تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » جامعة وكلية » تمويل الدراسة : كيف تمول دراستك بطرق مختلفة لتحقيق حلمك؟

تمويل الدراسة : كيف تمول دراستك بطرق مختلفة لتحقيق حلمك؟

الدراسة في أغلب بلدان العالم مكلفة جدًا، ويحتاج أي طالب إلى مصدر من أجل تمويل الدراسة للالتحاق بالجامعات، نعرض عليك طرقًا من أجل تمويل الدراسة الخاصة بك.

تمويل الدراسة

ظهرت في الوقت الحالي قضية تمويل الدراسة بالنسبة لمعظم راغبي الدراسة بعد الثانوية، في العصور الوسطى اشتهر العالم الإسلامي بالتقدم العلمي والثقافي والحضاري في الوقت الذي شهدت أوروبا ودول الغرب عصور ظلام وجهل وتخلف، وحينما أرادوا عكس الأدوار ليصبح المتقدم متأخر والمتأخر متقدم، كان عليهم أن يدرسوا ما توصل إليه علماء المسلمين بصفة خاصة والشرق بصفة عامة، وهي التجربة التي أعادها محمد علي باشا في مصر الحديثة حينما أرسل بعثات لأوروبا للتوصل إلى آخر البحوث العلمية التي توصلوا إليها وإعادة عجلة التقدم والازدهار مرة أخرى، وفي وقتنا هذا نجد أن عدد كبير من الدول ترسل بعثاتها للخارج على نفقة الدولة كمحاولة لإعادة عجلة التقدم مرة أخرى، أو نجد باحثين يجتهدون للدارسة بجامعات أجنبية، ولكن بالرغم من أن الدراسة بالخارج تمثل حلم لعدد من الباحثين إلا أنها تمثل رعب لعدد آخر، نظراً لارتفاع التكلفة التي تتطلبها من المصاريف الدراسية بالخارج مقارنة بالمحلية إضافة إلى مصاريف المعيشية، وتضاؤل فرص الادخار أو العمل بجانب الدراسة في الجامعة على غرار الطريقة التقليدية، ولذلك يعتبر تمويل الدراسة أبرز العوائق التي تواجه الدارسين بالخارج ودائماً ما يبحثون عن حل لهذه المشكلة خاصة أن الدراسة بالخارج مازالت تقدم عدد من المزايا التي تنعكس على المستوى الأكاديمي والتعليمي والثقافي والوظيفي للطالب.

طرق مبتكرة من أجل تمويل الدراسة

الفوائد التي تعود على الطالب من الدراسة بالخارج

تجربة جديدة

فالدراسة ببلد غير خارجي تمد الطالب بخبرات عديدة لا حصر ولا عدد لها، لأنها تساعد الطالب على التعامل مع أفراد من جنسيات وأعراق مختلفة، وتنمي قدراته التفاعلية وتمنحه مميزات اجتماعية عن الطلبة المحليين، كما أنها ستنعكس على مستوى الطالب التعليمي لأن كل درس أو تطبيق عملي أو نظري سيؤثر على مستوى إدراكه التعليمي.

التطوير الشخصي

تساعد الدراسة بالخارج على تطوير شخصية الطالب بعدة نواحي كالتنظيم المالي وإدارة الوقت والتخطيط المستمر لنواحي الحياة اليومية والشهرية ليصبح أكثر تركيزاً وإدراكاً للأمور وأكثر اعتماداً على النفس.

سيرة ذاتية متفردة

التخصصات المتعددة سببت صعوبة أمام الخرجين للحصول على وظيفة مناسبة لكن الأمر يختلف مع الدارسين بجامعات دولية لأنه يحصل على أولوية في مجالات العمل المختلفة حيث ينظر إليه كحامل شهادة عالمية، وتؤكد على تلقيه للعملية التعليمية على 3 مستويات – عملية نظرية وتطبيقية- بالإضافة إلى حصوله على التدريب المستمر.

متعة السفر

فالدراسة بالخارج تعتبر رخصة غير رسمية للسياحة بحرية وبدون تكاليف إضافية داخل البلد التي تدرس بها، فالسفر يفتح مدارك الإنسان ورؤيته للحياة إضافة إلى تعريفه بالعادات والتقاليد الخاصة بدول أخرى، كما أنها سيساعدك على تكوين صداقات من مختلف الجنسيات والأعراق.

دراسة لغة جديدة

العديد من الدول تشترط حصول الطالب على درجة محددة للطالب الملتحق بإحدى جامعاتها أو يتم تخصيص سنة دراسية لدراسة لغة الدولة قبل البدء في الدراسة المتخصصة.

أنواع التمويل

تنقسم أنواع التمويل إلى ثلاثة أنواع، الأول الحصول على قرض دراسي مخصص للطلبة ويتم بواسطته سداد الرسوم المستحقة للجامعة التي تم قبولك فيها بعد حساب تكلفة الرحلة، وفي مصر تقدم عدد من البنوك هذا القرض لكن تختلف الشروط هذه القروض من بنك لآخر، أما النوع الثاني؛ فهي منح تمويل، ويلجأ إليها الطالب بعد انتسابه للجامعة للحصول على منحة لتمويل تكاليف الدراسة، والثالث؛ منحة شاملة وتتميز بسهولة إجراءاتها نظراً لأنه يتم التقدم للمنحة والدراسة معاً، وتنقسم المنح إلى نوعين الأول؛ منح جزئية وهي الأكثر انتشاراً بحيث تغطي جزء من تكاليف الرحلة، والثاني؛ منح كاملة تغطي مصاريف الدراسة والإعاشة والتنقلات بالإضافة إلى التأمين الصحي.

تمويل الدراسة من الحكومات

توفر الحكومة الفرنسية فرصة للشباب الراغبين في استكمال دراستهم ويمكن التواصل معهم من خلال المعهد الثقافي الفرنسي، كما توفر الحكومة الأسترالية تحت اسم منحة أنديفور المنح للدارسين بكافة المراحل الدراسية ابتداءً بمرحلة التعليم الجامعي نهاية بالبحوث، وتتباين شروط القبول وفقاً لنوع الدراسة والمرحلة العمرية، وتتنوع المنح التي تقدمها الحكومة الأمريكية بين برامج تدريبية قصيرة ومنح جامعية ومرحلة البحوث إضافة إلى إعداد القادة، تمثل الدراسة بالولايات المتحدة فرصة التعرف على الثقافات الأخرى واكتساب خبرة أكاديمية، وتقدم الحكومة البريطانية منحة تشيفنينغ لطلاب “دول العالم الثالث” ذوي الشخصيات القيادية، وتوفّر للطلاب دراسة الماجستير لمدة عام واحدة بالمملكة المتحدة، بهدف المساعدة تهيئة الطلّاب الدوليين ليصبحوا قادة وصنّاع قرار بالمستقبل، وذلك عبر الدراسة في الجامعات البريطانية المعروفة بسمعتها الأكاديمية والبحثية العالية.

وتمتلك الحكومة الكندية نظامًا من أفضل النظم في توفير منح دراسية للدراسة في مختلف المراحل الدراسية، كما تتيح الحكومة اليابانية للطلاب الأجانب الحصول على منحة للدراسة، على مستوى البكالوريوس و الدراسات العليا والبحوث، وتتعاون مع الحكومة المصرية في تقديم تدريب للعاملين بالتدريس، ويشترط أن يدرس الطالب اللغة اليابانية لمدة عام، وتقدم كلاً من الحكومة الماليزية والحكومة التركية منح شاملة مصاريف الإعاشة وراتب شهري وتذاكر الطيران والتنقلات، إلا أن المنحة التركية تتميز عن بقية المنح في أنها توفر فرص أكبر للعرب كما أنها لا تشترط إجادة اللغة الإنجليزية وتشترط دراسة سنة كاملة للغة التركية.

تمويل الدراسة من جامعات وجهات تمويل

توفر المنحة المقدمة من الجامعة الأمريكية المنح الكلية والجزئية لكافة المراحل الدراسية الجامعية وتوفر برامج الزمالة لتوفير نفقة المشروعات البحثية، ويتم الاختيار وفقًا للتحويل الأكاديمي المتميز والسمات الشخصية، ويخصص الاتحاد الأوروبي، مبالغ كبيرة للاستثمار بالشباب ومنها برامج المنح الدراسية لخدمة شباب العالم أجمع وليس شباب دول الاتحاد فقط، ويتم التنسيق مع العديد من الجامعات المصرية الحكومية بهذا الشأن، كما توفر هيئة التبادل العلمي الألماني DAAD تبادل طلابي لطلبة البكالوريوس وتمويل للمشروعات البحثية والدراسات العليا، فهي الأقوى بالمنح الدراسية في ألمانيا، وتتيح جامعة أكسفورد المنح للمرحلة الجامعية والدراسات العليا والبحوث.

وعلى صعيد المؤسسات المصرية توفر “مصر الخير” منح لطلبة التعليم الفني بكلا من فرنسا وإيطاليا وتوفر لأبناء الصعيد فرصة للالتحاق بجامعة النيل والجامعة الأمريكية، إضافة إلى منح للدراسات العليا والبحوث، كما توفر القرض الحسن، أما “ساويرس للتنمية المجتمعية” توفر منح دراسية للطلاب بجميع المراحل التعليمية بكلاً من ألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، وترتكز عوامل القبول بالمنحة على التفوق العلمي والأكاديمي والأنشطة الخدمية والمجتمعية ويشترط إجادة اللغة الأجنبية التي ستكون موضع الدراسة، وتقدم “الألفي للتنمية البشرية” العديد من برامج الدعم للسفر بالخارج على مستوى الدراسة قصيرة المدى وطويلة المدى عبر مراحل البكالوريوس والماجستير عبر توفير دعم بنسبة 50% من قيمة المنحة وقد يصل إلى 75% ولكنها تقتصر على مجالات الهندسة والرياضة والعلوم والتكنولوجيا بشرط حصول الطالب على 97% في الثانوية العامة، وتوفر “القلعة للمنح الدراسية” منحة للدارسين المصريين ممن لا تتجاوز أعمارهم الـ35 عاماً بشرط العودة إلى مصر مرة أخرى وتسخير خبراتهم وتعليمهم بالخارج في تنمية المجتمع كما أنها تشترط قبول الطالب بإحدى الجامعات الأجنبية كما أنها تشترط أن يكون الطالب بحاجة إلى المساعدة المادية.

عوامل اختيار المنح

حصول الطالب على منحة دراسية يحتاج إلى التنمية المستمرة لمهارتهم العلمية والاجتماعية، والإعداد والتجهيز للأوراق المطلوبة أثناء التقديم، ويتوقف اختيار المنحة على التخصص الدراسي والنفقات المقدمة من المانحين، فالالتحاق بالمنح الدراسية ليس أمراً خارقًا كما أنه متاح للجميع ولكافة التخصصات، ولكنة يحتاج إلى تحديد جيد للهدف والتركيز عليه والسعي وراؤه والتحلي بالمثابرة لاستكمال إجراءات التقديم ورباطة الجأش وتقبل الرفض ووضع أمامك دائما حل بديل.

وتبقى المشكلة الرئيسية هي عودة الطالب من الخارج لتسخير معرفته ومهاراته الجديدة لخدمة وطنه وبلده الأم، ولكن ما يحدث هو تأثير الغرب على عدد من الطلاب من حيث الحرية الفكرية والعقائدية ويقرر البقاء بالخارج، وينسى أن تقدم الدول يظل بأفرادها وفي حالة سفر جميع الخبرات والنابغين للخارج من أين سيأتي التقدم؟.

محمود الشرقاوي

محرر صحفي، عضو نقابة الصحفيين، متخصص في الشأن الإقتصادي والسياسي ومحرر قضائي لعدد من المواقع الإخبارية.