تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » التعليم والاهل » حل الواجبات : كيف تساعد ابنك في حل الواجبات بشكل مبسط ؟

حل الواجبات : كيف تساعد ابنك في حل الواجبات بشكل مبسط ؟

حل الواجبات بالنسبة للأطفال قد يحتاج في بعض الأحيان إلى التدخل من قبل الوالدين، في هذه السطور نستعرض الطريقة الصحيحة من أجل مساعدة الأبناء في حل الواجبات .

حل الواجبات

حل الواجبات في بعض الأحيان يحتاج إلى تدخل من الوالدين. فعند الانتقال من مرحلة الطفل اللعوب المدلل الذي يقضي نهاره في اللعب طوال اليوم إلى الطفل الذي سيحمل قدرًا تدريجيًا بسيطًا من المسئولية خلال مشواره الدراسي من بدايته وحتى النهاية، ومع هذا التغير الملحوظ في حياة الطفل وتكوينه وحالته يأتي دور الأبوين في الأخذ بيده كما فعلا خلال تعلمه المهارات الحياتية الأساسية كالمشي والكلام واللعب لكن هذه المرة في التعلم والمدرسة وحل الواجبات وتلك المسئولية، وبين الأبوين اللذين لا يهتمان البتة بتلك المرحلة التغيرية في نفسية الطفل وشخصيته ومساعدته على تفهم أول درسٍ من دروس الحياة والأبوين اللذين يحولان الأمر لكابوسٍ لهما ولطفلهما الذي يتذوق مرارة الواجب والمسئولية رغم صغرها وبساطتها كأول ما يتذوق من الدنيا، لربما نجد أبوين يتعاملان بالشكل الصحيح مع تلك الخطوة في حياة الطفل.

حل الواجبات : الطريقة الصحيحة لمساعدة الأطفال فيها

أهمية فرض وحل الواجبات بالنسبة للطفل

الواجبات المنزلية لم تكن قط مجرد عبءٍ تستمتع المدرسة بإلزام الطالب ووالديه بحله وإنما فُرضت الواجبات لأهدافٍ أبعد وأكثر عمقًا وإفادة، في البداية يحصل الطفل على درسه ويتلقاه من معلمه ثم يعطيه المعلم الواجب، والغرض من ذلك أن يستوعب الطفل ما سمعه وعُرض عليه ثم يقوم بتطبيقه عن طريق حل الواجب، ثم يأتي بُعدٌ أكثر عمقًا من ذلك حيث أن حل الواجبات مهمةٌ تزرع في الطفل المسئولية من صغره وتشرح له أول درسٍ من دروس الحياة وهو أن له أشياءً وحقوقًا سيأخذها لكنه في المقابل سيجد واجباتٍ مفروضةً عليه أن يتحملها ويتحمل مسئوليتها ويبذل جهده فيها ويقدمها بأفضل شكلٍ ممكن، وللواجبات أهميةٌ أخرى قد يغفل عنها بعض الآباء خاصةً في السن الصغير لأولادهم وهو إشراك الأبوين في العملية التعليمية وعدم جعلها قاصرةً على المعلم والتلميذ فحسب، وإنما يسعى ذلك التشارك لإيجاد نقطة اشتراكٍ بين المعلم والأبوين والطفل معًا يلتقون فيها خلال العملية التعليمية.

تصرفات الآباء الخاطئة

يلجأ بعض الآباء للتصرفات الخاطئة تجاه العملية التعليمية كلها أو اتجاه حل الواجبات مع أولادهم، كأن يكون الوقت الذي يمضونه في حل الواجبات ثقيلًا على الأبوين وهمًا عليهما عندها سيصبح بالمثل ثقيلًا على الطفل وتلقائيًا سيتحول إلى عمليةٍ تعذيبيةٍ بالنسبة له ولهما، وخلال حل الواجبات يلجأ بعض الآباء للتعنيف والنقد والعقاب والضرب أحيانًا رغم أنه من المفترض أن تكون جلسةً تعليميةً وتثقيفيةً لكلٍ من الطرفين، فالابن يتعلم من والديه والأبوان يعرفان قدر ما عرف الابن ويتابعانه أولًا بأول، في حالاتٍ أخرى نجد الأبوين غير مهتمين بالأمر البتة ولا يحاولان مشاركة الابن في حل الواجبات وإنما يتركانه يفعل ما شاء سواءً قام بما عليه أو لم يقم، وسواءً قدمه بالطريقة الصحيحة أو الخاطئة، نقطةٌ خاطئةٌ أخرى.

كيف تحل الواجبات مع ابنك؟

يحتاج الأبوان أن يدركا أهمية حل الواجبات مع ابنهما حتى يكون بمقدورهما تقديم الأفضل له أولًا ثم جعله يدرك أهمية الواجبات ثانيًا وأنها ليست رغبةً في إيذائه أو مضايقته من معلميه، خاصةً في المواد التي لا يفضلها الطفل أو يكون ضعيفًا فيها أو غير قادرٍ على تحصيلها بالشكل المناسب، وهذه المواد بالذات تستدعي تدخل واهتمام الوالدين بشكلٍ أكبر في حين أن أغلب الآباء يلجون إلى تعنيف الطفل على ضعفه فيزداد كرهًا وضعفًا في تلك المادة، غالبًا ما يشارك أحد الأبوين وحده في حل الواجبات مع الطفل بينما يبقى الآخر خارج الصورة وهو أمرٌ خاطئٌ ومن الأفضل دومًا أن يتبادل الأبوان تعليم الطفل ومتابعته ليكونا محيطين بصورةٍ أفضل بطفلهما ومستواه وليصنع الطفل جسر تواصلٍ مع كليهما وليس مع أحدهما فحسب، يحتاج ابنك إلى دفعاتٍ بسيطةٍ منك ومساعداتٍ أثناء حل الواجبات لكن لا تقم أنت بحلها بنفسك أو تقدم له الإجابة كاملةً فيعتاد على التواكل عليك ويتوقف عن محاولة التفكير أو التذكر بنفسه.

العقاب

إياك أن تلجأ إلى العقاب أبدًا مع طفلك طالما هو يحاول، أي لا تحاول معاقبته لإنه لم يعرف الإجابة الصحيحة فأنت تهدم الكثير من الجسور بداخله، وإنما يكون العقاب في حالةٍ واحدة وهي تكاسل الطفل عن حل الواجبات بشكلٍ عام أو لعبه وشغبه قبل أن ينتهي منها وعندها أنت بحاجةٍ لعقابٍ متحضر كالمنع من اللعب أو مشاهدة التلفاز حتى ينتهي من حل الواجبات، لا تحول العملية التعليمية لعملية شجارٍ وصياحٍ منك وإحجامٍ وانغلاقٍ وبكاءٍ منه، كن صبورًا واسع الصدر وذكر أنه لم يولد شخص متعلمًا وحده وحتى أنت مررت يومًا بما يمر به، كن مستعدًا لإعطائه ما لديك وتعليمه ذات الشيء أكثر من مرةٍ برحابة صدر، علمه العطاء والتسامح والصبر من خلال أفعالك تلك فالتعليم لم يكن يومًا حشوًا للمعلومات وانتهى وإنما هو عمليةٍ تأديبيةٍ متكاملةٍ للطفل.

الثواب

كما أنك لجأت للعقاب في حالة تأخر طفلك أو تكاسله فعليك أن تنتبه أيضًا للثواب، بعض الآباء قد يغفلون الثناء والمكافأة والبعض الآخر قد يبالغ فيها بطريقةٍ خاطئة، أولًا فطفلك بحاجةٍ للتشجيع والثناء وأن تشعره بأنك فخورٌ به وبتحمله المسئولية وبتقدمه الدراسي، لذا استغل بعض الأوقات لتقديم المكافئات له وشجعه بالكلام من وقتٍ لآخر ولا مانع من بعض الحلوى أو الألعاب كمكافأةٍ أيضًا، لكن لا تسقط في خطأ الثواب والمكافأة بشكلٍ دائمٍ ودوريٍ حتى يعتاد الطفل على ذلك فتفسد قيمة وأهمية الأمر الحقيقية في عقله، فالغرض من حل الواجبات هو إدراك الطفل لمعنى المسئولية وعليك أن تساعده في فهم ذلك وأنه كإنسان يجب أن يقوم ببعض الأشياء وحل الواجبات من ضمن تلك الأشياء، أما في حالة الثواب الدائم فيعتقد الطفل أن من حقه دائمًا أن يحصل على مكافأةٍ جراء قيامه بواجبه وبما سيفعله وتلك فكرةٌ حياتيةٌ خاطئة ستتسبب له بصدمةٍ في الحياة الواقعية عندما يكبر، فكن معتدلًا.

المتابعة المدرسية

المتابعة الجادة من أهم ما يجب على الوالدين أن يقوما به وليس متابعة التطور الدراسي وحده وإنما استغلال فترة حل الواجبات في الأحاديث الجانبية الصغيرة مع الطفل تسأل فيها عن معلميه وكيف قاموا بشرح ذلك الجزء أو ذاك، وعندما سألهم طفلك عن شيءٍ أراده أو لم يفهمه كيف كان رد المعلم عليه، كذلك استشفاف مشاعر الطفل نحو معلميه من طريقة كلامه ومن فيهم يشجعه ومن يعنفه وحثه على ذكر ورواية المواقف التي تعرض لها معهم، وكيف تقبل المعلم منه الخطأ هل عنفه أم تقبله بهدوءٍ وسماحة وساعده على التوصل للإجابة الصحيحة، إيجاد المعلم المناسب لطفلك وتقويم من اعوجّ منهم في تعامله مع ابنك سيساعدك كثيرًا ويسهل عليك مهمتك المنزلية وسيبقيك على اطلاعٍ بأحوال طفلك.

كن مبدعًا وذكيًا

أنت أدرى وأعرف الناس بأبنائك وإن كان المعلم في المدرسة تقع على عاتقه مهمة التعليم فلا يعني ذلك أن تخلي مسئوليتك منها أنت، فالمعلم مهما فعل فستبقى حقيقة أنه يعلم العشرات من الطلاب معًا ومن الصعب إيجاد وقتٍ مستقطعٍ لكل واحدٍ منهم، بينما أنت تملك ابنك في بيتك وتدري أقرب الوسائل لقلبه وعقله وتعرف كيف تجعله أفضل فاستغل ذلك، خاصةً في حالات ضعف ابنك أو إحباطه أو كراهيته لإحدى المواد فجد الوسيلة لجعله يتقدم فيها بنفسك ولا تنتظر مساعدة أحدٍ أو أن يسبقك أحدٌ بتلك الخطوة.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

ستة عشر − ثمانية =