تسعة
الرئيسية » العمل » في العمل » خصوصية حياتك : كيف تحافظ على حدود الخصوصية في العمل ؟

خصوصية حياتك : كيف تحافظ على حدود الخصوصية في العمل ؟

خصوصية حياتك أحد الأمور التي يجب أن تعتني بالحفاظ عليها ولا تتركها فريسة للمتطفلين، في هذه السطور نعلمك كيف تحافظ على خصوصية حياتك في العمل بسهولة.

خصوصية حياتك

خصوصية حياتك في العمل إحدى الأمور شديدة الجدية التي يجب أن تحافظ عليها بكل ما أوتيت من قوة، فالعمل هو المكان الذي نقضي فيه أغلب ساعات اليوم فهو يحتل جزءاً كبيراً من يومنا بل قل من حياتنا كلها. إذا قمت بحساب عدد الساعات التي تقضيها في العمل يومياً فربما تجد أنها أكثر من عدد الساعات التي تقضيها في البيت مع أسرتك. لذلك فإن التداخل الواضح الذي يحدث نتيجة الانتقال من الحياة الاجتماعية إلى الحياة العملية يجعل من الصعب المحافظة على الحد الفاصل الذي يجب أن يكون موجوداً بين ما يحدث في المنزل وما يحدث أثناء العمل، فكل منها يلقي بظلاله على الآخر وهو ما يؤثر على خصوصية حياتك بشكل كبير. فالفضول الذي يتمتع به الإنسان وطبيعته الاجتماعية التي تدفعه إلى التواصل مع الآخرين والتدخل في شئون حياتهم تهدد خصوصيتك التي تحاول المحافظة عليها دائماً، وخاصة في بيئة العمل التي تفرض على الإنسان فهو لا يختار رفقاءه في العمل بل يفرضون هم عليه ومنهم بالتأكيد من يصل به الفضول والتطفل إلى درجات بعيدة لا تحتمل ولا تطاق. فكيف يمكنك أن تحافظ على خصوصية حياتك أثناء العمل بعيداً عن هؤلاء الفضوليين؟

نصائح من أجل أن تحافظ على خصوصية حياتك

ضع حدوداً فاصلة بين العمل وبين حياتك الخاصة

لتتجنب الخوض في أمور لا ترغب في الحديث عنها لابد أن تحدد المواضيع التي لا تحب أن يطلع عليها أحد، اجعل لنفسك قائمة بهذه المواضيع اجلس مع نفسك قليلا وفكر فيما لا ترغب أن تتحدث فيه مع زملاء العمل. هذا الأمر يختلف من شخص لآخر كل على حسب طبيعته وشخصيته. لا داعي لأن تجعل الآخرين يطلعون على هذه القائمة فهي فقط تذكرك بألا تنجر إلى محادثة لا ترغب فيها، فقط ارسم لنفسك الحدود التي لا يمكن لزملائك أن يتخطوها على سبيل المثال الأمور الدينية أو آرائك السياسية أو علاقاتك العاطفية أو الأمور الصحية. إن كنت ترغب في المحافظة على خصوصية حياتك أثناء العمل فمن المهم أيضا أن تتجنب المكالمات الخاصة أثناء العمل فالتحدث بشكل مسموع أمام زملائك سيجعلهم يسألونك ماذا يحدث ويسترسلون في الحديث معك وستجد نفسك مضطرا للبوح لهم عن أمور لا ترغب في الحديث عنها أصلا. حاول أيضا أن تترك مشاكلك الشخصية عند أبواب العمل لكي تتمكن من المحافظة على خصوصية حياتك. ربما يكون هذا الموضوع صعباً بعض الشيء فأنت لا زلت نفس الشخص سواء في المنزل أو في العمل وأنت لا تملك إلا شخصية واحدة، ولكن مع هذا حاول قبل ذهابك إلى لعمل ألا تشغل عقلك بالتفكير في المشاكل التي تواجهك في المنزل حاول أن تؤجل ذلك لوقت آخر واشغل تفكيرك بموضوعات أخرى لكي لا تجد نفسك تناقشك زملاء العمل في موضوعات لا تخصهم ولا يجب أن يعرفونها عنك فهي تخصك أنت وحدك.

حافظ على علاقة طيبة مع زملائك

أن تمنع الأخريين من التدخل في خصوصية حياتك لا يعني أن تكون حاداً في المعاملة مع الآخرين أو أن تكون فظاً معهم بل على العكس لابد أن تقييم علاقة ود بينك وبينهم، فالإنسان لا يمكن أن يعيش دون أن يكون له علاقات اجتماعية مع الأخريين. بل إن تكوين علاقة جيدة مع زملائك بعيدا عن حياتك الخاصة أمر مرغوب فيه. قم بالبحث عن أمور مشتركة لتتحدث فيها مع زملائك مثل الرياضة أو الأفلام أو برامج التلفاز المفضلة لديك. هذه المواضيع سوف تملأ الوقت التي تقضيه مع زملائك أثناء الاستراحة أو المحادثات الجانبية بينك وبينهم بعيدا عن العمل وستجنبك الحديث في مواضيع تفضل أن تبقيها سراً. من المهم أيضاً أن تتبع أسلوباً لطيفاً في تجنب المحادثات التي تتعلق بحياتك الشخصية. فعندما يقوم أحد زملائك في العمل بالحديث معك أو توجيه سؤال لا تريد أن تجيب عليه لا تقل له أن هذا ليس من شأنك، بل اتبع طريقة دبلوماسية في الإجابة عن هذا السؤال كأن تقول له بالتأكيد لن ترغب في معرفة ذلك إنه أمر ممل للغاية، ثم قم بالبحث عن موضوع آخر وإدارة دفة الحوار إلى اتجاه آخر. بهذه الطريقة سوف تحافظ على علاقة جيدة بينك وبين أصدقائك في العمل وتتجنب الدخول في مشاكل معهم وفي نفس الوقت ستحافظ على خصوصية حياتك.

احذر من مواقع التواصل الاجتماعي

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم جزءاً من حياتنا لا يمكن الاستغناء عنه بل إن كثيراً من الناس يسجلون كل لحظة من حياتهم على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، يشاركون الصور والمواقف و حتى أدق التفاصيل في حياتهم إلى أن أصبحت صفحاتهم كتاباً مفتوحاً لكل من يرغب في التعرف على حياتهم الخاصة. فإن كنت ترغب في المحافظة على خصوصية حياتك بعيداً عن العمل فعليك أن تأخذ في الاعتبار المعلومات التي تشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي ومن الأفضل أن تخصص حساباً آخر لأصدقاء العمل بعيداً عن حسابك الشخصي، فما تشاركه مع أصدقائك المقربين ربما لا ترغب في أن يطلع عليه زملاءك في العمل. لا تستخدم بريد العمل في مراسلاتك الشخصية فالمدير يمكنه أن يطلع على مراسلاتك التي تقوم بها عن طريق بريد العمل.

المعاملة بالمثل

إن كنت ترغب في المحافظة على خصوصية حياتك أثناء العمل وإن كنت لا تحب أن يسألك أحد عن شئونك الخاصة أو أن يناقش ذلك معك فعلك أنت أولاً أن تلتزم بذلك. فلا يعقل أن تسأل الآخرين وتتحدث معهم في شئونهم الخاصة ولا تتوقع أن يسألوك هم أيضاً عن نفس الشيء. ابتعد عن الفضول ولا تجر نفسك لمواضيع شخصية، تجنب ذلك قدر الإمكان، فقط عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.

في النهاية ربما يرغب البعض في إبقاء بعض الأمور الخاصة بهم سراً ولا يحبون أن يطلع عليها الآخرون، ولكن يبقى الإنسان كائن اجتماعي بطبعه يميل إلى التواصل مع الآخرين والاستئناس بهم ومجالستهم ومشاركة همومه ومناقشة أمورهم فمن المستحيل أن يعيش الإنسان في عزلة تامة فمنذ أن خلق الإنسان وهو يميل إلى العيش في جماعات وقبائل ولديه حب الاستطلاع وغريزة الفضول ولا يمكن لهذا كله أن يتم تجاهله بسهولة. وبطبيعة الأمر لا يمكنك أن تجعل خصوصية حياتك سراً مقدساً لا يمكن لأحد أن يطلع عليه حتى وإن حاولت ذلك وبذلك قصارى جهدك فسوف تجد نفسك مع مرور الوقت تقيم علاقات مع زملائك في العمل، بالتأكيد ستجد من تطمئن إليه وتسترسل معه في الحديث حتى تقيم علاقة صداقة قوية بينك وبينه. فقط كل ما تحتاج إليه هو بعض الوقت حتى تتأقلم مع بيئة العمل وتتعرف على من يشاركونك نفس المكان بالتأكيد ستجد بينهم من لا تحب التعامل، ستجد أشخاصاً فضوليين يتطفلون ويحشرون أنوفهم في كل شيء، ولكن في المقابل ستجد أناساً طيبين يتمنون لك الخير والسعادة فتشبث بهم.

معاذ عبد الرحمن

طالب جامعي متخصص في دراسة المجال القانوني.

أضف تعليق

أربعة عشر + 20 =