تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف تتمكن من تربية الحمام الزاجل وما الخصائص المميزة له؟

كيف تتمكن من تربية الحمام الزاجل وما الخصائص المميزة له؟

تربية الحمام الزاجل عند العرب كانت مهمة جدًا حيث كان الحمام الزاجل الوسيلة الوحيدة آنذاك لتوصيل الرسائل بسرعة فائقة، وهذه الرسائل ليست عادية بل كانت رسائل مصيرية تصل إلى قيام حرب أو قتل شخص، فتربية الحمام الزاجل كان العرب من أوائل الناس في الاهتمام به.

تربية الحمام الزاجل

مما رُوِي عن الاعتماد على الحمام الزاجل في الحروب ودوره المهم فيها بأنه كان مثل جهاز الاستخبارات وخصوصًا في مصر أيام محاولات استقلالها، فكانت قلعة القاهرة مركزًا لإرسال واستقبال المكاتبات التي كان يحملها الحمام الزاجل، وكان يُربّى في أبراج مخصوصة أجود أنواع الحمام الزاجل، وكما كان الحمام الزاجل من نوعه الخاص كانت الرسائل التي تُكتب متقنة ودقيقة للغاية ويشرف عليها أشخاص من ديوان الكتابة، واختاروا نوعًا خفيفًا من الأوراق التي تحمل هذه الرسائل لتكون خفيفة على الحمام أثناء طيرانه بها. فحينما هوجمت مصر مرتين من الشمال من قبل الصليبين كان سربًا كاملًا من الحمام الزاجل ينقل أخبار الحرب، فإذا به خبر سيئ يقع كل طائر على أبراج القلعة مسودًّا، ولما انتصر المصريون نزل الحمام الزاجل على أبراج القلعة مطوّقًا بالعطر والمسك. فإن تربية الحمام الزاجل كانت مهمّة في ذلك الوقت.

كيف يعرف الحمام الزاجل المكان المرسل إليه؟

تربية الحمام الزاجل كيف يعرف الحمام الزاجل المكان المرسل إليه؟

هنا يوجد أكثر من تفسير في كيفية معرفة الحمام الزاجل المكان المرسل إليه، فتكاثرت بحوث العلماء حول ذلك، فتوصّل بعضهم إلى نظريات مختلفة تكاد تقترب من الصحة، ومن أهم هذه النظريات: أنّ الحمام الزاجل يمتلك قدرة على تحديد الأماكن المرسل إليه فيها من خلال رسم خريطة لنفسه تمكنه من تحديد اتجاهه، أو أنّ التغيّرات التي تحدث في الضغط الجوي أو في المجال المغناطيسي يستطيع الحمام الزاجل معرفة المكان من خلالها، وبالرغم من وجود هذه النظرية إلّا أنها لم تحظى بالإثبات الدقيق للقيام بعدة تجارب للحمام لم تُظهر نتائج دقيقة لها، إلى أن توصّل أحد العلماء إلى نظرية تقول أن الحمام الزاجل عنده القدرة على تحديد طريقه من خلال قدرته على سماع أصوات منخفضة التردد ولا يتمكن البشر من سماعها، مع تعزيز حاسة سمعه الفريدة من نوعها، ولكن فُسِرت هذه النظرية بأن هناك حمام زاجل ضاع ولم يرجع لأن تغير التضاريس الجويّة يؤثّر على هذه الترددات فبذلك يفقد الحمام فيها قدرته على الرجوع مرة أخرى إلى موطنه الأصلي. وهناك بعض الأقاويل أن الحمام الزاجل يتميّز بمعرفته لموطنه الأصليّ الذي تربّى فيه، فبذلك يرجع إليه مرة أخرى. ويرجع معرفة الحمام الزاجل المكان المرسل إليه من طريقة تربية الحمام الزاجل نفسها، ويمكن ذلك من خلال تبادل المرسِلين للحمام فيما بينهم، فيجب أن تكون طريقة تدريب الحمام صحيحة ودقيقة.

تربية الحمام الزاجل للمبتدئين

أنت كشخص مبتدأ تقوم بخطوات معينة لتربية الحمام الزاجل أولها: قم باختيار القفص المناسب فيكون على هيئة رفوف صغيرة كل رف يحوي حمامة واحدة فقط، والحكمة في ذلك هي تجنّب تعاركهم مع بعضهم، وتبدأ بقفص صغير يستوعب من ثلاث إلى أربع حمامات، وذلك للرحمة بهذه الطيور لتستطيع التنفُس بشكل أفضل فتتجنّب الزحمة، ويجب الاهتمام باختيار نسل معروف من الحمام، فليس الهدف من تربية الحمام الزاجل الكمية، بل النظر إلى الجودة والنوع، ثم تبدأ بعد ذلك بمعرفة كيفية الأكل والشرب لها، فيمكن أن تضيف إلى الماء ملعقة طعام من خلّ التفّاح من وقت إلى آخر، والعناية الشديدة بتقديم ماء نظيف للحمام، وننظر إلى كميّة الطعام التي تُقدّم للحمام، فإذا كان الحمام الزاجل في مرحلة التدريب يحتاج إلى ملعقة واحدة من طعامه يوميًّا وخصوصًا في وقت العصر، فيكون قد انتهى من تدريبه وعائدًا إلى مكانه، فيكون طعامه جاهز أمامه فور عودته، لأنه في وقت التدريب يكون الحمام قد فقد كثيرًا من الماء وأنهكه التعب، وخشية أن يبحث عن طعام آخر من أسطح مجاورة غير سطحك.

الحمام في موسم التفريخ

وإذا كان الحمام في موسم التفريخ يكون الطعام مستمر لأمهات الأفراخ دون انقطاع لبناء أجسامهم الضعيفة، بعد أسبوع من التفريخ يقدّم إلى الأم مادة تحتوي على أملاح معدنية، وقبل فطام الأفراخ بخمسة أيام يُقدّم إليهم الطعام بشكل يومي مستمر، وتبدأ بعزل الأفراخ عند رؤية الريش تحت الجناح كاملًا، وتبدأ في هذه الفترة بتقديم الطعام دون انقطاع، ثم رويدًا رويدًا يكبرون، وتقوم بتقديم ملعقة واحدة من الطعام فقط يوميًّا، ويبدأ الحمام بصعوده السطح مرة فمرة حتى تقوم بتدريبه على ذلك، فيستطيع الطيران، وتقوم بصنع مهابط طيران لهم. وحاول عدم الزيادة عن الملعقة الواحدة لأن الهدف هو إنتاج حمام خفيف ورشيق يستطيع الطيران بسهولة.

تربية الحمام الزاجل للأكل

تشتهر تربية الحمام الزاجل للأكل خصوصًا في الريف، وذلك لوجود أماكن متّسعة تسمح لهم بتربية الحمام، فيعتمدون عليه في الأكل وغالبًا في بيعه أيضًا للاستفادة المالية، فيهتمون بـ تربية الحمام الزاجل ببدء صنع أبراج عالية له، وهذه الأبراج تسمح بدخول أشعة الشمس إليها لكي يستطيع الحمام التخلص من الرطوبة، فيضع الحمام بيضه ويبني عشه ويبدأ بالتكاثر، ويتم صنع عش مخصوص ليسمح بالتزاوج بين الحمام، وهذه البيوت محمية بسقف لمنع دخول أي شيء خارجي عليها، ويُقدّم الطعام والماء للحمام لتوفير الغذاء المناسب له، وأحيانًا يعتمد الحمام على ما يلتقطه من البذور والحشرات الصغيرة من الحقول المجاورة، ويتم توفير الغذاء له بشكل كامل في فصل الشتاء لأن الجو يكون باردًا وتؤثر الرطوبة على الحمام. ويتم وضع زوجين من الذكور والإناث في كل رف لكي يستطيع الحمام التزاوج. فكل ما نحتاج إليه لتربية الحمام الزاجل للأكل هو توفير المسكن المناسب، وتوفير الغذاء الصحي والماء النقي الخالي من الشوائب.

من أنواع الحمام المناسب للأكل

تربية الحمام الزاجل من أنواع الحمام المناسب للأكل

وأما بالنسبة لاختيار الأنواع المناسبة لتربية الحمام الزاجل للأكل، فيشتهر الحمام البلدي والذي يتميز بأن لحمه غير قاسٍ وليّن ويعتبر وزنه كبير، وهناك الحمام البريّ والذي ينتج عن التزاوج الخارجي والاختلاط بأنواع كثيرة من الحمام، ويتوفر منه عدة ألوان وأحجام، ويمكن لمربي الحمام البريّ أن يحصل على عدد ما بين ستة إلى ثمانية أزواج في السنة الواحدة، وهناك الحمام الروميّ، ويعد من أكبر أنواع الحمام حجمًا، ولكن يقل توفره بسبب قلة عدد الزغاليل التي تنتجها. هذه أشهر الأنواع لـ تربية الحمام الزاجل ، وهناك أنواع أخرى كالحمام الأوروبي والحمام الأمريكي. ويتميز الحمام بعدة صفات تجعله يتميز عن باقي الطيور الأخرى ومنها: شكله الرائع والجذاب الذي أبدعه الخالق، ومذاق لحمه الجميل والذي يعتمد عليه كثير من الناس في غذائهم، وتكلفة تربيته قليلة مقارنة بالطيور الأخرى، ولا توجد فوارق واضحة بين الجنسين، لكن يتضح أكثر في رأس الحمام الذكر أكبر منه في الأنثى، ويتواصل الحمام مع بعضه بصوت يسمى “الهديل”، ويكون الصوت صادرًا من الذكر أكثر من الأنثى، والتفريخ عند الحمام لا يقتصر على وضعه لبيضه وقت معين من السنة، وتحضن الأم البيضتان لثمانية عشر يومًا، ويتناوب معها الذكر في ذلك.

هناك نعم كثيرة أنعم الله علينا بها كالحمام الزاجل، لذا يجب الحفاظ على الحمام الزاجل، والاهتمام بموضوع تربية الحمام الزاجل ، واستخدامه بشكل لائق والمحافظة على نسله، فقد اعتمد عليه من قبلنا من الآباء والأجداد والقدامى في كثير من الاستخدامات الهامّة، فكان سببًا في قيام الحروب كما كان سببًا في محاولاتٍ للصلح، فكان من الوسائل الهامّة في الدولة. فإن تربية الحمام الزاجل لا تتوقف عند حدٍ معين من الزمان، بل تتواتر عبر العصور والأزمنة المختلفة للتطوير من نسلها، ومعرفة الأكثر عنها، وأن نجتهد للمحافظة عليها.

أضف تعليق

أربعة × 1 =