعية. ويمكن التغاضي عن الجراحة في عمليات الزرع عن طريق استخدام الليزر. وهذه التقنية متبعة منذ وقت ليس بالقصير، ولها الكثير من المميزات على جميع الأصعدة.

الفرق بين زراعة الأسنان والتركيبات الأخرى

ذكرنا فيما سبق أن الطب كان يلجأ لوضع التركيبات الثابتة أو المتحركة لمن فقد بعض أسنانه أو كلها. وبالطبع لا يمكن البحث عن حل جديد إلا إذا كانت الحلول القديمة تحمل بعض المشاكل. والحقيقة أن التركيبات القديمة يعيبها عدم مضاهاتها للأسنان الحقيقية؛ فهي من الممكن أن تتحرك أثناء تناول الطعام أو التكلم. وهذا بالطبع يؤثر بالسلب عل الحالة النفسية للشخص ويفقده ثقته بنفسه ويسبب له الكثير من الحرج. وإلى جانب هذه التأثيرات على الصعيد الاجتماعي، لا تخلو هذه التركيبات من بعض المشاكل الصحية والطبية. ومن أهم المشاكل التي تسببها التركيبات الثابتة أو المتحركة هو ضمور عظام الفكين وتغير حالتها والتأثير السلبي على الأسنان الطبيعية الموجودة بالفم. وأما عن زراعة الأسنان فإنها تخلو تماما من كل هذه المشاكل، ولا يشعر الشخص بوجود جسم غريب داخل فمه على الإطلاق.

أهمية زراعة الأسنان

ليس بشيء قليل الأهمية أن يقوم الشخص بزراعة أسنان مكان تلك التي قد فقدها. ويستحسن دائما أن يكون ذلك فور فقدانه الأسنان التي قد تساقطت لسبب ما أو تم خلعها لعدم صلاحيتها. وكلما تأخر الشخص عن زراعة الأسنان وملء الفراغ الذي أحدثه فقدان الأسنان الطبيعية، كلما زاد الأمر تعقيدا واحتاج لعمليات إضافية ووقت إضافي ليتمكن من تعويض ما قد فقد. وعلى سبيل المثال، قد يؤدي طول المدة بين فقدان الأسنان وبين الزرع إلى ميل الأسنان الموجودة بالفم ناحية الفراغ الموجود؛ وبالتالي خلق شكل غير مستحب ووجود مشكلة في مضغ الطعام وفي التكلم. كذلك من الممكن أن يزيد حجم بعض الأسنان نتيجة لفقدان أسنان أخرى؛ فإذا تم فقد أحد الأسنان العلوية، على سبيل المثال، فمن الممكن أن يزداد طول السن التي تقع تحتها بالفك السفلي. وهذا يحدث مشاكل قريبة من المشاكل المذكورة سابقا. ومن الأمور البديهية أن فقدان بعض الأسنان يحدث تغيرا في شكل عظام الفك؛ الأمر الذي ينتج عنه اللجوء إلى خطوات إضافية عند القيام بعملية زراع الأسنان؛ كما أن الشخص الذي يتعرض لهذه التجربة عادة ما تظهر على وجهه أعراض الشيخوخة في وقت باكر، بحيث يحدث ترهل لعضلات الوجه. وفي حال حدث هناك تشوه بالفك نتيجة طول المدة بين الخلع والزرع، يلجأ الطبيب إلى بعض العمليات التي من خلالها يستطيع تعديل وضع الفك وإعادته سيرته الأولى. ومن أهم العمليات التي يتمكن من خلالها بتحقيق ذلك هي عملية حقن العظام وزراعتها ليتمكن من زرع السن المفقود على هذه العظام وعمل التقويم الذي يعيد ترتيب الأسنان بالفك وتفريغ مكان السن المراد زرعها.

لمن تتم زراعة الأسنان؟

زراعة الأسنان لمن تتم زراعة الأسنان؟

في الحقيقة أن زراعة الأسنان في الغالب متاحة لغالبية الأعمار والحالات. فمنذ بلوغ سن الثامنة عشر، يمكن للشخص إجراء هذه العملية؛ بشرط خلوه من المشاكل الصحية التي قد تعيق هذه العملية. وهناك بعض الحالات الصحية التي كان من الشائع عدم مقدرتها للخضوع لمثل هذه العمليات، مثل حالات مرضى السكري؛ غير أن الطب الحديث قد أثبت إمكانية عمل زراعة الأسنان لمريض السكري؛ شريطة أن تكون مستويات سكر الدم جيدة وأن يكون هو منتظما في تناول الدواء. ولكن في حال كانت مستويات السكر في الدم متغيرة غير ثابتة فليس من السهل القيام بهذه العملية. وهناك بعض الأمراض الأخرى التي تحول دون إجراء عمليات زراعة الأسنان مثل مرض نقص المناعة ووجود مشاكل في العظام. وقد يكون الشخص صحيحا، غير أن الممارسات الخاطئة التي يتبعها تحول دون نجاح هذه العملية، مثل التدخين وإهمال العناية بالفم والأسنان. وهناك من الحالات من يرى الطبيب أفضلية تركيب طربوش على إجراء عملية زراعة أسنان بفمه. وهذا يحدث في حال كان جذر السن الطبيعي موجود وكانت هناك بعض الكسور أو الثقوب التي لا يصلح معها الحشو.

مدة زراعة الأسنان

على الرغم من أن البعض منا قد يعتقد أن زراعة الأسنان هي عملية شديدة التعقيد؛ بحيث قد تستغرق الكثير من الوقت، إلا أنها في الواقع لا تتعدى ثلث الساعة حتى يتم الانتهاء من أهم مرحلتين بها. ولأن زراعة الأسنان عادة ما تتم على ثلاثة مراحل، وهي مرحلة زراعة الجزء الداخلي المسمى بالغرسة ومرحلة وضع الجزء الخارجي الذي يتم تثبيت الطربوش عليه ومرحلة تثبيت الطربوش أو السن النهائي الظاهر لنا، فإن كل من المرحلة الأولى والثانية لا يتعدى الوقت اللازم لها 10 دقائق. أما المرحلة الثالثة فلا يمكن أن تتم قبل مرور شهرين في المتوسط حتى يتم التئام العظام والتحامها بالزرعة المنغرسة بها. وفي حال وجد الطبيب أن هذا الأمر لم يتم كما ينبغي يضطر إلى الانتظار أكثر من ذلك حتى تتم العملية بنجاح. ونستطيع القول بأن عملية زراعة الأسنان إجمالا تحتاج في المتوسط من ثلاثة شهور إلى ستة شهور. هذا في حال كان المريض لا يعاني من مشكلة أخرى، كتغيير وضع الفكين أو وجود مشاكل باللثة أو عدم صلاحية جميع الأسنان بالفم أو غيرها من المشاكل؛ فوجود أي مشكلة يطيل من وقت الزرع ويزيد من عدد زيارات الطبيب. وبالطبع يقوم الطبيب قبل الشروع في إجراء عملية زراعة الأسنان بعمل أشعة مقطعية على الفكين لمعرفة المكان الذي من المفترض أن يرتكز عليه الجزء الداخلي من الزرعة. ويمكن للأسنان المنزرعة أن تبقى على حالتها الأولى لمدة طويلة تصل إلى 30 عام أو أكثر؛ بل إنها قد تظل مع الإنسان طيلة حياته. وهذا الأمر يحدده روتين العناية بالفم والأسنان الذي يتبعه الشخص.

أنواع زراعة الأسنان

هناك العديد من أنواع زراعة الأسنان أو الطرق المتبعة طبيا في ذلك. ومن هذه الطرق الزراعة السريعة للأسنان؛ وفيها يتم زراعة سن داخل اللثة دون اللجوء إلى وضع جذر يدعمها. ويكون الداعم الأساسي لهذه السن هي الأسنان التي تحيطها. كذلك هناك الزراعة التقليدية العادية. وفيها يتم زراعة جذر داخل عظام الفك، العلوي أو السفلي، وبعدها بفترة من الوقت يوضع غرس آخر يعتبر جزءا خارجيا يحمل فيما بعد الطربوش الذي يقوم الطبيب بتركيبه في نهاية المطاف. وهناك زراعة الأسنان بطريقة الترقيع؛ والتي يقوم الطبيب من خلالها بأخذ جزء من عظام الفك السفلي، وبعد ذلك بحوالي ستة شهور يقوم بترقيعه في المكان الذي يحتاج إلى الزرع. ومن أحدث طرق زراعة الأسنان هي الزراعة بالليزر التي سبق الحديث عنها. وما يميز هذه الطريقة أن الطبيب لا يلجأ فيها إلى التدخل الجراحي إلا بنسبة طفيفة للغاية؛ وذلك مقارنة بطرق الزرع العادية. وتتم هذه العملية عن طريق إحداث ثقب صغير لا يتجاوز حجمه 4 مل؛ والذي عن طريقه يقوم الطبيب بوضع السن المراد زرعها. ولأنه لا يوجد تدخل جراحي بشكل كبير في هذا النوع من العمليات، فإنها لا تسبب الكثير من الألم للشخص بعد الانتهاء من إجراء العملية.

مخاطر زراعة الأسنان

على الرغم مما تم ذكره من فوائد زراعة الأسنان، لا تخلو هذه العملية من بعض المخاطر والمشاكل. ومن أهم هذه المخاطر هو إصابة من يعانون من حساسية المخدر بالدوار وانخفاض ضغط الدم أو الشعور بضيق التنفس. كذلك قد يتسبب الجرح الذي يحدثه الطبيب باللثة للقيام بغرس أجزاء السن المراد زرعها في بعض المضاعفات، مثل النزف الشديد والإصابة بالعدوى والفطريات التي تدخل إلى الأسنان عن طريق هذا الجرح. وبالطبع يؤدي القصور في التعقيم واستخدام أدوات نظيفة من قبل الطبيب إلى زيادة احتمالية الإصابة بهذه الأضرار.

عيوب زراعة الأسنان

هناك بعض المشاكل التي تتسبب فيها زراعة الأسنان؛ والتي تلازم الإنسان لفترة قصيرة. وأهم هذه العيوب هو الشعور بآلام تتفاوت شدتها بعد زوال أثر المخدر الموضعي المستخدم أثناء العملية. وتعيق هذه الآلام الشخص من ممارسة حياته بشكل طبيعي لفترة من الوقت؛ فهو عادة لا يستطيع مضغ الطعام جيدا والتحدث لفترة طويلة من الوقت وتناول المأكولات والمشروبات الباردة أو الساخنة. ولكن الالتزام بتعليمات الطبيب وأخذ الدواء الذي يصفه بعد الزرع يخفف من هذه الآلام ويمنع الوصول إلى مرحلة شديدة من التورم الذي يصيب اللثة جراء عملية الزراعة.

ألم زراعة الأسنان

زراعة الأسنان ألم زراعة الأسنان

يعد هذا أحد أهم الأسئلة التي يتم طرحها من قبل الأشخاص الذين يفكرون بإجراء عمليات زراعة للأسنان. ولعل تخيلهم لمراحل العملية من زراعة جزء داخلي ومن ثم زراعة جزء خارجي باللثة والفكين هو ما يجعلهم يتصورون ضخامة الأمر. والخبر السار هو أن زراعة الأسنان تتم دون الشعور بأي آلام على الإطلاق؛ حيث أن الطبيب يقوم بتخدير الشخص قبل الشروع في إجراء العملية. ويتم استخدام نفس نوع التخدير الذي يستخدمه الطبيب في العمليات الأخرى التي تتم داخل عيادة الأسنان، مثل الحشو والخلع وغيرها. نعم قد يشعر الشخص بعدم راحة وآلام وانتفاخ باللثة بعد الانتهاء من إجراء العملية، أو أي مرحلة من مراحلها، ولكن الطبيب عادة ما يصرف له من الدواء ما يساعده على تخفيف الألم وعلاج الالتهابات الناتجة عن الزرع.

ونختتم كلامنا بأنه لم يعد هناك مجال للخوف من عمليات زراعة الأسنان؛ ففوائدها و الآثار الإيجابية التي تعود على الشخص من خلالها تفوق بكثير بعض الأضرار التي يمكن تلافيها بالحذر والحيطة واتباع إرشادات الطبيب بشكل دقيق.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

واحد + واحد =