تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف تكتشفي إصابة طفلك بالتوحد؟ أهم طرق تشخيص التوحد

كيف تكتشفي إصابة طفلك بالتوحد؟ أهم طرق تشخيص التوحد

مرض التوحد من الأمراض المزعجة التي تصيب الأطفال فور ولادتهم ولكن علامات المرض لا تظهر إلا في غضون ثلاثة سنوات على الأكثر منذ الولادة، وهنا بعض الطرق البسيطة التي تساعد على تشخيص التوحد الذي يتم عند الطبيب المختص لمعالجة هذه الأمراض الخطيرة.

تشخيص التوحد

لكي يقوم الطبيب المختص بعمل تشخيص التوحد لطفلك عليك أن تعرفي أولًا ما هي سمات وصفات التوحد، وذلك حتى تعرفي إذا ما كان طفلك يعاني من هذا المرض النادر أم لا، ويعتبر مرض التوحد هو من الأمراض النادرة في العالم إذ أن نسبة الإصابة به لا تتجاوز الثلاثة بالمائة من أطفال العالم، ويكون الذكور في هذه النسبة ضعف الإناث بأربع مرات تقريبًا وهذا ما يعني أن نسبة المصابين من الأطفال الذكور هي ثمانين بالمائة ونسبة الإناث عشرين بالمائة، وهذه نسب تقريبية لمصابي مرض التوحد وفق الإحصائيات التي ذكرت من قبل، ولا يعلم الأطباء السبب الرئيسي تحديدًا وراء إصابة بعض الأطفال بهذا المرض والأسباب الموجودة والمعروفة في الوقت الحالي هي مجرد احتمالات مع أنها لا تكون منفردة، بل هي مجموعة أسباب تجتمع مع بعضها حتى تكون لنا طفل مصاب بمرض التوحد، وعادة ما تظهر علامات هذا المرض فيما بين العام الأول والثالث من عمر الطفل حيث أنه يكون متأخرًا عن بقية أقرانه، ويعاني من أشياء كثيرة أخرى سنذكرها في هذا المقال، فتابعوا معنا.

ما هو مرض التوحد؟

قام الأطباء بتعريف التوحد بعبارة بسيطة تعني التأخر في النمو العصبي لدى الطفل ويحدد مقدار التأخر بعد تشخيص التوحد من قبل الطبيب المختص، وهذا التأخر عبارة عن اضطرابات تضرب الجهاز العصبي وتجعله يعجز عن تيسير وظائف الدماغ كما يجب في الأوضاع الطبيعية، وهذا ما يمون مردوده على الطفل سيء للغاية فنجده ضعيف فكريًا لا يقدر على تطوير مهاراته الفكرية والاجتماعية، حيث أنه يبقى في عمر العامين لمدة تتجاوز الخمسة أعوام وهكذا ينمو ببطء شديد، وعندما يقوم أحد بمخاطبته لا ينظر إليه وكأنه سراب لا روح فيه وبذلك يتجاهل أقوال من أمامه وأوامره، وهذا بسبب الضعف الإدراكي واللغوي والحسي الذي يعاني منه الطفل في حياته نتيجة مرض التوحد الذي ضرب جهازه العصبي، ويقول الأطباء أيضًا أن الطرق المتبعة لعلاج المريض تسير وفق ثلاثة اتجاهات إذا تم التقصير في إحدى هذه الاتجاهات لن يتم شفاء الطفل مما يعاني به، وللأسف هو ليس علاج للقضاء على المشكلة من الأساس بل هو يعمل على تحجيم مضاعفات وأخطار المشكلة فقط لأن التوحد ليس له علاج نهائي إلى الآن.

أسباب الإصابة بالتوحد

قبل أن نقوم بالحديث عن كيفية تشخيص التوحد وطرق العلاج التي ستليها علينا أن نعرف أسباب الإصابة بالتوحد من الأساس، مع الكثير من البحث والفحص لم يتوصل الأطباء إلى سبب رئيسي لمشكلة التوحد وكل ما تمكنوا من الوصول إليه هي عبارة عن أسباب تشارك بنسب معينة وليس بالشكل الكلي، فلدينا خمسة أسباب تجتمع جميعًا لتظهر لنا مشكلة التوحد لدى الطفل ثلاثة من هذه الأسباب لها دور كبير وأثنين لهم دور صغير، وأولى هذه الأسباب هي الوراثة حيث أنه من الممكن أن ينتقل مرض التوحد عن طريق أحد أفراد العائلة المصابين به من قبل إلى المولود الجديد، فقد تحدث اختلافات غير طبيعية وشاذة في تكوين الكروموسومات الخاصة بالطفل أثناء تواجده في باطن الأم وهذا يؤدي لظهور التوحد، وثاني الأسباب حدوث مشاكل بيولوجية للأم مثل إصابتها بالتهاب في الدماغ أثناء فترة الحمل، أو أن تضربها الحصبة الألمانية المؤلمة، أو تعرض الأم لاختناق أثناء عملية الولادة.

وثالثًا أن يصاب الطفل باضطرابات في جهازه العصبي تؤدي إلى التأثر على الدماغ وفقدانها القدرة على أداء وظائفها بشكل طبيعي، وبالتالي تظهر مشكلة التوحد على الطفل والتي تبدأ بعدم إدراك الطفل لما يحدث بجانبه، رابعًا أن يكون الأب كبير السن يتجاوز الأربعين عام فهذا قد يكون سبب في إصابة المولود بمشكلة التوحد، خامسًا أن تحدث مشاكل نفسية أسرية للطفل وهنا يظهر التوحد لهذا الشخص وهو كبير السن كما هو الحال في وقتنا الحالي، حيث أنه قديمًا كان الأطفال فقط هم المعرضون للإصابة بمشكلة التوحد أما في الوقت الحالي أصبح من الممكن أن يصاب الكبار بهذه المشكلة أيضًا.

تشخيص التوحد وتحديد درجته

يتم تشخيص التوحد من قبل طبيب مختص بذلك ولها خبرة كبيرة في الأمر وذلك لأن التوحد يستلزم معرفة درجته من شديدة إلى متوسطة وضعيفة في الأخير، وهذه الدرجات لن يتم معرفتها إلا إذا كان الطبيب له دراية كبير بمرض التوحد وقد سبق له معالجة العديد من المرضى من قبل، وقد كان مرض التوحد لا يعرف إلا بعد نهاية العام الثالث من عمر الطفل وبهذا تكون الحالة قد تأخرت كثيرًا وهذا التأخر ليس في مصلحة الطفل أبدًا، فكلما مر الوقت كلما ازدادت حالة الطفل سوءًا نظرًا لأنه يكبر سنًا ولا يكبر عقلًا، ولكن مع تطور الطب أصبح من الممكن أن يتم معرفة وتشخيص المرض جيدًا في نهاية العام الثاني من عمر الطفل وبذلك تصبح الأمور قريبة بعض الشيء ولكنها ليست بالأقرب تمامًا، ثم بعد ذلك وفي الوقت الحالي أصبح لدى الطبيب القدرة على تشخيص مرض التوحد والطفل مازال في العام الأول له وهذا أمر جيد للغاية ويمكننا من تدارك الحالة سريعًا قبل أن تتأزم.

فيقوم الأهل بإرسال الطفل إلى الطبيب وسيقوم الأخير بإجراء بعض الفحوصات الغير مخبرية مثل اختبارات السلوك واللغة والفحص السريري واختبار الدم في النهاية، فيقوم أولًا بسؤال الأهل عن مقدار استجابة الطفل لما يقولونه له، ويعرف مدى تقدم مهاراته السلوكية والاجتماعية والقدرة اللغوية والفكرية لديه، حيث أن الطفل المصاب بالتوحد لا يقوم بنطق كلمة بابا وماما ولا يستطيع التعامل مع من أمامه ولا يبتسم لمن يضحك له أو يلاعبه، ومع محاورة الطبيب للطفل سيعرف ما إذا كان الطفل مصاب بالتوحيد بشكل أكيد أم لا، ثم يعرف درجته من شديدة ومتوسطة وضعيفة ليعد النظام العلاجي الخاص به.

تشخيص التوحد عند الكبار

كنا نسمع قديمًا عن أطفال يعانون من مرض التوحد ولكن في الوقت الحالي الأمر تغير وأصبح الكبار أيضًا معرضون للإصابة بمرض التوحد، ولذا فنراهم يتصرفون بغرابة كبيرة وهنا لابد من أخذهم إلى الطبيب المختص لكي يقوم بمعرفة ما إذا كانوا مصابين بالتوحد أم لا وهذا ما سيظهر لنا تشخيص التوحد الذي يجريه الطبيب، وهو عبارة عن مجموعة من الأسئلة التي يسألها لهذا الشخص وأهله ومن يتعامل مهم، وتقسم هذه الأسئلة إلى خمسة جداول بكل جدول أربعة أسئلة يتم تقييم الشخص بعض الإجابة على تلك الأسئلة، وكلما كانت درجات المريض عالية كلما كانت المشكلة لديه كبيره ويستلزم معالجتها سريعًا، وتكون أعراض التوحد لدى الكبار كالآتي فقدان الاتصال بالعين مع الأشخاص الآخرين، عدم تكوين صداقات كثيرة بل يكون أصدقاء هذا الشخص قليلون للغاية وغير مقربين إليه، ونلاحظ أن بعض من مرضى التوحد هم موهوبون في شيء معين أو متفوقون في مجال دراسي محدد مثل التاريخ والرياضيات والعلوم.

وأيضًا قد يعاني هذا الشخص من صعوبات بالغة ومتكررة عند ممارسة الرياضة وخاصة العدو، ونجدهم أيضًا يعانون من بطء كبير في إنجاز المهام التي تسند إليهم لأنهم لا يشعرون بالوقت وهو يمر، وأيضًا قد يكون لديهم إضرابات في الإحساس فمنهم معدومي الإحساس الذين لا يشعرون بأي شيء ومنهم شديدي الإحساس الذين يتأثرون بكل المواقف التي يتعرضون لها، هذه تعتبر هي أهم العلامات التي نجدها في الشخص الكبير المصاب بالتوحد.

علامات وأعراض التوحد

توجد بعض الأعراض والعلامات التي من خلالها يمكننا معرفة ما إذا كان الطفل مصاب بالتوحد أم لا، ومن هذه الأعراض عدم قدرة الطفل على التحرك بشكل جيد وسليم فنجده دائم التعثر وإذا شارك في أي نشاط رياضي يسقط سريعًا فيه، وأيضًا يكون الطفل في هذه الحالة غير قادر على تقليد الأشياء التي تحدث حوله، مثلما يحدث من قبل الأطفال الطبيعيين حيث أننا نجدهم يحاولون تقليد أي فعل نقوم به وهذا ما نفتقده في مريض التوحد، ولدينا أيضًا عدم استجابة الطفل للكلام والأوامر التي تملى عليه فإذا أمره أحد بفعل شيء يقوم بالهرب ولا ينفذه إلا في حالات نادره، وأيضًا نجد مريض التوحد لديه ضعف في التواصل اللغوي فعادة ما يتأخر كثيرًا عند نطق كلمة بابا وماما وهي أسهل الكلمات لدى الأطفال، وذلك لأن النمو لديه ضعيف وبطيء للغاية فالطفل الذي عاني من التوحد ولديه خمسة سنين يكون ذو عقل سنتين فقط.

وأيضًا قد تكون لديه مشاكل في السمع أو بالأحرى ليست بالسمع بل بالاستجابة والإدراك فهو لا يستمع إلى من ينادي إليه ولا ينظر له، حتى لو نودي باسمه لا يجيب فيتوهم للمخاطب أنه أصم، وأيضًا إذا قام أحد بسؤاله عن شيء ما يرد عليه برد ليس له علاقة بالسؤال تمامًا، وأيضًا تكرار الكلام كثيرًا وعكس ضمائر المتكلم وعدم فهم لغة العيون وإصدار ردود أفعال غير متوقعة تمامًا، كل هذا وأكثر يستلزم طبيب مختص في تشخيص التوحد.

علاج التوحد

بعدما عرفنا كل ما يخص مرض التوحد علينا أن نتعرف على طرق علاج هذا المرض بعدما ينهي الطبيب تشخيص التوحد لدى طفلنا، فبداية علينا أن نقوم بإرسال الطفل إلى مراكز تطوير السلوك الإيجابي في الإنسان حتى يتعلم ويحفظ السلوكيات الإيجابية ويتجنب السلوكيات السلبية، ثم تحديد أمور وواجبات معينة يجب أن يقوم بها الطفل يوميًا وذلك لأنه لا يحب التجديد والتغيير بل يفضل الروتين اليومي وتطبيقه جيدًا، ثم الاهتمام بالجانب الغذائي وتقديم وجبات مليئة بالفيتامينات والكالسيوم لكي تزيد من نموه وتطوره يومًا بعد يوم، ثم وضع الألعاب التي تنمي الذكاء أمام الطفل دائمًا حتى يقوم بحلها ويزداد معدل نموه وذكاءه شيئًا فشيء، وأيضًا ألا نبقى الطفل جالسًا أمام التلفاز لوقت طويل ولا جالسًا بمفرده من الأساس وخاصة في أولى سنين عمره، ثم علينا أن نقوم بمخاطبته بصورة دائمة حتى يستطيع التعود على الكلام الذي قد يكون ضعيف للغاية لديه.

فنجلسه بجوارنا دائمًا ونحدثه كثيرًا لكي يقوم بتقليد الكلام وحفظه، ثم علينا أن نرسل الطفل إلى مراكز أو حضانات خاصة بمريضي التوحد وذلك لأنهم سيكونون على اتصال شديد ببعض ومستواهم الفكري متقارب، وهذا ما سيجعلهم يطورون نفسهم جنبًا لجنب وهو بالطبع ما نريده نحن، وأخيرًا الاشتراك في الأندية الرياضية لتنمية مهارات الطفل التي تكون ضعيفة نسبيًا.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

أحمد حمد

اهوى القراءة والمطالعة عن كل جديد. الإنترنيت اتصفحه لزيادة المعرفة. اكتب في مواضيع عدة وخاصة تلك التي تقدم أرشادات وتعليمات لمساعدة الأخرين

أضف تعليق

أربعة × 1 =